(( أتعبني غيابك عني .. أتعبني..! ))
اتصلت به تستفسر عن سبب تأخره عن ولوج المنزل..
لم يرد عليها أحد ..!..
استمرت في محاولاتها بدون كلل ولا ملل ..
دق جرس الباب .. هرعت مهرولة تفتحه ،، راجية في قرارة نفسها أن يكون هو الطارق..
ابتسمت ابتسامة مملوءة بالخوف والإرتباك واستقبلته بكل لطف وحب.. قائلة له:
كيف حالك زوجي ؟ وكيف أمضيت يومك ؟
بخير..............
ردت عليه وهي تشعر بوجود شيء ينفره منها..! طيب عزيزي العشاء في انتظارك ،،
رد بصوته الخشن المليء بالغضب : تناولت عشائي في الخارج ،، أين الأطفال ؟
الأطفال نائمون ..لقد انتظروا قدومك طويلا فغلبهم النعاس ..
ممم ناموا اذا ..
وانت ماذا تنتظرين ،، الحقي بهم للنوم ..
اغرورقت عينيها بالدموع ،، حاولت كبت مشاعرها المجروحة ..
لكن
وقع كلامه أثر في دواخلها ،، وهز كل اركانه .. فسقطت دمعة حارقة على خذها
،، ممزوجة بالسواد ،، وابتلعت اهانته على مضض .. وادبرت لتقيم المائدة
الفاخرة التي أعدتها لأجله ، والتي استغرقت منها وقتا طويلا لتظهر بتلك
الحلة ..
انهت عملها .. واتجهت صوب غرفتها ،،
هناك عرفت معنى أن تعيش مع شخص يقبح أن تعيش بجانبه ..
انكمشت نائمة فوق سريها مثل العصفور الخائف ، ترتعش وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة..
حاولت النوم ،، فلم تستطع ..! تناولت قرص منوم وغفت ، في محاولة منها نسيان ما حصل لها في نومها ..
لاح الفجر ،، نهضت لتصلي ..
وحينها فقط ،، تأكدت أن زوجها وحب حياتها قلبه مسلوب..فهو لم ينم في المنزل..وهاتفه مشغول ..كعقله المشغول !
دعمته
،، ووقفت بجانبه.... و بعدما تسنم ذروة المجد ،، قررت الخروج من حياته،،
تاركة اياه يتأوه من حبه للأخرى ،، الفتاة التي امتلكت عواطفه واستبدت عقله
..
لم تقاوم ،، خرجت من موطنها .. وانسحبت من حياته وقلبها لا يحب سواه.. أجهش الأبناء في البكاء وكأنهم يودعون والدهم للمرة الأخيرة ..!
تمنت الزوجة لو يطلب منها البقاء ..................................،، لكنه لم يفعل..!
يتبع / بقلمي