الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
 
الجنـسية : 
 المزاج : 
الـبـلـد : 
نوع المتصفح : 
الهواية : 
المهنة : 
الجنس : 
 الْمَشِارَكِات : 21381
 العمر : 30
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
 السٌّمعَة : 751
 نقاط : 1044653
توقيع المنتدى : 
 |  موضوع: أولى لحظات وصول المسبار "كيوريوسيتي" إلي المريخ  السبت أغسطس 18, 2012 7:53 am | |
|
غرفة المراقبة التابعة لناسا في باسادانيا بعد تلقي أولى صور كيوريوسيتي
بعد رحلة استمرت 352 مليون ميل واستغرقت ثمانية أشهر
ونصف، هبط أخيراً علي سطح الكوكب الأحمر مسبار ناسا الأكثر تطوراً
كيوريوسيتي، وكان مركز قيادة بعثة المسبار في مركز الدفع النفاث الواقع في
باسادينا بولاية كاليفورنيا الأمريكية قد تسلم في الخامسة و32 دقيقة من
فجر الاثنين بتوقيت جرينتش إشعارا من المسبار يفيد بهبوطه على سطح المريخ
بسلام، واشتملت خطة إنزال المسبار على استخدام سلسلة من المناورات
التلقائية تقوم بإبطاء سرعة المسبار من 20 ألف كيلومتر في الساعة عند
احتكاكه الأول بجو المريخ إلى أقل من متر واحد في الثانية لحظة ارتطامه
بالسطح، كما تضمنت المرحلة النهائية من الخطة قيام المركبة الأم بإنزال
المسبار إلى سطح المريخ باستخدام أسلاك من النايلون.
"تأكد
الهبوط" تلك كانت الكلمة التي قالتها وحدات التحكم والتي على أثرها أنتاب
العلماء والمهندسين حالة من الفرحة والسعادة، واحتضن العلماء المبتهجين
بعضهم بعضاً مهنئين أنفسهم بوصول المسبار إلي المريخ، أما المسبار نفسه
فكانت أول رسالة نصية أرسلها هي "أنا وصلت بسلام علي سطح المريخ، أنا في
فوهة جيل" ، وخلال ثوان قليلة من هبوط المسبار كان قد أرسل أول الصور من
وطنه الجديد، في حين أكد مدير ناسا "تشارلز بولدن" نجاح عملية الهبوط
قائلاً "إنها خطوة كبيرة نحو إرسال الرجال إلي الكوكب الأحمر، نحن على سطح
المريخ مرة أخرى وهذا أمر لا يصدق علي الإطلاق، اليوم عجلات كيوريوسيتي
تشق أول خطوة نحو الحصول علي آثار أقدام الإنسان علي سطح المريخ".
كما
أشاد الرئيس الأمريكي أوباما بالعملية حيث قال " الليلة وعلى سطح كوكب
المريخ، الولايات المتحدة الأمريكية صنعت التاريخ، فالهبوط الناجح للمسبار
كيوريوسيتي المختبر المتنقل الأكثر تعقيداً علي وجه الأرض يمثل إنجازاً
غير مسبوق في عالم الفضاء والتكنولوجيا والتي ستمثل نقطة اعتزاز وطني في
المستقبل البعيد"، أما أصعب لحظة من الهبوط فكانت هي عملية الهبوط عبر
الغلاف الجوي والتي أسماها العلماء "سبع دقائق من الرعب".
واستخدمت
وكالة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا أحد أقمارها الاصطناعية التي تدور
حول كوكب المريخ لالتقاط صور للمسبار كيوريوسيتي بعد هبوطه مباشرة، وتظهر
الصور المسبار ذا العجلات الست وكل معدات نظام الإنزال الذي هبط بواسطتها
إلى سطح المريخ، وتشمل هذه المعدات الغلاف الواقي من الحرارة والمظلة
وغلاف مركبة الهبوط والرافعة التي هبط بواسطتها المسبار على سطح الكوكب
الأحمر بسلام، في حين انشغل فريق العلماء في مركز الدفع النفاث بتحليل
الصور الأولية القادمة من كيوريوسيتي، حيث قال "جون جروتيزينجر" مدير
المشروع أن موقع هبوط المسبار هو بداية عملية البحث والتنقيب التي سيقوم
بها كيوريوسيتي وهي العملية التي ستستغرق أكثر من عامين، فالصور الأولية
التي أظهرها المسبار عند حافة الفوهة جيل، تظهر حقل من الحصى، والسؤال هو
من أين يأتي هذا الحصى، تلك هي أول الأسئلة التي سيبحث المسبار عن
إجاباتها.
والمسبار هو مختبر علمي متكامل يحتوي على غرفة من
الآلات والأدوات المعقدة، إضافة إلى إنسان آلي (روبوت) يتم التحكم فيه عن
بعد، وصمم كيوريوسيتي خصيصاً لدراسة الكوكب الأحمر في مهمة تعد الأكبر من
نوعها إذ تبلغ كلفتها نحو مليارين ونصف المليار دولار والمسبار يعمل
بالطاقة النووية، وهو في حجم سيارة صغيرة، وبه الكثير من الأدوات العلمية،
والكاميرات، ومحطة للطقس، ويتفوق المسبار بدرجة كبيرة على غيره من أجهزة
الاستكشاف، فقد تم تزويد الإنسان الآلي بوسائل تكنولوجية معقدة من بينها
مطرقة للحفر وسط الصخور وسحب العينات منها وجهاز لإطلاق أشعة ليزر وفرشاة
لإزالة الأتربة، ومختبر الكيمياء لدراسة المقومات الكيميائية لبناء
الحياة، وجهاز لتتبع مستويات الإشعاع أثناء الرحلة لمساعدة وكالة ناسا على
فهم المخاطر قد تواجه رواد الفضاء في رحلاتهم المستقبلية.
واختير
موقع الهبوط قرب خط استواء المريخ بسبب وجود علامات على المياه في كل
مكان، حيث أن صور أخذت من الفضاء تظهر قاعدة فوهة جيل الغنية بالمعادن
والتي قد تحتوي علي شكل من أشكال المياه، في حين كشفت رحلات سابقة إلى
المريخ عن وجود جليد قرب القطب الشمالي للمريخ ودليل على أن المياه تدفقت
مرة واحدة على سطح الكوكب عندما كان الكوكب أكثر رطوبة على عكس حالة
الكوكب اليوم التي هي قاسية، عبارة عن بيئة صحراوية شديدة البرودة.
هدف
المسبار كيوريوسيتي الآن هو العثور على المكونات الأساسية الضرورية
للحياة، بما في ذلك الكربون، والنيتروجين، والكبريت والفسفور، والأكسجين،
والمسبار ليس مجهز للبحث عن الكائنات الحية الدقيقة، ومهمة المسبار هي
الحصول على عينات من الصخور والتربة المريخية والعودة إلى الأرض لدراستها
من قبل مختبرات قوية.
ونظراً للظروف الاقتصادية الصعبة كان على
وكالة الفضاء الأمريكية سحب شراكتها مع وكالة الفضاء الأوروبية في مشروع
لإنزال مسبار جديد لجمع الصخور في عام 2018، في حين تعاونت وكالة الفضاء
الأوروبية مع وكالة الفضاء الروسية في رسم خريطة طريق جديدة لعمليات السفر
إلى المريخ، وعلى الرغم من سمعة المريخ المعروفة بـ "مقبرة المركبات
الفضائية"، فمن أصل اثنا عشر محاولة بين عمليات التحليق المداري حول
الكوكب أو الهبوط على سطحه من قبل الولايات المتحدة، والإتحاد السوفيتي
وأوروبا واليابان منذ 1960s، انتهت أكثر من نصفها بشكل كارثي.
في
حين يستعد المسبار حالياً للدخول في مرحلة جديدة من مهمته على سطح كوكب
المريخ، فمن المتوقع أن يقضي مهندسو التحكم في المسبار الأيام الأربعة
المقبلة في عملية التركيب عن بعد لبرامج إلكترونية جديدة في المسبار تعيد
توجيه كمبيوتر المركبة ذات العجلات الست للقيام بمناورة حول سطح الكوكب
الأحمر، والجدير بالذكر أن المسبار لا يستطيع سوى تخزين معلومات سابقة
البرمجة في الكمبيوتر الموجود به مرة واحدة، إذ تقل سعة ذاكرته عن سعة
ذاكرة الهاتف المحمول، ومن المقرر أن تركب الحزمة الجديدة من البرمجيات في
الكمبيوتر الرئيسي للمسبار كيوريوسيتي وجهاز الكمبيوتر الاحتياطي، في حين
ستعلق جميع الأنشطة الأخرى خلال عملية التحديث التي كان من المقرر أن تبدأ
ليل الجمعة بتوقيت كاليفورنيا في بداية خامس يوم له على المريخ علي تستأنف
عملية فحص الأدوات والتقاط الصور والعمليات العلمية في اليوم التاسع من
المهمة.
| |
|
