منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم

إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
Cool Blue Outer
Glow Pointer

 

  شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ لشهب يونس
المدير العام

المدير العام
الأستاذ لشهب يونس


الأوسمة وسام الاداري المميز
 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 41627710
الجنـسية : gzaery
المزاج المزاج :  شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 Pi-ca-20
الـبـلـد : الجزائر
نوع المتصفح : fmfire
الهواية : chess
المهنة : studen
الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 21381
العمر العمر : 29
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
السٌّمعَة السٌّمعَة : 751
نقاط نقاط : 1042053
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى + دعاء

 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 Empty
مُساهمةموضوع: شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4    شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 Icon_minitimeالسبت يوليو 23, 2011 4:19 am

 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 851345

شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4


شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى
لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية
- رحمه الله تعالى-
شرحها الشيخ العلامة
صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
حفظه الله تعالى
[(11) شريطا مفرغا]
يوم الخميس 16 جمادى الآخرة 1416هـ - الخميس 9 محرم 1418هـ
ملاحظة: تفريغ الأشرطة لا يعني الاستغناء عنها.

أعدّ هذه المادة: سالم الجزائري




شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 1

شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 2

شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 3

تابع



وقال
القاضي أبو يعلى في كتاب إبطال التأويل: لا يجوز رد هذه الأخبار ولا
التشاغل بتأويلها، والواجب حملها على ظاهرها، وأنها صفات الله، لا تشبه
صفات سائر الموصوفين بها من الخلق، ولا يعتقد التشبيه فيها؛ لكن على ما روى
عن الإمام أحمد وسائر الأئمة.
وذكر بعض كلام الزهري، ومكحول، ومالك،
والثوري، والأوزاعي، والليث، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن
عيينة، والفضيل بن عياض، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، والأسود بن سالم،
وإسحاق بن راهوية، وأبي عبيد، ومحمد بن جرير الطبري، وغيرهم في هذا الباب.
وفي حكاية ألفاظهم طول.
إلى أن قال: ويدل على إبطال التأويل: أنّ
الصحابة ومن بعدهم من التابعين حملوها على ظاهرها، ولم يتعرضوا لتأويلها،
ولا صرفوها عن ظاهرها، فلو كان التأويل سائغا لكانوا أسبق إليه لما فيه من
إزالة التشبيه ورفع الشبهة.
وقال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري
المتكلم، صاحب الطريقة المنسوبة إليه في الكلام في كتابه الذي صنفه في
اختلاف المصلين، ومقالات الإسلاميين، وذكر فرق الروافض والخوارج والمرجئة
والمعتزلة وغيرهم.
ثم قال مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة: قول
أصحاب الحديث وأهل السنة: الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وبما جاء عن
الله تعالى، وما رواه الثقات عن رسول الله (، لا يردون شيئا من ذلك، وأن
الله واحد احد فرد صمد لا إله غيره، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا
عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها،
وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله على عرشه كما قال ?الرَّحْمَنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى?[طه:5]، وأن له يدين بلا كيف كما قال ?خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ?[ص:75]، وكما قال ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ?[المائدة:64]،
وأن له عينين بلا كيف كما قال ?تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا?[القمر:14]، وأن له
وجها كما قال ?وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ?[الرحمن: 27].
وأن أسماء الله تعالى لا يقال إنها غير
الله كما قالت المعتزلة والخوارج، وأقروا أن لله علما كما قال ?أَنزَلَهُ
بِعِلْمِهِ?[النساء:166]، وكما قال ?وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا
تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ?[فاطر:11]، وأثبتوا له السمع والبصر ولم ينفوا
ذلك عن الله كما نفته المعتزلة؛ وأثبتوا لله القوة كما قال ?أَوَلَمْ
يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ
قُوَّةً?[فصلت:15]، وذكر مذهبهم في القدر.
إلى أن قال: ويقولون أن
القرآن كلام الله غير مخلوق، والكلام في اللفظ والوقف من قال باللفظ
وبالوقف فهو مبتدع عندهم، لا يقال اللفظ بالقرآن مخلوق، ولا يقال غير
مخلوق.
ويقرون أنّ الله يُرى بالأبصار يوم القيامة، كما يُرى القمر
ليلة البدر، يراه المؤمنون، ولا يراه الكافرون لأنهم عن الله محجوبون، قال
عز وجل ?كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
لَمَحْجُوبُونَ?[المطففين:15].
وذكر قولهم في الإسلام والإيمان والحوض والشفاعة وأشياء. (112)
إلى أن قال: ويقرون بأن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ولا يقولون مخلوق، ولا يشهدون على أحد من أهل الكبائر بالنار.
إلى
أن قال: وينكرون الجدل والمراء في الدين والخصومة والمناظرة فيما يتناظر
فيه أهل الجدل، ويتنازعون فيه من دينهم، ويسلمون للروايات الصحيحة، كما
جاءت به الآثار الصحيحة التي جاءت بها الثقات عدل عن عدل حتى ينتهي ذلك إلى
رسول الله (؛ لا يقولون كيف ولا لم؟ لأن ذلك بدعة عندهم.
إلى أن قال:
ويقرون أن الله يجيء يوم القيامة كما قال تعالى ?وَجَاءَ رَبُّكَ
وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا?[الفجر:22]، وأن الله يقرب من خلقه كيف شاء كما
قال ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ?[ق:16]. (113)
إلى
أن قال: ويرون مجانبة كل داع إلى بدعة، والتشاغل بقراءة القرآن، وكتابة
الآثار، والنظر في الآثار والنظر في الفقه مع الاستكانة والتواضع، وحسن
الخلق مع بذل المعروف، وكف الأذى وترك الغيبة والنميمة والشكاية، وتفقد
المآكل والمشارب. قال: فهذه جملة ما يأمرون به، ويستسلمون إليه، ويرونه،
وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله وهو
المستعان.(114)
وقال الأشعري أيضا في اختلاف أهل القبلة في العرش: فقال
قال أهل السنة وأصحاب الحديث إن الله ليس بجسم ولا يشبه الأشياء، وأنه
استوى على العرش كما قال ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى?[طه:5]،
ولا نتقدم بين يدي الله في القول؛ بل نقول استوى بلا كيف، وأن له واجها كما
قال ?وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ?[الرحمن:127]، وأن له يدين كما قال ?خَلَقْتُ
بِيَدَيَّ?[ص:75]، وأن له عينين كما قال ?تَجْرِي
بِأَعْيُنِنَا?[القمر:14]، وأنه يجيء يوم القيامة هو وملائكته كما قال
?وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا?[الفجر:22](115) وأنه ينزل إلى
سماء الدنيا كما جاء في الحديث، ولم يقولوا شيئا إلا ما وجدوه في الكتاب
أو جاءت به الرواية عن رسول الله (.
وقالت المعتزلة: إن الله استوى على العرش بمعنى استولى وذكر مقالات أخرى.
وقال
أيضا أبو الحسن الأشعري في كتابه الذي سماه الإبانة في أصول الديانة -وقد
ذكر أصحابه أنه آخر كتاب صنفه- وعليه يعتمدون في الذب عنه عند من يطعن
عليه، فقال: فصل في إبانة قول أهل الحق والسنة. فإن قال قائل: قد أنكرتم
قول المعتزلة والقدرية والجهمية والحرورية والرافضة والمرجئة، فعرِّفونا
قولكم الذي به تقولون وديانتكم التي بها تدينون.
قيل له: قولنا الذي
نقول به، وديانتنا التي ندين بها؛ التمسك بكلام ربنا وسنة نبينا، وما روي
عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به
أبو عبد الله أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى نضر الله وجهه ورفع درجته
وأجزل مثوبته- قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس
الكامل؛ الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع
به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين؛ فرحمة الله عليه من إمام
مقدم وجليل معظم وكبير مفهَّم.
وجملة قولنا: أنا نقر بالله وملائكته
وكتبه ورسله، وبما جاءوا به من عند الله، وبما رواه الثقات عن رسول الله (،
لا نردّ من ذلك شيئا؛ وأن الله واحد لا إله إلا هو فرد صمد لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين
كله، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية، وأن الله يبعث من في
القبور، وأن الله مستو على عرشه كما قال ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوَى?[طه:5]، وأن له وجها كما قال ?وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو
الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ?[الرحمن:127]، وأن له يدين بلا كيف كما قال
?خَلَقْتُ بِيَدَيَّ?[ص:75]، وكما قال ?بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ
يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ?[المائدة:64]، وأن له عينين بلا كيف كما قال
?تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا?[القمر:14].
وأنَّ من زعم أن أسماء الله غيرُه كان ضالا -وذكر نحوا مما ذكر في الفِرَق-.
إلى
أن قال: ونقول إن الإسلام أوسع من الإيمان، وليس كل إسلام إيمانا، وندين
بأن الله يقلب القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل،(116) وأنه عز وجل
يضع السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، كما جاءت الرواية الصحيحة عن
رسول الله (.
إلى أن قال: وإن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، ونسلم
الروايات الصحيحة عن رسول الله (، التي رواها الثقات عدلا عن عدل(117) حتى
ينتهي إلى رسول الله (.
إلى أن قال: ونصدق بجميع الروايات التي أثبتها
أهل النقل من النزول إلى سماء الدنيا، وأن الرب عز وجل يقول: «هل من سائل؟
هل من مستغفر؟» وسائر ما نقلوه وأثبتوه خلافا لما قال أهل الزيغ والتضليل.
ونعوِّل
فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا وسنة نبينا وإجماع المسلمين وما كان في
معناه، ولا نبتدع في دين الله ما لم يأذن لنا به، ولا نقول على الله ما لا
نعلم، ونقول: إن الله يجيء يوم القيامة كما قال ?وَجَاءَ رَبُّكَ
وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا?[الفجر:22]. (118)
وأن الله يقرب من عباده
كيف شاء كما قال ?وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ
الْوَرِيدِ?[ق:16]، وكما قال ?ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى(8)فَكَانَ قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى?[8-9].
إلى أن قال: وسنحتج لما ذكرناه من
قولنا وما بقي مما لم نذكره بابا بابا. ثم تكلم على أن الله يُرى واستدل
على ذلك، ثم تكلم على أن القرآن غير مخلوق واستدل على ذلك، ثم تكلم على من
وقف في القرآن وقال: لا أقول أنه مخلوق ولا غير مخلوق، ورد عليه.
ثم قال: باب ذكر الاستواء على العرش.
فقال:
إن قال قائل ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: نقول إن الله مستو على عرشه
كما قال ?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى?[طه:5]، وقال تعالى
?إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ
يَرْفَعُهُ?[فاطر:10]، وقال تعالى ?بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ
إِلَيْهِ?[النساء:158]، وقال تعالى ?يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ
إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ?[السجدة:5]، وقال تعالى حكايةً عن
فرعون ?يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبَابَ(36)أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى
وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا?[غافر:36-37]، كذب موسى في قوله إن الله فوق
السموات، وقال تعالى ?ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ
بِكُمْ الأَرْضَ?[الملك:16]، فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق
السموات قال (ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)؛ لأنه مستو على العرش الذي
هو فوق السموات، وكل ما علا فهو سماء، فالعرش أعلى السموات، وليس إذا قال
(ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) يعني جميع السموات، وإنما أراد العرش
الذي هو أعلى السموات، ألا ترى أن الله عز وجل ذكر السموات فقال تعالى
?وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ?[نوح:16]، ولم يرد أن القمر يملؤهن وأن فيهن
جميعا.
ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء؛ لأن
الله على عرشه الذي هو فوق السموات، فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا
أيديهم نحو العرش، كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض. (119)
ثم قال:
فصل: وقد قال القائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية أن معنى قوله
?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى?[طه:5] أنه استولى وملك وقهر، وأن
الله عز وجل في كل مكان وجحدوا أن يكون الله على عرشه كما قال أهل الحق،
وذهبوا في الاستواء إلى القدرة، فلو كان كما ذكروه كان لا فرق بين العرش
والأرض السابعة، لأن الله قادر على كل شيء، والأرض فالله قادر عليها وعلى
الحشوش وعلى كل ما في العالم، فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى
الاستيلاء -وهو عز وجل مستول على الأشياء كلها- لكان مستويا على العرش وعلى
الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار؛ لأنه قادر على الأشياء مستول
عليها، وإذا كان قادرا على الأشياء كلِّها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن
يقول: إن الله مستو على الحشوش(120) والأخلية. لم يجز أن يكون الاستواء على
العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معنى الاستواء
يختص العرش دون الأشياء كلها.
وذكر دلالات من القرآن والحديث والإجماع والعقل.(121)
ثم قال: باب الكلام في الوجه والعينين والبصر واليدين.
وذكر
الآيات في ذلك، ورد على المتأولين لها بكلام طويل لا يتسع هذا الموضع
لحكايته، مثل قوله: فإن سئلنا أتقولون لله يدان؟ قيل نقول ذلك، وقد دل عليه
قوله تعالى ?يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ?[الفتح:10]، وقوله تعالى
?لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ?[ص:75]، وروى عن النبي ( أنه قال«إن الله مسح
ظهر آدم بيده فاستخرج منه ذريته»، وقد جاء في الخبر المذكور عن النبي ( «أن
الله خلق آدم بيده وخلق جنة عدن بيده وكتب التوراة بيده وغرس شجرة طوبى
بيده».
وليس يجوز في لسان العرب ولا في عادة أهل الخطاب أن يقول القائل:
عملت كذا بيدي ويريد بها النعمة، وإذا كان الله إنما خاطب العرب بلغتها،
وما يجري مفهوما في كلامها، ومعقولا في خطابها، وكان لا يجوز في خطاب أهل
البيان أن يقول القائل: فعلت كذا بيدي ويعني بها النعمة، بطل أن يكون معنى
قوله تعالى (بِيَدَيَّ) النعمة.
وذكر كلاما طويلا في تقرير هذا ونحوه.(122)
وقال
القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقِلاَني(123) المتكلم -وهو أفضل
المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري؛ ليس فيهم مثله لا قبله ولا بعده- قال في
كتاب الإبانة تصنيفه: فإن قال قائل: فما الدليل على أن لله وجها ويدا؟ قيل
له: قوله ?وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ?[الرحمن:127]، وقوله تعالى ?مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ
لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ?[ص:75]، فأثبت لنفسه وجها ويدا.
فإن قال: فلم
أنكرتم أن يكون وجهه ويده جارحة إن كنتم لا تعقلون وجها ويدا إلا جارحة؟
قلنا: لا يجب هذا كما لا يجب إذا لم نعقل حيا عالما قادرا إلا جسما أن نقضي
نحن وأنتم بذلك على الله سبحانه وتعالى، وكما لا يجب في كل شيء كان قائما
بذاته أن يكون جوهرا؛ لأنّا وإياكم لم نجد قائما بنفسه في شاهدنا إلا كذلك،
وكذلك الجواب لهم، إن قالوا يجب أن يكون علمه وحياته وكلامه وسمعه وبصره
وسائر صفات ذاته عرَضا واعتلوا بالوجود، وقال: فإن قال: فهل تقولون إنه في
كل مكان؟ قيل له معاذ الله؛ بل مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال
?الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى?[طه:5]، وقال الله تعالى ?إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ
يَرْفَعُهُ?[فاطر:10]، وقال ?ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ
يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ?[الملك:16].
قال: ولو
كان في كل مكان لكان في بطن الإنسان وفمه والحشوش والمواضع التي يُرغب عن
ذكرها، ولوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة إذا خلق منها ما لم يكن، وينقص
بنقصانها إذا بطل منها ما كان، ولصحَّ أن يرغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى
خلفنا وإلى يميننا وإلى شمالنا، وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة
قائله.(124)
وقال أيضا في هذا الكتاب صفات ذاته التي لم يزل ولا يزال
موصوفا بها وهي الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام والإرادة
والبقاء والوجه والعينان واليدان والغضب والرضا.
وقال في كتاب التمهيد
كلاما أكثر من هذا لكن ليست النسخة حاضرة عندي، وكلامه وكلام غيره من
المتكلمين في مثل هذا الباب كثير لمن يطلبه، وإن كنا مستغنين بالكتاب
والسنة وآثار السلف عن كل كلام. (125)
وملاك الأمر أن يهب الله للعبد
حكمة وإيمانا بحيث يكون له عقل ودين، حتى يفهم ويدين، ثم نور الكتاب والسنة
يغنيه عن كل شيء؛ ولكن كثيرا من الناس قد صار متنسبا إلى بعض طوائف
المتكلمين، ومحسنا للظن بهم دون غيرهم، ومتوهما أنهم حققوا في هذا الباب ما
لم يحققه غيرهم، فلو أتي بكل آية ما تبعها حتى يؤتى بشيء من كلامهم.
ثم
هم مع هذا مخالفون لأسلافهم غير متبعين لهم، فلو أنهم أخذوا بالهدى الذي
يجدونه في كلام أسلافهم لرُجي لهم مع الصدق في طلب الحق أن يزدادوا هدى،
ومن كان لا يقبل الحق إلا من طائفة معينة، ثم لا يتمسك بما جاءت به من
الحق: ففيه شبه من اليهود الذين قال الله فيهم ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ
آمِنُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا
وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ
قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ?[البقرة:91]. فإنَّ اليهود قالوا: لا نؤمن إلا بما أنزل علينا
قال الله تعالى لهم (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ
إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي إن كنتم مؤمنين بما أنزل عليكم، يقول سبحانه
وتعالى لا لما جاءتكم به أنبياؤكم تتبعون، ولا لما جاءتكم به سائر الأنبياء
تتبعون، ولكن إنما تتبعون أهواءكم، فهذا حال من لم يقبل الحق، لا من
طائفته ولا من غيرها، مع كونه يتعصب لطائفته بلا برهان من الله ولا
بيان.(126)
وكذلك قال أبو المعالي الجويني في كتابه الرسالة
النظامية:(127) اختلف مسالك العلماء في هذه الظواهر، فرأى بعضهم تأويلها
وإلتزم ذلك في آي الكتاب وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف
عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب.
فقال:
والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقيدة اتِّباع سلف الأمة، والدليل السمعي
القاطع في ذلك إجماع الأمة وهو حجة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة.
وقد
درج صحب رسول الله ( على ترك التعرض لمعانيها، ودرك ما فيها، وهم صفوة
الإسلام، والمستقلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهدا في ضبط قواعد
الملة، والتواصي بحفظها وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل
هذه الظواهر مسوغا أو محتوما: لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم
بفروع الشريعة، وإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل:
كان ذلك هو الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزُّه الباري عن صفات
المحدثين، ولا يخوض في تأويل المشكلات ويكل معناها إلى الرب تعالى فليجر
آية الاستواء والمجيء وقوله ?لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ?[ص:75]، ?وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ?[الرحمن:127]، وقوله
?تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا?[القمر:14]، وما صح من أخبار الرسول ( كخبر النزول
وغيره على ما ذكرناه. (128)
قلت: وليعلم السائل أن الغرض من هذا الجواب
ذكر ألفاظ بعض الأئمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب، وليس كل من
ذكرنا شيئا من قوله من المتكلمين وغيرهم يقول بجميع ما نقوله في هذا الباب
وغيره؛ ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به، وكان معاذ بن جبل يقول في كلامه
المشهور عنه، الذي رواه أبو داوود في سننه: إقبلوا الحق من كل من جاء به
وإن كان كافرا -أو قال فاجرا- واحذروا زيغة الحكيم، قالوا: كيف نعلم أن
الكافر يقول كلمة الحق؟ قال: إنَّ على الحق نورا. أو قال كلاما هذا
معناه.(129)
فأما تقرير ذلك بالدليل، وإماطة ما يعرض من الشبه وتحقيق
الأمر على وجه يخلص إلى القلب ما يبرد به من اليقين ويقف على مواقف آراء
العباد في هذه المهامه، فما تتسع له هذه الفتوى، وقد كتبت شيئا من ذلك قبل
هذا وخاطبت ببعض ذلك بعض من يجالسنا، وربما أكتب إن شاء الله في ذلك ما
يحصل به المقصود.(130)





يتبع...



_________________


 شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4 011




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/RafikEducation/
 
شَرْحُ الْفَتْوَى الحَمَوِيَّة الكُبْرَى ....الجزء 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم :: ˆ~¤®§][©][ المنتديات الإسلامية ][©][§®¤~ˆ :: الدعوة والإرشاد-
انتقل الى:  
حقوق المنتدى

الساعة الانبتوقيت الجزائــر
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الرفيق للتعليم
Powered by phpBB2 ® Rafik4Educ.yoo7.com
Rafik4Educ.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2009 - 2019

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.

جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق


للتسجيل اضغط هـنـا