الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
 
الجنـسية : 
 المزاج : 
الـبـلـد : 
نوع المتصفح : 
الهواية : 
المهنة : 
الجنس : 
 الْمَشِارَكِات : 21381
 العمر : 29
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
 السٌّمعَة : 751
 نقاط : 1041433
توقيع المنتدى : 
 |  موضوع: عباد الرحمان "الاعجاز اللغوي في القران"  السبت يونيو 09, 2012 2:52 pm | |
|  |
بسم الله الرحمان الرحيم
أحببت أن يكون أول ما يكتب في هذا الموضوع عن صفات عباد الرحمن فألاً بأن نكون منهم
رغم أن الباب الذي سوف تُعرض من خلاله باب دقيق المسلك ولكنه جليل الفائدة
باب علاقات الجمل وتولد بعضها من بعض وهو من الأبواب التي فتح القول فيها باب الفصل والوصل من أبواب علم المعاني
يقول الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى في كتابه دلالات التراكيب :
(
وعلاقات الجمل وتولد بعضها من بعض أو نمو جملة من الجمل داخل جملة حتى ترى
جملة الجمل هذه تختلف طولا وقصرا ونظاما ونغما وهي في هذا الاختلاف وهذا
التنوع داخلة في أعطاف جملة واحدة ، ترى ذلك وغيره في القرآن لا تنتهي
عجائبه ، اقرأ آخر سورة الفرقان الآية التي ذكرت عباد الرحمن ... ( حيث
تتكاثر ) الجمل الداخلة في حيز هذا المبتدأ :{ عباد الرحمن } آية ( 63 ) وينتهي خبر هذا المبتدأ عند آية ( 73 ) حيث يبنى الخبر الأخير على إعادة المبتدأ باسم الإشارة : { فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات } وبذلك يكون عندنا عشر آيات هي جملة واحدة مكونة من مبتدأ وخبر .
... وهذا تحليلها :
( الخبر الأول ) { الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما }
هذا خبر وهو مكون من الموصول وصلته وما عطف على هذه الصلة لأن جملة الشرط { إذا خاطبهم الجاهلون ... } داخل في حيز الصلة لأنه معطوف على { يمشون } وليس
معطوفاً على الموصول ، ثم إنه مع أنه معطوف على الصلة وداخل في حيزها دخل
في تكوينه جملتان هما الشرط والجزاء ، وهكذا تجد هذا الخبر قد دخل في
تكوينه جمل ثلاث لا محل لها من الإعراب لها من الإعراب ، وتأمل الحال الذي
في الجملة الأولى { يمشون } تجد
فيه من المعنى واللطف والرفق ما لا يستطاع تحليله لأنه ليس المراد أنهم
يمشون على الأرض هينين لينين متواضعين فحسب ، وإنما المعنى متسع جداً لأن منه أنهم يبثون في الأرض الرفق والرحمة والإنصاف ، ولا يفعل ذلك إلا من كان شديد الأيد قادرا على أن يجاهد ويجالد كل ذي طغيان يبث الظلم والغزع والغلظة والرهبة في حياة الناس ، هم قوم موكلون في هذه الأرض ببث الرحمة والعدل والخير فحين تراه أخا سلاح ممسكا بعنان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها ، فهو من { عباد الرحمن } { الذين يمشون على الأرض هونا ً } لأنه إنما يفزع لدفع العدوان والباطل وكل ما هو عدو للإنسان .
والجملة الثانية { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } فيها أنهم لا يستهلكون حياتهم وجهودهم في ثرثرة الكلام ولجاجات أهل الجهل
|
| |
|
