-خواطر قرانية للاستاذ عمرو خالد-
سورة المائدة
هل نسيته...؟!
واسمع الى هذا النداء (يا ايها الذينوا
امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا
اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعلمون )
فتذكرنا الاية بالعدل الذي دارت حوله سورة النساء فاعيد هنا لانه من العقود وخاصة مع الضعاف.
ثم وعد رب العزة كل من يفى : (وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة واجر عظيم).
وقد وفى رب العزة بعهده معهم وذكرهم
بذلك :(يا ايها الذين امنوا اذكروا نعمت الله عليكم اذ هم قوم ان يبسطوا
اليكم ايديهم فكف ايديهم عنكم)
فهل نغى نحن معه...؟
من الجنة الى اللعنة...!
ثم تعرض الايات لنموذج لم يف مع الله
بالعقد :(ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا
وقال الله اني معكم لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي
وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات
تجري من تحتها الانهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل )
فاخذ عليهم العهد وحذرهم من المخالفة. فوقعوا في المحذور,فحرمهم من ثواب الجنة الى ضلال الكفر واللعنة:
(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية )....
الال نخشى على انفسنا من العقوبة......؟!
بخلوا فحرموا.....!!
وتحكى الايات قصة سيدنا موسى مع بني اسرائيل عندما قال لهم :(ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم )
فقالوا :
(يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلهل حتى يخرجوا منها )
فرفضوا الامر.
فقال رب العزة :
(فانها محرمة عليهم اربعين سنة يتيهون في الارض )
وكان المعنى :ان الله يفتح الافاق لمن اطاعه ونفذ امره ويوسع عليه,ويسدها امام من عصاه ويضيقها عليه.
فلا تضيقوا على انفسكم افاق الطاعة بالذنوب والغفلة,ولا تحرموا انفسكم خير ما عند الله بسوء ما عندكم.
كلا هما ذميم
وتصل الايات الى ذكر خبر ابنى ادم ( واتل عليهم نبا ابنى ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر)
فغضب وملا الحقد والغل قلبه فقتله في لحظة تهور...
فما سبب ذكرها ؟
السبب هو عرض لنموذجين متقابلين: احدهما نقض العهد لانه جبان وهم بنو اسرائيل, والاخر نقضه لانه متهور وهو قابيل احد ابنى ادم
*******
اتمنى الافادة والاستفادة للجميع