أيها الإخوة الكرام من المعلوم أنَّ نشوء البدع إنما يكون من الإفراط والغلوِّ في الدين ,
وكما أن للصلاة المقبولة شروطاً وأركاناً، وواجبات وآداباً، لا بد من الوفاء بها، فأن هناك مسائل مهمة،
وأخطاء شائعة في هذا الفريضة؛ يحتاج المصلون إلى أن يعوها ويجتنبوها.
والله تعالى، أسأل أن يرزقنا جميعا السنة والإتباع، وأن يجنبنا المخالفة والابتداع.
وهذه مجموعة من الأخطاء المتفرقة التي يقع فيها البعض :
**حجز مكاناً في المسجد ، كما في المساجد المزدحمة. وقد نص بعض أهل العلم على تحريمه (1 ).
**أن يأتي المصلى بسجادة معه فيضعها فوق سجاد المسجد ويصلىعليها (2 ).
**الجلوس في مؤخرة المسجد، والجلوس بدون صلاة تحية المسجد
**تخطى الرقاب، وإيذاء الجالسين، ومزاحمتهم.
**أن يأتي ليجلس فيفرق بين اثنين (3 ).
** إقامة الرجل لصاحبه، وجلوسه في مكانه (4 ).
**تنازع المصلين على الأماكن وتشاجرهم بسبب ذلك، كما هو الحال في المساجد المزدحمة كالحرمين و غيرهما.
**التزام بقعة معينة من المسجد لا يصلى الفريضة إلا فيها؛ فقد نهي عن ذلك.
**فرقعة الأصابع، أو العبث بشئ من جسده( 5).
**كثرة الحركة داخل الصلاة بداع وبغير داع كفرقعة الأصابع، أو العبث باللحية، أو تحريك القدمين، أو تنظيف الأنف.
**إطلاق البصر، وعدم النظر إلى محل السجود.
**انشغال القلب، وعدم الخشوع الذي هو روح الصلاة.
**التنحنح في الصلاة بلا حاجة (6 ).
**القهقهة وهى مبطلة للصلاة، أو التبسم وهو مكروه (7 ).
**الاستمرار في الصلاة بعد التردد في فسخها؛ لأن التردد يبطلها(8 ).
**الصلاة بدون اتخاذ سترة، أو عدم الدنو منها عند اتخاذها. وكلاهما فيه مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره.
**اتخاذ أطراف الفرش سترة.
- والصواب: أن تكون السترة شيئا قائما مثل مؤخرة الرحل أو أكثر ، كالعمود والجدار والكرسي ونحو ذلك(9 ).
**الالتفات بدون حاجة وهو من اختلاس الشيطان.
**النفخ في الصلاة بلا حاجة ، وهو من العبث الذي لا يليق بالصلاة(10 ).
**التجشي في الصلاة؛ فإنه يؤذي مَن حوله بالرائحة المنبعثة من فمه وينبغي أن يرفع رأسه حتى يذهب الريح (11 ) .
**التمطي في الصلاة؛ لأنه من التكاسل المنافي للصلاة( 12).
**تغميض العينين بلا حاجة، فإنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم (13 ).
**الغفلة عن الاستعاذة، مع التفل عن اليسار ثلاثا، عند حدوث وسوسة الشيطان؛ فإن هذه الاستعاذة تطرد عنه الوسوسة (14 ).
**إهمال كظم التثاؤب، أو وضع اليد على الفم لمقاومته، كما أرشدت إليه السنة المطهرة (15 ).
**قطع الصلاة وإعادتها إذا سها فيها بزيادة أو نقصان.
والصواب: أن يعمل بما يترجح لديه، أو يبنى على اليقين، ثم يسجد للسهو.
**الصلاة مع مدافعة البول، أو الغائط، أو الريح؛ فقد ورد النهي عن الصلاة في هذه الحال لأنها تمنع الخشوع.
**أن يترك المصلى الناس يمرون بين يديه، ولا يحاول منعهم من ذلك.فالصواب أن يمنعهم من المرور حتى لا يقطعوا عليه صلاته، كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم .
**الصلاة إلى المتحدث والنائم إذا كان يشوش عليه خشوعه (16 ).
**ترك رد السلام بالإشارة إذا دخل فسلم عليه(17 )، وقد جاءت به السنة.
**تنحنح المأموم عند إطالة الإمام، أو غير ذلك. والصواب: أن من نابه شيء في صلاته فليسبح إلا النساء؛ إذ المشروع لهن التصفيق
**تمطيط الإمام للتكبير إذا أراد أن يجلس للتشهد الأول، أو الأخير، وإدراج ما عداه من تكبيرات الانتقال. وليس هناك دليل على هذا التفريق.وأيضا فإن ذلك التمطيط يؤدي إلى أن بعض المأمومين يسبق إمامه.
**إطالة الإمام للسجدة الأخيرة من الصلاة دون غيرها من السجدات،ولم يرد في السنة دليل على هذا التفريق.فالصواب أن تكون كغيرها من السجدات (18 ).
**تخفيف كثير من الأئمة لأركان الصلاة بحيث لا يتمكن المأموم من المتابعة ولا من الإتيان بالذكر الواجب ( 19).
**دخول الرجلين يتحدثان فيكملان حديثهما، وقد أقيمت الصلاة وشرع الإمام في القراءة (20 ).
**التسليم يمينا وشمالا إذا أحدث في الصلاة، أو تذكر أنه على غير وضوء. وليس هناك دليل على مشروعية هذا التسليم ( 21).
**تحرج بعضهم إذا أحدث في الصلاة، أو تذكر أنه على غير وضوء من الخروج من الصف، فيصلى على غير طهارة حياءً من الناس، وينسى أن الله أحق أن يُستحيا منه.
**وفي المساجد المزدحمة جدا كالحرمين الشريفين، يتيمم بعضهم على السجاد، حتى يتجنب مشقة الزحام إذا ذهب للوضوء.
- والصواب: أنه لا يشرع التيمم مع وجود الماء، والقدرة على استعماله، وإن أدى ذلك إلى فوات الجماعة.
**وبعضهم يكون مصابا بخروج قطرات من البول، أو تخرج منه الريح بشكل مستمر بعد الوضوء، أو في أثناء الصلاة، فيظل يتعب نفسه ويجهدها بالخروج من المسجد وتكرار الوضوء.
- والصواب أنه لا يعيد الوضوء؛ لأنه يلحق بمن حدثه دائم؛ فعليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول الوقت، ويتحفظ من البول ما استطاع( 22).
**جذب المسبوق واحدا من الصف ليقف معه إذا جاء ووجد الصف قد تم، فإن في فعله هذا عدة محاذير ( 23) .
**تقدم غير الأقرأ والأفقه للإمامة مع وجود مَن هو أولى منه، ما لم يكن غير الأقرأ إماما راتباً.
**تنفل الإمام اوالمأموم في مكانه الذي صلى فيه الفريضة. فقد جاء النهى عن ذلك (24 ).
**وصل الفريضة بالنافلة.
- والصواب: أن يفصل بينهما بكلام، أو تحول عن المكان.
**تعدد الجماعات لصلاة الفرض الواحد في وقت واحد بمسجد واحد (25 ).
التأخر عن صلاة الجماعة، وعدم المجيء إلا بعد سماع الإقامة.
تحرج بعض المصلين من حمد الله إذا عطس في الصلاة مع أنه لا بأس به، لكن لا يشرع لأحد من المصلين تشميته حينئذٍ(26 ).
**ظن بعضهم أنه يجب على الإمام أن يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يتمكن المأموم من قراءتها ( 27).
**اعتقاد بعضهم عدم صحة الصلاة خلف المبتدع أو المجاهر بالمعصية كشرب الدخان، أو حلق اللحية. والصحيح : أن الصلاة صحيحة خلف هؤلاء (28 ).
**تحرج بعضهم من الصلاة خلف الأعزب (29 ) .
**اعتقاد بعضهم عدم صحة الصلاة خلف مجهول الحال ، وأنه يجب السؤال عن حال الإمام قبل الصلاة خلفه ( 30) .
**اعتقاد بعض النساء أن خير صفوفهن آخرها مطلقا، حتى ولو كنّ منفصلات عن الرجال.
- والصواب: أن ذلك يكون حال عدم وجود فاصل بين الرجال والنساء(31 ).
**ظن بعضهم أن قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين من الظهر غير جائز، فتجدهم يعيدون الفاتحة إذا لم يركع الإمام (32 ).
**اعتقاد بعضهم أن الصلاة تبطل بثلاث حركات في الركن الواحد(33 ).
**اعتقاد بعضهم أن البصاق في الصلاة يبطلها.
**البصاق في المسجد: سواء على الفرش، أو الحيطان، أو البلاط.
- والصواب: أن من أراد البصاق أو النخامة، فعليه أن يخرج لذلك، أو يبصق في ثوبه أو منديله؛ حتى يبقى المسجد نظيفا ( 34).
**إنكار المصلين بعضهم على بعض في مسائل الاجتهاد، وحدوث التفرق والتحزب بسبب ذلك نحو:
- إنكار مَن يرى الإسرار بالبسملة على مَن يرى الجهر بها أو العكس.
- إنكار مَن يقبض يديه بعد الركوع على مَن يرسل يديه، أو العكس.
- إنكار مَن لا يفعل جلسة الاستراحة على مَن يفعلها أو العكس.
- إنكار مَن لا يحرك السبابة في التشهد على مَن يحركها أو العكس.
- إنكار مَن لا يرى تحية المسجد في أوقات النهى على مَن يصليها أو العكس.
والصحيح: أن هذه المسائل الاجتهادية لا ينبغي التنازع بسببها، فالخلاف فيها سائغ وأمرها واسع.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{إن المصلي لينصرف من صلاته، وما كُتب له إلا ربعها، أو خمسها، حتى بلغ عشرها }.
وهذا يدعو المسلم المصلي إلى أن ينتبه لشأن صلاته، حتى لا يخسر الثواب ويبوء بالعقاب.
فعلينا جميعاً ـ معشر المسلمين ـ أن نتقي الله ـ سبحانه ـ وأن نسير على طريقة السَّلف الصّالح قبلنا في التّمسك بالحق والدّعوة إليه ، والتّناصح فيما بيننا ، والحرص على معرفة الحق بدليله ، مع بقاء المحبّة والأخوّة الإيمانية ، وعدم التقاطع و التّهاجر من أجل مسألة فرعيّة ،
قد يخفى فيها الدّليل على بعضنا ، فيحمله اجتهادُه على مخالفة أخيه في الحكم .
فنسأل الله بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى ،أن يزيدنا ـ وسائر المسلمين ـ هدايةً وتوفيقاً ،
وأن يمنحنا جميعاً الفقه في دينه ، والثّبات عليه ، ونصرته ، والدّعوة إليه ، إنه وليّ ذلك ، والقادر عليه .
وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه ، وعظّم سنّته إلى يوم الدّين