الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045633 توقيع المنتدى :
| موضوع: ''بيان التوحيد'' أهم الامور التي يجب على المسلم معرفتها السبت أكتوبر 22, 2011 4:30 pm | |
| ''بيان التوحيد'' أهم الامور التي يجب على المسلم معرفتها |
بسم الله الرحمن الرحيم أن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الطاهرين اجمعينأما بعد: فنبدأ هذه السلسلة المباركة ونسأل من الله التوفيق والسدادوانا اعتذر على طول الموضوع وذالك لان هذا الموضوع لا يحتمل التلخيص فيه اكثر من هذا فحاولت ان ألون السطور ليسهل على القارئ قرائته وارجوا ان يثبت هذا الموضوع قاصد في ذالك ان يتمكن عدد اكبر من قرائته سائلا من الله التوفيق والسداد أسال الله ان يجزي خير الجزاء كل من ساهم في نشر التوحيد والعلم الشرعي الموافق للكتاب والسنه بفهم سلف الامه * مامعنى التوحيد ؟لغة: هو من وحد الشئ أي جعل الشئ واحدا.و اصطلاحا : إفراد الله تعالى بربوبيته و ألوهيتة و أسمائه وصفاته.و سيأتي الكلام إن شاء الله لاحقا على كل ما تضمنه التعريف.* متى بدأ الشرك في الأرض؟يقول ابن القيم في كتابة إغاثة الهفان :كان الناس منذ أبينا آدم عليه السلام موحدين إلى عشرة قرون ثم بدأ الشرك في قوم نوح عليه السلام ولذلك بعث الله نوحا ومن بعده من الرسل و الأنبياء ليبينوا لهم ما وقعوا فية من الشرك من عبادة غير الله و الدليل على أن الناس كانوا على التوحيد فلما أخلوا بهذا التوحيد بعث إليهم الرسل هو قوله تعالى ((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين)).*كيف بدأ الشرك في قوم نوح عليه السلام؟قال ابن عباس رضي الله عنه وغير واحد من علماء التفسير: وكان أول ما عبدت الأصنام أن قوماً صالحين ماتوا فبنى قومهم عليهم مساجد، وصوروا صور أولئك فيها، ليتذكروا حالهم وعبادتهم، فيتشبهوا بهم، فلما طال الزمان جعلوا أجساداً على تلك الصور، فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام، وسموها بأسماء أولئك الصالحين (وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً)، فلما تفاقم الأمر بعث اللّه سبحانه وتعالى - وله الحمد والمنة - رسوله نوحاً، فأمرهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له فقال: {يا قوم اعبدوا اللّه ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم} أي من عذاب يوم القيامة إذا لقيتم اللّه وأنتم مشركون به( مختصر ابن كثير)وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أنه لما ذكرت عنده أم سلمة و أم حبيبة تلك الكنيسة التي رأيتها بأرض الحبشة يقال لها مارية و ذكرتا من حسنها و تصاوير فيها قال:" أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله عزوجل")).التوحيد:لغة: من وحد الشئ أي جعل الشيئ واحداو اصطلاحا: هو إفراد الله بالربوبية و الألوهية و الأسماء والصفات و كلمة إفراد تدل على إنفراد الله عزوجل بما ذكرناه في التعريف من غير مثيل ولاشريكهذا بشكل عامو التوحيد في الأصل توحيدان: @توحيد معرفة وإثبات @وتوحيد طلب وقصدأما توحيد المعرفة و الإثبات فيشمل: 1- توحيد الربوبية 2- توحيد الأسماء والصفاتو أما توحيد الطلب و القصد فهو: توحيد الألوهية (توحيد العبادة)و نبدأ أولا بإذن الله في شرح توحيد الربوبية:سئل أعرابي من البادية: بم عرفت ربك؟ فقال الأثر يدل على المسير و البعرة تدل على البعير فسماء ذات أبرج و أرض ذات فجاج و بحار ذات أمواج ألاتدل على السميع البصيروكل فعل لابد له من فاعل و كل موجود لابد له من موجد فهل يعقل أن السماوات و ما فيها من زينة و رفعها بدون عمد و الأرض و ما فيها من خيرات و تعاقب اليل و النهار بإنتظام و إن شئت فأنظر إلى تركيبة جسمك و إنتظام دقات قلبك فهل يعقل أن هذا كله وغيره كثير وجد من غير موجد له!!!!! أو أن الطبيعه هي التي خلقت نفسها!!!!!! هذا والله لا يقوله عاقل ولا يقبله العقل, بل كل هذه آيات داله على وجود خالق لها و موجد و هو الله و تدل على عظمة سبحانة.وأورد الله تعالى دليلا عقليا في القرآن فقال(( أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون)) فهذه الآية لابد أن تحتمل تفسير واحد من هذه التفاسير الثلاثةالأول:أن الخلق خلقوا من غير خالق و هذا القول باطلبإعتبار أنه كل فعل لابد له من فاعلالثاني:أنالخلق هم الذين خلقوا أنفسهم و هذا أيضا باطل لأن أصل الخلق العدم و العدم لايمكنأن يخلق شئا الثالث:أن للخلق خالق وهو الله وهذابلا شك هو الصحيح:توحيد الربوبية: هو أن تومن بوجود الله تعالى وأن الله وحده الخالق و المالك والرازق و المدبر لهذا الكونو التعريف المتعارف عليه: هو إفراد الله بالخلق و الملك والتدبيرأما إفراد الله بالخلق فيكون: بأن يعتقد الإنسان في قلبه أنه لا خالق إلا الله و الدليل قوله تعالى((ألا له الخلق و الملك)) الأعراف:(54)وقوله ((هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض))فاطر(3)وأما إفراد الله بالملك فيكون: بأن يعتقد الإنسان أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم و الدليل ((ولله ملك السماوات و الأرض))آل عمران (189)وقوله تعالى (( قل من بيده ملكوت كل شئ)) المؤمنون (88)و أما إفراد الله بالتدبير:بأن يعتقد الإنسان أنه لا مدبر لهذا الكون إلا الله والدليل (( قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحيمن الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون(31( فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون((الأسئله:1- عرفنا أنه لا خالق إلا الله فلماذا قال تعالى(( فتبارك الله أحسن الخالقين)) و الحديث القدسي(( ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)) فهل من خالق مع الله؟؟؟ الجواب سهل 2- هل مشركين قريش كانوا مقرين بهذا القسم من التوحيد؟؟؟؟مع الدليل.3- من الذين أشتهر عنهم أنهم أنكروا هذا القسم من التوحيد؟ و ما سبب إنكارهم؟المرجع: كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه اللهالإجوبة*معنى توحيد الأسماء و الصفات :هو الإيمان بما وصف وسمى الله تعالى به نفسة في كتابة و على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من غير:1- تحريف 2- ولاتعطيل 2-و لا تكييف 3-و لا تمثيل.
2- التعطيل :إنكار ما أثبت الله لنفسه من الأسماء و الصفات , سواء كان كليا أو جزئيا, وسواءكان ذلك يتحريف أو بجحود, هذا كله يسمى تعطيلا.*مثال على النفي بالكليه:الجهمية لا يثبتون لله تعالى ذاتا و لا اسما و لا صفة هكذا يقول غلاتهم(1)*مثال على النفي الجزئي: الأشاعرة و هؤلاء يثبتون لله سبع صفات و يسمونها صفات المعاني و هي العلم و القدرة و الإرادة و الحياة و السمع و البصر و الكلام و يأولون بقية الأسماء و الصفات(2)و هذه الطوائف و غيرها من الطوائف التي تكلمت في أسماء الله وصفاته زعموا أنهم بإنكارهم للصفات ينزهون الله عن مشابهة المخلوقات وقد ضلوا ووصفوا الخالق جل وعلى بصفات النقص و العيب تعالى الله عما يزعمون سبحانة (3)3- التكييف: ذكر كيفية الصفه*مثال : إذا قال لك شخص صف لي سيارتك؟؟ فتقول سيارتي لونها كذا و شكلها كذا إلى آخره من الأوصاف ونقول في صفات الله إنه لا يجوز تكييفها لأن الإنسان عاجز عن ذلك فلو قلت لك صف لي شكل الريح أو الملائكه أولي الثلاث أجنحة لعجزت عن وصفها و هذه مخلوقات الله فمن باب أولى أنك لا تستطيع أن تصف خالقها و الله تعالى يقول (( ليس كمثله شئ و هو السميع البصير)) و لذلك لما سئل الإمام مالك عن كيفية إستواء الله تعالى على عرشه قال: الإستواء غير مجهول ( أي من حيث اللغة و معنى الإستواء العلو و الارتفاع ) و الكيف غير معقول ( و كيفيت هذا الإستواء ليمكن أن يعقلها الإنسان ) و الإيمان به واجب (لأن الله أخبر به عن نفسه فوجب التصديق) و السؤال عنه بدعه ( لأن من هم أحرص منا على العلم ما سئلوا عنها و هم الصحابة رضوان الله عليهم). 4- التمثيل: هو ذكر مماثل للشئ أو هو الاتفاق بين شيئين من جميع الوجوهمثال: تقول قلم زيد مثل قلم عمر أي أن القلمين متشابهين في جميع الصفات من طول ولون...آلخمن الصفات أما الله تبارك وتعالى فيقول (( ليس كمثله شيء و هو السميع البصير )) فقد وصف سبحانة نفسه بأنه له سمعا و بصرا و نفى أن يكون له مثيل في صفاته فمثلا, نؤمن بأن الله تبارك وتعالى له يد ولكن ليس كيد الإنسان و هو أعلم بكيفيتها و لا نمثل يده بأيدينا مثلا عند قوله (( و الأرض جميعا قبضته )) فهذا لايجوز بل نؤمن به من غير تمثيل*بيان معنى الشهادة (( لا إله إلا الله ))
(( لا إله )): نفي , (( إلا الله )): إثبات
فمعنى (( لا إله إلا الله )):أي لامعبود بحق إلا الله , و إن عبد غيره فالباطل و الدليل على هذا التفسيرهو قوله تعالى (( ذلك بأن الله هو الحق و أن ما يدعون من دونه الباطل)) و معنى " يدعون" أي يعبدون
*بيان أهمية شهاد أن((لا إله إلا الله))
وهذه الشهادة هي التي أرسل الله تعالى من أجلها الرسل و أنزل الكتب و الدليل على هذا قوله تعالى (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)) و كذلك قوله تعالى (( و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت)) و "الطاغوت" هو كل ما عبد من دون الله
*بيان دعوة الأنبياء والرسل
فدعوة الأنبيا والرسل إنما كانت إلى توحيد الله تعالى بالعبادة, و المتأمل في الدرس الأول في قصة قوم نوح عليه السلام يرى ذلك واضحا.
*بيان أن المنفرد بالخق هو المستحق للعبادة
و من الأدلة على استحقاق الله للعبادة وحدة أنه هو المنفرد بالخلق فلا خالق غيره وبما أن الله تعالى هو الخالق إذا هو المستحق للعبادة وحده وقال تعالى (( أفمن يخلق كمن لا يخلق))
*بيان بطلان كل ما يعبد من دون الله
وضرب الله مثلا و دليلا عقليا على بطلان هذه المعبودات التي تعبد من دونه فقال
(( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذببا ولو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنذوه منه ضعف الطالب و المطلوب)) أي يا أيه البشر أن آلهتكم التي تعبدونها من دون الله لايستطيعوا أن يخلقوا ذباب ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا و حتى لو سلبهم الذباب شيئا , ما استطاعوا أن يأخذوه من هذا الذباب الضعيف و الخلاصة أن العاجز لا ينفع أن يكون إلها فالله هو وحده على كل شئ قدير و بالتالي هو المستحق للعبادة وحدة سبحانة .إنتهينا ولله الحمد والمنة من معرفة معنى التوحيد وأقسامه و الان نشرح بعون الله في معرفة ما يضاد التوحيد وهو الشرك.
*ما معنى الشرك؟؟
هو جعل شريك مع الله في ربوبيتة و ألوهيتة و أسمائه وصفاته
*كم نوع للشرك وما الفرق بينهما؟؟
نوعان :
1- أكبر:
أ- مخرج من المله ب- يبيح الدم والمال
ج- يخلد صاحبه في النار د- يحبط جميع الأعمال
مثاله: صرف شئ من العبادات لغير الله كدعاء غير الله أوالتقرب له بالذبح أوالنذر للقبور أو الجن أو الشياطين أو الإستعانه والإستغاثه بغير الله و غيرها.
الخلاصة: أنالذي يدعوغيرالله في ما لا يقدر عليه إلا الله يعتبر مشركا شركا أكبر خارجا من المله (كافر) (1).
2- أصغر:
أ- غير مخرج من الملة ب- لا يبيح الدم والمال
د- يحبط العمل الذي خالطة ج- لا يخلد صاحبة في النار
مثل الحلف بغير الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) و قول ما شاء الله وشئت لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك الرجل (( أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده))
ومثل الرياء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم(( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر- قالوا يارسول الله و ما الشرك الأصغر, قال الرياء))
ويعد الشرك أعظم الذنوب وأكبر الكبائر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم(( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر, قالها ثلاثا, قالوا بلى يا رسول الله, قال : الإشراك بالله.....إلخ))
وقول الله تعالى (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) هذا إخبار من الله تعالى أنه لا يغفر للمشرك إذا مات ولم يتب من الشرك ولكن قد يغفر للموحد ولوكان مذنبا فيكون تحت مشيئة الله
وقوله تعالى (( لئن أشركت ليحبطن عملك)) و الأدله كثير على عظم ذنب الشرك.
جميع ما شرحناه في هذا الدرس سيأتي بالتفصيل إن شاء الله في الدروس القادمة حسب أبواب كتاب التوحيد و المعذره على تأخر الدرس وذلك لأنني كنت مسافرا إلى بلاد الحرمين للعمرة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
--------------------------------------------------------------- (1)ملاحظه هامة: وهذا حكم هذه الأفعال , و أما حكم فعل ذلك فهذا قد يعذر فاعله و قد لا يعذر كما بينه أهل العلم ......................... فائده قال المصنف رحمة الله تعالى في كتاب التوحيد: وقوله تعالى(( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون))
الآيه الكريمة فيها بيان الحكمه من الخلق وهي العبادة وفسرت كلمة ليعبدون بمعنى ليوحدون
والعبادة: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة
والباطنة (1)
ولا تقبل هذه العباده إلا بشرطين:
1- الإخلاص في النيه والدليل ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين))
2- إتباع والتزام هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل(( قل إن كنتم تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أي مردود على وجه فاعله
وهذين الشرطين جمعوا في قوله تعالى ((فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا))
وقال المصنف رحمة الله تعالى: وقوله تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت))
يبين الله تعالى سبب ارسال الرسل عليهم السلام وهو الدعوه إلى توحيده بالعباده و إجتناب عبادة الطاغوت: وهو كل ما عبد من دون الله
وقال المصنف رحمة الله تعالى: وقوله تعالى (( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ))
"قضى" بمعنى: شرع و وصى بأن لا تكون العبادة إلا له وحده لا شريك له, ثم أردف حق الوالدين بعد حقه تعالى لبيان عظم شأنهما(2)
وقال المصنف: وقوله تعالى (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا(3) ))
أمر سبحانه بعبادته وبين أن هذه العبادة لاتصح إلا إذا كانت لله وحده ولم يشرك فيها معه غيره, فالله تعالى طلب منك أثباتا " واعبد الله" وهو أن تثبت العبادة في نفسك لله و طلب منك نفيا "ولاتشركوا به شيئا" وهو أن تنفي استحقاق العبادة لغيره
وقال المصنف رحمة الله تعالى: قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم فليقرأ قوله تعالى (( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا- إلى قوله – وأن هذا صراطي مستقيما))
هذه الآيات العشر من سورة النساء تسمى عند بعض السلف بوصية محمد صلى الله عليه وسلم, بدأها الله تعالى بالتحذير من الشرك وما ذاك إلا لعظم هذا الذنب ومع ذلك تجد بعض المسلمين اليوم في غفله عن هذا الأمر الخطير و التحذير منه في حين أن الشرك بالله يحبط جميع الأعمال و هذا يوجب الخوف و الحذر منه والله المستعان
(( لئن اشركت ليحبطن عملك )), ثم ختمها بقوله "وأن هذا صراطي مستقيما" لأن هذه الآيات محيطة بالشرع .
وقال المصنف رحمة الله تعالى: وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلمعلى حمار فقال لي : ((يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله)) قلت: الله ورسوله أعلم قال: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا و حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا)) قلت أفلا أبشر الناس؟ قال : ((لا تبشرهم فيتكلوا)) أخرجاه في الصحيحين
النبي صلى الله ىعليه وسلم أراد أن يبين وجوب التوحيد على العباد والفضل المترتب عليه فألقاه بصيغة الاستفهام, وبين الني صلى الله عليه وسلم عظم هذا التوحيد و أنه سبب في الخلاص من العذاب و دخول الجنة و أستأذن معاذ رضي الله عنه أن يخبر بذلك و لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن له بذلك خوفا من أن يعتمد الناس على ذلك فيقللوا من الأعمال الصالحة.(4)
--------------------------------------------------------------------------- (1)والأعمال الظاهرة: مثل الصلاة و الحج و ما أشبهها مما تظهر واضحة جلية للناس
والأعمال الباطنة: وهي عمل القلب من التوكل والمحبة و ما أشبه ذلك
و الأقوال الظاهرة: مثل التسبيح والتهليل و الأذكار و غيرها
والأقوال الباطنة :وهي الإعتقاد في القلب بالإيمان بالله وملائكتة وكتبة ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره
(2) و القضاء نوعان قضاء كوني وقضاء شرعي و الآيه الكريمة تتكلم عن القضاء الشرعي ((انظر كتاب القول المفيد على كتاب التوحيد))
(3) "شيئا" جاءت نكره والقاعدة ( النكره في سياق النهي فتفيد العموم) أي (( لا ملك ولا نبي ولا ولي ولا حجر ولا صنم ولا قبر ولا شجر ..........إلخ من المعبودات التي تعبد من دون الله)) والعياذ بالله
(4) ينبغي التنبية على أن حق الله على العباد لازم من العبد لربة و لكن حق العباد على الله ليس بلازم لأن الجنة فضل من الله تعالى يتفضل علينا بها بدليل (( قاربوا وسددوا فإنه ليس أحد منكم بمنجيه عمله قالوا و لا أنت يارسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل))
|
وهذا ما اعانني الله علي نقله واثابني الله واياكم علي نشر دعوة محمد صلى الله عليه وسلم واسال الله العظيم ان يرزقنا الاخلاص
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
|
| |
|