السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين
الحمد لله الذي أعز الاسلام بارسال سيد البشر وأنفس الدرر
واشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله امام المتقين ...صلوات الله تعالى عليه ...
أما بعد :
إن عيد الأضحى المبارك هو اليوم العاشر من ذى الحجة وهو من شعائر الإسلام العظيمة والعيد يتضمن معاني سامية جليلة، ومقاصد عظيمة فضيلة، وحِكماً بديعة، أولى معاني العيد في الإسلام توحيد الله تعالى لإفراد الله عز وجل بالعبادة في الدعاء والخوف والرجاء والاستعاذة والاستعانة، والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر لله تبارك وتعالى، وغير
ذلك من أنواع العبادة، وهذا التوحيد هو أصل الدين الذي ينبني عليه كل فرع
من الشريعة، وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله المدلولِ عليه بقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]،
وثاني معاني العيد تحقيق معنى شهادة أن محمداً رسول
الله التي ننطق بها في التشهد في صلاة العيد وغيْرها من الصلوات، إن معنى
شهادة أن محمداً رسول الله طاعة أمره واجتناب نهيه وتصديق أخباره وعبادة
الله بما شرع مع محبته وتوقيره، قال الله تعالى: قُلْ
أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا
عَلَيْهِ مَا حُمّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ
تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ [النور:54].
ومن حكم العيد ومنافعه العظيمة شهود جمع
المسلمين لصلاة العيد، ومشاركتهم في بركة الدعاء والخير المتنزل على جمعهم
المبارك، والانضواء تحت ظلال الرحمة التي تغشى المصلين، والبروز لرب
العالمين، إظهاراً لفقر العباد لربهم،
ويزداد فضله ظهورا من خلال الحِكَم العظيمة من مشروعيّته، من ذلك:
أ) التقرّب إلى الله بالذّبح من بهيمة الأنعام.
ب) التصدّق على الفقراء والمحتاجين.
ت) التودّد إلى الأصدقاء بالهديّة من لحوم الأضاحي.
ث) الأكل منها والتّوسعة على النّفس والعيال، قال تعالى: فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ .
وفي صحيح مسلم عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: ( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ: أَيَّامُ أَكْلٍ، وَشُرْبٍ، وَذِكْرٍ لله تعالى ).
ج) إظهار شعائر الله تعالى من صلاة، وتضحية، وإعلاء كلمة الله تعالى بها.
ح) ذكر حال أئمّة الهدى من الملّة الحنيفيّة كإبراهيم وإسماعيل عليهما السّلام وأتباعهما.
خ) التشبّه بالحجّاج، والشّوق إلى ما هم فيه من الخير العميم، والأجر العظيم، وقد سنّ الله لنا أن نكبّر كما يكبّرون، فقال: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ .
وشرع لنا ترك الحلق وقصّ الأظافر لمن أراد التّضحية. كلّ ذلك للتشبّه بالحجّاج.
هكذا يجب أن يكون عيدنا
الأضحى طاعة لله وهدي للتقرب منه تعالى والتصدق ومشاركة الفرحة وتآزر ورحمة
ولكن للأسف ليس هذا ما نراه اليوم في مجتمعاتنا الإسلامية لسوء الحظ،
فالناس اعتبرت هذا العيد عيداً للإسراف في الأكل واللباس وموطنا للتبرج والعري والتخبط في شتى أنواع المعصية ودونته ضمن العادات والتقاليد ولم تعد تراه كعيد ديني ذات معاني سامية وجليلة سبق ذكرها...
بل هناك من يضيع صلاة العيد ولا يقيم صلواته المفروضة ويذهب لشراء الأضحية
بنية الأكل والتباهي على الجيران والأولاد فقط كعادة وتقليد ولا يستحضر
حتّى نية الإهداء فكيف لله أن يتقبل منه هذا الهدي؟
فالواجب علينا استحضار النية للتضحية لوجه الله عز وجل وتذكير آباءنا وإخواننا وأهلينا بمقاصد هذا العيد ويستحب للمسلم في هذا العيد:
الاغتسال: والتطيب
للرجال: لبس أحسن الثياب بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا, أما
المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب، فلا يصح أن
تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أمام الرجال.
التكبير: يُشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، قال تعالى
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ وصفته أن تقول:
(الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد) و جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات، إعلاناً
بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره و التكبير المقيد بأعقاب الصلوات فيبدأ
عقب الصلاة فجر يوم عرفة، ويستمر إلى ثلاث وعشرين صلاة، يعني إلى رابع
أيام العيد، حيث ينتهي التكبير عقب صلاة العصر من ذلك اليوم
ذبح الأضحية: ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى عليه وسلم: ( من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح ) رواهالبخاري ومسلم،.ووقت الذبح أربعة أيام، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كل أيام التشريق ذبح"
الذهاب إلى مصلى العيد: ما شياً أن تيسر والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر
مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة مع المسلمين
واستحباب حضور الخطبة؛ وقد أكد ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة لقوله تعالى:
فصل لربك وانحر ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيَّض والعواتق، وتعتزل الحيَّض المصلى.
مخالفة الطريق: يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
التهنئة بالعيد: لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقسيم الأضحية: جاء في صحيح مسلم عن سلمةَ بنِ الأكْوَع رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( كُلُوا، وَأَطْعِمُوا، وَادَّخِرُوا ).وفي رواية أبي داود: ( وَاتَّجِرُوا ) أي:اطلبوا الأجر.
من أجل ذلك استحبّ العلماء أن تقسّم الاضحية ثلاثة أثلاث: ثلث يأكل منه أهل البيت، وثلث يُتَصدّق به، وثلث يطعم به الأضياف والجيران.
وختاماً أضع بين أيديكم: مختصر مفيد في أحكام أضحية العيد
ملحوظة: هذا الموضوع به معلومات من مختلف المصادر وبعض النفحات الشخصية، فالواجب علينا رد العلم لأصحابه
في أمان الله