هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 1773 العمر : 29تاريخ التسجيل : 24/03/2010 السٌّمعَة : 253 نقاط : 274453 توقيع المنتدى :
موضوع: منارات: جامع الإمام الأعظم «أبوحنيفة النعمان» الخميس يونيو 13, 2013 9:36 am
بغداد.. المدينة المُدَوَّرة، سُرَّةُ الدُّنيا، وجنَّة الأرض، ومدينة السَّلام، وقبَّة الإسلام، ومجمع الرَّافدين، وغرَّة البلاد، وعين العراق، ودار الخلافة، ومجمع المحاسن والطيِّبات، ومعدن الطرائف واللَّطائف. بناها أبوجعفر المنصور سنة: (145هـ) بشكل دائري، وجعل داره ومسجده في وسطها، وانتقلت إليها الدَّولة العبَّاسية سنة: (149هـ). قال الأديب عبدالواحد بن نصر بن محمد، المعروف بأبي الفرج الببغاء (ت:398) في مدح بغداد: «إنَّ هواءها أغذى من كل هواء، وماءها أعذب من كل ماء، وإنَّ نسيمها أرقُّ من كلِّ نسيم، وهي بمنزلة المركز من الدائرة، ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان، ومنزل الخلفاء في دولة الإسلام».
تركي محمد النصر
قال ابن بطوطة (ت: 779هـ) في تحفة النُّظار: «بغداد... مدينة دار السَّلام، وحضرة الإسلام، ذات القدر الشَّريف، والفضل المنيف، مثوى الخلفاء، ومقرّ العلماء».
وقال فيها ياقوت الحموي (ت:626هـ) في معجمه: «بغداد سيِّدة الدنيا، وأمُّ البلاد».
ومن مشهور الأقاويل فيها قول الشَّافعي (ت:204هـ) لتلميذه يونس بن عبدالأعلى (ت:264هـ): يا يونس: أَدَخَلتَ بغداد؟.
قال: لا. قال: يا يونس، ما رأيتَ الدُّنيا، ولا رأيتَ النَّاس!.
وقال أبوالحسن ابن زريق البغدادي (420هـ):
سافرت أبغي لبغدادٍ وساكنها
مثْلًا، قد اخترت شيئًا دونه الياسُ
هيهات! بغدادٌ الدنيا بأجمعها
عندي، وسكان بغدادٍ هم الناسُ
ذكر الجانب الشرقي من بغداد
قال ابن بطوطة في تحفة النُّظار: وهذه الجهة الشرقية من بغداد حافلة الأسواق عظيمة الترتيب... وفي وسط هذا السوق المدرسة النظامية العجيبة التي صارت الأمثال تضرب بحسنها، وفي آخره المدرسة المستنصرية، ونسبتها إلى أمير المؤمنين المستنصر بالله أبي جعفر ابن أمير المؤمنين الظاهر ابن أمير المؤمنين الناصر، وبها المذاهب الأربعة... وبهذه الجهة الشرقية من المساجد التي تقام فيها الجمعة ثلاثة: أحدها جامع الخليفة (جامع الخلفاء اليوم)، وهو المتصل بقصور الخلفاء ودورهم، وهو جامع كبير في سقايات ومطاهر مثيرة للوضوء وللغسل، ولقيت بهذا المسجد الشيخ الإمام العالم الصالح مسند العراق سراج الدين أبا حفص عمر بن علي بن عمر القزويني، وسمعت عليه فيه جميع مسند الإمام الدارمي.
ومنارة جامع الخليفة، من المآذن التاريخية والمتميزة بعمارتها، وهي الأثر المعماري الوحيد الباقي من دار الخلافة العباسية ومساجدها، وقد بنيت هذه المنارة قبل أكثر من سبعة قرون، وهي من الآجر فقط، وتبدو النقوش المحيطة بالسطح الدائري بأشكالها المعينية البسيطة، كما لو كانت قد صففت لتبرز من خلال الظلال المتباينة في الخط الآجري. وكانت تعتبر أعلى منارة يمكن رؤية بغداد من على مأذنتها، وكان ارتفاعها خمسة وثلاثين مترًا، وهي تعبر عن جلال بناء قصور الخلافة العباسية ، ولقد سقطت المنارة وهدم الجامع عام: (670هـ)، وأعيد بناؤهما في عام: (678هـ).
ثانيها جامع السلطان، وهو خارج البلد وتتصل به قصور تنسب للسلطان.
وثالثها جامع الرصافة، وبينه وبين جامع السلطان نحو الميل».
وقال رحمه الله: «وبقرب الرصافة قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، وعليه قبة عظيمة وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر... وبالقرب منها قبر الإمام أبي عبدالله أحمد بن حنبل رضي الله عنه ولا قبة عليه... وأكثرهم على مذهبه، وببغداد كثير من قبور الصالحين والعلماء رضي الله عنهم».
جامع الإمام الأعظم
سمي الجامع بهذا الاسم نسبة للإمام العلامة الفقيه الحجَّة «أبوحنيفة» النعمان بن ثابت الكوفي، إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السُّنَّة، غلبت كنية «أبوحنيفة» على اسمه حتى كان أشهر من نار على علم.
ولد سنة: (80هـ)، في الكوفة ونشأ فيها، وأراده الخليفة المنصور العباسي على القضاء ببغداد فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبوحنيفة أنه لا يفعل، فحبسه إلى أن مات سنة: (150هـ) عن عمر يناهز السبعين، وكانت له جنازة حاشدة قلّ نظيرها، ودفن في مقبرة الخيزران في جانب الرصافة. وكان رحمه الله قوي الحُجَّة، قال الإمام مالك بن أنس (ت:179هـ) رحمه الله تعالى، يصفه: «رأيت رجلًا لو كَلَّمته في السارية أن يجعلها ذهبًا لَقَامَ بِحُجَّتِهِ».
وكان رحمه الله آية من آيات الله في الذكاء والحفظ والاستنباط، قال عنه الإمام الشافعي (ت:204هـ) رحمه الله: «الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة».
وأخذ عنه كثيرون ممن نبغوا في العلم عامة «والفقه خاصة» كمحمد بن الحسن الشيباني (ت:189هـ)، وزفر بن الهذيل البصري (ت: 158هـ)، وأبويوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي (ت:182هـ)، والإمام الليث بن سعد (ت: 175هـ)، وآخرون.
ولم يكن عند قبره، رحمه الله، مسجد أول الأمر، حيث كان ما حوله مقبرة لعموم المسلمين، وفي سنة: (379هـ) أقام أبوجعفر رواقًا على قبره، وفي سنة: (459هـ) بنى الملك السلجوقي أبوسعد محمد بن منصور الخوارزمي قبة على قبره، كما بنى عنده مدرسة كبيرة للحنفية.
وقال ابن الجوزي في «المنتظم»: «في هذه الأيام يعني سنة: (459 هـ) بنى أبوسعد المستوفي الملقب شرف الملك مشهد أبي حنيفة، وعمل لقبره ملبنًا وعقد القبة، وعمل المدرسة بإزائه وأنزلها الفقهاء، وعندما دخل أبوجعفر ابن البياضي إلى الزيارة قال ارتجالًا:
ألم تر أن العلم كان مضيعًا
فجمعه ذاك المغيب في اللحد
كذلك كانت هذه الأرض ميتة
فأنشرها جود العميد أبي سعد
وقال ابن جبير في رحلته: «وبالرصافة مشهد حفيل البنيان له قبة بيضاء سامية في الهواء فيه قبر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه»
وجامع الإمام الأعظم أحد المساجد والمدارس التاريخية في مدينة بغداد، والمنطقة حول الجامع تدعى «الأعظمية» نسبة إليه رحمه الله وتقع في شمال بغداد على جهة الرصافة ويقابلها منطقة الكاظمية نسبة إلى موسى الكاظم رحمه الله تعالى ـ.
تاريخ المسجد وبناؤه
مسجد الإمام الأعظم هو أحد المساجد التاريخية التي ذكرها ابن بطوطة أثناء زيارته لبغداد، وقد بني سنة: (375هـ)، ثم بنيت عنده مدرسة كبيرة وكان التدريس فيها قاصرًا على العلوم الشرعية فقط، وقال المؤرخون: لولا وجود مشهد الإمام أبي حنيفة ومدرسته في بغداد لكانت المنطقة اندثرت وزالت بعد سقوط بغداد ودخول هولاكو، كما اندثرت مناطق عديدة منها.
وأثناء وجود الصفويين في بغداد تم ولمرات عدة هدم مشهد الإمام أبي حنيفة وتحطيم مدرسته، وهما الآن من أهم الآثار والمساجد التاريخية في عالم الإسلام، بسبب ما للإمام وتلامذته ومذهبه من فضل كبير على جميع المسلمين، هذا وقد تعرض الجامع وما حوله من آثار ومرفقات للتغيير أكثر من مرة عما كان عليه أولًا وذلك لما قام به الكثير من الملوك والأمراء ونظار الوقف، من إحداث ترميمات أو تجديد بناء أو إضافة مرافق أو استحداث بدائع.
وبعد الاهتمام البالغ الذي شهده المسجد من قبل الملك محمد بن منصور الخوارزمي كما مر سابقًا كان العثمانيون أكثر الناس اهتمامًا به، فعندما طرد السلطان سليمان القانوني الفرسَ الذين هدموا قبر الإمام رحمه الله من بغداد سنة: (941هـ)، باشر بإصلاح ما هدموه وخربوه، فأقام مسجد الإمام ومشهده، وبنى له منارة، وأعاد بناء المدرسة المجاورة له كما أمر بتعمير دار ضيافة وحمام وخان وأربعين إلى خمسين دكاناً حوله، ثم أمر بتعمير قلعة لحراسة الجامع والمدرسة والمنطقة، ووضع جنودًا بلغ عددهم نحو (150) ومعهم معدات حربية ومدافع لحماية المكان.
وكانت بعد ذلك إصلاحات أخرى على يد السلطان مراد خان الرابع عند دخوله بغداد عام: (1048هـ)، حيث أخرج بقايا الفرس من المدينة وأعاد بناء الجامع والمشهد والمدرسة، واعتنى بالقبة التي فوق المشهد، وهي الموجودة حاليًا وأمر بتزيينها والاعتناء بمنظرها، وجاء معه إلى الأعظمية بعض من قبيلة العبيد، وسكنوا حول ضريح الإمام أبي حنيفة لحمايته.
وهكذا ظل المسجد يخضع لأعمال الصيانة الجزئية، والزيادات اللطيفة على يد الخلفاء العثمانيين، كإنشاء حديقة حول المسجد، وتزويق للمنارة الشامخة وتحليتها بالذهب.
وفي سنة: (1288هـ)، أمر السلطان العثماني عبدالعزيز بإعادة بناء المسجد بشكل كامل ما عدا المنارة والقبة، وتمت هذه العملية على مدار خمس سنوات بكلفة مالية بلغت ثمانين ألف ليرة عثمانية ذهبية، واشتمل البناء الجديد على بيت الصلاة، ورواقين، وغرف من جهة الجنوب والشرق والشمال محيطة بصحن واسع، كما اشتملت على حديقة ومصلى صيفي وساحة كبيرة ومدرسة للقرآن الكريم.
وفي عام: (1328هـ)، قام السلطان عبدالحميد بتجديد سور الجامع من جهة القبلة وبنى فيه غرفًا للطلاب والضيوف، وبنى دورًا ثانيًا فوق الغرف الجنوبية.
وتعتبر التوسعة التي تمت في سنة: (1391هـ)، هي الأخيرة والتي أضافت إلى المسجد مساحة كبيرة تفوق مساحته الأصلية، حيث بلغت مساحته الحالية بما فيها من ساحات وصحن للمسجد أكثر من (15) ألف متر مربع من ضمنها كلية الإمام الأعظم الملحقة به.
وكان للجامع قبتان: إحداهما فوق المسجد، والأخرى فوق مرقد الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومنارة من الجهة الشرقية، فأضيفت إليه قبتان أخريان ومنارة من الجهة الغربية، كما جدد السياج الخارجي بالطابوق الأصفر المطعم بالكاشي الأزرق المنقوش بزخارف متنوعة كتب في بعضها أسماء الله الحسنى.
المدرسة الأعظمية
المدرسة الأعظمية أو كلية الإمام الأعظم، هي مدرسة دينية تهتم بتدريس العلوم الشرعية الإسلامية، شُيِّدت بجوار مشهد أبي حنيفة رحمه الله وسُمِّيت باسمهِ، وشيدها شرف الملك أبوسعيد محمد بن منصور الخوارزمي، مستوفي مملكة السلطان ملك شاه السلجوقي عام: (459هـ).
بقيت مدرسة الإمام الأعظم حتى عام: (1911م) المدرسة الوحيدة في الأعظمية إلى جانب بعض الكتاتيب لتعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم.
وقد سميت المدرسة الأعظمية بعد عملية الترميم الأخيرة بـ «جامعة الإمام الأعظم» وذلك عندما طالب الشيخ العلامة نعمان بن أحمد الأعظمي (ت: 1355هـ) السلطان العثماني بإنشاء كلية في الجامع، وكان للشيخ نعمان الفضل الأكبر في السعي لإنشائها وبنائها، وتعتبر من مآثره وجليل أعمالهِ. ثم سماها «دار العلوم الدينية والعربية»، ثم «كلية الشريعة» ثم سميت مرة أخرى بـ «كلية الإمام الأعظم».
وكانت هناك بعض أعمال الترميم خلال العهد الملكي. وفي عام: (1923م)، صدر الأمر بإعادة تسميتها بـ «الكلية الأعظمية» وجعلها تابعة لديوان وزارة الأوقاف وصارت أكبر مدرسة دينية في العراق.
وفي سنة: (1958م) تم بناء برجٍ أسطواني بارتفاع (25 م) وكُسِيَ بالفسيفساء الأزرق والأبيض ليكون جاهزًا لاستقبال ساعة الأعظمية التي نُصبت عام: (1961م)، وبقيت تعمل بانتظام، وفي عام: (1973م) قامت وزارة الأوقاف بكساء البرج بصفائح من الألمنيوم المضلع باللون الذهبي، وكانت هناك كذلك بعض أعمال الترميم خلال العهد الجمهوري، وكذلك خلال ثمانينيات القرن العشرين، وقد دُمِّر جزء من هذه المنارة والساعة والضريح وأجزاء أخرى داخل الجامع في أحداث الحرب الأخيرة في بغداد، وتعطَّلت به صلاة الجمعة عدة مرات، وكان الجامع ومرفقاته قد تعرض لأعمال تخريب من بعض ضعاف النفوس سنة: (2003م)، الأمر الذي دفع بعض الأهالي إلى حراسة المسجد والقيام على أعمال ترميمه التي لا تزال مستمرة حتى الآن.
الجانب العلمي للمسجد ومدرسته
أدَّى جامع الإمام الأعظم منذ تأسيسه دورًا ثقافيًا مهمًا من خلال حلقات العلم التي انتشرت في جنباته، كما عُدَّت مدرسته نموذجًا رائدًا يحتذى به، وكانت في أول الأمر على النمط القديم المتبع في حينه، وكانت موطن العلماء ومآب الساعين من طلاب العلم في شتى فنونه، حتى حمل التاريخ أسماء ثلة من مدرسيها وطلابها، وقد درس وتخرَّج بهذه المدرسة الجامعة في مختلف مراحل تطورها الحديث قوافل من العلماء شُهد لهم بالفضل والسبق وكانوا خيرة قومهم علمًا ومسلكًا، وأصبحت النِّسبة إلى الجامعة الأعظمية وسام شرف يحملونه فيقال: فلان بن فلان «الأعظمي»، أي من خريجي كلية الإمام الأعظم، ومنهم هؤلاء:
الشيخ العلامة شجاع بن الحسن المتوفى عام: (557هـ)، والشيخ العلامة مسعود بن الحسين القاضي المتوفى عام: (571هـ)، والعلامة عبداللطيف بن نصر الله الواسطي المتوفى عام: (594هـ)، والشيخ ضياء الدين أبوالفضل أحمد بن مسعود التركستاني المتوفى عام: (610هـ)، والشيخ العلامة عبدالملك بن عبدالسلام اللمغاني المتوفى عام: (648هـ)، والشيخ الإمام تاج الدين بن السباك البغدادي المتوفى عام: (750هـ)، ونذكر منهم أيضًا:
1- الفقيه أبومعروف حسين أفندي بن الملا عبدالله بن الملا محمد الخضري (ت:1322هـ)، درس على علماء عصرهِ في بلدهِ، وكان ذكيًا حاذقًا باللغة العربية، وعلوم التفسير والفقه، والحساب والفلك، والرياضيات، تولى التدريس في كلية الإمام الأعظم عام: (1265هـ)، وله العديد من المؤلفات، منها: برهان الهدى، وهو كتاب تفسير للقرآن، ومناقب الإمام أبي حنيفة، وشرح تشريح الأفلاك، وغيرها كثير.. وقد تخرج عليه خلق كثير وعلماء أعلام منهم الشيخ نعمان الألوسي، وقد أجازهُ عام: (1295هـ)، واعتزل التدريس أواخر حياتهِ وحل محلهُ في مجلسهِ ولدهُ العلامة معروف أفندي البشدري.
2- الشيخ العلامة أبويحيى نعمان بن أحمد بن إسماعيل العبيدي الأعظمي (ت:1355هـ)، ولد في محلة الشيوخ بالأعظمية، وكان والده يرغب في أن يجعله في سلك العلماء، فمهد له السبل ووصله مع علماء عصره ومنهم العلامة الشيخ المحدث عبدالرزاق الجلبي الأعظمي، ثم انتسب إلى مدرسة الإمام أبي حنيفة، ودرس على الشيخ أحمد السمين الألباني، والشيخ سعيد النقشبندي، والشيخ عبدالوهاب النائب، وأجازه الشيخ حسن الخانبوري، وكان قد عين معلمًا في المدرسة الأعظمية عام: (1317هـ). ترك الكثير من المؤلفات المخطوطة والمطبوعة، وله تعليقات على هوامش الكتب المحفوظة في مكتبته، ومن مؤلفاته: «إرشاد الناشئين، المواعظ الدينية الصحيحة، شقائق النعمان في مواعظ رمضان، أغاريد الهزار في الأناشيد والأشعار» وغيرها كثير.
هذا، ولا زالت كلية الإمام الأعظم تُدرس مختلف العلوم الشرعية الإسلامية، وفق أصول المذهب الحنفي، كالفقه والعقيدة والدعوة والإرشاد، وتخرج العلماء وطلاب العلم، وهي تعتبر من أقدم المدارس العلمية في بغداد التي مازالت عاملة لحد الآن.
وثائق ومحفوظات
تعتبر مكتبة جامع الإمام الأعظم من أكبر المكتبات وأثراها، وتحتوي بالإضافة إلى الكم الهائل من الكتب العلمية في جميع الفنون على وثائق قيمة مهداة وموقوفة من قبل بعض المتبرعين تشتمل على:
1- مصحف كبير مذهب ومزخرف، أهداه الحاج حافظ محمد أمين الرشدي للسلطان محمود سنة: (1236هـ).
2- المصحف المشهور بـ «قرآن أنور باشا» بخط إسطنبولي محلى بالذهب، غلافه من الذهب مرصع بالألماس، أهدي خلال الحرب العالمية الأولى.
3- مصحف كبير الحجم مزخرف ومذهب جميعه، كل صفحة سطران كبيران بخط كبير، كتب بماء الذهب، وبعضها بحروف أصغر، يقال لهذا النوع ياقوتي، أوقفه مصطفى آغا القابولي سنة: (1073هـ).
4- مصحف كبير وضع داخل صندوق كبير من الفضة المزخرفة والمطعم بالأحجار النفيسة، وهو هدية ملك الأفغان محمد ظاهر شاه سنة: (1950م).
وهناك مصاحف كثيرة جدًا بعضها مزخرف ومذهب في بدايته ونهايته والبعض الآخر بلا زخرفة أو تذهيب.
وهكذا ومما سبق يتبين لنا الدور الثقافي والاجتماعي والعلمي الرائد الذي أداه كل من جامع الإمام الأعظم ومدرسته، وذلك من خلال نشر العلم والمعرفة وتدريس علوم الدين، والعلوم الأخرى، وتخريج كوكبة من العلماء البارزين على مرِّ العصور، ومازال جامع الإمام الأعظم ومدرسته العريقة يؤديان هذا الدور الرائد حتى يومنا هذا.
»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى .:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::. جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً »»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق