منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
مقال فلسفي حول الدال و المدلول R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
مقال فلسفي حول الدال و المدلول R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم

إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
Cool Blue Outer
Glow Pointer

 

 مقال فلسفي حول الدال و المدلول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور الحياة
المشرفة المميزة
المشرفة المميزة
نور الحياة


الأوسمة وسام نجمة المنتدى
مقال فلسفي حول الدال و المدلول 41627710
الجنـسية : gzaery
المزاج المزاج : مقال فلسفي حول الدال و المدلول Pi-ca-17
الـبـلـد : الجزائر
نوع المتصفح : chro
الهواية : unknow
المهنة : studen
الجنس : انثى
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 890
العمر العمر : 30
تاريخ التسجيل : 01/11/2011
السٌّمعَة السٌّمعَة : 485
نقاط نقاط : 130059
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى + دعاء

مقال فلسفي حول الدال و المدلول Empty
مُساهمةموضوع: مقال فلسفي حول الدال و المدلول   مقال فلسفي حول الدال و المدلول Icon_minitimeالخميس ديسمبر 26, 2013 10:39 am




مقال فلسفي حول الدال و المدلول

إذا كنت أمام موقفين متعارضين يقول أولهما : العلاقة بين اللفظ و معناه علاقة طبيعية
و يقـــــول ثانيـــــــــــــــهما : العلاقة بين اللفظ و معناه علاقة إصطلاحية مع العلم أن
كليهما صحيح ضمن سياقه ،و يدفعك القرار إلى أن تفصل في الأمر فما عساك أن
تصنع؟

مقدمة :

إن الإنسان في بنائه لعلاقاته مع غيره في إطار العلاقات الاجتماعية في حاجة إلى وسيلة
للتعبير عن ذلك و لا يتم له ذلك إلا بواسطة اللغة التي تعبر عن حاجياته و أفكاره ، و
من هنا تبرز اللغة كأداة فعّالة للقيام بهذه العملية عن طريق استعمال إشارات و رموز
للدلالة على معنى من المعاني ، وبالتالي تصبح كل لفظة تدل على معنى يتم تصوره في
الذهن و هذا شيء بديهي ، لكن ما هو بحاجة إلى الدراسة و التحليل هو تلك العلاقة
التي تقوم بين هذين العنصرين ، أي بين اللفظة و المعنى أو ما يطلق عليه علماء النفس
اللغوي بالدال و المدلول ، هذه المسألة طرحت جدل بين الفلاسفة و علماء النفس حول
نوع العلاقة الموجودة بينهما ، حيث نجد هناك من اعتبر أن هذه العلاقة تتحكم فيها
الضرورة و بالتالي فهي طبيعية ، والبعض الآخر تجاوز ذلك إلى الإصطلاح .

ومن هنا نتساءل : ما هي طبيعة العلاقة بين الكلمات و معانيها ؟ و هل هي قائمة على
الصلة الطبيعية بين صيغة الكلمة و معناها أم أنها نتيجة العرف و الإتفاق و الإصطلاح ؟.

موقف 1 :

يذهب الكثير من العلماء و المفكرين إلى إعتبار العلاقة بين الدال و المدلول علاقة تتحكم
فيها الضرورة ، و أنها علاقة تطابق بين الشيء و ما يدل عليه في العالم الخارجي ،
و أساس ذلك محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة و هذا ما أكد عليه أفلاطون
(427-347ق.م) قديما في محاورة كراتيل (كراطليوس) عندما إعتبر ان العلاقة بين
الكلمات و معانيها هي علاقة مادية تحاكي فيه الكلمات أصوات طبيعية ، حيث يكفي
سماع الكلمات لمعرفة دلالتها ، كخرير المياه ، نقيق الضفادع ، زقزقت العصافير....إلخ.

ان أفلاطون يؤكد و يقرر على لسان سقراط أنه لا دخل للإنسان في تحديد معاني الكلمات
و الألفاظ مادامت الأشياء الخارجية هي التي توحي له ذلك ، بحيث يكفي سماع الصوت
لتحديد اللفظة و دلالتها فكلمة* الطّرق * مثلا ما هي إلا إنعكاس للصوت الصادر عن
إصطدام شيئين ببعضهما البعض ، و هذا إن دل إنما يدل على أنه هناك من أحدث هذا
الصوت لغرض معين .

هذا الموقف الذي جسده أفلاطون نجده مجسد في الفكر العربي الاسلامي بلسان إبن
فارس (4 ق ه ) من خلال موقفه المدافع عن النظرة التوفيقية ، مستشهدا على ذلك
بظاهر معنى الآيـة القرآنـية : ** وعلم آدم الاسماء كلها **

وهذا دليل على أن اللغة ليست من صنع البشر و لا قدرة لهم على إنشائها ، وإنما هي
وحي من عند الله منحها للإنسان حتى تسهل عيه معرفة الأشياء و تميزها عن بعضها
البعض ، وهذا إن دل إنما يدل على أن الانسان مقيد في كل ما يقوم به ، و لا فعل له
مادام كل شيء مقدر عليه من عند الله ، وأن الأشياء لديها صفات تميزها عن غيرها
متضمنة لها في ذاتها ، وليس الإنسان هو الذي يحددها و يمنحها إياها نتيجة إتفاقه مع
غيره من أفراد المجتمع .

ومن جهة أخرى نجد علماء اللغة في العصر الحديث يؤكدون على الترابط الوثيق بين
الدال و المدلول في العلامة اللسانية ، الشيء الذي يؤكد بأن هذا الترابط ما هو إلا نتيجة
من نتائج العلاقة الطبيعية بينهما لا العلاقة الإصطلاحية ، و هذا ما أكد عليه إميل
بنيفيست في كتابه * مسائل في الألسنية العامة * بقوله : *** أحد مكونات العلامة هي
الصورة الصوتية و يشكل الدال ، أما المكون الأخر فهو المفهوم و يشكل المدلول ، إن
العلاقة بين الدال و المدلول ليست إعتباطية ، بل هي على العكس من ذلك علاقة
ضرورية المفهوم (المدلول) ثوار مماثل في وعيي بالضرورة للمجموعة الصوتية
(دال) ثوار و كيف يكون الأمر خلاف ذلك ؟

فكلاهما نقشا في ذهني و كل منهما يستحضر الآخر في كل الظروف ، ثمة بينهما إتحاد
وثيق إلى درجة أن المفهوم *ثور* هو بمثابة روح الصورة الصوتية * ثوار * إن
الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية ، أي لا يحتوي على مفاهيم غير مسماة (..) ***.

وهذا يعني أن العلامة اللسانية شيء واحد يتحد فيه الدال بالمدلول ، و بدونها تفقد
خاصيتها ، ومن جهة ثانية نجد أن عقل الإنسان لا يقبل أصوات لاتقبل تمثلا يمكننا من
معرفتها ، و لو حدث العكس لأصبحت غريبة و مجهولة ، ثم أننا نجد للمماثلة تأثير في
تكوين الألفاظ ، لأن تقليد النداء و أصوات الطبيعة لا يكفي لتوليد الأصوات كلها ، فالفكر
يوسع معاني الأصوات بإطلاقها على أصوات الأشياء المشابهة ، و مهما تكن الأشياء
بعيدة و متباينة فإن الفكر يكشف عن التشابه بينهما .

و في هذا الشأن يذكر تشارلز داروين أن أحد الأطفال رأى بطة على سطح غدير فأطلق
عليها كلمة : كواك باللغة الإنجليزية quack ، ثم وسع معنى هذه الكلمة فأطلقها على
الغدير كله ، ثم أطلقها بالتداعي على غير ذلك من مجاري المياه ، و أنواع الطير التي
لا عهد له بها من قبل ، و أطلقها أيضا على نسر نابليون الذي يوجد على قطعة نقود
فرنسية ، و هذا يدل على أن إدراك التشابه يسوق بالفكر إلى تعميم اللفظ و نقله من
شيء لآخر و المماثلة كثيرة في الطبيعة ، فقد تكون بين الأشياء المحسوسة ، أو تكون
بين الصور المجردة ، أو تكون بينهما معا كتجريدنا لكلمة الأبيض من مختلف الأشياء
المادية التي تشترك في نفس اللون .

وهذا دليل قاطع على أن الإنسان لا دخل له في تحديد مسميات الأشياء ، وحتى عملية
التصور لهذه المسميات تستعصي عليه إذا ما إنعدمت هذه الأشياء ، و ما هذا إلا تأكيد
و دليل قاطع على العلاقة الضرورية الموجودة بين اللفظة و معناها .

نـــقــد 1 :

لكن القول بأن العلاقة بين الكلمات و معانيها تتحكم فيها الضرورة تصور مخالف
لخاصية من خصائص اللغة ، و التي هي عبارة عن نسق من الرموز و الإشارات
التي أبدعها الإنسان و تواضع عليها ليستخدمها في التعبير و التواصل ، و بالتالي
بإمكانها أن تطلعنا على مفاهيم و تصورات ليس لها وجود محسوس بالضرورة في
الواقع كالحركة ، العدل ، الحرية ...إلخ . فلو كانت الكلمات تحاكي الأشياء : فبماذا
نفسر تعدد الألفاظ و المسميات للشيء الواحد * الأسد : الشبل ، الضراغم ...إلخ
والضرب في الرياضيات عن ما هو في المنطق...؟

موقف 2:

و في مقابل ذلك نجد هناك من يذهب في إتجاه نقيض للإتجاه التوفيقي بين الدال
و المدلول ، حيث إعتبر أن العلاقة بينهما إعتباطية إصطلاحية لا مادية طبيعية ،
هذا ما أكد عليه أرسطو قديما من خلال إعتبار اللغة ظاهرة إجتماعية ، وأن أصواتها
رمز إصطلاحية لا علاقة طبيعية أو مباشرة لها بالمعاني ، و هذا تأكيد على أن اللغة
ذات صبغة إجتماعية فرضتها الحاجة الماسة للإنسان إلى وسيلة يعبر بها عن جميع
حاجياته التي يحققها لغيره ، فميز كل حاجياته الضرورية بلفظة تميزها عن غيرها .

هذا الموقف الذي أكد عليه ارسطو نجده مجسد في الفكر العربي على لسان إبن جني
الذي كان يؤمن بأن للغة إصطلاحية ، فيقول : *** إن أكثر أهل النظر يؤكدون على أن
أصل اللغة إنما هو تواضع و اصطلاح لا وحي و توقيف *** . و هو يؤوّل الآية الكريمة
: ** و علم آدم الأسماء كلها **

بأن الله سبحانه و تعالى منح آدم القدرة على الكلام و التسمية و ترك له الوضع
و الإصطلاح بالنسبة للتفاصيل ، وبهذا تصبح كلمة *علم * تأخذ بمعنى * أقدر* و عليه
فإن الإنسان حسب إبن جني يمتلك القدرة على إنشاء الكلمات كلا حسب المعنى الذي
يحدده هو ، و أنه لا مجال للقول أن العلاقة بين اللفظ و معناه ضرورية ، و لا دخل
للوحي في ذلك ما دام الفرد له القدرة على الإنشاء و التحديد و التمييز ، وهذا ما كان
ليكون لولا القدرات العقلية التي يمتاز بها عن سائر الكائنات ، ومن جهة أخرى إذا كانت
هذه العلاقة ضرورية فإنها تخضع لنظام ثابت و لا يمكن أن يحمل الشيء أكثر من معنى
واحد .

هذه المـسألة أكـد عليـها علماء اللغة في الـعصر الحديث خاصـة بعد ظهور علم
اللـسانيات مع دي سوسير بحيث يعتبر أول من تفطن إلى أن اللغة نظام له قواعده
الخاصة ، وبالتالي فهو نسق مستقل يتخذه أفراد اللسان الواحد للتواصل فيما بينهما
وهذا الأخير يقوم أيضا على أساس إتفاق إصطلاحي يمثل كيانا مستقلا من العلاقات
الداخلية يتوقف بعضها على بعض و هذا النظام يسمح لنا بإكتشاف عناصر تربطها
علاقات التبادل أو التقابل ، وبهذا تصبح اللغة حسب دي سوسير واقع إصطلاحي
مكتسب و مؤسسة إجتماعية قائمة بين مجموعة من الأفراد ، وبالتالي فلا مجال
للقول بوجود علاقة طبيعية بين الدال و المدلول .

ومن جهة أخرى يؤكد دي سوسير على أن الرمز شيء إعتباطي و هذا من ناحيتين
فالدال شيء إعتباطي لأنه ليست هناك علاقة طبيعية بينه و بين ما يدل عليه ( و هو
غير المدلول في هذه الحالة ) بل هناك علاقة يقبلها الناس بحكم التقليد أو العرف ، إذا
ليس هناك من خاصية تشترك فيها كل الأشجار مثلا ، حيث يقتضي المنطق أو الضرورة
أن ندعوها أشجارا ، لكن هذا ما ندعوها به لأننا إتفقنا على ذلك ، كما أن اللغة تتصف
بالإعتباطية على مستوى المدلول أيضا ، لأن كل لغة قومية تقسم بطرق مختلفة كلا
حسب ما يمكن أن يعبر عنه بكلمات كما يتضح لكل من يمارس الترجمة من لغة إلى
أخرى ، فهذه تضم مفاهيم لا تضمها تلك و المثال الذي يحب اللغويون أن يعطوه للتمثيل
على هذه الإعتباطية هو مثال إصطلاحات الألوان ، وهي إصطلاحات تختلف بشدة من
لغة إلى أخرى حتى لو شكلت الألوان ذاتها سلسلة متصلة و كانت ظاهرة عامة لأنها
تتحدد بشكل طبيعي بواسطة ذبذبات موجاتها ، و النتيجة البالغة الأهمية و التي
يستخرجها دي سوسير من هذه الإعتباطية المزدوجة هي أن اللغة ليست نظام من
الأمور الجاهزة الثابتة بل من الأشكال غير المستمرة ، إنها نظام من العلاقات بين
الوحدات التي تشكلها ، هذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الأخرى من الإختلافات التي
تميزها عن عن سواها من الوحدات التي لها علاقة معينة ، و هذه الوحدات لا مكن أن
يقال إن لها وجودا بذاتها بل تعتمد في هويتها على أندادها ، فالمحل الذي تحتله وحدة
ما سواء كانت صوتية أو معنية في النظام اللغوي هو الذي يحدد قيمتها ، و هذه القيم
تتغير لأنه ليس هناك ما يمسك بها و يثبتها ، و النظام اعتباطي بالنسبة للطبيعة و ما
هو إعتباطي قد يتغير ، و في هذا المجال يؤكد دي سوسير على هذه العلاقة من خلال
مقولة مشهورة مفادها : *** اللغة للكل و ليست جوهرا ***.

و لهذا فليس من الضروري القول بأنه هناك علاقة ضرورية بين الدال و المدلول ما دام
وجودها مرتبط بوجود الإنسان الذي هو بمثابة الشرط الضروري لوجود معاني الأشياء
، لهذا فمن يقارن بين الألفاظ و معانيها لا يجد أي وجه للشبه بينهما ، و لعل أوضح
دليل على ذلك هو إختلاف اللغات ذاتها ، و قدرة الإنسان على إختراع لغات جديدة ،
و هذا إن دل على شيء إنما يدل على أن اللغة نظام أو نسق من الإشارات و الرموز



ذات خاصية إجتماعية ، لذلك يستطيع الإنسان أن يخترع لغة جديدة متى أراد و لا
شرط في ذلك سوى اتفاقه مع غيره ، و في هذا المجال يقول الفيلسوف الفرنسي
هنري دولاكروا : *** اللغة هي جملة من الاصلاحات تتبناها هيئة إجتماعية ما
تنظم بواسطتها عمل التخاطب بين أفرادها ***.

و يقول في موضع آخر : *** إن الجماعة هي التي تعطي للإشارة اللغوية *الكلمة*
دلالتها و في هذه الدلالة يلتقي الأفراد ***. لهذا فاللغة مكتسبة و عمل إجتماعي نتيجة
اتفاق أفراد المجتمع حول معان تطلق على الأشياء بهدف تسهيل عمل التخاطب بينهم
و ما إختلاف اللغات و حتى اللهجات داخل البلد الواحد إلا دليل على ذلك دون الخضوع
إلى عوامل خارجية تمكنهم من تحديد مختلف المصطلحات حول الشيء الواحد ، بدليل
أن الشيء الواحد يحمل عدة مصطلحات ، فكلمة * أخت * مثلا هي تتابع للأصوات
التالية : أ.خ.ت. و هذا هو الدال أما المدلول فهو معنى الأخت ، لذلك لا توجد ضرورة
عقلية أو تجريبية فرضت على اللغة العربية مثلا التعبير عن هذا المعنى بهذه الأصوات
بل تم اقتراحه من طرف جماعة معينة من أفراد المجتمع للتعبير به عن شخص معين
و قد نجده في مجتمع آخر لديه مدلول آخر ، هذا ما يسمى بالتواضعية الإعتباطية
أو التحكمية .

إضافة فإننا نجد آرنست كاتسير ( 1874-1995 فيلسوف ألماني معاصر ) يقول : ***
إن الاسماء الواردة في الكلام الانساني لم توضع لتشير إلى أشياء مادية بل على كائنات
مستقلة بذاتها ***. أي أنها وضعت لتدل على معان مجردة و أفكار لا يمكن قراءتها في
الواقع المادي ، بل إن الكلمة أو الرمز أو الإشارة لا تحيل في حد داتها إلى أي معنى أو
مضمون إلا إذا اصطلح عليه المجتمع ، ومن ثمة وضعها الإنسان ليستخدمها في التعبير
و التواصل عن طريق ما اصطلح عليه المجتمع .

نــقـــد 2 :

صحيح أن للمجتمع دور في تحديد معاني الألفاظ ، لكن صفة الإعتباطية و الإصطلاحية
لا تعني أن للفرد الحرية في وضع العلامات و استعمالها حسب هواه ، كما أن الدراسات
التي قام بها علماء اللغة المختصين في دراسة اللهجات اللغوية بينت مدى تعّقد
الظواهر التي يفظيها مصطلحا الإنشقاق اللغوي و الإفتراض اللهجي على وجه الإجمال
فاللغة التي درست بدقة أظهرت أن الانقسامات اللهجية الجغرافية هي في حالة تقلب
مستمر و بعيدة عن الوضوح ، فالقواعد التي تتحكم في لغة الجماعة تعسفية بداتها لأن
المرء إذا تابع الخلافات في التفاصيل على كل المستويات بما فيها ، فإن اللهجة عندئذ
تصبح لهجة الفرد لا الجماعة إضافة إلى ذلك نجد أن الكثير من الأفراد يملكون في
مقدرتهم اللغوية أكثر من لهجة إجتماعية مختلفة ، الشيء الذي يؤدي إلى إنحراف
صيغ الكلمات عن تطورها الصوتي النظامي المتوقع بسبب التعارض الجنسي
هذا ما يؤدي إلى صعوبة تحليل المعاني نتيجة عدم إستعمالها بشكل صحيح .

التركيب :

و مما تم ذكره سابقا يمكننا القول بأن اللغة في نشأتها كانت خاضعة لتأثير أصوات
الطبيعة ، هذا راجع إلى المرحلة التي يكون فيها الفرد ، لهذا أخذت العلاقة بين الدال
و المدلول الصفة الطبيعة نتيجة فكرة الضرورة ، و هذه الحالة لا تكون إلا عندما يكون
الفرد في معزل عن غيره من أفراد المجتمع ، لكنها تغيرت فيما بعد نتيجة الطابع
الإجتماعي الذي أصبح يغلب على حياة الفرد ، بحيث أصبح أفراد المجتمع هم الذين
يصطلحون على الأشياء معان تدل عليها و تميزها عن غيرها حتى تسهل عليهم عملية
الإتصال و التفاهم و إبداء الرأي ، هذا الموقف تم الإقرار به مند القديم على لسان
آبيقور (341-270 ق م ) متخذا منه موقفا وسطا بين الإتجاه التوفيقي المقر بالعلاقة
الطبيعية ، والإتجاه المعارض المؤكد للإتباطية و الإصطلاحية بين اللفظة و معناها
و هذا من خلال إعتقاده بأن صيغ الكلمات قد نشأت بشكل طبيعي ، ولكنها تغيرت
عن طريق العرف و بشكل أكثر أهمية في تاريخ علم اللغة .

الإستنتاج :
ومن هذا كله نصل إلى أن التعارض الموجود في طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول
لا يعني أنه لا وجود لصلة بينهما ، ففي بعض الأحيان يستعين الفرد بأصوات الطبيعة
لتمييز الأشياء و تبليغ الرغبة للغيـر إلا أن الصـلة الإصطلاحـية تبقى هي السمـّـة
المـميزة لهذه العلاقة لأنها غير مرتبطة بفتـرة زمنية معينة




_________________
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://twitter.com/noralamel
 
مقال فلسفي حول الدال و المدلول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» طرق و منهجية تحرير مقال فلسفي جديدة ومع 22مقال فلسفي جاهز
» مقالة الدال والمدلول روووعة و شــــــــاملة(الطريقة جدلية)
» تمارين الأسبوع (ورقة عمل ) لحرفا التاء (ت) . الدال (د) من إعداد للأستاذ لشهب يونس.
»  مقال : ثلج في نظام كوكبي رضيع
» مقال اللغة و الفكر بالطريقة الجدلية للسنة الثالثة ثانوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم :: ˆ~¤®§][©][ التحـضـير لشـهادات الـتعـلــيم ][©][§®¤~ˆ :: التحضير لشهادة التعليم الثانوي 2020 :: منتدى تحضير بكالوريا 2019 - الشعب آداب و فلسفة، و اللغات الأجنبية :: قسم شعب الآداب و الفلسفة-
انتقل الى:  
حقوق المنتدى

الساعة الانبتوقيت الجزائــر
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الرفيق للتعليم
Powered by phpBB2 ® Rafik4Educ.yoo7.com
Rafik4Educ.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2009 - 2019

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.

جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق


للتسجيل اضغط هـنـا