منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم

إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
Cool Blue Outer
Glow Pointer

 

  °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o°

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ لشهب يونس
المدير العام

المدير العام
الأستاذ لشهب يونس


الأوسمة وسام الاداري المميز
 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° 41627710
الجنـسية : gzaery
المزاج المزاج :  °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° Pi-ca-20
الـبـلـد : الجزائر
نوع المتصفح : fmfire
الهواية : chess
المهنة : studen
الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 21381
العمر العمر : 30
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
السٌّمعَة السٌّمعَة : 751
نقاط نقاط : 1044633
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى + دعاء

 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° Empty
مُساهمةموضوع: °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o°    °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° Icon_minitimeالجمعة يوليو 13, 2012 7:39 am

 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° 851345







[size=21][size=21][size=21][size=21]

 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° Icon
[/size][/size]
[/size]


°o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o°
للشيخ عمر القزابري
من سورتي الأعراف وهود.


قال الله تعالى: ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)) [هود: 113]، قال صديق حسن خان رحمه الله في فتح البيان: "فتمسكم
النار بحرها بسبب الركون إليهم، وفيه إشارة إلى أن الظلمة أهل النار أو
كالنار، ومصاحبة النار توجب لا محالة مس النار، قيل هذا فيمن ركن إلى من
ظلم فكيف بالظالم؟!
"
انتهى كلامه رحمه الله.


وقال أبو السعود: "وإذا
كان حال الميل في الجملة إلى من وجد منه ظلم ما في الإفضاء إلى مساس النار
هكذا، فما ظنك بمن يميل إلى الراسخين في الظلم والعدوان ميلاً عظيمًا،
ويتهالك على مصاحبتهم ومنادمتهم، ويلقي شراشره على مؤانستهم ومعاشرتهم،
ويبتهج بالتزيى بزيهم، ويمد عينيه إلى زهرتهم الفانية، ويغبطهم بما أوتوا
من القطوف الدانية، وهي في الحقيقة من الحبة طفيف، ومن جناح البعوضة خفيف،
بمعزل عن أن تميل إليه القلوب، ضعف الطالب والمطلوب
" انتهى كلامه رحمه الله.


وهذه الآية الكريمة: ((وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)) [هود: 113]، جاءت في أواخر سورة هود في سياق قصة فرعون: ((وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ
وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ
بِرَشِيدٍ)) [هود: 96- 97].


وقال الله حكاية عن فرعون في سورة القصص: ((إِنَّ
فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ
طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ))
[القصص: 4].


والطغاة لا يقبلون برأي ولا يستمعون لنصح، قال الله تعالى عن فرعون: ((قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ)) [غافر: 29]، الرأي رأيي والأمر أمري والنهي نهيي.

والظلمة يستعينون دومًا ببطانة تصفق ولا تحقق، تؤيد ولا تندد، قال الله حكاية عن حاشية فرعون: ((وَقَالَ
الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ
لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ
أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ
قَاهِرُونَ)) [الأعراف: 127].


تأملوا صوّرا له الإصلاح الذي يقوده موسى إفسادًا ((أَتَذَرُ
مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ
قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا
فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ)) [الأعراف: 127].


وهذا النوع ولو كانوا من أهل العلم انتسابًا الذين يزينون الظلم والقتل ويغطونه بغطاء الشرع هم الذين قال الله فيهم: ((وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ
هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ
أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ)) [الأعراف: 175- 176]،
وهو تشنيع قوي لمن سلك هذا المسلك والكلب دائمًا تابع لسيده يلهث خلقه ظالما كان أو مظلومًا.


والفراعنة دومًا يستعينون بالأموال في إغراء الناس لضمهم إلى صفوفهم وتأيدهم، قال الله حكاية عن سحرة فرعون: ((فَلَمَّا
جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ
كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ
الْمُقَرَّبِينَ)) [الشعراء: 41- 42].


وسبحان الله هذه الآية الكريمة: ((وَاتْلُ
عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ)) [الأعراف: 175]،

جاءت في سورة الأعراف مباشرة بعد الانتهاء من قصة الطاغية فرعون، وكأن في
الأمر إشارة إلى أعوان الظلمة، وإلى هذا اللون من ألوان الإعانة على الظلم
المتمثل في تزوير الحقائق عبر بوابة الدين والشرع.


ومن
وسائل الطغاة والفراعنة في إرساء دعائم طغيانهم: الاستخفاف بعقول الناس،
والاستخفاف هذا له صور شتى؛ من نشر الشهوات، والتمكين للشبهات، والتخويف
وفصل الناس عن دينهم بشغلهم بالدنيا وملذاتها، بل وصل الأمر ببعضهم
استخفافًا بالعقول إلى ادعاء الألوهية، قال الله تعالى عن فرعون: ((فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)) [النازعات: 24]، وليست المشكلة فيه بل في من تابعه وسايره على هذا الضلال وليس بعد هذا الاستخفاف استخفاف.


قال الله تعالى عن فرعون: ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)) [الزخرف: 54].


وقال سبحانه وتعالى: ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ)) [النمل: 55]، قال ابن كثير رحمه الله: "أي استخف عقولهم فدعاهم إلى الضلالة فأطاعوه ثم يقول ربنا: ((فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) [الأنبياء: 77]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (آَسَفُونَا) أي أسخطونا، وقال الضحاك عنه: أي أغضبونا.

انظروا -رحمكم الله- كيف أن العذاب لما جاء جاءهم جميعًا؛ لأنهم أطاعوه واتبعوه ولم يغيروا ولم ينصحوا، ثم قال سبحانه بعدها: ((فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلْآَخِرِينَ)) [النمل: 56]، قال أبو مجلز: (سَلَفًا) لمثل من عمل بعملهم، وقال هو ومجاهد (وَمَثَلاً) أي عبرة لمن بعدهم.

> يستفاد من هذا أن كل الطغاة والفراعنة اليوم سلفهم هو فرعون وقومه وبالتالي فإن العاقبة واحدة لا تتغير الانتقام والاستئصال: ((فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) [النمل: 55].


> قلنا: إن أواخر سورة هود جاء فيها ذكر فرعون ومنهجها، وجاء فيها كذلك منهج التعامل مع الفراعنة والطغاة في كل زمان بعد أن ذكر الله قصة فرعون واتباع قومه له، وانقيادهم لأمره، وأشار إلى سفاهته، ذكر بعدها مباشرة جزاءهم يوم القيامة فقال سبحانه: ((يَقْدُمُ قَوْمَهُ)) ـ أي فرعون ـ يتقدم قومه: ((يَقْدُمُ
قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ
الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ
بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)) [هود: 98- 99]،
تتبعهم لعنات الله المتتالية الكل يلعنهم ويدعو عليهم حتى الشجر والحجر والدواب، وأي خزي أكبر من هذا ثم تمضي الآيات تبين استحقاقهم لهذا الجزاء وأن الله تعالى لم يظلمهم وحاشاه قال سبحانه: ((وَمَا
ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ
آَلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا
جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ)) [هود: 101].


> ثم يقول ربنا عزوجل: ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)) [هود: 102]، إذا جاء أمر الله وتخلى الله عن العبد لم تقبله أرض ولا سماء، بل والله لا تقبله حتى نفسه وأعضائه ثم يقول ربنا: ((إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآَخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ
مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ)) [هود: 103].


وسبق معنا أن من أعظم الأمور التي ينساها الطغاة مسألة الموت والبعث والحساب والجزاء، ولو تذكروا لحظة واحدة ما ينتظرهم بين يدي الله من حساب وجزاء ووقوف بين يديه سبحانه وتعالى لعلموا أنهم في غرور، ولبكوا بدل الدموع دمًا.


يفسدون آخرتهم بدنيا غيرهم عياذا بالله،
وهذا الحاصل في الشام، هؤلاء الذين يقتلون الناس من أجل كراسيهم وملكهم
وأموالهم لو علموا الحقيقة لذابوا خجلا ولمزقوا أطرافهم جزعا ولكن الحقيقة
محجوبة عن الظلمة المتكبرين، قال تعالى: ((سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)) [الأعراف: 146]، فهم مصرفون عن الله، ومن صرف عن الله هنا حُجب عنه هناك وهذا أعظم الخزي.


> ثم تمضي الآيات ويقول ربنا: ((وَإِنَّ كُلاً لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) [هود: 111]، لا يظنن أولئك الطغاة أنهم سيفلتون من حساب الله، أو أنهم بعيدون عن علمه جل في علاه: ((إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ))، وإذا جاء الموعد فسيحاسبون على الصغير والكبير والنقير والقطمير.


ثم بعد ذلك تأتي الآية التي قال عنها ابن عباس رضي الله عنهما: ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم آية أشد ولا أشق من هذه الآية، قال تعالى: ((فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) [هود: 112]؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الناس، إمام المتقين يأمر بالاستقامة فماذا نقول نحن؟!


ومن أسرار الإتيان بهذه الآية عقب ذكر فرعون وظلمه أن مواجهة الظالمين تكون بالاستقامة على شرع الله والامتثال
لأمره، لا تكون المواجهة بالمعاصي والغناء والصراخ والانفراط. لذلكم قال
ربنا لموسى وأخيه عليهما السلام وهما في مواجهة طغيان فرعون: ((قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)) [يونس: 89].


ومن الاستقامة عدم الركون إلى الظلمة لذلكم يقول الله بعد الآية مباشرة: ((وَلَا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ
مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)) [هود: 113].


وفي قوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه سلم: ((فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا))، هذه الآية على شدتها فإن فيها إجلالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، نبه على ذلك الإمام أبو حيان في قوله: "ومن إجلال النبي صلى الله عليه وسلم إفراده بالخطاب في الأمر بأفعال الخير (فَاسْتَقِمْ) أفرده، والإتيان بضمير الجمع في النهي عن أفعال الشر".


ـ ((وَلَا تَطْغَوْا)) جاء بضمير الجمع، ثم بعد ذلك أمر ربنا بالاستقامة ذكر بعض صورها التي هي من الاستقامة والتي تعين على الاستمرار عليها، قال تعالى: ((وَأَقِمِ
الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))
[هود: 114].


هذه الصلاة هي عنوان الاستقامة تصلك بالله وتمنحك
الأمان وتمدك بالأمان الذي تواجه به ظلم الظالمين واستكبار المستكبرين
وحتى إن بدرت منك ذنوب فإن الصلاة تطهرك من تلك الذنوب لتبقى على قوتك
ونقاءك وصفائك.


> ثم أمر ربنا بعد ذلك بالصبر: ((وَأَقِمِ
الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ
الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)) [هود:
114- 115].


الصبر سلاح من
أسلحة المؤمنين عند البلاء يقوي العزائم ويدفع الوهن وهذا الصبر لا يتحقق
إلا بمعرفة مصدر القدر وما يترتب على الصبر من عظيم الأجر وجميل الأثر،
وهذا لا يتحقق إلا من خلال صلة بالله تمثل الصلاة أرقى صورها، لذلكم يقول ربنا عز وجل في آية أخرى: ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ)) [البقرة: 45].


ثم بعد ذلك يبين الله سبحانه
أنه من استقام وصلى وصبر وجب عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ومواجهة المفسدين لأن ذلك من أسباب النجاة من الهلاك في الدنيا والآخرة،
قال الله تعالى: ((فَلَوْلَا
كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ
الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ))
[هود: 116]،
يقول الإمام البقاعي في نظم الدرر: "والظاهر أن [من] هنا بيانية"، أي هم الذين أنجيناه فإنهم نهو عن الفساد، يعني أنجيناهم لما نهوا عن الفساد.


يقول ربنا عز وجل في سورة الأعراف: ((فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ
السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا
يَفْسُقُونَ)) [الأعراف: 165].



والغريب أن الآيتين معًا بعد ذكر قصة فرعون في سورة الأعراف وفي سورة هود، وفي هذا إشارة إلى أن الأمة المؤمنة الموصولة بالله يجب عليها أن تواجه الظالم وألا تسايره في ظلمه وبغيه إن هي أرادت النجاة في الدنيا والآخرة.


> ثم بين سبحانه
بعدها بأن كل ما ينزل بالأمة من بلاء إنما هو بسبب ذنوبهم ومعاصيهم وأن
ربهم حاشى أن ينزل بهم البلاء ظلما لهم، فقال سبحانه: ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)) [هود: 117]، وفي الآية لطيفة لم يقل سبحانه (وأهلها صالحون)، ولكن قال (مُصْلِحُونَ)
وفرق بين الصالح والمصلح، قد يكون الرجل صالحًا ولا يكون مصلحًا، فالمصلح
هو الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر الواقف في وجه الفساد والظلم.


> ثم تختتم السورة بالوعيد للظالمين وبمن صار على نهجهم: ((وَقُلْ
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا
عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ * وَلِلَّهِ غَيْبُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ
فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ)) [هود: 121- 123]. اهـ

والله تعالى أعلم.
[/size]

_________________


 °o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o° 011




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/RafikEducation/
 
°o وقفات مع آيات الطغيان في القرآن o°
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  مجموعة آيات الصبر
»  أكتشاف معجزة إلهية داخل آيات القرآن الكريم
»  وقفات مع سورة الفاتحة
»  آيات ظاهرها التعارض -
» احفظ خمس آيات مع فهم معناها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم :: ˆ~¤®§][©][ المنتديات الإسلامية ][©][§®¤~ˆ :: القرآن الكريم-
انتقل الى:  
حقوق المنتدى

الساعة الانبتوقيت الجزائــر
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الرفيق للتعليم
Powered by phpBB2 ® Rafik4Educ.yoo7.com
Rafik4Educ.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2009 - 2019

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.

جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق


للتسجيل اضغط هـنـا