منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 الحياة في ظلال القرآن R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 الحياة في ظلال القرآن R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم

إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
Cool Blue Outer
Glow Pointer

 

  الحياة في ظلال القرآن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ لشهب يونس
المدير العام

المدير العام
الأستاذ لشهب يونس


الأوسمة وسام الاداري المميز
 الحياة في ظلال القرآن 41627710
الجنـسية : gzaery
المزاج المزاج :  الحياة في ظلال القرآن Pi-ca-20
الـبـلـد : الجزائر
نوع المتصفح : fmfire
الهواية : chess
المهنة : studen
الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 21381
العمر العمر : 30
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
السٌّمعَة السٌّمعَة : 751
نقاط نقاط : 1045613
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى + دعاء

 الحياة في ظلال القرآن Empty
مُساهمةموضوع: الحياة في ظلال القرآن    الحياة في ظلال القرآن Icon_minitimeالسبت يونيو 09, 2012 2:53 pm

 الحياة في ظلال القرآن 851345



الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلّا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه .

والحمد
للّه .. لقد منّ عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقتُ فيها
من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر
وتباركه وتزكيه.


لقد
عشتُ أسمع اللّه - سبحانه - يتحدث إليّ بهذا القرآن .. أنا العبد القليل
الصغير .. أيُّ تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل؟ أي رفعة للعمر
يرفعها هذا التنزيل؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم؟


وعشتُ
- في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى
اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة .. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما
لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال .. كما ينظر
الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال .. وأعجب .. ما
بال هذا الناس؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء
العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه؟


عشت
أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود
.. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني .. وأقيس إليه تصورات
الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب .. وأسأل
.. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام
البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضي ء؟


وعشتُ
- في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها
اللّه، وحركة هذا الكون الذي أبدعه اللّه .. ثم أنظر .. فأرى التخبط الذي
تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم
الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها اللّه عليها.
وأقول في نفسي : أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم؟


يا
حسرة على العباد!!! وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من
ظاهره المشهود .. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه .. إنه عالم الغيب
والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها
.. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول .. والموت ليس
نهاية الرحلة وإنما هو مرحلة في الطريق. وما يناله الإنسان من شيء في هذه
الأرض ليس نصيبه كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء
لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على
ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود.


كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ } [ الرعد : 15 ] . { تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } [ الإسراء : 44 ] .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح؟

وعشت
- في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من
قبل للإنسان ومن بعد .. إنه إنسان بنفخة من روح اللّه : { فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ } [ الحجر : 29 ] .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض : { وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } [ البقرة : 30 ].. ومسخر له كل ما في الأرض : { وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً منه
} [ الجاثية : 13 ] . ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل
اللّه الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة
الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في اللّه .. فعقيدة المؤمن هي وطنه.
وهي قومه، وهي أهله .. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما
تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج! .


والمؤمن
ذو نسب عريق، وضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي
يقود خطاه ذلك الرهط الكريم : نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب
ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد .. (عليهم الصلاة والسلام) { وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } [ المؤمنون : 52 ] .


هذا
الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال
القرآن - مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور
وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان
والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد. ولكنه يمضي في طريقه ثابت
الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر اللّه، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في
كل لحظة وعد اللّه الصادق الأكيد : { وَقالَ
الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ
لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا. فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ
الظَّالِمِينَ، وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ. ذلِكَ
لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ
} [ إبراهيم : 13-14 ].


موقف
واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم ..
وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد
والتهديد والوعيد ..


وفي ظلال القرآن تعلمتُ أنه لا مكان في هذا الوجود للمصادفة العمياء، ولا للفلتة العارضة : { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ } [ القمر : 49 ]. { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } [ الفرقان : 2 ]. وكل أمر لحكمة. ولكن حكمة الغيب العميقة قد لا تتكشف للنظرة الإنسانية القصيرة : { فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً } [ النساء : 19 ]. { وَعَسى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ. وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ
} [ البقرة : 216 ]. والأسباب التي تعارف عليها الناس
قد تتبعها آثارها وقد لا تتبعها، والمقدمات التي يراها الناس حتمية قد
تعقبها نتائجها وقد لا تعقبها. ذلك أنه ليست الأسباب والمقدمات هي التي
تنشئ الآثار والنتائج، وإنما هي الإرادة الطليقة التي تنشئ الآثار
والنتائج كما تنشئ الأسباب والمقدمات سواء : { وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } [ الإنسان 30 ].


والمؤمن
يأخذ بالأسباب لأنه مأمور بالأخذ بها واللّه هو الذي يقدر آثارها ونتائجها
.. والاطمئنان إلى رحمة اللّه وعدله وإلى حكمته وعلمه هو وحده الملاذ
الأمين، والنجوة من الهواجس والوساوس : { الشَّيْطانُ
يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ، وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ
مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا، وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ
} [ البقرة : 168] .


ومن
ثم عشت - في ظلال القرآن - هادئ النفس، مطمئن السريرة، قرير الضمير .. عشت
أرى يد اللّه في كل حادث وفي كل أمر. عشت في كنف اللّه وفي رعايته. عشت
أستشعر إيجابية صفاته تعالى وفاعليتها .


{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } [النمل : 62].. { وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ } [الأنعام : 18].. {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف : 21] .. {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [الأنفال : 24] .. {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} [البروج : 16] .. {وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ
} [الطلاق : 2، 3].. {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} [هود : 56].. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر : 36] .. {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج : 18] .. {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الرعد : 33].


إن الوجود ليس متروكا لقوانين آلية صماء عمياء. فهناك دائما وراء السنن الإرادة المدبرة، والمشيئة المطلقة {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص : 68]. وكذلك تعلمت أن يد اللّه تعمل. ولكنها تعمل بطريقتها الخاصة وأنه ليس لنا أن نستعجلها ولا أن نقترح على اللّه شيئا.

فالمنهج
الإلهي - كما يبدو في ظلال القرآن - موضوع ليعمل في كل بيئة، وفي كل مرحلة
من مراحل النشأة الإنسانية، وفي كل حالة من حالات النفس البشرية الواحدة
.. وهو موضوع لهذا الإنسان الذي يعيش في هذه الأرض، آخذ في الاعتبار فطرة
هذا الإنسان وطاقاته واستعداداته، وقوته وضعفه، وحالاته المتغيرة التي
تعتريه .. إن ظنه لا يسوء بهذا الكائن فيحتقر دوره في الأرض، أو يهدر
قيمته في صورة من صور حياته، سواء وهو فرد أو وهو عضو في جماعة.


كذلك
هو لا يهيم مع الخيال فيرفع هذا الكائن فوق قدره وفوق طاقته وفوق مهمته
التي أنشأه اللّه لها يوم أنشأه .. ولا يفترض في كلتا الحالتين أن مقومات
فطرته سطحية تنشأ بقانون أو تكشط بجرة قلم! .. الإنسان هو هذا الكائن
بعينه. بفطرته وميوله واستعداداته، يأخذ المنهج الإلهي بيده ليرتفع به إلى
أقصى درجات الكمال المقدر له بحسب تكوينه ووظيفته، ويحترم ذاته وفطرته
ومقوماته، وهو يقوده في طريق الكمال الصاعد إلى اللّه .. ومن ثم فإن
المنهج الإلهي موضوع للمدى الطويل - الذي يعلمه خالق هذا الإنسان ومنزل
هذا القرآن - ومن ثم لم يكن معتسفا ولا عجولا في تحقيق غاياته العليا من
هذا المنهج.


إن
المدى أمامه ممتد فسيح، لا يحده عمر فرد، ولا تستحثه رغبة فان يخشى أن
يعجله الموت عن تحقيق غايته البعيدة كما يقع لأصحاب المذاهب الأرضية الذين
يعتسفون الأمر كله في جيل واحد، ويتخطون الفطرة المتزنة الخطى لأنهم لا
يصبرون على الخطو المتزن! وفي الطريق العسوف التي يسلكونها تقوم المجازر،
وتسيل الدماء، وتتحطم القيم، وتضطرب الأمور. ثم يتحطمون هم في النهاية،
وتتحطم مذاهبهم المصطنعة تحت مطارق الفطرة التي لا تصمد لها المذاهب
المعتسفة! فأما الإسلام فيسير هينا لينا مع الفطرة، يدفعها من هنا،
ويردعها من هناك، ويقومها حين تميل، ولكنه لا يكسرها ولا يحطمها. إنه يصبر
عليها صبر العارف البصير الواثق من الغاية المرسومة .. والذي لا يتم في
هذه الجولة يتم في الجولة الثانية أو الثالثة أو العاشرة أو المائة أو
الألف .. فالزمن ممتد، والغاية واضحة، والطريق إلى الهدف الكبير طويل،
وكما تنبت الشجرة الباسقة وتضرب بجذورها في التربة، وتتطاول فروعها
وتتشابك .. كذلك ينبت الإسلام ويمتد في بطء وعلى هينة وفي طمأنينة.


ثم
يكون دائما ما يريده اللّه أن يكون .. والزرعة قد تسفي عليها الرمال، وقد
يأكل بعضها الدود، وقد يحرقها الظمأ، وقد يغرقها الري. ولكن الزارع البصير
يعلم أنها زرعة للبقاء والنماء، وأنها ستغالب الآفات كلها على المدى
الطويل فلا يعتسف ولا يقلق، ولا يحاول إنضاجها بغير وسائل الفطرة الهادئة
المتزنة، السمحة الودود .. إنه المنهج الإلهي في الوجود كله .. {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب : 62] ..


والحق في منهج اللّه أصيل في بناء هذا الوجود. ليس فلتة عابرة، ولا مصادفة غير مقصودة ..

إن اللّه سبحانه هو الحق. ومن وجوده تعالى يستمد كل موجود وجوده : {ذَلِكَ
بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ
} [الحج : 62] .. وقد خلق اللّه هذا الكون بالحق لا يتلبس بخلقه الباطل : {مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ} [يونس : 5] .. {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ }[آل عمران : 191] والحق هو قوام هذا الوجود فإذا حاد عنه فسد وهلك : {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ }[آل عمران : 191] .. ومن ثم فلا بد للحق أن يظهر، ولا بد للباطل أن يزهق .. ومهما تكن الظواهر غير هذا فإن مصيرها إلى تكشف صريح: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء : 18].


والخير والصلاح والإحسان أصيلة كالحق، باقية بقاءه في الأرض : {أَنْزَلَ
مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ
السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ
ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ
اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
} [الرعد : 17] ... {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي
أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ
كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ
قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ
الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
} [إبراهيم : 24 - 27]..


أي
طمأنينة ينشئها هذا التصور؟ وأي سكينة يفيضها على القلب؟ وأي ثقة في الحق
والخير والصلاح؟ وأي قوة واستعلاء على الواقع الصغير يسكبها في الضمير؟


وانتهيت
من فترة الحياة - في ظلال القرآن - إلى يقين جازم حاسم .. أنه لا صلاح
لهذه الأرض، ولا راحة لهذه البشرية، ولا طمأنينة لهذا الإنسان، ولا رفعة
ولا بركة ولا طهارة، ولا تناسق مع سنن الكون وفطرة الحياة .. إلا بالرجوع
إلى اللّه ..


والرجوع
إلى اللّه - كما يتجلى في ظلال القرآن - له صورة واحدة وطريق واحد .. واحد
لا سواه .. إنه العودة بالحياة كلها إلى منهج اللّه الذي رسمه للبشرية في
كتابه الكريم .. إنه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها. والتحاكم إليه وحده
في شؤونها. وإلا فهو الفساد في الأرض، والشقاوة للناس، والارتكاس في
الحمأة، والجاهلية التي تعبد الهوى من دون اللّه : {فَإِنْ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
} [القصص : 50] ..


إن الاحتكام إلى منهج اللّه في كتابه ليس نافلة ولا تطوعا ولا موضع اختيار، إنما هو الإيمان .. أو .. فلا إيمان.. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب : 36] .. {ثُمَّ
جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا
تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ
يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
} [الجاثية : 18، 19]..


والأمر إذن جد .. إنه أمر العقيدة من أساسها .. ثم هو أمر سعادة هذه البشرية أو شقائها ..

إن
هذه البشرية - وهي من صنع اللّه - لا تفتح مغاليق فطرتها إلا بمفاتيح من
صنع اللّه ولا تعالج أمراضها وعللها إلا بالدواء الذي يخرج من يده -
سبحانه - وقد جعل في منهجه وحده مفاتيح كل مغلق، وشفاء كل داء : {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء : 82] .. {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
[الإسراء : 9]. ولكن هذه البشرية لا تريد أن ترد القفل إلى صانعه، ولا أن
تذهب بالمريض إلى مبدعه، ولا تسلك في أمر نفسها، وفي أمر إنسانيتها، وفي
أمر سعادتها أو شقوتها .. ما تعودت أن تسلكه في أمر الأجهزة والآلات
المادية الزهيدة التي تستخدمها في حاجاتها اليومية الصغيرة .. وهي تعلم
أنها تستدعي لإصلاح الجهاز مهندس المصنع الذي صنع الجهاز. ولكنها لا تطبق
هذه القاعدة على الإنسان نفسه، فترده إلى المصنع الذي منه خرج، ولا أن
تستفتي المبدع الذي أنشأ هذا الجهاز العجيب، الجهاز الإنساني العظيم
الكريم الدقيق اللطيف، الذي لا يعلم مساربه ومداخله إلا الذي أبدعه وأنشأه
: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 13، 14].


ومن
هنا جاءت الشقوة للبشرية الضالة. البشرية المسكينة الحائرة، البشرية التي
لن تجد الرشد، ولن تجد الهدى، ولن تجد الراحة، ولن تجد السعادة، إلا حين
ترد الفطرة البشرية إلى صانعها الكبير، كما ترد الجهاز الزهيد إلى صانعه
الصغير! ولقد كانت تنحية الإسلام عن قيادة البشرية حدثا هائلا في تاريخها،
ونكبة قاصمة في حياتها، نكبة لم تعرف لها البشرية نظيرا في كل ما ألم بها
من نكبات ..


لقد
كان الإسلام قد تسلم القيادة بعد ما فسدت الأرض، وأسنت الحياة، وتعفنت
القيادات، وذاقت البشرية الويلات من القيادات المتعفنة وظَهَرَ الْفَسادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..


تسلم
الإسلام القيادة بهذا القرآن، وبالتصور الجديد الذي جاء به القرآن،
وبالشريعة المستمدة من هذا التصور .. فكان ذلك مولدا جديدا للإنسان أعظم
في حقيقته من المولد الذي كانت به نشأته. لقد أنشأ هذا القرآن للبشرية
تصورا جديدا عن الوجود والحياة والقيم والنظم كما حقق لها واقعا اجتماعيا
فريدا، كان يعز على خيالها تصوره مجرد تصور، قبل أن ينشئه لها القرآن
إنشاءً.


نعم!
لقد كان هذا الواقع من النظافة والجمال، والعظمة والارتفاع، والبساطة
واليسر، والواقعية والإيجابية، والتوازن والتناسق ... بحيث لا يخطر
للبشرية على بال، لولا أن اللّه أراده لها، وحققه في حياتها .. في ظلال
القرآن، ومنهج القرآن، وشريعة القرآن.


ثم
وقعت تلك النكبة القاصمة ونُحِّيَ الإسلام عن القيادة. نحي عنها لتتولاها
الجاهلية مرة أخرى، في صورة من صورها الكثيرة. صورة التفكير المادي الذي
تتعاجب به البشرية اليوم، كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة
الزاهية الألوان!


إن
هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية. يضعون لها المنهج الإلهي
في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ثم يقولون لها :
اختاري!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد
الإنسان في عالم المادة، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن
منهج اللّه!! وهذا خداع لئيم خبيث. فوضع المسألة ليس هكذا أبدا .. إن
المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني. إنما هو منشئ لهذا الإبداع
وموجه له الوجهة الصحيحة .. ذلك كي ينهض الإنسان بمقام الخلافة في الأرض.
هذا المقام الذي منحه اللّه له، وأقدره عليه، ووهبه من الطاقات المكنونة
ما يكافىء الواجب المفروض عليه فيه وسخر له من القوانين الكونية ما يعينه
على تحقيقه، ونسق بين تكوينه وتكوين هذا الكون ليملك الحياة والعمل
والإبداع .


على
أن يكون الإبداع نفسه عبادة للّه، ووسيلة من وسائل شكره على آلائه العظام،
والتقيد بشرطه في عقد الخلافة، وهو أن يعمل ويتحرك في نطاق ما يرضي اللّه.
فأما أولئك الذين يضعون المنهج الإلهي في كفة، والإبداع الإنساني في عالم
المادة في الكفة الأخرى .. فهم سيئو النية، شريرون، يطاردون البشرية
المتعبة الحائرة كلما تعبت من التيه والحيرة والضلال، وهمت أن تسمع لصوت
الحادي الناصح، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة، وأن تطمئن إلى كنف اللّه ...


وهنالك
آخرون لا ينقصهم حسن النية ولكن ينقصهم الوعي الشامل، والإدراك العميق ..
هؤلاء يبهرهم ما كشفه الإنسان من القوى والقوانين الطبيعية، وتروعهم
انتصارات الإنسان في عالم المادة. فيفصل ذلك البهر وهذه الروعة في شعورهم
بين القوى الطبيعية والقيم الإيمانية، وعملها وأثرها الواقعي في الكون وفي
واقع الحياة ويجعلون للقوانين الطبيعة مجالا، وللقيم الإيمانية مجالا آخر
ويحسبون أن القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم
الإيمانية، وتعطي نتائجها سواء آمن الناس أم كفروا. اتبعوا منهج اللّه أم
خالفوه، حكموا بشريعة اللّه أم بأهواء الناس!


هذا
وهم .. إنه فصل بين نوعين من السنن الإلهية هما في حقيقتهما غير منفصلين.
فهذه القيم الإيمانية هي بعض سنن اللّه في الكون كالقوانين الطبيعية سواء
بسواء. ونتائجها مرتبطة ومتداخلة ولا مبرر للفصل بينهما في حس المؤمن وفي
تصوره .. وهذا هو التصور الصحيح الذي ينشئه القرآن في النفس حين تعيش في
ظلال القرآن. ينشئه وهو يتحدث عن أهل الكتب السابقة وانحرافهم عنها وأثر
هذا الانحراف في نهاية المطاف : {وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ
أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِهِمْ
} [المائدة : 65، 66]. وينشئه وهو يتحدث عن وعد نوح لقومه : {فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا
} [نوح : 10، 12]. وينشئه وهو يربط بين الواقع النفسي للناس والواقع الخارجي الذي يفعله اللّه بهم : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد : 11].


إن
الإيمان باللّه، وعبادته على استقامة، وإقرار شريعته في الأرض ... كلها
إنفاذ لسنن اللّه، وهي سنن ذات فاعلية إيجابية، نابعة من ذات المنبع الذي
تنبثق منه سائر السنن الكونية التي نرى آثارها الواقعية بالحس والاختبار.


وقد
تأخذنا في بعض الأحيان مظاهر خادعة لافتراق السنن الكونية، حين نرى أن
اتباع القوانين الطبيعية يؤدي إلى النجاح مع مخالفة القيم الإيمانية ..
هذا الافتراق قد لا تظهر نتائجه في أول الطريق ولكنها تظهر حتما في نهايته
.. وهذا ما وقع للمجتمع الإسلامي نفسه. لقد بدأ خط صعوده من نقطة التقاء
القوانين الطبيعية في حياته مع القيم الإيمانية. وبدأ خط هبوطه من نقطة
افتراقهما. وظل يهبط ويهبط كلما انفرجت زاوية الافتراق حتى وصل إلى الحضيض
عندما أهمل السنن الطبيعية والقيم الإيمانية جميعا.


وفي
الطرف الآخر تقف الحضارة المادية اليوم، تقف كالطائر الذي يرف بجناح واحد
جبار، بينما جناحه الآخر مهيض، فيرتقي في الإبداع المادي بقدر ما يرتكس في
المعنى الإنساني، ويعاني من القلق والحيرة والأمراض النفسية والعصبية ما
يصرخ منه العقلاء هناك .. لولا أنهم لا يهتدون إلى منهج اللّه، وهو وحده
العلاج والدواء.


إن
شريعة اللّه للناس هي طرف من قانونه الكلي في الكون. فإنفاذ هذه الشريعة
لا بد أن يكون له أثر إيجابي في التنسيق بين سيرة الناس وسيرة الكون ..
والشريعة إن هي إلا ثمرة الإيمان لا تقوم وحدها بغير أصلها الكبير. فهي
موضوعة لتنفذ في مجتمع مسلم، كما أنها موضوعة لتساهم في بناء المجتمع
المسلم. وهي متكاملة مع التصور الإسلامي كله للوجود الكبير وللوجود
الإنساني، ومع ما ينشئه هذا التصور من تقوى في الضمير، ونظافة في الشعور،
وضخامة في الاهتمامات، ورفعة في الخلق، واستقامة في السلوك ... وهكذا يبدو
التكامل والتناسق بين سنن اللّه كلها سواء ما نسميه القوانين الطبيعية وما
نسميه القيم الإيمانية .. فكلها أطراف من سنة اللّه الشاملة لهذا الوجود.


والإنسان
كذلك قوة من قوى الوجود. وعمله وإرادته، وإيمانه وصلاحه، وعبادته ونشاطه
.... هي كذلك قوى ذات آثار إيجابية في هذا الوجود وهي مرتبطة بسنة اللّه
الشاملة للوجود .. وكلها تعمل متناسقة، وتعطي ثمارها كاملة حين تتجمع
وتتناسق بينما تفسد آثارها وتضطرب، وتفسد الحياة معها، وتنتشر الشقوة بين
الناس والتعاسة حين تفترق وتتصادم : {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
[الأنفال : 53] .. فالارتباط قائم وثيق بين عمل الإنسان وشعوره وبين
مجريات الأحداث في نطاق السنة الإلهية الشاملة للجميع، ولا يوحي بتمزيق
هذا الارتباط، ولا يدعو إلى الإخلال بهذا التناسق، ولا يحول بين الناس
وسنة اللّه الجارية، إلا عدو للبشرية يطاردها دون الهدى، وينبغي لها أن
تطارده، وتقصيه من طريقها إلى ربها الكريم ..


هذه بعض الخواطر والانطباعات من فترة الحياة في ظلال القرآن. لعل اللّه ينفع بها ويهدي، وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه ..

_________________


 الحياة في ظلال القرآن 011




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/RafikEducation/
 
الحياة في ظلال القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الحياة في الكون ...لنقرأ ما يحاول العلماء اكتشافه، وما أكده القرآن قبل 14 قرناً....
» قاموس القرآن الكريم - طرق استنباط الإحكام من القرآن الكريم
» قف دون رأيك في الحياة مجاهدا .. إن الحياة عقيدة وجهاد
»  سلسله حلقات {فى ظلال الجنة }
»  في ظلال قوله تعالى {ولتستبين سبيل المجرمين}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم :: ˆ~¤®§][©][ المنتديات الإسلامية ][©][§®¤~ˆ :: القرآن الكريم-
انتقل الى:  
حقوق المنتدى

الساعة الانبتوقيت الجزائــر
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الرفيق للتعليم
Powered by phpBB2 ® Rafik4Educ.yoo7.com
Rafik4Educ.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2009 - 2019

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.

جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق


للتسجيل اضغط هـنـا