هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
أُريد أن أعرفَ كيف أستطيع أن أُساعد أختي التي تكبرني، فهي متزوِّجة منذ سنوات، وهي لَم تحبَّ زوجَها، عِلمًا بأنه الخطيب الوحيد الذي تقدَّم لخِطبتها، وكان يَملِك مواصفات جيدة بالنسبة لها، وخصوصًا أنها كانت قد كَبِرَتْ في السنِّ.
يتَّصف هذا الشخص بمواصفات جيِّدة وأيضًا بمواصفات سيِّئة مثل كلِّ الناس؛ فيهم الجيد، وفيهم السيِّئ، وأفضل ما فيه من جيِّد أنه إنسان متعلِّم، بسيط وطيِّبٌ، ومُلتزم بعائلته، ولكنَّها إلى الآن لا تحبُّه، ولا تستطيع أن تحبَّه، ولا ترى فيه إلاَّ النواحي السلبيَّة.
أحسُّ أن أُختي تَسير إلى الهاوية في حياتها، فهي لا تحبُّ الجلوس مع زوجها، ولا التحدُّث معه، ولا الخروج بصُحبته، بل على العكس؛ تُفَضِّل الخروج والجلوس مع غيره، مثل: أهلها، وأصدقائها.
لا أحسُّ أنها تعيش حياة زوجيَّة معه، بل بالعكس تَهرب منه، وهي دائمًا تتشاجَر معه على أمور تافهةٍ ويسيرة، ولا تُخَطِّط لحياتها أبدًا معه.
أُصيب زوج أُختي بالمَلل من هذه الحياة، وأنا بالفِعل أُحسُّهما يَعيشان في جفافٍ ومَللٍ شديدٍ، فكلٌّ منهما يعيش مع الآخر؛ لأنَّ بينهما بنتًا.
حاوَلتُ - سالِكةً كلَّ السُّبل - أن أُحَسِّن هذه الحياة التي يَعيشانها، ولَم أترك أيَّ طريقةٍ في الكلام والنصائح، حتى إنني طَلبتُ من كثيرٍ من الناس التحدُّث معهما للإصلاح بينهما، وليَعيشا حياةً أجملَ، ولكن دون جَدْوى.
أحس الآن بالعجز حِيالَ هذه المشكلة، ماذا أفعل؟
أنا دائمةُ التفكير في حال أُختي؛ لأنني أحبُّها كثيرًا، لدرجة أنني لا أستطيع ممارسة حياتي الطبيعيَّة مع زوجي من شِدَّة حُزني عليها.
ماذا أفعل؟
انْصَحوني؛ لكي أُساعدَها مع جزيل الشكر.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
أُختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نُرَحِّب بكِ بدايةً؛ لانضمامك إلى الشبكة ، ونسأل الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما يَنفعكِ، ويَنفع جميع المُستشيرين.
كما أَوَدُّ أن أُحَيي حِرْصَكِ على استمرار الحياة الزوجيَّة لأُختك، وسَعْيك الدَّؤوب؛ ليكون هذا الاستمرار على أساسٍ قويم وسليم، كذلك أُشيد بأسلوب فكرك المُتَّزِن في تقييم مشكلة أُختك مع زوجها، فلم يَحُلْ حبُّكِ لها دون تشخيص عيوبها، وسوء تعامُلها مع زوجها، وهي سمات إيجابيَّة تُحْسَب لكِ، وأرجو منكِ تَدعيمَها في نفسك، واعتمادَك إيَّاها في تكوين اتِّجاهك الجديد في التعامُل مع مشكلة أُختك.
فمشكلتك يا عزيزتي، تتضمَّن مِحورين رئيسين، يتمثَّل الأوَّل في رغبتك المُلِحَّة في مَنْع انهيار أُسرة أُختك، وبحثك عن سبيلٍ لذلك، أما الثاني، فيتمثَّل في رغبتك في التخلص أو التقليل من الضغط النفسي الذي يُسَبِّبه قلقُكِ على مصير أُختكِ وأُسرتها، ومشاعر حُزنك حِيالها، ورُبَّما شعورك بالإحباط أيضًا؛ بسبب فشَل محاولاتك السابقة في إصلاح الأمر.
أُختي الفاضلة، لكي يقوم المُصلح بأيِّ دورٍ، عليه التنبُّه إلى بعض المُسَلَّمات قبل شروعه في هذا الدور، ومن بين تلك المُسَلَّمات، لا بدَّ أن يَضَعَ السِّمات الشخصيَّة التي يتَّسم بها الشخص المُستهدَف في الاعتبار؛ ليختار الأسلوب المناسب في مخاطبته والتعامُل معه، فعلى سبيل المثال إن كان المُستهدَف يتَّسم بالعِناد، فلن يكون من المُجدي أن يكون الخطاب معه مباشرًا من قِبَل أيِّ شخصٍ، مهما كان مُقَرَّبًا إليه، بل إنَّ ذلك يَدفعه أحيانًا للذَّهاب أبعدَ في فِعل الخطأ سلوكًا واعتقادًا به، وليس الاستمرار فيه فقط.
كما أنَّ هذه الاستجابة تَحدث من قِبَل الذين يَشعرون بالدونيَّة وقلَّة الحظ، فيرون أنَّ مَن يَرشدهم يقول ذلك؛ لأنه لا يَشعر بمُعاناتهم؛ لأنه يَنعم بما يَفتقدونه؛ ولذلك يكون الأسلوب الأنسب في التعامل معهم، هو النُّصح والإرشاد غير المباشر، ففي مثل حالة أُختك مع زوجها، قد لا يكون مناسبًا الحديثُ المباشر معها في سوء تعامُلها مع زوجها؛ سواء كان هذا الحديث من قِبَلك، أو من قِبَل أيِّ شخصٍ آخرَ.
وللإرشاد غير المباشر أساليبُ عديدة، لكنَّ القيام بها جميعًا لا بدَّ أن يُقَدَّم بشكلٍ تلقائي، يَمنع المُستهدَف من التعرُّف أو حتى الشك في نيَّة مَن يقوم به.
ومن بين تلك الأساليب مخاطبةُ الجانب الديني في نفس أُختك؛ لتَحفيزها على نَبْذ سلوكها الخاطئ مع زوجها، عن طريق استماعها لمحاضرة أو حلقة تلفزيونيَّة، تُبَيِّن أهميَّة حُسْن التعامل مع الزوج، أو الرضا بكلِّ ما يُقَدِّره الله تعالى، أو غير ذلك من الموضوعات التي تَجدين في نفس أُختك حاجةً إلى تقويمها.
لكن ذلك لا بدَّ أن يتمَّ معها بشكل عفوي، لا تَستشعر فيه قصْدَكِ منه؛ إذ يُمكنكِ مثلاً التقديم للأمر بإبداء إعجابك الشخصي بمحاضرات وأسلوب أحد الدُّعاة، من الذين تَعتقدين أنَّ أسلوبهم مناسبٌ للتأثير في شخصيَّة أُختك، ثم تأتين لها - بشكلٍ متواتر - بمحاضرات تتناوَل موضوعات ليستْ ذات صِلة بمشكلتها، وتستمعين إلى رأْيها في ما سَمِعتْ، وبعد ذلك تَأْتين إليها بالمحاضرة المَعنيَّة بمشكلتها، ثم اسْأَليها أيضًا عن رأيها، وبنفس الأسلوب الذي اعْتَدْتِه معها، دون أن تُعَلِّقي على آرائها التي لا تُرضيك، أو تُبدي لها أيَّ امتعاضٍ أو إيماءٍ بذلك، فيكون الأمر تلقائيًّا بشكلٍ كبير من ناحيتك، كما أنه سيُوقِع بلا شكٍّ في نفسها أثرًا مهمًّا، حتى إن لَم تُبده أمامك، ولا سيَّما إن أثارَت المحاضرات التي سبَقته اهتمامَها، وكذلك يكون الحال عند اختيارك لأيِّ أسلوبٍ آخرَ في إرشادها، باعتماد هذه الأُسس.
ومن المُسَلَّمات الأخرى التي لا بدَّ أن يتَّسم بها المُصلح، هي تَحْلِّيه بالصبر، وعدم الشعور بالجَزَع أو الإحباط، وإني أرى أنَّ مدَّة السنوات الخمس التي قضَتها أُختك مع زوجها، ليستْ بالطويلة؛ فكثيرٌ من الأزواج لَم يَصِلوا إلى درجة التوافُق، إلاَّ بعد أن تَجاوَزُوا العشر السنوات، ورُبَّما أكثر؛ ولهذا فليس من الصحيح قياسُ حالة على حالة أخرى، أو مقارنتها بها.
كما أنَّ هناك مُسَلَّمةً مهمَّة، أجد من الضرورة أن يَعتقدَها المُصلح قبل شروعه في الإصلاح، وهي إيمانه بأنَّ جُهده ليس سوى سَعْي يُحسَب له كلَّما اجْتَهَد فيه، وتَحرَّى الصواب في أسلوبه، وثابَر عليه، وعند هذا ينتهي دورُه.
أمَّا النتائج، فهي من أمر الله تعالى وقَدره، ولكلِّ نتيجة حِكمةٌ من ورائها، تَفوق معرفة المُصلِح بها، وعليه فليس له أن يَحزنَ لقدرٍ قدَّره الله - عزَّ وجلَّ - طالَما أنه لَم يَدَّخِر جُهدًا في القيام بمسؤوليَّاته.
ومن هذه المُسَلَّمة أدعوك يا عزيزتي ألاَّ تَحزني أو تَقلقي على ما يُمكن أن تؤولَ إليه حالة أُختك؛ لأنك بذلك - ودون أن تَعلمي - تَعترضين على حُكم الله تعالى، وتَبتعدين عن أحد أوجه شُكره - عزَّ وجلَّ - والمُتَمثِّل في التنعُّم بما فضَّلكِ به عن غيرك، وهي حُسن علاقتك بزوجك.
وأخيرًا:
أَختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصلحَ شَأْنَ أُختك كلَّه، ومع زوجها، ويَنفع بكما، وفي انتظارٍ أن نسمعَ منك طيِّبَ الأخبار.
»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى .:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::. جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً »»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق