بسم الله الرحمن الرحيم

بيان فضل ليلة القدر /بقية السلف الصالح العلامة صالح الفوزان

يرجى بيان فضل ليلة القدر ، وما ورد فيها من الآيات الكريمات ؟


نوَّه
الله تعالى بشأنها ، وسماها ليلة القدر : قيل : لأنها تقدَّر فيها الآجال
والأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية ؛ كما قال تعالى : فِيهَا
يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ، فسماها الله ليلة القدر من أجل ذلك ، وقيل
: سميت ليلة القدر لأنها ذات قدر وقيمة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى .

وسماها ليلة مباركة ؛ كما قال تعالى : إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ .

ونوه
الله بشأنها بقوله : وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ؛ أي : العمل في هذه الليلة المباركة
يعدل ثواب العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، وألف شهر ثلاثة وثمانون
عامًا وزيادة ؛ فهذا مما يدل على فضل هذه الليلة العظيمة .

ولهذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحراها ويقول صلى الله عليه وسلم : من قام
ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا ؛ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .

وأخبر
سبحانه وتعالى أنها تنزل فيها الملائكة والروح ، وهذا يدل على عظم شأنها
وأهميتها ؛ لأن نزول الملائكة لا يكون إلا لأمر عظيم .

ثم وصفها
بقوله : سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ، فوصفها بأنها سلام ،
وهذا يدل على شرفها وخيرها وبركتها ، وأن من حرم خيرها ؛ فقد حرم الخير
الكثير .

فهذه فضائل عظيمة لهذه الليلة المباركة .

ولكن
الله بحكمته أخفاها في شهر رمضان ؛ لأجل أن يجتهد المسلم في كل ليالي رمضان
؛ طلبًا لهذه الليلة ، فيكثر عمله ، ويجمع بين كثرة العمل في سائر ليالي
رمضان مع مصادفة ليلة القدر بفضائلها وكرائمها وثوابها ، فيكون جمع بين
الحسنيين ، وهذا من كرم الله سبحانه وتعالى على عباده .

وبالجملة ؛
فهي ليلة عظيمة مباركة ، ونعمة من الله سبحانه وتعالى ، تمر بالمسلم في
شهر رمضان ، فإذا وفق باستغلالها واستثمارها في الخير ؛ حصل على أجور عظيمة
وخيرات كثيرة هو بأمس الحاجة إليها .


المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان