الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1041593 توقيع المنتدى :
| موضوع: شرح أحاديث( فيها أن رحمة الله سبقت غظبه...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله الأربعاء يونيو 06, 2012 7:45 am | |
| شرح أحاديث( فيها أن رحمة الله سبقت غظبه...) من رياض الصالحين للعثيمين رحمه الله |
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لما خلق الله الخلق ، كتب في كتاب ، فهو عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي )) . وفي رواية : (( غلبت غضبي )) وفي رواية (( سبقت غضبي )) . متفق عليه . وعنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( جعل الله الرحمة مائة جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه )) . وفي رواية : (( إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن و الإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها ، وأخر الله تعالى تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )) متفق عليه . ورواه مسلم أيضا من رواية سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن لله تعالى مائة رحمة ؛ فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم ، وتسع وتسعون ليوم القيامة)) . وفي رواية : ((إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمه؛ كل رحمة طباق ما بين السماء إلى الأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة، أكملها بهذه الرحمة )) . وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه تبارك وتعالى قال : (( أذنب عبدٌ ذنباً فقال : الهم اغفرلي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رب يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفرلي ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفرلي ذنبي فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء )) متفق عليه وقوله فليفعل ما شاء أي : ما دام يفعل هكذا يذنب ويتوب أغفر له فأن التوبة تهدم ما قبلها . وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا، لذهب الله بكم ، وجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله تعالى ، فيغفر لهم )) رواه مسلم . وعن أبي أيوب خالد بن زيد رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( لولا أنكم تذنبون ؛ لخلق الله خلقا يذنبون ، فيستغفرون ، فيغفر لهم) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، فخشينا أن يقتطع دوننا ؛ ففزعنا ، فقمنا ، فكنت أول من فزع ، فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطا للأنصار ـ وذكر الحديث بطوله إلى قوله : فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اذهب فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله ، مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة )) رواه مسلم . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم صلى الله عليه وسلم : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي)(إبراهيم:36) وقول عيسى صلى الله عليه وسلم : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة:118] ، فرع يديه وقال : (( اللهم أمتي أمتي )) وبكى ، فقال الله عز وجل : (( يا جبريل اذهب إلى محمدٍ ، وربك أعلم، فسله ما يبكيه ؟ )) فأتاه جبريل فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله تعالى : (( يا جبريل اذهب إلى محمدٍ فقل : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )) رواه مسلم .
ذكر المؤلف الأحاديث التي فيها أن رحمة الله سبقت غضبه ، ولهذا يعرض الله عز وجل المذنبين أن يستغفروا ربهم ، حتى يغفر لهم ، ولو شاء لأهلكهم ولم يرغبهم في التوبة . ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً) [فاطر:45]،ولهذا قال في الحديث الذي رواه مسلم ، قال : (( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم )) . وهذا ترغيب في أن الإنسان إذا أذنب ، فليستغفر الله ، فإنه إذا استغفر الله عز وجل بنية صادقة ، وقلب موقن فإن الله تعالى يغفر له ، ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53] . ومنها : أن النبي صلى اله عليه وسلم لما تلا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام في الأصنام : (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [إبراهيم:36] ، وقول عيسى : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة:118] ؛ رفع صلى الله عليه وسلم يديه وبكى ، وقال : ((يا رب ؛ أمتي أمتي)) فقال الله سبحانه وتعالى لجبريل ((اذهب إلى محمد فقل : إنا سنرضيك في أمتك و لانسوؤك )) . وقد أرضاه الله عز وجل في لأمته، بأن جعل لهذه الأمة أجرها مضاعفاً، كما جاء في الحديث الصحيح : أن مثل الأمة مع من سبقها ، كمثل رجل استأجر أجراء ، من أول النهار إلى الظهر ، فأعطاهم على دينار ديناراً ، واستأجر أجراء من الظهر إلى العصر وأعطاهم على دينار دينارً ، واستأجر أجراء من العصر إلى الغروب وأعطاهم على دينارين دينارين ، فاحتج الأولون وقالوا : كيف تعطينا على دينار دينار ونحن أكثر منهم عملاً وتعطي هؤلاء على دينارين دينارين . فقال لهم الذي استأجرهم : هل ظلمتكم شيئاً ؟ قالوا : لا . إذاً لا لوم عليه في ذلك ؛ ففضل الله على هذه الأمة كثير . وقد أرضاه الله في أمته ولله الحمد من عدة وجوه ، منها كثرة الأجر، وأنهم الآخرون السابقون يوم القيامة ، وأنها فضلت بفضائل كثيرة ، مثل قوله عليه الصلاة والسلام : (( أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي )) . فهذه الخصائص له ولأمته عليه الصلاة والسلام . فالحاصل أن هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله ، كلها أحاديث رجاء ، تحمل الإنسان على أن يعمل العمل الصالح ، يرجو بذلك ثواب الله ومغفرته . | | |
|