الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045713 توقيع المنتدى :
| موضوع: الأضحى: فداءوعبرة وتجنب الشهوات السبت نوفمبر 05, 2011 10:13 am | |
| الأضحى: فداءوعبرة وتجنب الشهوات
عيد الأضحى ينتظره المسلمون كل عام، لأنه عيد يجمع في مكة المكرمة الاف الحجاج من كل أقطار العالم، يتجردون من مذاهبهم وألوانهم، ويخشعون إيمانا أمام بيت الله الحرام، هذا اليوم يعتبر مقدسا عند المسلمين لروحيته والتقرب من خلاله الى الله تعالى، شعور لا يشعر به إلا الحجاج، فيرمون فيه جمارَهم، ويتقرَّبون بهداياهم، ويحلقون رؤوسهم، ويُحلِّون من إحرامهم، وفيه رُكنا الحجِّ: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة. معنى الأضحى عيد الأضحى هو بالفعل عيد التضحية والفداء، والقصة بدأت عندما كاد النبي إبراهيم "عليه السلام" أن يذبح ولده، أمله الكبير وأمنية عمره الطويل، تلبية لنداء ربه، حتى فداه الله بكبش عظيم. كان ذلك الاختبار عظيما وصعبا ومؤلما، كاد أن يأخذ كل شيء من حياة النبي إبراهيم عليه السلام. لكن الله اللطيف بعباده بعد أن علّم إبراهيم "عليه السلام" قوة الإيمان والإذعان لمشيئته، أراد أن يختبر مقدرته كأب على خسارة ولد، وقوة تضحيته في سبيل الله، وكان أن خّرج من نسله أعظم أنبياء الله على الإطلاق محمد "صلى الله عليه وسلم".
كيف يحتفل المسلم بالعيد؟ المسلم لا يحتفل بالعيد بالبهجة، والسرور، والزينة فقط، بل يتأمل في معنى هذه المناسبة ومغزاها. ومن المعلوم أن عيد الفطر وعيد الأضحى يأتيان بعد عبادتين هما ركنان من أركان الإسلام، فعيد الفطر يأتي بعد صوم شهر رمضان، وهو يمثل مجاهدة النفس للشهوات والأهواء، وعيد الأضحى يأتي بعد أداء فريضة الحج بما تمثله من جهاد النفس والبدن معًا.
من يدرك معنى العيد؟ لا يدرك معاني هذا العيد الا الحاج بالدرجة الاولى ثم يتبعه المسلمون في بلادهم، فالحاج يحتفل بهذا العيد وقد تجرد من متاع الدنيا واقبل على الله بقطعة قماش تحتضن قلبه النابض بــ :"لبيك اللهم لبيك".
ما العيد في الاسلام؟ العيد في الإسلام يوم سرور وفرح وزينة ، يحب الله أن تظهر فيه أثر نعمه على عباده ، بلبس الجديد من الثياب ، وتناول الطيب من الطعام بدون إسراف ولا مخيلة. فالله سبحانه وتعالى قد أحل الطيبات من الطعام واللباس في ذلك اليوم ، ولكنه حدد ذلك بعدم الإسراف، حتى لا ينسى المسلمون المعنى الطيب من العيد، وهو شكر الله على إنعامه وتوفيقه، أو يندفعوا في جلب المشقة على أنفسهم وعلى غيرهم من ذوي الدخول المحدودة بالإسراف في ألوان الطعام واللباس إسرافا يخرجهم عن حد المألوف المباح إلى دائرة المكروه والمحرم .
ولعل في ذلك توجيها إلى من ينسون الغاية من الأعياد في الإسلام ، فيعكفون على ما حرم الله ، ويستبيحون لأنفسهم المحرم من الطعام والشراب، فيقلبون نعمة الله نقمة، تعرضهم لغضب الله ونقمته وعذابه، ولعل المسلمين جميعا في يوم العيد على اختلاف مستوياتهم الفكرية والاجتماعية يعون هذا التوجيه الإلهي فيحرصون على جلال العيد وبهجته ، ويبتعدون عن كل ما يشوب هذا الجلال من قول أو فعل أو سلوك .
| | |
|