الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045433 توقيع المنتدى :
| موضوع: أقدامها و الجنة الجمعة أغسطس 10, 2012 8:06 am | |
| |
لا أحد يضحي ... بلا مقابل ... ويصل في ذلك إلى آخر المدى – المنظور عنه وغير المنظور – مثلما تفعل الأم ... القصص كثيرة ... و الصور زاهية زاهدة معبرة ومؤثرة ... بداية من المخاض مرورا بالولادة وأوجاعها ومخاطرها وانتهاء بمواجهة النكران – و العياذ بالله من النكران – بالصفح و الحنان و الرضى و الدعاء الصادق بالهداية و التوفيق و السلامة و الصلاح ..... لهذا وصل الإسلام في تكريمها إلى الحدود التي لا حدود لها ... ولهذا احتلت الركن الثابت في بناء المجتمع الحنيف . لقد خلقت المرأة ملء بالعواطف لتكون زوجا وأما .... فهي بذلك تشكل المعين الذي يفيض بالأبناء و البنات ... عليها ترتكز المجتمعات و الأمم .... وعلى صلاحية ذراريها يكون تقدمها وارتقاؤها ,
ومهما تحدثنا – وأفضنا فلن نستطيع إعطاء الأم حقها مقارنة بما اعطت .... فيكفيها شرفا أن القرآن الكريم ذكرها فيما يزيد على الثلاثين موضعا ، فهي التي تتعهد صنع الله بالرعاية و العناية و الحدب و السهر منذ أن تلقح البويضة في رمها وإلى أن يولد ويكبر ويصبح عضوا عاملا في المجتمع .... رجلا كان أو كانت امرأة . ولقد وصل الإسلام في تكريمها حدا جعل فيه الجنة تحت أقدامها – وكلنا يعرف أن رجلا سأل رسول الإنسانية : " من أحق الناس بحسن صحبته " فأجاب : " أمك ثم أمك ... ثم أبوك " ، ومن ذلك يتضح أن ( نوعية ) مهمة الأم أكبر وأخطر من مهمة الأب ، وتضحياتها أجسم ، فهي التي تحمل الطفل وتغذيه ، ليس بغير دمها – جنينا - ، وهي التي تتعرض للخطر أثناء الولادة ، ثم هي التي تغذيه بنسائم جسدها وروحها – وليدا – ثم أنها المسؤولة بعد ذلك عن العناية به طفلا فصبيا فشابا ، وقد تمتد هذه المسؤولية إلى أن يرث الله روحها الطاهرة وهي متعلقة بفلذات أكبادها تمشي على الأرض
هذا لا يعني بطبيعة الحال مساسا بمكانة الأب في هذا المضمار ، فمسؤوليته كبيرة ، وهي إضافة إلى ذلك خطيرة وثقيلة ، لأنه رأس الأسرة وقائلها ، وهو الذي يكافح من أجل الرزق في معظم المجتمعات ، ولكن دوره بالنسبة للطفل يأتي بعد دور الأم وبعد أن تكون شخصية الطفل قد تكونت ، وهذا حق اعترفت به كل الأوساط ومختلف المجتمعات و القناعات
فالأمومة مصطلح بعيد كل البعد عن البساطة التي تكتسي أكثر المهام وأسماها ، فهي إضافة إلى كل ما ذكرنا – مهمة عسيرة تحتاج إلى التفرغ الكامل والدائم و الجهود المضيئة و التضحيات الهائلة التي يبذلها – وبكل هذا السخاء والإخلاص وعن رضى ودون أي مقابل أحد غيرها ، إنها الأم . تبذلها مدفوعة بغريزتها التي فطرها الله عليها و التي تجعلها تضحي بحياتها من أجل ولدها إذا ما استدعى الأمر ذلك ، لهذا فقد حث الدين الحنيف الأبناء على إكرام الأم و العناية بها وبرها ، قال الحق سبحانه وتعالى " ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا ، حملته أمه كرها ، ووضعته كرها ، وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " ، ويقول جل علاه " ووصينا الإنسان بوالديه ... حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن إشكر لي ولوالديك إلي المصير " . صدق الله العظيم . بهذه الكيفية ، وعلى هذا النحو الفريد كرم الإسلام الأم ، وهو تكريم لا يصل إلى كل ما يمكن أن نفعل أو نقول ، وماذا عسانا فاعلين أو قائلين بحق من عرفناها ، ولم نعرفها ؟؟ وجاء الإسلام فوضع جناته التي تسع السماوات و الأرض تحت أقدامها ، الكريمة .
فتحية لكل أم ناضلت وقاومت ، جرحت وشفيت ، بكت حزنا و غنت فرحا ، من أجل قطعت كبد منها أرادتها أن تنمو أمام عينيها أرادت لها أجمل ما في الكون وتمنت لها أروع الأماني ، أعطت درسا في نكران الذات ، جاعت وعطشت ، سقطت فقامت ونهضت ، مرضت فقاومت وتحاملت لتعيش فلذة كبدها ، فلنحي بأجمل تحية ولنقدم أجمل وردة لأروع مخلوق في هذه الدنيا ألا وهي الأم .
أصاب الشاعر عندما قال :
في الأخير هذه حقيقة لا غبار عليها ، فلنطعهما ولنحترمهما .
|
| |
|
هيبة المشرفة المميزة
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 522 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 27/03/2012 السٌّمعَة : 24 نقاط : 100907 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: أقدامها و الجنة الجمعة أغسطس 10, 2012 9:28 pm | |
| | |
|