الإبن (ة) البكر و شخصيته في المجتمع

الإبن (ة) البكر أو كبيرهم كما يحلو للبعض منادتهم.. هو الطفل الأكثر معاناة في هذا المجتمع

و لعل الأسباب كثيرة و متعددة فهو الطفل المنسي في العائلة و الأكثر تحملا من بين اخواته للمسؤولية

يقول بعض العلماء الذين درسوا علم الإجتماع أن الأبناء البكر هم الأكثر تهميشا في أفراد عائلتهم

و الأقل طلبا للحنان لأنه دائما يرى نفسه كبيرا غير أحق بالعاطفة و غيره.. و يتركها لإخواته الصغار

كما يعرف عن الإبن البكر التضحية التي هي من سماتها و جزء لا يتجزأ منه ،، فهو المضحي من أجل سعادة اخوته

يحرم نفسه من حقوقه من أجل تحقيق سعادة اخواته و يبقى يضحي من أجلهم بالرغم من أنه صغير

في الكثير من الأحيان و هو طفل أيضـا و يحتاج للعب ،، لذا نرى أن عقله ينمو بسرعة و يخرج من

الطفولة متجاوزا مرحلة المراهقة إلى مرحلة الشباب و يعلق عليه الوالدين أمالا كبيرة في رعاية اخواته

و هم لا يعرفون أنهم بهذا يحرقون كيانه و يدمرون شيء جميل في حياته إلا و هو العيش كبقية اخواته

كما أن المجتمع ينظر بنظرة خاصة للأبناء البكر و يحملهم المسؤولية في غالب الأحيان ،،

لكن تشير الدراسات أن هذه السلوكيات التي يتعامل بها الأباء مع أبنائهم البكر ستجعل من هذا الأخير طفلا عنيفا

خائفـا من المجتمع ،، كما أنه حين يكبر يفضل العيش لوحده دون غيره و تراه كثيرا ما يتفادى المسؤولية

و يتهرب منها ،، في جهة أخرى هناك من الأبناء البكر قد جعلوا أنفسهم أسياد أبياتهم ،، يتسلطون على اخواتهم

الصغار و يأخذون حقوقهم و ينهبون بيوتهم و بما أنهم الأكبر كل اخوانه الصغار يخافونه..

يحرمهم الإبن البكر من أبسط حقوقهم كالخروج و مزاولة الدراسة خوفا من جرائم الشرف و غيره..

يؤكد العلماء أن البنت الكبرى في العائلة كثيرا ما تظلم اخواتها الصغار خاصة البنات منهم

و تغار منهن و تحاول أخذ حقوقهن و تتسلط عليهن و تدعي نفسها أنها الأقوى..

كما أنها كثيرا ما تتدخل في شؤون اخواتها الخاصة و تراقبهم و تمنعهم من الهواتف و الفايسبوك

و مع أن الكثير يؤكد أنها من حسن نية و خوفا على شرف اخواتها لا أكثر ، نرى جهة تقول أن الأخت الكبرى تحرم

على اخواتها أشياءا بينما تحللها على نفسها حيث ترى اخواتها الأصغر منها بلا هاتف بينما هي تملك هاتف من أخر طراز

أما بالنسبة للأخ الأكبر فهو كثيرا ما يميل إلى حب فرض شخصيته في العائلة و فرض السلطة.. و محاولة قدر المستطاع

تعويض الأب سواء كان حيا أو ميتـا ،، تؤكد دراسات أنه يضرب اخوانه و اخواته الأصغر منه بشكل مستمر بسبب ما

يسمى بالغيرة و حين يكبر تكبر فيه حب السلطة فالحين كان صغيرا كان يضربهم بسبب الغيرة ،، حين يكبر

سيضربهم بسبب السيطرة عليهم و التحكم فيهم لأنه يرى في ذالك نوع من القوة..

كما أن هناك مجموعة معتبرة و هي الأغلبية يؤكدون أن الأخ الأكبر يصون اخواته البنات و يربي اخوانه الأولاد

و يفعل هذا من أجل مصلحة العائلة لا أكثر..

كما ينصح العلماء الأباء عدم تكبير أبنائهم البكر قبل الوقت و جعلهم يعيشون طفولتهم براحة و عدم القاء عليهم المسؤولية

بل المسؤولية تلقى على جميع الأفراد العائلة حتى الصغير فيهم.