بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
الصحبة أو الصداقة ذلك العالم المليئ بالمشاعر الدافئة و الاحاسيس الاخوية
عالم يستهوى كل انسان للبحث عن صاحب أو أخ يشد به أزره و يفضى اليه بمكنون نفسه
و الصحبة الصالحة حديقة يانعة ,
مزهرة يتمتع فيها الانسان بزهورها و يرتاح لشذى عطرها .
أما الصحبة السيئة فانها حديقة شائكة لا تمتع النظر و لا تشم لها الا رائحة الخطر .
قال الشافعى : لولا القيام فى الاسحار و صحبة الاخيار ما اخترت البقاء فى هذه الديار
فالاصدقاء يقضى معهم الانسان أوقاتا أكثر مما يقضيها مع أهله فأحيانا يكون السهر معهم
و الاكل معهم و السفر معهم ,
و الصحبة اما ان تكون سفينة نجاة أو تكون غواصة تغوص
بالانسان الى الاعماق المظلمة المهلكة
الأصحاب ثلاثة
[center]قال أحد
العلماء: الأصحاب ثلاثة: صاحب كالهواء، وصاحب كالدواء، وصاحب كالداء، فأما
الصاحب الذي كالهواء فهو الذي لا تستغني عنه، فإذا انقطع الهواء عنك مت،
فهو الذي يقربك من الله، ويدلك على الله، ويحبب إليك ذكر الله، فهذا
الصاحب كالهواء، لا تفارقه دائماً وأبداً ما استطعت، زره، وجالسه، واسأله،
وادع له.
وصاحب كالدواء، وهؤلاء أهل المنافع، لا تحتاج
إليه إلا وقت الطلب، وضربوا على ذلك أمثلة، مثل: الفران أو الخباز، تحتاج
إليه إذا أردت خبزاً في الصباح، أما أن تجلس دائماً مع الفران، وتقول:
أحبك في الله، ولا أستغني عنك من الصباح إلى المساء، فهذا ليس بصحيح،
والخياط تحتاجه عندما تحتاج ثوباً، والنجار لإصلاح الأبواب، والمهندس
للسيارة، فلا يحتاج إليه إلا وقت الحاجة.
وصاحب كالداء
يعديك، وهذا السم الزعاف، وهذا الذي يقربك من النار، ويقودك إلى الخزي في
الدنيا والآخرة -والعياذ بالله- وهذا اهرب منه، وفر منه فرارك من الأسد،
واجعل ثوبك في فمك، وتوكل على الله واهرب.
فمن تختار؟
كثير من الشباب من يصر على مرافقة صحبة
السوء رغم علمه بسلوكياتهم المخالفة للشرع أحيانا , و المتناقضة مع العادات احيانا أخرى
ظانا منه ان لديه مناعة كافية تصمد فى وجه ميكروبات تعاملاتهم و أفكارهم .
ناسيا انه ان لم يتأثر مرات فسيتأثر مرة واحدة و تكون هي القاضية
يقول ابن القيم الاصدقاء ثلاثة :
{الاول أحدهم كالغذاء
لابد منه
و الثانى كالدواء يحتاج اليه فى وقت دون وقت
و الثالث كالداء لا يحتاج اليه قط }
فالصحبة السيئة رمال متحركة رغم جمال منظرها و حلاوة المشي عليها الا انه لا يدرى
متى تفاجئه هذه الرمال و تتحرك لتسحبه الى القاع و الهاوية المفجعة
و تكون هي القاضية .
فهل يجب لمخاطرة و المشي على الرمال المتحركة ؟؟؟!!!
يعجبنى قول الشاعر :
اذا كنت فى قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصاحب الاردى فتردى مع الردى
و رسول الله و معلم البشرية يقول :
{ انما مثل الجليس الصالح و الجليس السوء كمثل حامل المسك و نافخ الكير
فحامل المسك اما ان يحذيك و اما تبتاع منه و اما ان تجد منه ريحا طيبة ,
و نافخ الكير اما ان يحرق ثيابك و اما ان تجد منه ريحا خبيثة }
أسأل الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الآعمال
لا تنسونا من صالح دعائكم