الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045473 توقيع المنتدى :
| موضوع: المغرب الاسلامي بين الأصيل والوافد . الثلاثاء أغسطس 14, 2012 7:56 am | |
| |
عرف المغرب الاسلامي ، بعد سقوط الأمويين ، ظهور دول متعددة خلال النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة ، فزيادة عن نجاح عبد الرحمن الداخل الأموي في اعادة بعث الدولة الأموية بالأندلس ، فقد تمكنت شخصيات مشرقية من تأسيس دول مستقلة عن الخلافة العباسية ، منها دولةالأغالبة ، ودولة الرستميين الخارجية ، ودولة الأدارسة العلوية . ودولة الفاطميين فيما بعد . وهذه الدول في الغالب قامت على دعاية مذهبية كالخارجية ، والشيعة العلوية والفاطمية . وتظافرت جملة من العوامل في نشأتها وتطورها وازدهارها . العامل الجغرافي : يبدو أن الطابع الجغرافي لبلادنا تمازغا من تنوع تضاريسه ، وتعدد أقاليمه المناخية ، شجع الوافدين على التوجه اليه ، خاصة وأن بعض المناطق تمتاز بوعورتها وصعوبة الوصول اليها ، مثل جبال سفجج التي تحصن بها عبد الرحمن بن رستم ، أو جبال البابور التي كانت حصنا لنشاط عبيد الله الداعي ، كما أن بعدها على المشرق يسمح بالتمرد واعلان الاستقلال ، لأن التحكم العباسي فيها يبدو عسيرا ومكلفا . العامل البشري: اعتنق اجدادنا الأمازيغ الاسلام ، وساهموا في نشره في مناطق أخرى جديدة ، فتحوا الأندلس بقيادة طارق بن زياد سنة 71 ، وحسن اسلامهم بالرغم من التجاوزرات التي عرفتها البلاد أيام حكم بني أمية ، ويروي عن سعد بن أبي وقاص أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ) ، كما أنهم مشهورين بالايثار والكرم ونصرة المظلوم ، واحترام العلم وتقديرالعرب الفاتحين خاصة آل البيت ، لأنهم من عترة الرسول الأعظم ، وقد وجد المغامرون والدعاة ظالتهم في بلادنا في ذلك الزمان ، وألأمثلة المرصدة أعلاه توضح كيف قدم مؤسسي الدول فارين من بطش جيش المسودة ( اللباس الأسود) . وأغلب العرب الذين شاركوا في الفتوحات ، أما انهم عادوا الى موطنهم ، أو انصهروا مع أهالى البلاد المفتوحة عن طريق التزاوج والاختلاط. والمتتبع لحقائق الوافدين ، يتضح أنهم عبارة عن أفراد شغفهم حب السلطة ، واستغلوا التمذهب الديني ، تارة باسم الخوارج ، وأخرى باسم التشيع لآل البيت ، من أدارسة و فاطميين . وكان لأجدادنا الدور الفاعل في تأسيسها ، ولا سبيل الى نكران جهود قبا ئل لواتة وهوارة ولماية في نصرة عبد الرحمن بن رستم ، أو تفاني راشد الأمازيغي مولى ادريس بن عبد الله ، أو جهود قبيلة نفزة و بدر مع عبد الرحمن الداخل ، فكانت القبائل الأمازيغية خير معين لهؤلاء الطموحين ، اٍما ايثارا ، أو حبا للدين ، أو رغبة في قطع التنافس على السلطة بين القبائل الأمازيغية ، وأهم مايبدوا خلال استعراض المصادر أن عدد الوافدين في هذه المرحلة لم يزد عن أشخاص يمكن عدهم على الأصابع ، وتسميتهم بالاسم ، فهذه الدول وان كانت في شكلها تبدوا عربية مشرقية ، الا أن دعامتها الأساسية أمازيغية. العامل السياسي: سقوط الخلافة ألأموية على يد المناهضين لها ، وخا صة الشيعة العلوية ، والعباسية ، أدى الى قيام دولة العباسيين على يد الموالى ، وكان لأبي مسلم الخرساني الكلمة الفصل في التحضير لها ،وسرعان ما تنكر بنو العباس لجهود آل البيت ، واستأثروا بالحكم ، فعاد آل البيت من جديد الى المعارضة والمسايفة ، فاصبح العباسيون يقارعون العداء للخارجين عن طاعتهم ، من بني أمية ، وآل البيت والخوارج ، لذا توجهت أنظار هؤلاء الى بلا د المغرب ... لبعده عن مركز الخلافة ، وغناه بالخيرات، ووجود أنصارا لهم من الأمازيغ الذين يقفون دائما الى جانب المظلومين ، وهو ما تم فعلا ،اذ أصبحت بلاد تامازغا مقصدا للمغامرين السياسيين ، وأهل النحل من شيعة وأ موية وخارجية ، وتفنن هؤلاء في ايجاد صيغ للقبول والفوز والنجاح ، ووظفوا الدين على أكمل وجه ، مستغلين بساطة الأجداد ، وسهولة اقتناعهم ، وطيبة سجاياهم . العامل الديني: انقسم المجتمع الاسلامي الى أطياف عدة ، بسبب الخلافات المذهبية التى طرأت حول التنافس على السلطة ، فظاهر الخلاف مذهبيا في الظاهر ، لكنه في الجوهر سياسي سلطوي ، ونال المغرب حظه الوافر في هذا النزاع ، خاصةوأن أهاليه لا يحبون التعالى ، ويفضلون التميز والاختلاف عن الدول الحاكمة ، فكانوا خارجيين نكاية في بني أمية المتعجرفين ، وكانوا شيعة فاطمية ، وعلوية نكاية في بني العباس ، وهذه النزعة أدركها الوافدون واستغلوها في تكوين دول مستقلة عن الخلافة العباسية فكان الفكر الديني وسيلة لبلوغ المرامي السياسية . خاتمة / ان الدول الاسلامية التي تكونت في بلاد المغرب الاسلامي باسم الخوارج أحيانا ، وباسم الشيعة الفاطمية والأدريسية أخرى ، ماهي الا دولا أمازيغية نشأة وازدهارا وحضارة ، وما من شك في أن عزوف الأمازيغ عن السلطة يترجمه حبهم للأسلام من جهة ، وتشيعهم للحق الممثل في الخوارج الاباضية ,وآل البيت الممثلين في الفاطميين وألأدارسة ، ناهيك عن ابعاد شبح التنافس والاقتتا ل فيما بينهم ، على تسلم مقاليد الحكم ، خاصة وأنهم مطبوعين على ذلك . فكانت الأفضلية للوافد أكثر من المحلي .
|
| |
|
هيبة المشرفة المميزة
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 522 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 27/03/2012 السٌّمعَة : 24 نقاط : 100947 توقيع المنتدى :
| موضوع: رد: المغرب الاسلامي بين الأصيل والوافد . الثلاثاء أغسطس 14, 2012 11:15 am | |
| | |
|