وبحكم قربها من قرطاج كانت مقرا هادئا مفضلا للفينيقيين خلال القرن الثالث قبل الميلاد، خاصة في حكم الملك النوميدي ماسينيسا، حتى
أصبحت التقاليد والعادات والمعبودات واللغة والكتابة الفينيقية هي
المتعامل بها في المدينة، والسائدة في المملكة النوميدية، فأطلق الفينيقيون
على المدينة اسم "كرطة" أو "كرتن" وهي لفطة سامية كنعانية معناها القلعة أو المدينة[2]، وهو ما أطلقه اللاتينيون فيما بعد باسم "سيرتا"[3].
في سنة 112م احتل الرومان قسنطينة، وصارت عاصمة لكنفدرالية المستعمرات الأربع التي تجتمع تحت لوائها وهي: ميلة وسكيكدة والقل.
ولكل مستعمرة نظامها الخاص بها، وتتولى قسنطينة الدفاع عنها كلها، وتعيين القضاة بها.
ثم وقعت ثورة على الرومان بقيادة "يوغرطة" ومن
تلاه، أثناء العهد البيزنطي، وتمردت المدينة سنة 311 م على السلطة
المركزية، فاجتاحتها القوات الرومانية من جديد، و أمر الإمبراطور ماكسينوس بتدمير منشآتها وتخريب عمرانها وثلم أسوارها عام 311م، وظلت على هذا الحال إلى أن أمر الإمبراطور الروماني قسطنطين الأكبر(271/337م) سنة 313م بترميمها و أعاد لها مكانتها كعاصمة لإقليم الشرق، وسماها باسمه فتدعى منذ 313م " Constantine" قسطنطين، ولما فتحها المسلمون زادوا تاء المؤنث المربوطة فصارت "قسنطينة"، غير أنها بعد الفتح الإسلامي فقدت مكانتها كعاصمة، حيث أصبحت مدينة ميلة عاصمة الولاية الغربية، تدار من القيروان، وتدير هي شؤون المغرب العربي بعد العصمة القيروان، ومنها تنطلق السرايا، و ميلة مدينة تقع غرب قسنطينة تبعدها أقل من 100كلم.
يقول عن قسنطينة المؤرخون:".. مدينة جاهلية.. قديمة وكبيرة، و
بها عدد كبير من السكان، مسالكها وعرة، وهي كالقلعة تحيط بها المياه من
ثلاث جهات.."[4]،".. ولها نهر يصب في خندقها العظيم الشرقي، يسمع له دوي
هائل، دائر من أعلى المدينة في قعر الخندق مثل ذؤابة النجم لبعد المسافة،
وهذه المدينة على آخر سلطنة بجاية.."[5]، وسلطنة بجاية هي دولة بني حماد؛
عاصمتها مدينة بجاية، شمال غرب مدينة قسنطينة على ساحل البحر المتوسط، وقد
صارت تحت حكمهم سنة(454هـ /1062م)، بعد أن كانت تحت حكم دولة الزيريين
الصنهاجية؛ وعاصمتها مدينة ميلة.
و يقول المؤرخ البكري عن
قسنطينة:".. هي مدينة آهلة؛ ذات حصانة ومنعة، ليس يعرف أحسن منها، وهي على
ثلاثة أنهار عظام تجري في خندق بعيد القعر متناهي البعد، قد عقد في أسفله
قنطرة على أربع حنايا، ثم بني عليها قنطرة ثانية ثم على الثانية قنطرة
ثالثة من ثلاث حنايا، ثم بني فوقهن بيت يساوي ضفتي الخندق يعبر عليه إلى
المدينة، ويظهر الماء في قعر الوادي من هذا البيت كالكواكب الصغيرة، لعمقه
وبعده، ويسمى هذا ببيت العبور، لأنه معلق في الهواء، ويسكن قسنطينة قبائل
شتى من أهل ميلة ونفزاوة وقسطيلية، وهي قبائل كتامة، وبها أسواق جامعة
ومتاجر رابحة.."[6].
والمدينة .. على قطعة جبل متقطع مربع؛ فيه بعض الإستدارة،
لا يتوصل إليها من مكان؛ إلا من جهة باب في غربها ليس بكثير السعة، وهناك
مقابر أهلها حيث يدفنون موتاهم، ومع المقابر بناء قائم من بناء الروم
الأول، به قصر يشبه بملعب "ثرمة" من بلد صقيلية.."[7]، ويحيط الوادي بها من
جميع جوانبها كالعقد المستدير..يأتي من جهة الجنوب فيحيط بها غربا، ثم يمر
شرقا مع دائرة المدينة، ويستدير من جهة الشمال، ويمر غربا إلى أسفل الجبل
ثم يسير شمالا إلى أن يصب في البحر غربي وادي سهر، و ليس للمدينة من داخلها سور يعلو أكثر من قامة إلا من جهة باب ميلة، وللمدينة بابان؛ باب ميلة في الغرب، و باب القنطرة
في الشرق، وهذا القنطرة من أعجب البناءات، لأن علوها يشف عن مائة ذراع،
وهي من بناء الروم؛ بقوس عليا وقوس سفلى، وعددها في سعة الوادي خمس، والماء
يدخل على ثلاث منها..والمدينة عامرة بأهلها، وهم ذوو مال وسعة حال، ولها
مزارع الحنطة والشعير، ممتدة في جميع جهاتها، والحنطة تقيم في مطاميرها
مائة سنة لا تفسد، وفي كل دار منها مطمورتان وثلاث أو حتى أربع مقصورات في
الحجر، وتبقى فيها الحنطة لبرودتها واعتدال هوائها، و بها الكثير من العسل
والسمن الذي يتجهز به من قسنطينة إلى سائر البلاد.."[8].
تتكونت المدينة من منازل "القَصْبَة"
وهي المحور الذي يتطور حوله العمران، وبجوارها سلسلة من الأسوار، تركزت
صناعة الدباغة والجلود والنسيج على مشارف الجرف بجنوب غرب المدينة على
الحافة من الوادي لتصريف الفضلات من جهة؛ واستعمال الماء كقوة محركة، أما
صناعة الأواني الفخارية والخزف، ومعاصر الزيت ومخازنه فتركزت بالضواحي[9].
وحي القصبة كان به المعبد الروماني ثم بنى على أنقاضه الموحدون قصر الإمارة.
ومن
معالم المدينة الحي اليهودي، وبه الجاليات اليهودية التي استقرت بالمدينة
مع العناصر الفينيقية التي سكنتها في القرون الثلاثة الأولى قبل الميلاد،
ثم زاد عددهم أثناء الإضطهاد الروماني لهم، ففروا إلى شمال إفريقيا، كما
هربت الجالية اليهودية فيما بعد من الإضطهاد النصراني الإسباني بالأندلس في
القرن 15 و16م، فنزحوا نحو المدينة.
وكان اليهود يشتغلون بالتجارة
والمال، ولهم علاقات حسنة مع أهل المدينة[10]، ولهم محلات كبيرة وكثيرة،
ومخازن عديدة ومستودعات لتخزين محاصيل المزارعين.
بعد سقوط دولة الموحدين؛ نشأت ثلاث دول عنها: بالمغرب الأدنى الدولة الحفصية وحاضرتها مدينة تونس625هـ ، بالمغرب الأوسط الدولة الزيانية وحاضرتها تلمسان633هـ، بالمغرب الأقصى الدولة المرينية وحاضرتها فاس 688هـ.
أما مدينة قسنطينة فكانت تابعة للدولة الحفصية، الممتدة من إفريقية (لبييا) شرقا إلى الشرق الجزائري، حيث شملت إدارتها مدنا كعنابة وبجاية وبسكرة وتقرت.
وتعد
قسنطينة القاعدة الثانية للحفصيين بعد العاصمة تونس، حيث كان يعين عليها
ولي العهد الحفصي أو أمير مؤهل يتميز بالخبرة والحنكة السياسية
والعسكرية[11].
أما في عهد العثمانيين فقسنطينة هي المدينة الثانية بعد العاصمة مدينة الجزائر، وهي عاصمة المقاطعة الشرقية؛ الممتدة من شواطئ البحر المتوسط شمالا إلى صحراء الزيبان (ولاية بسكرة) جنوبا، ومن الحدود التونسية شرقا إلى بلاد القبائل غربا، وكانت بتقسيم "بايليك"، ووصفها المؤرخون بالمملكة لكثرة سكانها وأموالها ومواردها، واتساعها الجغرافي.
سنة 1830 م، و مع احتلال الجزائر من طرف الفرنسيين رفض أهالي المدينة الإعتراف بسلطة الفرنسيين، فقاد أحمد باي الحملة، و استطاع أن يرد الفرنسيين مرتين في سنتين مختلفتين في معارك للاستيلاء على القنطرة، التي كانت تمثل بوابة الشرق.
عام 1837 م، استطاعت الحملة الفرنسية بقيادة دوموريير
عن طريق خيانة من أحد سكان المدينة اليهود، حيث استطاع الفرنسيون التسلل
إلى المدينة عبر معابر سرية توصل إلى وسط المدينة، و عن طريق المدفعية
أيضاً من إحداث ثغرة في جدار المدينة، ثم حدث الإقتحام، و اصطدم الجنود
الفرنسيون بالمقاومة الشرسة للأهالي و اضطروا لمواصلة القتال في الشوارع و
البيوت، حتى انتهت المعركة أخيراً بمقتل العديد من الأهالي، واستقرار
المحتلّين في المدينة بعد عدة سنوات من المحاولات الفاشلة.
المعالم والآثار:
• مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي مدينة قسنطينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيدي مسيد، في المكان المسمى "نصب الأموات".
كما اكتشفت قبور أخرى تقع تحت "كهف الدببة" وأخرى ناحية "بكيرة"، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة "الخروب" بالمواقع المسماة "خلوة سيدي بو حجر" أو "قشقاش"، وكهف"تاسنغة" ببنوارة، وكلها من مرحلة ما قبل التاريخ.
• المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 المؤدي باتجاه مدينة قالمة، تقع المقبرة الميغاليتية لقرية بونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل "مزالة" على بعد 2 كلم شمال قرية بونوارة.
وتتكون هذه الدولمانات"dolments" من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عدداً كبيراً منها قد تعرض للتلف والاندثار.
يشار
إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكونة
من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، مشكلين بدورهم غرفة مثلثة الشكل، وعادة
ما يكون الدولمان محاطا بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض
الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى
يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة، التي يبدو أنها قد استمرت
إلى القرن الثالث ق.م.
• كهف الدببة: يبلغ طوله 60 م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة.
• كهف الأروي: يوجد قرب كهف الدببة، ويبلغ طوله 6 م ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
• ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة؛ يقع ضريح ماسينيسا
وهو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات، به ثلاثة صفوف من
الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي- وقد نسب
هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه
المنطقة لمدة 60 سنة، ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة، وأسس جيشاً قوياً.
• ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى "الهري"، على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن "تيدس" له شكل أسطواني، بني من حجارة منحوتة وشيدّ من طرف "ك لوليوس إبريكيس" حاكم روما آنذاك تخليدا لعائلته.
• تيديس: تقع على بعد 30كلم إلى الشمال الغربي من قسنطينة، وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديماً أسماء عدة مثل: "قسنطينة العتيقة"، "رأس الدار" كما سميت أيضا "مدينة الأقداس" نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن اسمها الحالي "تيديس" هو اسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم
castelli respublica tidditanorum.
ومعنى "كاستيلي" هو المكان المحصن، ومعنى "روسبيبليكا" أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية.
ولا تزال آثار الحضارات التي تعاقبت على "تيديس" شاهدة إلى اليوم بدءا بعصور التاريخ الأولى، من الحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية.
ويتجلى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى "دولمن" ومعناها "المناضد الصخرية"، وكذا مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى "بازناس"، وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن.
• باب سيرتا: هو معلم أثري يوجد بمركز سوق بومزو، و يرجح أنه كان معبداً، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر حزيران من عام 1935، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بني حوالي سنة 363م.
• الأقواس الرومانية: توجد بالطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع بومرزوق، ومن الفسقية (جبل غريون)، إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في كدية عاتي بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية.
•حمامات القيصر:
ما زالت أثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في
الجهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957، وقد
كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياها
الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع.
• إقامة صالح باي:
هي منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل
منزلاً ريفياً خاصاً، قام صالح باي ببنائه لأسرته في القرن 18، لينتصب
بناية أنيقة وسط الحدائق الغناء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال،
وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس – الشركية- التي تعرف باسم "النشرة".
•قصر أحمد الباي: يعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة، وتعود فكرة إنشائه إلى "أحمد باي"؛
الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية، وأراد أن
يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827
لتنتهي سنة 1835.
يمتد هذا القصر على مساحة 5600م مربع، يمتاز باتساعه ودقة تنظيمه وتوزيع أجنحته، التي تنبع عن عبقرية في المعمار والذوق معا.
تعرض طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاحتلالية، حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقشاني (سيراميك).
أما
الحالة المعمارية للقصر فقد تحولت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال
الفرنسي للمدينة وأصبحت عبارة عن خليط من الزينات المعمارية، ومع ذلك فإن
الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضاءاته
الرائعة، وإن الزائر له يستمتع بنقوشه وزخرفته وألوان مواده، التي تحيل إلى
مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم.
المدينة القديمة:
تضفي
المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعا مميزاً، وتجتهد
ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية في الصمود مدة أطول، ملمحة
إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال.
وتعتبر المدينة القديمة إرثا معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية.
وقد عرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خص بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل : الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها.
هذا إلى جانب المساحات التي تحوط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال.
أما
الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة، وهي
السوق الصغير، وما يزال حيا للمدينة القديمة إلى اليوم يسمى "السويقة".
المساجد:
طغت
على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم، وتكرس هذا المظهر بعد
استقرار الإسلام بها، فعرفت عملية بناء المساجد بها سيرورة دائمة.
وسنسرد أسماء أهم هذه المساجد كما يلي:
•الجامع الكبير: بني في عهد الدولة الزيرية
سنة 503هـ، 1136م، وقد أقيم على أنقاض المعبد الروماني الكائن بنهج العربي
بن مهيدي حاليا، تغيرت هندسته الخارجية من جراء الترميم، ويتميز بالكتابات
العربية المنقوشة على جدرانه.
•جامع سوق الغزل: أمر ببنائه الباي حسن وكان ذلك عام 1143هـ-1730م، حولته القيادة العسكرية الفرنسية إلى كاتدرائية، وظل كذلك إلى أن عاد إلى أصله بعد.
•جامع سيدي الأخضر:
أمر ببنائه الباي حسن بن حسين الملقب أبو حنك في عام 1157-1743م، كما يدل
عليه النقش الكتابي المثبت على لوح من الرخام فوق باب المدخل، وتوجد بجانب
المسجد مقبرة تضم عدة قبور من بينها قبر الباي حسن.
•جامع سيدي الكتاني: يوجد بساحة "سوق العصر" حاليا، أمر صالح باي بن مصطفى ببنائه في عام (1190هـ-1776)، وإلى جانبه توجد مقبرة عائلة صالح باي.
• مسجد الأمير عبد القادر:وضع حجر أساسه الرئيس هواري بومدين، و دشن من طرف الرئيس الشاذلي بن جديد،
يعتبر من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ
ارتفاع كل واحدة 107م، وارتفاع قبته 64 م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية
الرائعة ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن
إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، كان ثمرة تعاون بين بعض
المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة
للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين، ويتسع المسجد لنحو 15 ألف مصل،
ونشير إلى أن المهندس المصري "مصطفى موسى" - الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب- هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة.
كما تزخر المدينة بعدد آخر من المساجد من بينها: جامع
سيدي فعان – جامع سيدي محمد بن يمون- جامع سيدي بوعنابة- جامعة السيدة
حفصة- جامع سيدي راشد- جامع سيدي نمديل- جامع سيدي عبد المؤمن- جامع سيدي
بومعزة - جامعة سيدي قموش- جامعة الأربعين شريفاً، الخ ... وبعد المصالحة
الوطنية التي أعلنها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، شهدت عملية بناء المساجد
قفزة نوعية حتى أصبح في كل حي مسجد، وهذا عام في كل الجزائر منذ تولي
الرئيس السلطة، بعد أن كانت عملية بناء المساجد بطيئة لظروف أمنية، وعراقيل
إدارية.