حتى لاننسى وندكر الصغار (نكبة امة)

حتى لاننسى وندكر الصغار (نكبة امة)

بدأت في مخيمات اللجوء بالداخل الفلسطيني المحتل، وفي مخيمات الشتات فعاليات وأنشطة وتحركات واسعة تستحضر كارثة وطنية عرفت بنكبة عام 1948، والتي تحل اليوم ذكراها الـ 64.

وكثيرا ما عول الاحتلال الصهيوني على مقولة "الكبار يموتون.. والصغار ينسون"، في محاولة منه لطمس النكبة من الذاكرة الفلسطينية، ولم يتوان في تجسيد المقُولة السابقة على أرض الواقع؛ لكن وبعد 64 عاما يثبت اللاجئون الفلسطينيون عكس ذلك.

ورغم ما مر به الشعب الفلسطيني من عذاب وويلات في أعقاب التهجير، تمثلت في ارتكاب
المجازر البشعة بحق المدنيين الأبرياء، وطرد السكان من بيوتهم، ومصادرة
الأراضي وإقامة بؤر استيطانية عليها، واعتقال الآلاف والزج بهم داخل
السجون، وإبعاد المئات خارج الوطن، لازال أمل وحلم العودة ماثلا بداخل كل
لاجئ فلسطيني هجر من أرضه.

وتعد
"النكبة" من أهم المناسبات التي يحييها الشعب الفلسطيني خاصة اللاجئين
والمهجرين منهم، حيث ترمز إلى التهجير الجماعي والطرد القسري لمئات الألوف
من المدنيين الفلسطينيين في العام 1948 وتأكيد الفلسطينيين على تمسكهم بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم تنفيذا للقرار الأممي 194.

الخامس عشر من مايو في كل عام هو ذكرى النكبة الفلسطينية، أي الاحتلال الصهيوني العسكري لما يقارب 80 % من أرض فلسطين، وإعلان إقامة الكيان الصهيوني في هذا اليوم من العام 1948.

النكبة
تعني تشريد ما يقارب المليون فلسطيني بعد احتلال مدنهم وقراهم وأراضيهم،
ودفع بعضهم الى قطاع غزة والضفة الغربية ونهر الأردن، والى عدد من الأقطار
العربية المجاورة مثل الأردن والعراق وسورية ولبنان.

هذه النكبة لم تولد في هذا
التاريخ تحديدا، بقدر ما كان هذا التاريخ 15مايو 1948 ذروة سلسلة من
الأحداث والقرارات والمواجهات، بدأت حتى قبل الاحتلال البريطاني لفلسطين في العام 1917، أي في قرار الخارجية البريطانية "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين"، في ما عرف باسم تصريح بلفور وقامت بريطانيا المحتلة بوضع هذا التصريح موضع التنفيذ منذ اللحظة التي دخل فيها قائد القوات البريطانية الجنرال "اللنبي" القدس واحتلها.

إذن
حين اندلعت حرب 1948 بين الفلاحين الفلسطينيين بإمكانياتهم البسيطة وبين
المنظمات الصهيونية المسلحة بأقوى الأسلحة من مخازن الدول الغربية
والشرقية، كانت النتيجة معروفة سلفا، بكل الدعم الهائل دوليا ورسميا
عربيا، أطلقت العصابات الصهيونية، أعنف حملة إرهاب ضد الفلسطينيين قبل 15
مايو 1948 وبعده.

وفي النكبة هوجمت القرى الفلسطينية ليلا وقٌتل المدنيون أطفالا ونساء ورجالا وهم في أسرة نومهم، وزرعت المتفجرات في الأسواق والفنادق والشوارع، وتم التخطيط لمذابح منظمة في كل
قرية أو مدينة فلسطينية يتم الاستيلاء عليها لإجبار الفلسطينيين على
النزوح عن أراضيهم وبيوتهم، ومن أصر على البقاء كان مصيره الإبادة.

خلال
حرب 1948، لم تحم الجيوش العربية الفلسطينيين، حيث ترافق دخولها مع نسف
للقرى والبيوت من قبل الاحتلال الصهيوني، اضف إلى ذلك تدمير أكثر من 600
قرية فلسطينية، واحتلال المدن الكبرى مثل عكا وحيفا ويافا والناصرة واللد
والرملة، وطرد سكانها، وحشر ما تبقى منهم في معسكرات الاعتقال، وإجراء إعدامات جماعية في هذه
المعسكرات واستمرت الحملة الإرهابية، حملة الاستيلاء على أراضي
الفلسطينيين وبيوتهم بالقوة، حتى بعد توقف حرب 1948، وتوقيع عدد من الدول
العربية المجاورة اتفاقيات هدنة مع الدولة المحتلة، ظلت متواصلة.

_________________

شكرا جزيلا تحياتي

» نكبة فلسطين وطبيعة الدولة الصهيونية
» موضوع محلول : نكبة فلسطين لسميح القسام
» ألعاب الذكاء للكبار و الصغار
» لعبة التلوين للاطفال الصغار
» تربويّـات لأطفالنا الصغار (متواصل)