الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045633 توقيع المنتدى :
| موضوع: «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر» الإثنين أغسطس 13, 2012 8:21 am | |
| «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر» |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله - تعالى - بالهدى ودين الحق، فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
أيها الناس، قد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان فجاء شهر رمضان ثم خلّفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ثم يَمُرّ به ويخلفه وراءه حتى يأتيه الموت ينزل الإنسان هذه الدنيا مرحلةً مرحلةً ويسير فيها على عجل؛ لأن سيره فيها إلى الآخرة لا يتقيّد بساعة ولا بشهر ولا بيوم ولكنه في الساعات واللحظات والدقائق والثانيويات وغير ذلك، يسير إلى الآخرة نائمًا ويسير إلى الآخرة يقظانًا، وما ظنكم أيها الناس، ما ظنكم بمسافر هذه صفة سيره ألم يكن يقطع الشوط قريبًا ؟
أيها المسلمون، لقد حلَّ بنا شهر رمضان ضيفًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ثم فارقنا شاهدًا لنا أو علينا بما أودعناه، فنسأل الله - تعالى - أن يتقبّل منّا صالح الأعمال وأن يتجاوز عنّا سيئ الأعمال .
أيها الناس، لقد فرح قوم بفراق شهر رمضان؛ لأنهم تخلّصوا منه: تخلّصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم وفرح قوم آخرون بتمامه؛ لأنهم تخلَّصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا به وعد الله بالمغفرة، والفرق بين الفرحين عظيم كما بين السماء والأرض؛ إن علامة الفرح بفراقه أن يعاود الإنسان المعصية بعده فيتهاون بالواجبات ويتجرأ على المحرمات وتظهر آثار ذلك في المجتمع فتَقِلّ الصلوات في المساجد وتنقص نقصًا ملحوظًَا «ومَن ضيّع صلاته فهو لما سواها أضيع»(ث1)؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال الله عزَّ وجل: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45] .
أيها الناس، إن المعاصي بعد الطاعات ربما تُحيط بها فلا يكون للعامل سوى التعب، قال بعضهم: «ثواب الحسنة الحسنة بعدها فمَن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى» «كما أن مَن عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على ردّ الحسنة وعدم قبولها»(م1) هكذا قال بعضهم .
أيها الناس، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، إن عمل المؤمن عمل دائب لا ينقضي إلا بالموت، قال الله عزَّ وجل: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل فإن زمن العمل لم ينقطع، ولئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا ولله الحمد، «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»(1)، وقد سنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الأعمال تُعرض فيهما على الله فأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم»(2)، وأوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - «بصيام ثلاثة أيام من كل شهر»(3) وقال صلى الله عليه وسلم: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله»(4)، «وحثّ على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام»(5)، وروي عنه صلى الله عليه وسلم «أنه كان لا يدع صيامها»(6) وقال في صوم يوم عرفة: «يُكفر سنتين ماضية ومستقبلة»(7) يعني: لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم بعرفة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»(8)، وقال في صوم يوم العاشر منه: «يُكفّر سنة ماضية»(9)، وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني: تطوّعًا، ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلاً بل كان يصومه كله»(10)، فهذه أيام الصيام التي يشرع فيها، «وأفضل الصيام أن يصوم الإنسان يومًا ويفطر يومًا كصيام داوود عليه الصلاة والسلام»(11)، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغّب فيه وقال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل»(12)، وصَحّ عنه صلى الله عليه وسلم أن الله - عزَّ وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له»(13)، فاتقوا الله - تعالى - وبادروا أعماركم بأعمالكم، وحقِّقوا أقوالكم بأفعالكم؛ فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، «وإن الكيّس مَن دان نفسه - أي: حاسَبَها - وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»(14) .
أيها المسلمون، لقد يسَّر الله لكم سبل الخيرات وفتح أبوابها ودعاكم لدخولها وبيّن لكم ثوابها، «فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان»(15)، «مَن أقامها كانت كفّارة له ونجاة يوم القيامة»(16)، شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها «وهي اثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة - أعيدها مرّة ثانية - هي: أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة»(17)، «ومَن فاتته الراتبة التي قبل الصلاة فلْيصلها بعدها»(18) ، «وهذا الوتر سنّة مؤكدة سنَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله وقال: مَن خاف أن لا يقوم من آخر الليل فلْيوتر أوله ومَن طمع أن يقوم من آخر الليل فلْيوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل»(19)، فالوتر سنَّة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعها حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم بتركه، وقال الإمام أحمد: «مَن ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تُقبل له شهادة»(م2)، «وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة»(20) «ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر»(21)، «ومَن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا: فإذا كان عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاه في النهار أربع ركعات لِمَا في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة»(22)، واعلموا أن القنوت في الوتر ليس بركن فيه ولا بواجب فيه وإنما هو سنّة: إن فعله الإنسان فهو خير وإن ترَكَه فليس عليه شيء بل الأَولى ألا يداوم عليه، أي: ألا يداوم على القنوت، «وأما الوتر فلْيداوم عليه كل ليلة»(23) .
وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة كان النبي - صلى الله عليه وسلم - «إذا سلّم من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»(24)، «ومَن سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحَمِد الله ثلاثًا وثلاثين وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفَرَ الله له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»(25) .
وهذا الوضوء «مَن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»(26) .
وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان «ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أُثيب عليها»(27) «وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها»(28)، «والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر»(29)، والساعي على الأرملة والمساكين هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم والعائلة الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين فالساعي عليهم كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر .
أيها المسلمون، هذه طرق الخير وهي كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها الخير لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا - عباد الله - من كل طاعة بنصيب فقد قال الله عزَّ وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ ، واعلموا أنكم مفتقرون لعبادة الله في كل وقت وحين، ليست العبادة في رمضان فقط؛ لأنكم تعبدون الله وهو حي لا يموت، وليست العبادة في وقت محدد من أعماركم؛ لأنكم في حاجة إلى العبادة على الدوام وسيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته، اذكروا قول الله عزَّ وجل: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 99-100] .
اللهم إنا نسألك يا ربنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، نسألك اللهم أن توفِّقنا لاغتنام الأوقات وعمارتها بالأعمال الصالحات، اللهم ارزقنا اجتناب الخطايا والسيئات وطهِّرنا منها بالتوبة إليك والاستغفار يا رب العالمين، إنك كريم واسع الهبات .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد: أيها الناس، فإنني أُنَبِّه في صوم أيام الست من شوال على أمرين هامَّين، أحدهما: أن بعض الناس يظنون اليوم الثامن من هذا الشهر يظنون أنه عيد ويسمّونه عيد الأبرار حتى إن بعضهم يسأل هل يجوز صيامه أو لا يجوز وهذا ليس بصحيح، أعني: اعتقاد كونه عيدًا ليس بصحيح، فاليوم الثامن من شوال ليس عيدًا للأبرار ولا للفجار وإنما هو يوم كسائر الأيام، ولا يجوز أن يحدَث فيه شيءٌ من شعائر العيد أبدًا؛ لأن الأعياد الشرعيّة ثلاثة: عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الجمعة، وليس في الإسلام عيد سواها، أما الأمر الثاني: فإن بعض الناس يظنون أنه يجزئ أن يصوم الأيام الست قبل قضاء ما عليه من رمضان وهذا الظن ليس بصحيح، فصوم أيام الست قبل قضاء ما على الإنسان من رمضان لا يجزئ عنها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال كان كصيام الدهر»(30)، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه الأيام تابعة لصوم رمضان، ومن المعلوم أن مَن عليه أيامٌ من رمضان فإنه لم يصم شهر رمضان وإنما صام بعضه سواء كانت الأيام التي عليه قليلة أم كثيرة .
إذًا: فمَن صام ستة أيام من شوال قبل القضاء فإنه لا يحصل على الثواب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن بعض أهل العلم يقولون: إن صيامها غير صحيح وليس له أجر في هذا الصيام أبدًا، ولقد اشتبه على بعض الناس ما صَحّ به الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - من فعلها أنها قالت: «كان يكون عليّ الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان»(31)، فقالوا: إن عائشة لا يمكن أن تدع صيام ستة أيام من شوال ومعه ذلك لا تقضي ما عليها من رمضان إلا في شعبان، ومن المعلوم أن هذا الفهم فهم خاطئ جدًّا؛ لأن عائشة - رضي الله عنها - تقول: لا أستطيع أن أقضيها، فمَن لا يستطيع أن يقضي الصوم الواجب لا يستطيع أن يتطوّع بالنفل وهذا أمر ظاهر معلوم .
ثانيًا: أن عائشة - رضي الله عنها - أَفْقه من أن تخالف ظاهر الحديث بل صريحة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال»(32) فجعل هذه الستة تابعة لرمضان وعائشة - رضي الله عنها - من أَفْقه النساء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
ثالثًا: أنه يبعد جدًّا أن تترك عائشة - رضي الله عنها - ما يجب عليها من القضاء ثم تتطوّع بشيء ليس بواجب؛ فإن هذا خلاف المعقول؛ لأن المعقول أن يبدأ الإنسان بالواجب قبل النفل .
رابعًا: ما الذي أعلمهم أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تصوم ستة أيام من شوال أو غيرها من التطوع ؟ إنهم إذا قالوا: إنها تصوم فقد قالوا ما لا علم لهم به وقد قال الله عزَّ وجل: ﴿ وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]، وإنما نبَّهت على ذلك؛ لأن هذا الأمر اشتبه على بعض طلبة العلم ولكن مَن تأمّل النصوص وجد أن صيام الأيام الستة لا يكون إلا بعد انتهاء رمضان كاملاً .
ولكن قد يقول الإنسان: إذا كانت امرأة نفساء وقد فات عليها جميع شهر رمضان لم تصمه فصامت شوال فهل يجزئها إذا صامت الأيام الستة في ذي القعدة، أي بعد انتهاء شوال ؟ وجوابنا على ذلك: أنه يجزئها؛ لأنه أخّرت صيامها لعذر ومَن أخّر الصيام الموقّت بوقت لعذر فلا بأس أن يقضيه بعد ذلك؛ ولهذا لو قُدّر أن الإنسان مُرض بعد عيد الفطر ولم يتمكن من صيام ستة أيام من شوال إلا بعد خروجه فإنه يحصل على أجرها؛ لأنه تركها لعذر .
أيها الإخوة، لقد شكا إليَّ بعض الناس أنه يجتمع في هذا المسجد جماعة في أوقات الخطبة يتكلمون ويتحدثون فيُشَوِّشون على الناس ويسيؤون إليهم ويسيؤون كذلك إلى أنفسهم ولْيعلموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارًا»(33)، فشبَّهه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحمار الذي يحمل الكتب، ومن المعلوم أن الحمار لا ينتفع بما يحمله من الكتب وهل ترضى لنفسك - أيها المسلم - أن يشبِّهك النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحمار ؟ إنه لا أحد يرضى أن يكون شبيهًا بالحمار لو شبهه واحد من الناس في السوق فكيف إذا شبَّهه به محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ولذلك لا يجوز للإنسان أن يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة فإن تكلم فقد فاته أجر يوم الجمعة ولم يحصل على فضيلتها وكان كمثل الحمار يحمل أسفارًا .
فاتقوا الله - أيها المسلمون - واستمعوا للخطبة وأنصتوا لها؛ فإنها من ذكر الله وفيها خير كثير ربما تسمع منها مسألة تنتفع بها في نفسك وتنفع بها إخوانك ويكون لك أجرها ما دام الناس ينتفعون بها بواسطتك؛ فإن مَن دلّ على الخير فكفاعله، و«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث منها علم ينتفع به»(34) من بعده .
أيها المسلمون، «إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة»(35)، «وكل ضلالة في النار»(36)، «فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شَذَّ شَذَّ في النار»(37)، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جلّ من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56]، فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرًا؛ «فإن مَن صلى عليه مرّة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا»(38) .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفّنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين .
اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنّا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين .
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم اهزم أعداءهم، اللهم اجعل كيد أعدائهم في نحورهم يا رب العالمين، اللهم مَن أراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، وشتِّت شمله، وفرِّق جمعه، واهزم جنده، وأنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا رب العالمين .
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين صغيرهم وكبيرهم، اللهم أصلح لهم البطانة وأعنهم على تحمل الأمانة، اللهم وفِّق شعوبهم لما فيه الخير والصلاح في المعاد والمعاش يا رب العالمين، اللهم ﴿ اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10] .
اللهم اجعلنا بك متحابين وعلى دينك متآلفين وفيما يرضيك متعاونين يا رب العالمين.
عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45] .
-------------
(ث1) أخرجه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- في «الموطأ»، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، في كتاب: وقوت الصلاة، باب: وقوت الصلاة، حديث رقم (5)، ت ط ع .
(1) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: استحباب صيام ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، رقم (1984) ت ط ع .
(2) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: ما جاء في صوم يوم الإثنين والخميس، رقم (678) ت ط ع، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصيام، باب: صيام يوم الإثنين والخميس، رقم (1730) ت ط ع .
(3) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: في صوم ثلاثة أيام من شهر، رقم (692) ت ط ع، وأخرجه النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، رقم (2381) ت ط ع .
(4) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصوم، باب: حق الجسم في الصوم، رقم (1839) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصيام، باب: النهي عن صيام الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقًا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صيام يوم وإفطار يوم، رقم (1962) ت ط ع .
(5) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، رقم (6272)، ت ط ع .
(6) أخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث هُنيدة بن خالد عن امرأته -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصيام، عن بعض زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن، رقم (2332) ت ط ع .
(7) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفه وعاشوراء والإثنين والخميس، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم (1977) ت ط ع، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم (21496- 21598) ت ط ع، واللفظ له .
(8) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم، رقم (1982) ت ط ع .
(9) سبق تخريجه في الصفحة السابقة في حديث رقم (6) .
(10) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: الصوم، باب: صوم شعبان، رقم (1834)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: الصيام، باب: صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير رمضان واستحباب ألا يخُلِيَ شهرًا عن صوم، رقم (1957) ت ط ع .
(11) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: صوم الدهر، رقم (1840)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: النهي عن صوم الدهر، رقم (1972)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، ت ط ع .
(12) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (1983) ت ط ع، وأخرجه أيضًا في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم (1261) ت ط ع .
(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الجمعة، باب: الدعاء في الصلاة من آخر الليل، قال الله تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الذاريات: 17-18]، ما يهجعون أي ما ينامون، رقم (1077) ت ط ع، أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم (1261) ت ط ع .
(14) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: صفة القيامة والرقائق والورَع، باب: ما جاء في صفة أواني الحوض، باب منه، رقم (2383) ت ط ع، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له، رقم (4250) ت ط ع .
(15) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، في كتاب: التوحيد، باب قوله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164]، رقم (6963) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، رقم (234) ت ط ع .
(16) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، رقم (1199) ت ط ع، وأخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أم حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: الصلاة، باب: ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنّة وما له فيه من الفضل، رقم (380) ت ط ع .
(17) أخرجه الإمام الحبر أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم (6288)، وأخرجه الإمام الدارمي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الرقاق، باب: في المحافظة على الصلاة، رقم (2605) ت ط ع .
(18) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، رقم (22642)، وأخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب: الصلاة، باب: ما جاء فيمن تفوته الركعتان قبل الفجر يصليهما بعد صلاة الفجر، رقم (387)، من حديث قيس بن عمرو بن سهل رضي الله تعالى عنه، وكذلك عند أبي داوود وابن ماجة في سننهما، ت ط ع .
(19) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: مَن خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، رقم (1255) ت ط ع .
(20) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة من الحديث، رقم (1215 - 1232) ت ط ع .
(21) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، رقم (1216) ت ط ع .
(22) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل مَن نام عنه أو مرض، رقم (1233) .
(23) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة صلاة صحيحة، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (1215)، ت ط ع .
(24) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث ثوبان -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (931) ت ط ع .
(25) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (939) ت ط ع .
(26) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الطهارة، باب: فيما يقال بعد الوضوء، رقم (50) ت ط ع، وأخرجه غيره من أصحاب السنن .
(27) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنيَّة - الباب، رقم (54)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، رقم (3076) ت ط ع .
(28) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم (4915) ت ط ع .
(29) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الأدب، باب: الساعي على المساكين، رقم (5548) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الزهد والرقائق، باب: الإحسان إلى الأرملة والمساكين واليتيم، رقم (5295) ت ط ع .
(30) سبق تخريجه في حديث رقم (1) .
(31) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: متى يقضي قضاء رمضان، من حديث أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، رقم (1814)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: قضاء رمضان في شعبان، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (1933)، ت ط ع .
(32) سبق تخريجه في الحديث رقم (1) .
(33) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند بني هاشم، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم (1929)، ت ط ع .
(34) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثوب بعد وفاته، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (3084)، ت ط ع .
(35) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1435)، ت ط ع .
(36) أخرجه النسائي في كتاب: صلاة العيدين، باب: كيف الخطبة، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1560)، ت ط ع .
(37) أخرجه الترمذي في سننه في كتاب: الفتن، باب: ما جاء في لزوم الجماعة، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم (2093)، ت ط ع .
(38) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يسأل الله له الوسيلة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم (577)، ت ط ع .
(م1) انظر إلى هذه المقولة التي ذكرها صاحب كتاب: لطائف المعارف، الجزء (1) صفحة (244) .
(م2) انظر إلى هذه المقولة ذكرها صاحب كتاب «المغني» في فقه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- لابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى، الجزء(1) صفحة (827) ت م ش .
|
| |
|