هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 29تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1041853 توقيع المنتدى :
موضوع: أثر البيئة في نشوء الفكر الأسطوري واللغة الجمعة مايو 25, 2012 7:46 pm
أثر البيئة في نشوء الفكر الأسطوري واللغة
د.محمد بدر الدين زيتوني
تتوزع الأرض بيئات مختلفة تبعاً لقربها أو بعدها عن خط الاستواء أو عن البحار والبحيرات والأنهار وتبعاً للارتفاع عن سطح البحر كالهضاب والجبال أو الانخفاض عن سطح البحر كأغوار الانهدام وما شابه..
وتبعاً لهذه المتغيرات الجغرافية تتغير الزمر النباتية كمّاً ونوعاً وتتغير الزمر الحيوانية أيضاً، وكلها قد تكيفت مع بيئتها منذ ملايين السنين.
ولقد أثبتت التجارب أن ليس كل الزمر النباتية أو الحيوانية قابلة للتدجين، ولنضرب مثلاً على ذلك منطقة آسيا العربية الواقعة بين الفرات والنيل. فهي منطقة معتدلة المناخ متساوية الفصول فيها زمر نباتية برية كالقمح والشعير وفيها من الأشجار التين والزيتون والنخيل منذ عصور ما قبل التدجين، ولحسن الطالع أنها تصلح للتدجين، وكذلك بالنسبة للزمرة الحيوانية للمنطقة ذاتها كالجمل والبقر والغزال والماعز والشاة والذئب والهرة كلها صالحة للتدجين.
هذه الأسباب وغيرها جعلت الوطن العربي الكنعاني القديم سباقاً في تدجين الحيوان أولاً ثم تدجين القمح والشعير والتين والزيتون فيما بعد والتحول من حياة الصيد غير المستقرة إلى حياة الاستقرار في قرى رعوية أولاً ثم رعوية زراعية فيما بعد وقيام المجتمع البشري وما نتج عنه من تطورات هامة في حياة الإنسان1-.
المنعطفات التطورية الهامة في مسيرة الحياة الإنسانية.
نذكر من هذه المنعطفات استعمال النار -استعمال العصا- تدجين الكلب أولاً ثم باقي أنواع الماشية ونشوء القرية الرعوية- تدجين النبات (الزراعية) وتطور القرية الرعوية إلى مدينة وحضارة مدينية. منجزات الحضارة المدينية: بناء البيوت -اختراع الفخار- اكتشاف المعادن اللينة -قيام الحرف المدينية -التبادل التجاري بين المدن- الكتابة والحساب. هذه المراحل شكلت بصمات في فكر ومعتقد وسلوك الإنسان لا تزال آثارها مستمرة حتى اليوم. وسنستعرض بعضها باختصار.
اكتشاف النار: مما لاشك فيه أن الإنسان أخذ النار الأولى من البركان وما أكثر البراكين في الوطن العربي. وكان أثر انفلاق البركان (فلقان= فولكان) وخروج المادة السائلة منه اللافا (لابا= الحرة البركانية. وتقع مدينة يثرب بين لابتين أي حرتين بركانيتين) أدى إلى تشبيه البركان بحيوان خرافي هو التنين تخرج من عيونه وأنفه وفمه وأذنيه النيران المميتة فقد ارتبط هذا البركان بالموت وبالعالم الآخر وبالشر والشرير ففي جنوب الجزيرة العربية بقايا بركان قديم تخرج من فوهته غازات كبريتية كريهة تشبه رائحة الجيفة اعتبره القدماء العالم الآخر ورمز جهنم موطن الأشرار بعد الموت وأسموه حضرموت أي بئر الموت.
أما موطن الأخيار فهو في حدائق مثمرة لا حارة محرقة ولا باردة زمهرير.
استعمال العصا: أول من استعمل العصا سكان الوطن العربي القديم يدل على ذلك أنها سنة الحكماء والأنبياء المتوارثة منذ القديم حتى ظهور الإسلام يؤكد ذلك أن الشعوبيين كانوا يعيرون العرب باستعمال العصا وحملها خاصة أثناء الخطابة. وقد أصبح استعمالها سنة نبوية. ورد في القرآن الكريم قوله: (وماتلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى).
والمآرب الأخرى كثيرة وهامة نذكر منها:
فالقبض على العصا أدى إلى تبدلات تشريحية هامة في جسم الإنسان منها: تطوير شكل اليد بأن أصبح الإبهام يقابل بقية الأصابع وهذا التطور في اليد أعطاها مهارة كبيرة ومكنها من القبض على القلم فيما بعد من أجل الكتابة. والكتابة في الأسطورة مرتبطة بالقمر "تحوت" الذي علم "بتاح" العلوم كلها والمهن ومنها الكتابة؛ لذا فإن كلمة يد من أسماء القمر "تحوت" وهي رمزه الهيروغليفي ولا تزال اللهجات الكنعانية المهاجرة تقول توت (طوط= اقبض في اللغة التركية) توش -ططش في الافرنسية والإنجليزية وبما أن القمر خرج من بيضة وضعتها عشتار "صن" (هن: الدجاجة في الإنجليزية وهي رمز عشتار) فإن البيضة القمرية صارت تعلو عصا الحكماء أما عصا الحكام وأصحاب السلطة فإن عصاهم يعلوها شكل الهلال وهو المنجل الذي يحصد الرؤوس في الحروب (يقول الحجاج في خطابه إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها أي حصادها كما يحصد المنجل الموسم اليانع).
كما طورت العصا مفاصل الكتف والحرقفة والعمود الفقري بتحسين وقوف الإنسان كالألف (والأبجدية الحالية تعتبر الألف كالعصا) ووسعت الساحة البصرية وبالتالي النظر إلى الأفق وإلى الشمس وشروقها وغروبها وظلها. وإلى القمر ونموه واكتماله ثم ضموره وزواله وما يحدثه في البحر والإنسان. وصارت العصا رافعة ومقياساً للأرض والأعماق وسلاحاً وخاصة بعد أن أضاف إلى قمتها النار المشتعلة مما جعله الأقوى بين الوحوش.
تدجين الحيوان: أقدم حيوان جرى تدجينه على أرض الوطن العربي هو الكلب2- وكان ذلك في أواخر العصر الحجري القديم، أي مالا يقل عن خمسة عشر ألف عام ق.م وتسمى أسلاف الكلب البرية: لب -نع وتحول الاسم بعد التدجين إلى كلب -كنع وتسمى الفصيلة الذئبية الكلبية الثعلبية الفصيلة الكنعانية Espèce camime وهكذا صار اسم القوم الذين دجنوا الكلب الكنعانيون وهم أول من تحول من صياد غير مستقر إلى راعٍ مستقر يسكن قرية رعوية ويتكلم بلغة قروية مصطلح عليها مع باقي الرعاة تسمى اللغة الكنعانية. وهي اللغة الأم الكبرى وصارت كلمة "تنع" تعني حارس القطيع ويُسمى الراعي كنعان وهو حكيم عصره وصار الملوك كلاباً والشعب حملان. وهكذا قال السيد المسيح: جئت من أجل حملان بني إسرائيل الضالة (أي الذين ضللهم الاحتلال القورشي وانكشاريته اليهودية" وكل من ضل من الموسويين أو المسيحيين أو المسلمين عن الحنيفية الإنسانية إلى الثنائية العرقية هو المعنى بقول القرآن ولا الضالين -آمين. وهكذا نجد التقاء المسيحية بالإسلام في جميع المبادئ الإنسانية مما يؤكد أنها دين واحد.
لقد غير مجتمع القرية كثيراً من المفاهيم عند الإنسان.
فقد كانت البطولة في عصر الصيد تقوم على قتل الثور وهكذا فعل جلجامش حين قتل ثوراً برياً بحجر وعصا أدهش قومه وانتقلت حكاية قتل الثور إلى إسبانيا مع المهاجرين الزراع وتحولت إلى رياضة مصارعة الثيران ولكن بعد تدجين الثور صارت البطولة أن يحافظ الراعي على حياة الثور من هجوم الوحوش البرية وهذا ما أصبحنا نراه في الأختام الأسطوانية.
التطور الهام الذي حصل نتيجة قيام المجتمع الأول هو ولادة مفهومي (الخير والشر فقد أصبح الدفاع عن القرية وعن القطيع وعن البئر من أعمال الخير.
وأصبح إيذاء الماشية وتلويث البئر والاعتداء على الجار من عمل الشرير وسيكون لهذين المفهومين شأن عظيم في الفكر البشري بأن تتوسع هذه المفاهيم ويصبح لفاعل الخير بدءاً من الألوهية ثم البطولة ثم الوجاهة..
وأن يصبح فاعل الشر شريراً شيطاناً عفريتاً مجرماً مؤذياً لصاً.. الخ.
الزراعة: أولى القرى في التاريخ قامت بين حلب ونينوى (الموصل)3- وكانت قرية رعوية في بادئ الأمر ثم تحولت إلى مدينة رعوية زراعية ثم إلى مدينة دولة.
الرعاة قدسوا الكلب وجعلوه طوطماً مقدساً نظيراً للإله. كما قدسوا الخصب وعلى قمة أرباب الخصب تقبع عشتار ذات الورك الكبير أي الكثير الإنجاب. وعلى اسم عشتار وجدت مدينة الوركاء وبما أن اليمامة من رموز عشتار صار اسمها ورقاء. وقد عبدت مدينة الورقاء تموز الصياد أولاً ثم الراعي كزوج لعشتار الأم.
أما كلب الراعي دوغان فلم تبرز عبادته إلا بعد قيام زعامة بابل الآمورية الأولى فقد برز مردوك (مرر دوغ) dog بطلاً متفوقاً على جميع الأبطال الذين عجزوا عن قتل التنين البحري تيامات فاستطاع قتله وإرساء قواعد الأمن في المنطقة، بمعنى أن دولة بابل قد أرست قواعد الأمن في المنطقة العراقية الجنوبية. وفي اللغة الكنعانية god مقلوب dog كما أن انكي (ان-كي) مقلوب (كي -ان) أي chein وهو نفسه الكلب الكنع - ومن عجب أن كارهي الوحدة للشعب الكنعاني العربي بين الفرات والنيل يصرون على أن شعب سومر الذي عبد انكي (الكنع) هو غريب عن المنطقة. علماً بأن كلمة سومر هي جغرافية وليست عرقية ومعناها مكان التقاء النهر الفراتي /سو/ بالبحر (مر= mer) أي الماء المر.
ولقد ظهرت دلائل قوية على أن الهجرة من الخليج كانت باتجاهين الأولى نحو جنوب العراق ثم أوسطه ثم شماله هي مجموع سكان العراق القديم والحديث والثاني باتجاه الحجاز وتيماء ثم نحو مصر ونحو سوريا وهم الذين لُقّبوا "فينيقيون -كنعانيون". وأسسوا محطات في طريقهم من صور الخليج إلى صور المتوسط ومن مردوغ عُمان إلى مردوك العراق إلى مردوغ حوران ومردوك جبل العرب. ودجن (نجد) الحجاز ودجن فلسطين ودجن أوغاريت وحلب (ودجن هو الكنع)
أفكار التكوين حسب الأقاليم العالمية المختلفة4-
يقول فيلون الجبيلي في كتابه تاريخ فينيقيا أن أديان العالم انطلقت من أرض فينيقيا. ويشبه هذا القول ما ورد في مجلة سيانس ارفي (العلم والحياة الفرنسية) أن العالم انطلق من الشرق الأوسط.
ومقولة إن لكل إنسان أن يفخر بأن له وطنين، وطنه الذي يعيش فيه ووطنه القديم سوريا.
وسنرى أن معظم أساطير التكوين العالمية قد اعتمدت على أسطورة كنعان مع تبديل يتناسب مع البيئة والمناخ.
ففي شبه القارة الهندية نجد أن معظم السكان يكتفون بالغذاء النباتي ويحرّمون أكل الحيوان. وذلك لأن الهند غنية جداً بالنبات وهي من أخصب بلاد الدنيا وأكثرها تنوعاً نباتياً ولولا ذلك لما انتشرت عقيدة تحريم أكل اللحم -كما أن المناخ الحار للهند لا يستوجب كمية كبيرة من الحريرات من أجل طاقة النشاط الإنساني على عكس المناطق الباردة القريبة من القطب والتي يحتاج فيها الإنسان إلى كمية كبيرة من الحريرات لمزاولة نشاطه ولدفع غائلة البرد عنه فهل يعقل أن يتبنى سكان الدوائر القريبة من القطب الحياة النباتية؟
كما أنه لا يعقل بل لا يمكن لسكان البوادي والصحاري الفقيرة بالنبات أن يؤمنوا بالحياة النباتية إذ لابد لهم من الاعتماد على الحيوان في غذائهم مع القليل المتوفر من النباتات الصحراوية وما تجود به الواحات نشاهد ذلك في حماد سوريا (بادية الشام) وحماد (صحراء الجزائر) وصحراء النفوذ (الجزيرة العربية) ونيفادا (الصحراء الأمريكية مهجر الكنعانيين الفينيقيين).
أما أسطورة التكوين الهندية فهي شبيهة بأساطير التكوين الكنعانية (كما سبق أن قال فيلون) فهي تقول: إن بيضة أولية تسمى نارايانا كائنة على سطح القمر قبل الخلق، في داخلها مختصر الكون وكل ما فيه.
أما في الصين: فقد زعمت الأسطورة وجود خلية مفردة في البدء. تسمى تشاي أو الاثير (بدلاً من البيضة الأولية)، هذه الخلية انقسمت إلى اثيرين متناظرين متعارضين يسميان الين واليانغ نتيجة التبخر الذي أثاره الطاو (القوة) ومن تداخل هذين الاثيرين المتعارضين تداخلاً متفاوت الدرجات تشكلت الأشياء المختلفة المظاهر.
ومن خصوصيات الفكر الصيني قولهم إن الإنسان الأصفر خلق من تربة صفراء وإن الإنسان المريض قد ولد من تربة رطبة في الأصل.
فإذا انتقلنا إلى خصوصيات الفكر التكويني لدى سكان الجزر البحرية مثل بولينيزيا وتاهيتي وهاواي وغيرها نجدها تنطلق من مقولة بطل صياد لأنهم يعيشون على الصيد البحري. اسم البطل تارو في مكان ما وتانغارو في آخر وهو دائماً صياد بطل لدرجة الألوهية اصطاد أرضاً من قاع المحيط وأخرجها إلى سطحه وأسكن فيها الناس لكي يمارسوا صيدهم وحياتهم عليها.
أما في أفريقيا: حيث المراعي الشاسعة الواسعة والماشية المتنوعة وخاصة البقر نجد أن البطل المقدس /اوكوا/ حفيد كولا (كولا شجرة أفريقية ترمز للربة الأم. وتعطي ثمرة تشبه بيضة الربة الأم) البقرة البيضاء المقدسة هي أمه خرجت في الأصل من نهر النيل (إشارة للأصل الكنعاني) وهو بدوره تزوج من كاهنات النيل وصار جد قبيلة الشيلوك (قارن شيلوك مع مردوك وتبوك -ويرموك -وباروك) وكلها ذات لاحقة وك وهي لهجة من وس ومن معاني الكنع.
ونلاحظ في الأسطورتين السابقتين وضوح الأثر البيئي في تكوين الأسطورة واللغة.
لغة المقدسات وأساطير التكوين في الوطن العربي
أ- تتوزع أراضي الوطن العربي الكبير بين المنطقتين الحارة والمعتدلة وسماؤها صافية في معظم أيام السنة وتكثر فيها البوادي والصحاري ذات المناخ القاري ذي الفروق الحرارية الكبيرة بين الصيف والشتاء وبين الليل والنهار -هذا المناخ يجعل السكان في الصيف الحار يختفون ظهراً (الهاجرة) ويظهرون ليلاً ليمارسوا نشاطهم. يختفون من الشمس ربة الحرارة ويظهرون مرحبين بالقمر رب البرودة ليلاً.
أول ما يرى الناظر إلى السماء ليلاً هلالاً وبالقرب منه نجمة لاحقة اعتقد الأقدمون أنهما زوجان الهلال هو الذكر والنجمة هي الأنثى وأسموها زهرة أو لاله (مؤنث هلال). وهي الربة الأم التي أسقطت فيما بعد على الأرض. إن عقيدة الخصب جعلت الأجداد يطلقون أسماء القمر والأرض على كثير من مدنهم مثل: حلب -حلبية، حلبان -حلبجة، تل حلف -حلباء سن- سنارة، حل - حلوان، آمد- دام (مقلوب آمد).
وبما أن القمر ينير الأرض ليلاً مما يعيق عمل الأشرار واللصوص الذين يعملون في الليل فقد اعتبروه رمزاً للحق (من أسماء القمر حق) وحرباً على الأشرار (رب حرب).
ب- وبما أن معظم الأراضي الزراعية في الوطن العربي الكبير تعتمد على المطر في زراعتها لذا فإنهم تصوروا للمطر رباً اسمه بعل= بل= هبل.
يركب الغيوم ويضرب أعداءه بالصاعقة ويلبس جبة تنزل منها خيوط المطر كما تنزل الشراشيب من الثوب أو الشال أو العمامة (وهو فن تشكيلي أصله خيوط المطر) ويحمل بعل باليد الأخرى بلطة (نسبة لـ بل) ويحتفلون بطقوسه بقرع الطبل (ط-بل).
فإذا كان القمر معبود الرعاة فإن بعل معبود الزراع.
وفي حلب معبد لحدد (بعل) اسمه /عين التل/ (هدمته شركة النقل الداخلي وجعلته محطة) خرج من التل تمثال "لحدد" وفي عنقه مدالية على شكل هلال إشعاراً بأن عبادته جاءت بعد عبادة القمر -كما يوجد في حلب معبد لقمر اسمه /دوار القمر/ في طريقه إلى الانهدام لأن مكتشفه كاتب المقال وليس أجنبياً. وموقعه جنوب المدينة
ج- لقد صنع الأجداد الكنعانيون علاقة طيبة بين القمر وبعل كما تدل الأسطورة التالية5- تقول الأسطورة: إن الأشرار الذين تضايقوا من نور القمر الفاضح لعملهم الليلي تآمروا على سرقة نوره، فسرقوه، إلا أن البطل بعل تدخل بسرعة وحارب الأشرار وأعاد للقمر نوره وبذلك لم يطل زمن الكسوف.
وهكذا نشأت بين المقدسين صداقة وتعاون هي في واقع الأمر رمز تفاهم الرعاة ورمزهم القمر والزراع ورمزهم بعل.
فالماشية التي ترعى بقايا الحقل المحصود تسمد الأرض وتقويها من أجل موسم قادم. وبشأن تقبل الزراع للرعاة وردت أسطورة رافدية تقول إن عمورو (مارتو) رب البدو الرعاة تقدم من عشتار ربة الخصب طالباً يدها (وفي أسطورة أخرى تقدم تموز الراعي من عشتار طالباً يدها للزواج). فرفضته لأنه يأكل بيده ويلبس خشناً، لكنه أقنع عشتار بأن زبدته الطيبة لا تقل جودة عن ثمار المزارع. فقبلت به وتزوجته بعد حوار جميل-وتفسر هذه الأسطورة الهجرة البدوية الرعوية الامورية إلى بابل وامتزاجهم مع الزراع بابل الأولى ومعبودها مردوك (دوغ-دوغان) dog /god والتي جلبت الاستقرار للمنطقة ووحدتها وأعطت العالم شريعة حمورابي التي قدمها الرب شماش لملك بابل.
وبعد مرور ألف عام نهضت بابل من جديد بزعامة أحفاد سكان بابل الأولى
ومن أجل العبرة وعدم تكرار المأساة -مأساة سقوط بابل الآرامية العظيمة عاصمة الدنيا نقدم صورة عن المأساة. لقد تنافس كهان معبد مردوك ومركزهم الرئيس من مدينة بابل العاصمة مع كهان معابد سين المتمركزين في مدينتي اور وحران -تنافسوا مع بعضهم لدرجة العداء بل لدرجة الخيانة. فضعفت الدولة وانفرط الصف الداخلي.
استغل قورش المجوسي هذا الاختلاف وتظاهر أنه يريد نصرة جماعة مردوك من أجل إعادة هيبة العاصمة. فسمحوا له باحتلال المدينة وعندها سحقهم ثم سحق جماعة سين وقضى على الدولة البابلية الآرامية الكلدانية عاصمة الدنيا وزينتها وجعل بابل مركز انطلاق ورأس جسر لنشر الثنائية المجوسية والعرقية والإباحية الجنسية التي عرفت فيما بعد باسم الشعوبية والتي اسمها اليوم البرغماتية.
ورد في القرآن الكريم: " يعلمون الناس السحر وماأنزل على الملكين ببابل"...
" فيتعلمون منهما مايفرّق بين المرء وزوجه" أي ( الإباحية) [ والسحر: أي المجوسية].
بقي أن نعرف من هو قورش: إنه مسيح اليهود (اشعيا -سفر 45).
القمر كمثال للدراسة
قلنا إن البيئة هي العامل الأول في نشوء الفكر الديني واللغوي وقلنا إن سماء العرب الصافية معظم أيام العام لفتت نظرهم نحو القمر فنسبوا إليه كثيراً من الخواص اعتماداً على ظواهره الطبيعية. وسنأخذه مثالاً للدراسة كواحد من المؤثرات الهامة في الفكر الديني واللغوي الكنعاني العربي.
عرفنا مما سبق أنه رب نور ليلي وهو رب حرب لأن ظهوره حرب على لصوص الليل وهو رب زمن لأنهم اعتمدوا دورته للدورة الشهرية.
وعلاقته مع رب الخصب بعل جعله مساعداً في عملية الخصب فهو الذكر على كل حال (زوج عشتار) وأطلقوا اسم شهر الخصب الربيعي أيار (أي -ار) بمعنى القمر الذي يقمّر الثمار وينضجها وهو رب علم، كما سبق، لأنه يصنع المد البحري فيخرج الحيوانات البحرية إلى الشاطئ بعض الوقت ويدربها على الحياة البرمائية ثم يعيدها حتى تصبح فيما بعد حيوانات برية وفعله في ماء البحر يشبه فعله في دم الإنسان صعوداً وهبوطاً مما يسبب الجنون أو يعطي الشفاء فهو رب طب (مد سين).
ومن كلمة مد (المد البحري) جاءت المفردات: مدرسة -مداد- مداواة.
وبما أنه رب قوة وحرب جاءت المفردة مدد ياجداه مدد
وإذا كانت الشمس رب حرارة فهو رب برودة وبما أن اسمه آي نجد المفردات هاي (عالي) ومنها أسماء الحكام الوجهاء كاي الفرعوني -باي تونس- داي الجزائر- آيبل (مماليك) وكانت "اور" مدينة في جنوب العراق، ومدينة أورهاي في وسط العراق أي أور العليا وأعلى من هذه وتلك هايستان (أرمينيا).
معابد القمر في الوطن العربي: وهي مستمدة من اسمه
اريختيوم معبد القمر المستمد من اسمه أريخا أو أريحا
كرنك معبد القمر المستمد من اسمه (كر-نك) وفي البادية السورية اسمه خورنق.
أبي سنبل (سن-بل) يجمع بين معبدي القمر سن وبل ومثله معبد شنبل (حلب) وفي حلب اليوم معبد دوار القمر أي معبد القمر (دوارة معبد ومعبود: كتاب الأصنام) لابن الكلبي.
وتسمى قرية النيرب على اسم معبد للقمر كبير وهام كان فيها (تاريخ حلب- صبحي الصواف).
نيرب: أصلها، نيرّرب -وفي غوطة دمشق النيربان، أي النيران، وهما الشمس والقمر.
طقوس قمرية قديمة تحولت إلى عادات شعبية متوارثة8-
1ً- رفع اليد بالتحية نحو الأعلى هي في الأصل تحية قمرية وردت في الأختام الأسطوانية الأكادية باعتبار أن القمر ساكن في الأعلى واسمه آي (هاي). نجده في أسماء العلم التراثية: كاي -باي- داعي- آيبك.
2ً- تقبيل يد الآباء والأجداء ومن هم في مقامهم وذلك لأن اليد من رموز القمر في الكتابة بالصور. فهو الذي علم اليد الكتابة. وهي من أسماء القمر نجدها في كلمة جليد (جلّ القمر (يد) على اعتبار أن القمر رب برودة كما سبق ذكره.
3ً- حلاقة قمة الرأس بشكل حلقة مستديرة كالقمر البدر. من أسماء القمر حل -آق تشكل معاً حلاق وهو كاهن معبد القمر. كان يصنع هذه الشعيرة في رؤوس المتعبدين بمثابة العماد.
لأن رب القمر تحوت وضع العلم في قمة رأس العالم فتاح وقد جاء القمر تحوت بهيئة طير منقاره هلالي الشكل وأعطاه العلوم والمهن والحساب والهندسة وكان من دعاء الآباء للأبناء (الله يفتح عليك) -دعاءً متوارثاً.
4ً- صيام الأيام الثلاثة التي يكتمل فيها القمر -وتسمى الأيام البيض.
5ً- البروج الاثنا عشر وهي منازل القمر وعددها يساوي عدد الشهور. اعتقد العرب القدامى أن لكل شكل سماوي نظيراً أرضياً.
وأن منازل القمر الآن عشر لها منازل اثنا عشر أرضية تسكنها بطون اثنا عشر من قبيلة دوس (douz) العربية الكنعانية. وهم الأسباط الاثنا عشر في الأصل والذين انتحلهم اليهود.
6ً- تقول الجدّة وهي تبخر حفيدها "حوطتك" وترسم حوله دائرة هي في الواقع الدائرة القمرية وهي تميمة للحفظ. ونراهم قد أطلقوا اسم القمر على درع الفارس وهو جوشن (قمر الجو) لأن (الدرع -القمر) تميمة للحفظ.
( مصادر وحواشي:
1-مجلة المعرفة السورية: العدد 368 السنة 33 نقلاً عن مجلة العلم والحياة ترجمة محمد الدنيا بعنوان: عندما انطلق العالم من الشرق والأوسط.
2-3-المصدر نفسه.
4-معجم الأساطير تأليف ماكس شابيرو وروداهندريكس.
5-معجم الأساطير مع ملاحظة أن بعل هو مردوك.
6-7-8-مخطوط بعنوان حلب عبدت القمر وفيها معبده وتسمت باسمه حلب من أسماء القمر عندما يكتمل (انظر قاموس سيدو توراني) تشكل مغارة دوار القمر وهي معبد القمر مع معبد حدد (بعل حلب) قطبي مدينة حلب أحدها في الجنوب والآخر في الشمال. المخطوط من تأليف الدكتور بدر الدين الزيتوني
_________________
ايبروا عضو نشيط
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 71 العمر : 28تاريخ التسجيل : 23/05/2012 السٌّمعَة : 1 نقاط : 87683 توقيع المنتدى :
موضوع: رد: أثر البيئة في نشوء الفكر الأسطوري واللغة الجمعة مايو 25, 2012 8:04 pm
»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى .:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::. جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً »»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق
المزاج
الْمَشِارَكِات
العمر
السٌّمعَة
نقاط
موضوع: أثر البيئة في نشوء الفكر الأسطوري واللغة 
الجمعة مايو 25, 2012 7:46 pm
