الناس إلى أين .....؟؟

يتحدث
الناس إذا ما ضمهم مجلس عن أمراض العصر وكثرتها و تنوعها ويرجع بعضهم إلى
الماضي البعيد ، فيتحدث عن أزمان الآباء و الأجداد و كيف أن أمراضهم قليلة
و علاتهم لا تذكر ، وحيويتهم دائمة ، ويضربون المثل بفلان الذي قطع
المسافة بين بلد وآخر بحثا عن الرزق يمشي على قدميه يسري بالليل ، مع
القمر و النجوم ويرتاح قليلا إذا ما اشتدت القيلولة ومع ذلك تجد مثل هذا
قوي البنية صحيح البدن قوي العزيمة للتصدي للعوارض العارضة ، ثم يعودون
لأهل هذا الزمان المترفين ، الذين رقت جلودهم وضعفت قواهم وأصبحوا عرضة
للأمراض المتولدة كل يوم وحين .

فهم يخافون من اسم المرض قبل وقوعه
، ويتخيلون وقوعه قبل أن يقع ، وما ذاك إلا حبا في البقاء ورغبة في عيش
هذه الحياة الفانية بما ملكوه من مال وجاه .

والراغبون المتعلقون
بالبقاء هم الأبعدون جدا عن الثقافة الدينية لأن الإنسان مهما كان لابد له
من توازن في تفكيره وتصوره حتى يجد ما يزعه في وقت الضلال ، ويجد ما يمنيه
ويرغبه في وقت توازنه و اعتداله .

وعلى اختلاف المجتمعات نجد فئات
من الناس ولدوا من غير معرفة بالدين ولا بشيء اسمه الخالق ( وما أكثرهم )
، بل هناك من لا يدرك معنى الخلق و الخالق ، وذلك يوجد في كثير من البيئات
الإنفصالية ، أي البيئات التي تكون علاقتها بأبنائها وبناتها علاقات
مقصورة على مراحل الطفولة ، حتى إذا ما شب الوليد وكمل وطالت أظافره تركوه
على هواه ..... وذهبت به الأيام كل مذهب ... وهذا ما ورثته مجتمعاتنا من
الغرب ، فصارت الإبنة حرة طليقة في عالم مفخخ مليء بالألغام وليس الإبن
بأفضل حال فهو الأخر أضحى فأر تجارب لأفكار الغرب الملوثة .

ولقد
نتج عن هذا ما حلل الأخلاق وسيبها وأضاع العقول ، وأوجد الأمراض الغريبة
التي أضحت من الأوبئة التي قد يصعب كفاحها ، أمراض ليست بالعضوية فقط بل
تعدتها إلى العقلية و الفكرية ، خذوا هذا ما حصدناه .

و من الناحية
الدينية نجد أن الناس كلهم في كل عام يرذلون ، وتقل امكانياتهم التي تدعو
للسعادة و العيش الصحيح المريح ، ولعل لهذا علاقة بخراب العالم ونهاية
الدنيا ويقول الله عز وجل " ... حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت وظن
أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم
تغن بالأمس " صدق الله العظيم .

ونحن نلاحظ التطور العجيب الذي
وصلت إليه الدول ووسائل العيش الترف و الأعاجيب التي تثير لب الإنسان
ومظاهر العمارة و المغارس ، ووسائل الحياة المترفة داخل البيوت وخارجها ،
ووسائل الإتصال ....

كل هذه ، تحمل الإنسان على الظن بالتفوق و القدرة ، ولكنها فجأة تجد ما يزيلها ويزيل مخترعها ويذهب كل شيء كأن لم يكن .

فلاشك
أن كل جيل أسوأ من الذي قبله ، ولا زلنا نتذكر صدق وسلامة قلوب الأولين ،
وكثرة الخيرات في أزمانهم بسبب التعاطف و التواد و التعاون لأن النظرة
ليست مادية بقدر ما هي فهم عميق وطبيعي لمعنى التلاحم الإجتماعي ، هذا
المصطلح الذي انعدم بالكامل في حاضرنا ، نعم ظروف أثرت ، لكن الخالق هدانا
ملكة لم ولن يستطيع المخلوق إيجاد مثيلتها بها كان علينا تمييز الأشياء
وبها كان علينا الفصل بين الصالح و الطالح ، وإعطاء الأمور وزنها الحقيقي
، لكن لا حياة لمن تنادي ، الكل منهمك في الملذات و حب الشهوات .

بالفعل استطاع أعداؤنا أن يفهموا ويكتشفوا نقط ضعفنا استغلوها على أكمل وجه وهاهي تؤتي ثمارها .

_________________

موضوع غاية في الروعة شكرا لك

و جزاك الله خيرا

_________________
الناس إلى أين .....؟؟ Move-r0029

» عندما يتغير اعز الناس
» الناس بالجوهر وليس بالمظهر
» أمَنُّ الناس على الدعوة!
» من عذب الناس عذبه الله
» نصيحة لمن يكثر من ذكر عيوب الناس