الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1041873 توقيع المنتدى :
| موضوع: ౠ براءة وظلم الحياة ॥ ౠ قلميــ الإثنين يوليو 04, 2011 11:35 am | |
| ౠ براءة وظلم الحياة ॥ ౠ قلميــ أتذكر ذلك اليوم الذي استقبل فيه والدك المولود الجديد بوجه مُكفهر , كانت مثل الملاك تبكي حظها الذي أتى بها لهذه الحياة الظالمة , غضب والدك غضباً شديداً , وألقى اللوم على والدتك والتي من شدة الألم والخوف من تهديداته فقدت الوعي , حاولت الداية إيقاظها لكنها لم تستيقظ , سكتت الجدة قليلاً تمسح دموع حزن ترقرقت من عينيها بمنديلها العتيق , ثم أردفت تُكمل القصة : ماتت خوفاً ورعباً من ذلك الذي يسمى والدك , الذي بعد أن علم بوفاتها , لم يحزن ولم يهتم لما حدث , إنما قام بطردي أنا مع أختك الصغيرة من المنزل , بقيت ساعات طويلة أبحث لي عن مأوى يأويني أنا وهذه الطفلة البريئة , إلى أن حن علينا أبا خالد واستقبلنا في بيته جزاه الله كل الخير , وفي اليوم الثاني خرجت للبحث عن عمل أُعيل بهِ نفسي وبراءة , والحمدلله وجدت ذلك المشغل الصغير الذي استقبلتني صاحبته بصدر رحب لأنني أجيد التطريز والحياكة , ومنذ ذلك اليوم وأنا أعمل والحمدلله , وصمتت بسبب نوبة السعال المفاجأة التي أَلَمَت بها . قال عمر : أعتذر يا جدتي ..؟ أتعبتكِ معي خذي الماء إشربي . شربت القليل من الماء وأكملت : لا عليك يا ولدي أنا والسعال أصدقاء منذ مدة لا بأس بها وابتسمت إبتسامتها الحنون . وأكملت من حيث توقفت , عملي ساعدني كثيراً في إيجاد بيت صغير بغرفة ودورة مياه أكرمك الله ومطبخ صغير يأويني أنا وأختك براءة الصغيرة , أسميتها براءة لأنها بريئة من كل ما يحدث ظلمتها الحياة كثيراً , حرمتها من كل شيئ وأهمها أمها الحنون آآهِ عليكِ يا براءة يا نور العين وبدأت تبكي وعمر يحاول جاهداً إسكاتها ودموعه في عينيه جدتي حبيبتي أنتِ كنتِ لها نِعم الأم والأب والأخ والجد والجدة أنتِ كنتِ لها الحياة بأكملها بحلوها ومُرها , لا عليكِ يا غالية فأنا متأكد أنها كانت سعيدة معكِ , لأنها أخبرتني عنكِ الكثير الكثير , فقط أكملي بقية الحكاية بارككِ الله . توقفت عن البكاء بعد أن مسح عمر دموعها التي إنسكبت بغزارة على خدها , وأكملت قائلة : عشنا معاً بحب وفرح كانت تكبر أمام عيناي يوماً بعد يوم , وأول كلمة نطقت بها لي ماما , فرحتُ كثيراً في ذلك اليوم , أحسست بالأمومة من جديد وتذكرت إبنتي وقلت في نفسي سامحيني لأنها خصتني بهذه الكلمة التي هي وبكل بساطة خاصتكِ , لكن القدر لعب معنا لعبته القاسية وكان هذا نصيبنا من الحياة , وأكملت حياتي مع براءة ... كنتُ أعيش لأجلها فقط , هي سبب سعادتي .... وبقائي إلى الآن , أدخلتها المدرسة وكم فرِحت بذلك , أراها تتعلم تُثقف فكرها , تكبُر لتصبح فتاة يافعة ناضجة تتعلم من هذه الحياة دروس و عبر , وأن لا تعيش الأحلام وكأنها حياتها , فالحياة قاسية بطبعها ولا يؤمن شرها , تسقيك العذاب والويلات تباعاً , تحطم آمالنا التي زرعناها وننتظر حصادها يوماً بعد يوم , آآهٍ منكِ يا دنيا , ولدي عمر , أتعلم كيف وجدنا أباك ..؟ , كنت أنا وبراءة ذاهبتان إلى السوق لشراء بعض لوازم البيت التي نحتاجها , وياليتني لم آخذها معي , هو صُدِم عند رؤيتي , واندهش عند رؤيته لبراءة كيف أصبحت جميلة هكذا وتشبه أمها كثيراً.؟ لم تأخذه الحنية عليها أو الشوق لضمها على صدره وطلب الصفح منها ... لا لالالا إنما أتى مسرعاً نحونا , وطلب مني أن أعيدها له لأنه يحتاج لمن يعتني بهِ فهو غير قادر على ذلك , منعته صرخت في وجهه .. لا يحق لك المطالبة بها أبداً , أنت لا تستحق أن تكون أباً أبداً , لا سامحك الله على أفعالك , أغرب عن وجهي ودعني أعود من حيث أتيت ولن ترانا بعد اليوم , أرجوك دعها تعيش معي إلى أن يأخذ الله أمانته , لكن لم يهتم لتوسلاتها , والفتاة المسكينة تختبئ خلف جداتها خائفة من هذا الأب الذي لم تعرفه قط , أمسك بيدها وسحبها من حضن جدتها , تباعدت الأجساد وبقيت الأيادي تمسك ببعضها البعض بكت الطفلة براءة , صرخت , نادت على أمها التي لم تلدها , لا تتركيني خذيني معك , أتركني ماذا تريد مني ...؟؟؟؟!!!! تساؤلات عدة جالت بفكرها الصغير وهي التي لم تتعدى العشر سنوات , أما أنا ومن شدة صدمتي سقطت أرضاً ولم أجد نفسي إلا على فراشي والجارة فاطمة تجلس بقربي وأول سؤال تبادر على ذهنها .. أين براءة وما الذي حدث ..؟؟! بقيت أياماً وشهوراً أبحث عنها , لأن أباك بعد أن طردني قام بتغيير منزله , لهذا لم أعلم عنكم شيئاً , إلى أن جاء ذلك اليوم الصاعقة والذي من بعده فقدت الأمل , ماتت الحياة بالنسبة لي , وكل شيئ أصبح باهتاً مخيفاً يخلو من الجمال , نعم يا جدتي : في ذلك اليوم ماتت براءة على يد والدي الذي لم يرحم طفولتها , قسى عليها بسبب جلسة سُكر أفقدته وعيه الإدراكي , فعاد إلى المنزل وطلب منها أن تجهز له العشاء , وهي من شدة خوفها أسقطت طبق الطعام من يدها وانكسر , فقام بصفعها صفعة أطاحت بها على أحد زاويا المغسلة الحادة , وسقطت دون حراك حاول إيقاظها لكنها لم تستفق , والدم ينزل من رأسها بغزارة , ومن شدة خوفه وهول ما رأى , خرج للشارع يصرخ , يستنجد , آملاً أن يساعده أحد , وإذ بسيارة مسرعة تصدمه , ومات هو الآخر , وبقيت أنا هناك أبكي على أختي التي لم أعرفها إلا منذ شهور بسيطة وكانت من أطيب ما يكون , أحببت أخلاقها التي ربيتِها عليها , وكانت رغم كل ما يفعله والدي بها , تبتسم وتقول : الله معي فلا تحزن علي.. بكت الجدة بكاءاً شديداً , فقام بضمها إليه , وقال : هوني عليكِ يا جدتي , فإن روح براءة الآن تنظر إلينا , ولا أظنها تريد رؤيتكِ حزينة باكية , إبتسمي وإن شاء الله سنلتقي جميعاً في جنات الخلد , وأحمد الله أنكِ وجدتنا , ولولا ما حدث لما رأيتكِ وتعرفت عليكِ أبداً لا تحزني سأكون معكِ والله معنا إن شاء الله , إبتسمت الجدة الحمدلله يا ولدي بارك الله فيك . تمت
لحظية
لم أقرأ النص مرة أخرى أدرجته فقط | |
|