الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1041653 توقيع المنتدى :
| موضوع: مسارعة في الخيرات لدعوات مستجابات الثلاثاء أغسطس 07, 2012 7:37 am | |
| |
إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله أما بعد ...
السلام عليكم و رحمة الله
[center]مسارعة في الخيرات لدعوات مستجابات
الشيخ /عبدالله البصري |
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ"
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، في الآيَاتِ الَّتي ذَكَرَ اللهُ فِيهَا الصِّيَامَ وَإِنزَالَ القُرآنِ في شَهرِ رَمَضَانَ ، وَبَيَّنَ فِيهَا لِعِبَادِهِ بَعضَ الأَحكَامِ لِمَن شَهِدَ مِنهُمُ الشَّهرَ وَلِمَن كَانَ مُسَافِرًا ، وَغَيرَ ذَلِكَ مِن أَحكَامٍ مَعَ أَهلِيهِم وَبَدءِ صِيَامِهِم وَانتِهَائِهِ ، في ثَنَايَا تِلكَ الآيَاتِ العَظِيمَةِ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَستَجِيبُوا لي وَلْيُؤمِنُوا بي لَعَلَّهُم يَرشُدُونَ " ممَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ شَهرَ رَمَضَانَ وَمَوسِمَ القُرآنِ وَأَيَّامَ الصِّيَامِ وَلَيَاليَ القِيَامِ ، مِن أَعظَمِ المَوَاضِعِ الَّتي يُشرَعُ فِيهَا الدُّعَاءُ وَاللُّجُوءُ إِلى اللهِ ، إِذْ هُوَ ـ تَعَالى ـ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، يَسمَعُ الدُّعَاءَ وَيُحَقِّقُ الرَّجَاءَ ، وَيَستَجِيبُ لِلدَّاعِي وَيُرشِدُهُ وَيُوَفِّقُهُ وَيُسَدِّدُهُ ، غَيرَ أَنَّ ممَّا يَلفِتُ الانتِبَاهَ ، أَنَّ اللهَ ـ تَعَالى ـ جَعَلَ لإِجَابَةِ دُعَائِنَا شَرطًا فَقَالَ : " فَلْيَستَجِيبُوا لي " فَحَتى يُجِيبَ ـ سُبحَانَهُ ـ دُعَاءَنَا وَيُحَقِّقَ رَجَاءَنَا وَيُبَلِّغَنَا آمَالَنَا ، فَلا بُدَّ مِنِ استِجَابَتِنَا لَهُ قَبلَ ذَلِكَ ، وَإِذَا نَحنُ فَعَلنَا ذَلِكَ وَكُنَّا للهِ ـ تَعَالى ـ عَلَى مَا يُحِبُّ وَيُرِيدُ ، فَسَوفَ يَستَجِيبُ ـ سُبحَانَهُ ـ لَنَا وَيَجَعَلُنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ . فَهَل فَكَّرنَا بِجِدٍّ كَيفَ نَستَجِيبُ للهِ حَتى يُجِيبَ دُعَاءَنَا ؟ إِنَّهُ لأَمرٌ كَبِيرٌ وَقَد يَكُونُ وَاسِعًا ، وَلَكِنَّ ثَمَّةَ مَوَاضِعَ وَرَدَ فِيهَا إِجَابَةُ اللهِ ـ تَعَالى ـ لِعَدَدٍ مِنَ أَنبِيَائِهِ ، ثم بَيَانُ استِجَابَتِهِم لَهُ قَبلَ ذَلِكَ ، فَتَعَالَوا بِنَا نَستَعرِضُهَا عَلَى عَجَلٍ ، لِنَتَعَرَّفَ كَيفَ استَجَابُوا لِرَبِّهِم قَبلَ أَن يَستَجِيبَ هُوَ دُعَاءَهُم ، فَإِنَّ أَنبِيَاءَ اللهِ ـ عَلَيهِمُ السَّلامُ ـ هُم أَعرَفُ الخَلقِ بِرَبِّهِم ، وَأَبصَرُهُم بما يُرضِيهِ وَيَستَدِرُّ رَحمَتَهُ وَيَستَجلِبُ إِجَابَتَهُ ، فَفِي سُورَةِ الأَنبِيَاءِ يَقُولُ اللهُ ـ تَعَالى ـ : " وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِن قَبلُ فَاستَجَبنَا لَهُ فَنَجَّينَاهُ وَأَهلَهُ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ " فَمَا هُوَ إِلاَّ أَن نَادَى ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ حَتى جَاءَتهُ الاستِجَابَةُ مِن رَبِّهِ ـ تَعَالى ـ مُبَاشَرَةً ، وَنُجِّيَ هُوَ وَأَهلُهُ مِنَ الكَربِ العَظِيمِ ، وَيَقُولُ ـ تَعَالى ـ : " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاستَجَبنَا لَهُ فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَينَاهُ أَهلَهُ وَمِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِن عِندِنَا وَذِكرَى لِلعَابِدِينَ " لَقَد جَاءَتِ الاستِجَابَةُ بَعدَ الدُّعَاءِ وَالابتِهَالِ إِلى اللهِ بِصِفَةِ الرَّحمَةِ ، فَكَشَفَ اللهُ المَرَضَ عَن نَبِيِّهِ أَيُّوبَ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ وَرَدَّ عَلَيهِ أَهلَهُ وَبَارَكَ لَهُ في جِسمِهِ وَمَالِهِ . وَيَقُولُ ـ تَعَالى ـ عَن يُونُسَ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ : " وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَن نَقدِرَ عَلَيهِ فَنَادَى في الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالمِينَ . فَاستَجَبنَا لَهُ وَنَجَّينَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤمِنِينَ " لَقَدِ ابتُلِيَ ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ بِظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ : ظُلمَةُ البَحرِ وَظُلمَةُ بَطنِ الحُوتِ وَظَلامُ اللَّيلِ ، وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنِ ابتَهَلَ إِلى رَبِّهِ وَدَعَاهُ دُعَاءَ المُعَظِّمِ لِرَبِّهِ المُقِرِّ بِذَنبِهِ ، حَتى جَاءَتهُ الاستِجَابَةُ لِتُنقِذَه مِن تِلكَ الظُّلُمَاتِ . وَأَمَّا زَكَرِيَّا ـ عَلَيهِ السَّلامُ ـ فَإِنَّهُ لم يُرزَقْ وَلَدًا تَقَرُّ بِهِ عَينُهُ ، فَدَعَا اللهَ ـ تَعَالى ـ وَنَادَاهُ ، قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرني فَردًا وَأَنتَ خَيرُ الوَارِثِينَ . فَاستَجَبنَا لَهُ وَوَهَبنَا لَهُ يَحيى وَأَصلَحنَا لَهُ زَوجَهُ" نَعَم ، لَقَدِ استَجَابَ اللهُ دُعَاءَهُ وَوَهَبَهُ الوَلَدَ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ وَكِبَرِ سِنِّ زَوجِهِ ، وَلَكِنَّ اللهَ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ، استَجَابَ لَهُ وَرَزَقَهُ يَحيى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ .
لَقَدِ استَجَابَ اللهُ ـ تَعَالى ـ لأَنبِيَائِهِ ، وَآتَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنهُم سُؤلَهُ ، فَمَا سِرُّ تِلكَ الاستِجَابَاتِ ؟! إِنَّ الجَوَابَ الشَّافيَ مَوجُودٌ في سُورَةِ الأَنبِيَاءِ نَفسِهَا ، ذَكَرَهُ ـ تَعَالى ـ بَعدَ ذِكرِهِ دُعَاءَ أَنبِيَائِهِ وَاستِجَابَتَهُ لهم ، فَمَاذَا قَالَ ـ تَعَالى ـ عَنهُم ؟ وَبِأَيِّ شَيءٍ وَصَفَهُم ؟ لَقَد قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " إِنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ في الخَيرَاتِ وَيَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ " ذَلِكُم هُوَ سِرُّ استِجَابَةِ اللهِ لَهُم ، وَتِلكَ هِيَ الصِّفَاتُ العَظِيمَةُ الَّتي استَحَقُّوا بها الإِجَابَةَ ، إِنَّهَا صِفَاتٌ بَيِّنَةٌ ، وَشُرُوطٌ وَاضِحَةٌ ، وَطَرِيقٌ لا لَبسَ فِيهَا وَلا غُمُوضَ " إِنَّهُم كَانُوا يُسَارِعُونَ في الخَيرَاتِ وَيَدعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" مُسَارَعَةٌ في الخَيرَاتِ ، وَخَوفٌ وَرَجَاءٌ ، وَخُشُوعٌ وَخُضُوعٌ ، فَأَينَ نَحنُ مِن هَذِهِ الصِّفَاتِ ؟ وَمَا حَالُنَا في شَهرِنَا مَعَ الخَيرَاتِ ، هَل نَحنُ في الخَيرَاتِ مُسَارِعُونَ ؟ وَإلى أَسبَابِ المَغفِرَةِ مُسَابِقُونَ ؟ أَم أَنَّنَا مُتَبَاطِئُونَ مُتَكَاسِلُونَ ؟ لِيَنظُرْ كُلٌّ مِنَّا حَالَهُ مَعَ الصَّلَوَاتِ المَفرُوضَةِ أَوَّلاً ، مَا حَظُّهُ مِنَ المُحَافَظَةِ عَلَيهَا مَعَ الجَمَاعَةِ ؟ وَهَل هُوَ حَرِيصٌ عَلَى إِدرَاكِ تَكبِيرَةِ الإِحرَامِ مَعَ الإِمَامِ ؟ وَإِذَا كَانَ ممَّن يَسهَرُ في لَيلِهِ عَلَى القِيلِ وَالقَالِ أَوِ اللَّعِبِ أَو مُشَاهَدَةِ القَنَوَاتِ ، فَهَل هُوَ ممَّن يُفَوِّتُ صَلاةَ الفَجرِ وَلا يَحسِبُ لها حِسَابًا ؟ وَإِذَا كَانَ ممَّن يَتَحَامَلُونَ عَلَى أَنفُسِهِم حَتى يُصَلُّوا الفَجَرَ مَعَ الجَمَاعَةِ ، فَكَيفَ حَالُهُ بَعدَ ذَلِكَ مَعَ صَلاتَيِ الظُّهرِ وَالعَصرِ ؟ إِنَّ ذَلِكُم هُوَ أَعظَمُ مِيزَانٍ لِمَعرِفَةِ حَظِّ النَّفسِ مِنَ المُسَارَعَةِ في الخَيرَاتِ ، إِنَّهَا الصَّلَوَاتُ ، فَمَن كَانَ عَلَيهَا مُحَافِظًا ، وَلِخَمسِهَا مَعَ الجَمَاعَةِ شَاهِدًا ، وَعَلَى إِدرَاكِ تَكبِيرَةِ الإِحرَامِ حَرِيصًا ، فَهُوَ فِيمَا سِوَاهَا مِنَ الخَيرَاتِ مُسَارِعٌ ، مَن حَافَظَ عَلَى الصَّلاةِ كَمَا يَجِبُ ، دَفَعَهُ ذَلِكَ إِلى أَدَاءِ الزَّكَاةِ ، وَحَمَلَهُ عَلَى الإِنفَاقِ في سَبِيلِ اللهِ ، وَسَهَّلَ عَلَيهِ حِفظَ جَوَارِحِهِ عَنِ الحَرَامِ وَاقتِرَافِ الآثَامِ ، وَأَحيَا قَلبَهُ فَحَفِظَ عَهدَهُ وَقَامَ بما يَجِبُ عَلَيهِ لِرَبِّهِ وَلِخَلقِهِ ، وَاقرَؤُوا في ذَلِكَ قَولَ رَبِّكُم ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا , وَإِذَا مَسَّهُ الخَيرُ مَنُوعًا . إِلاَّ المُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُم عَلَى صَلاتِهِم دَائِمُونَ . وَالَّذِينَ في أَموَالِهِم حَقٌّ مَعلُومٌ . لِلسَّائِلِ وَالمَحرُومِ . وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَومِ الدِّينِ . وَالَّذِينَ هُم مِن عَذَابِ رَبِّهِم مُشفِقُونَ . إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِم غَيرُ مَأمُونٍ . وَالَّذِينَ هُم لِفُرُوجِهِم حَافِظُونَ . إِلاَّ عَلَى أَزوَاجِهِم أَو مَا مَلَكَت أَيمَانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ العَادُونَ . وَالَّذِينَ هُم لأَمَانَاتِهِم وَعَهدِهِم رَاعُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ . وَالَّذِينَ هُم عَلَى صَلاتِهِم يُحَافِظُونَ . أُولَئِكَ في جَنَّاتٍ مُكرَمُونَ" لَقَد بُدِئَت صِفَاتُ هَؤُلاءِ المُسَارِعِينَ في الخَيرَاتِ بِالصَّلاةِ وَخُتِمَت بِالصَّلاةِ ، فَاتَّقُوا اللهَ يَا مَن تَرجُونَ أن يُجِيبَ اللهُ في هَذَا الشَّهرِ الكَرِيمِ دُعَاءَكُم ، وَيَسمَعَ نِدَاءَكُم وَيُحَقِّقَ رَجَاءَكُم ، وَسَارِعُوا في الخَيرَاتِ وَحَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ ، ثم ليَكُنْ دَافِعُكُم في ذَلِكَ الرَّغبَةَ فِيمَا عِندَ اللهِ مِنَ النَّعِيمِ المُقِيمِ ، وَالرَّهبَةَ ممَّا أَعَدَّهُ مِن العَذَابِ الأَلِيمِ ، كُونُوا بَينَ خَوفٍ وَرَجَاءٍ ، تَذَكَّرُوا أَنَّ عِندَ اللهِ جَنَّةً أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ ، وَنَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّت لِلكَافِرِينَ ، وَأَنَّ اللهَ قَد تَعَهَّدَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ بِمَلئِهَا ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ سَبَبًا في خُشُوعِكم بَينَ يَدَي رَبِّكُم ، خُشُوعًا عَامًّا في كُلِّ أَمرِكُم ، لَيسَ في صَلاتِكُم وَدُعَائِكُم فَحَسبُ ، وَلَكِنْ في كُلِّ أَمرِكُم وَجَمِيعِ شَأنِكُم ، أَطِيبُوا المَطَاعِمَ وَالمَشَارِبَ خَوفًا مِنَ اللهِ ، وَاعفُوا وَاصفَحُوا رَجَاءَ مَا عِندَ اللهِ ، وَأَخبِتُوا إِلى رَبِّكُم وَأَنِيبُوا لَهُ ، وَكُونُوا إِلى الحَقِّ رَجَّاعِينَ ، ذَلِكُم هُوَ شَأنُ الخَاشِعِينَ " الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُلاقُو رَبِّهِم وَأَنَّهُم إِلَيهِ رَاجِعُونَ " قَالَ ـ سُبحَانَهُ ـ : " وَبَشِّرِ المُخبِتِينَ . الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَت قُلُوبُهُم وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُم وَالمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ "
الخطبة الثانية :
أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنتُم بِهِ مُؤمِنُونَ " وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتي أُعِدَّت لِلكَافِرِينَ . وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ "
أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، سَارِعُوا في الخَيرَاتِ ، وَتَسَابَقُوا إِلى الصَّالِحَاتِ ، وَآمِنُوا بِرَبِّكُم إِيمَانَ الصَّادِقِينَ ، وَاحتَسِبُوا كُلَّ مَا تَعمَلُونَهُ وَتُقَدِّمُونَهُ لِوَجهِ اللهِ ، رَغبَةً فِيمَا عِندَهُ وَخَوفًا ممَّا أَعَدَّهُ ، وَاخشَعُوا لَهُ ـ تَعَالى ـ وَأَخبِتُوا ، ثم أَبشِرُوا بِإِجَابَةِ دُعَائِكُم وَتَحَقُّقِ رَجَائِكُم ، وَنَيلِكُم أَعظَمَ مَرغُوبٍ فِيهِ وَهُوَ جَنَّةُ رَبِّكُم ، فَعَن أَبي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " مَن أَصبَحَ مِنكُمُ اليَومَ صَائِمًا ؟ " قَالَ أَبُو بَكرٍ : أَنَا . قَالَ : " فَمَن تَبِعَ مِنكُمُ اليَومَ جَنَازَةً ؟ " قَالَ أَبُو بَكرٍ : أَنَا . قَالَ : " فَمَن أَطعَمَ مِنكُمُ اليَومَ مِسكِينًا ؟ " قَالَ أَبُو بَكرٍ : أَنَا . قَالَ : " فَمَن عَادَ مِنكُمُ اليَومَ مَرِيضًا ؟ " قَالَ أَبو بَكرٍ : أَنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ : " مَا اجتَمَعنَ في امرِئٍ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . إِنَّهَا صُورَةٌ مُشرِقَةٌ مِن صُوَرِ المُسَارَعَةِ في الخَيرَاتِ وَاستِبَاقِهَا ، يُطَبِّقُهَا صِّدِيقُ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَعظَمُهَا إِيمَانًا بَعدَ نَبِيِّهَا ، لِيُبَيِّنَ لَنَا بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ المُسَابَقَةَ في الخَيرَاتِ ، سَبَبٌ لِحُصُولِ أَعظَمِ مَرغُوبٍ وَهُوَ الجَنَّةُ ، فَكَيفَ بما عَدَاهُ ممَّا يَسأَلُهُ العَبدُ رَبَّهُ مِن أَمرِ دِينِهِ أَو دُنيَاهُ ، فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَكُونُوا مِنَ المُسَارِعِينَ المُسَابِقِينَ المُخبِتِينَ الخَاشِعِينَ ، وَاضرِبُوا في كُلِّ بِرٍّ وَخَيرٍ بِسَهمٍ " وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّكُم مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ " وَاحذَرُوا ممَّا زَيَّنَهُ الشَّيطَانُ لِبَعضِ العَابِدِينَ ، الَّذِينَ بَدَلاً مِنَ المُسَابَقَةِ في الخَيرَاتِ وَالتَّنَافُسِ في الطاَّعَاتِ ، صَارُوا يَتَسَابَقُونَ إِلى الخُرُوجِ مِنَ المَسَاجِدِ وَالتَّخَفُّفِ مِنَ العِبَادَاتِ . وَصَلاةُ التَّرَاوِيحِ عَلَى ذَلِكَ من الشَّواهِدِ ، فَاصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ ، فَإِنَّمَا لأَنفُسِكُم تُقَدِّمُونَ " مَن كَفَرَ فَعَلَيهِ كُفرُهُ وَمَن عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِم يَمهَدُونَ . لِيَجزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ "
|
|
[/center] | |
|
نور الحياة المشرفة المميزة
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 890 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/11/2011 السٌّمعَة : 485 نقاط : 129839 توقيع المنتدى :
| |