الأنكا شعوب ضاربة في الوثنية
الكاملة، فالحيوانات والطيور مثل الكاجوار أو أسد الجبال والبومة والمظاهر
الطبيعية مثل الرعد والبرق بنوا لها المعابد المحمية وكانت العبادة يعين
لها كهنة يعدون بمثابة الوسيط بين العامة وما يعبدونه «ويراكوشا» وزخرفوا
تلك المعابد بالذهب والأحجار الكريمة وكان يقدم لها القرابين الغريبة مثل
ذبح بنت يتيمة الابوين لم تبلغ عند بداية موسم المطر.. ولكن أعاد بعض علماء
التاريخ التحول إلى تقديس الشمس وسموا وثنيتهم هذه «أنتي» أو ابن الشمس
وبنوا الاهرامات المدرجة لذلك الغرض لتصل لشعاع الشمس فوق غابات نهر
الأمازون الكثيفة دليلاً على تمدنهم النسبي بعدما توحدوا ووسعوا رقعة
الامبراطورية. للأنكا وادٍ يسمى «Machu Pichu ماشو بيشو» يعتبرونه مقدسا
ويقطع الوادي نهر «أوروبامبا» المقدس عندهم، ويحرصون على المرور به
والاغتسال من ماء النهر لاعتقادهم أن قوة خارقة تعتري الشخص الذي يمر به،
والغريب أنهم يبتلعون حصاة صغيرة من أحجار هذا الوادي بل وأعشابه أو
يضعونها تحت ألسنتهم أو جلودهم أو حتى مخادعهم ظنا منهم جهلا أنها ترد
الأعداء و تجلب الحظ أو تشفي السحر وتزيد من قوة الجنس أو جهاز المناعة ضد
الأمراض. برع الأنكا في طب الأعشاب وبخاصة متطلبات الجمال من بشرة صافية
وتخسيس للوزن ومعالجة أمراض الدم والجهاز الهضمي حيث اكتشفوا بالتجربة أن
لبعض جذور النباتات في غابات وجبال الإنديز دور في ذلك.

الزواج عند الأنكا

يتزوج
الأنكا عادة في سن مبكرة بين 15 إلى 20 سنة والغريب في الأمر أن الزوج لا
يكون له يد في الاختيار بل الأسرة أو الزعماء أو مالكي الأراضي هم الذين
يختارون له زوجته والمقياس الأساسي في الزواج هو التكاثر العددي حيث
يتوالدون بأعداد كبيرة للحاجة إلى أيادٍ تساعد في العمل والمساعدة في حياة
الجبال القاسية وعادة ما يقدم الذهب أو الأحجار الكريمة كهدايا من أسرة
الزوج ويقدم أهل العروس الملابس الصوفية الرائعة الغزل والحبوب المخزنة.
وللمرأة دور أساسي في حياة الأنكا حيث يعتمد عليها في مناحي الحياة يدا بيد
مع الرجل في الزراعة ورعي حيوان «الألباكا» الذي يشبه الخراف وتربية
الأبناء ولكن ذلك لا يمنع السيادة المطلقة للرجل.

الموت

عندما
يحس شخص الأنكا بدنو الأجل يجهز بصورة خاصة في عادات تسمى في مجملها
«الشامان» يعرف الشخص على مكان دفنه والأغراض التي ستكون معه وكيفية تحنيطه
مؤقتا وكيفية العودة للحياة بعد الموت وهم يوقنون ضمن الخرافات السائدة
عندهم أن للإنسان ثلاثة أيام فقط يقضيها ميتا ثم من بعدها يعود للحياة في
صورة شخص آخر.