خالد العملاق المشرف المميز
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 1773 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 24/03/2010 السٌّمعَة : 253 نقاط : 274673 توقيع المنتدى :
| موضوع: معنى العبادة وأنواعها وشمولها ( عباده الله بالحب والخوف والرجاء ) الإثنين يونيو 17, 2013 8:02 pm | |
|
... الحمد لله رب العالمين ...
... والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين .. نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
... أهلاً وسهلاً بكم في ( منتدي الدعـوة والإرشـاد)
معنى العبادة وأنواعها وشمولها ( عباده الله بالحب والخوف والرجاء )
لفضيلة الشيخ : صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان أولا:ـ معنى العبادة
أصل العبادة التذلل والخضوع.. وفي الشرع: لها تعاريف كثيرة، ومعناها واحد.. منها: أنَّ العبادة هي طاعة الله بامتثال ما أمرَ الله به على ألسنة رسله. ومنها: أن العبادة، معناها: التذلُّل لله سبحانه فهي: غايةُ الذّلِّ لله تعالى مع غاية حُبّه، والتعريف الجامع لها هو أن العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه؛ من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهي مُنقسمة على القلب واللسان والجوارح، فالخوف والرجاء، والمحبة والتوكل، والرغبة والرهبة: ((عبادة قلبية،)) والتسبيح والتهليل والتكبير، والحمد والشكر باللسان والقلب: ((عبادة لسانية قلبية)). والصلاة والزكاة والحج والجهاد: ((عبادة بدنية قلبية،)) إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي تجري على القلب واللسان والجوارح، وهي كثيرة. والعبادةُ: هي التي خلق الله الخلق من أجلها، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات/56-58]. فأخبر سبحانه أن الحكمة من خلق الجن والإنس: هي قيامهم بعبادة الله، والله غنيٌّ عن عبادتهم، وإنما هم المحتاجون إليها لفقرهم إلى الله تعالى، فيعبدونه على وفق شريعته، فمن أبى أن يعبد الله؛ فهو مستكبر ومن عبده وعبد معه غيره؛ فهو مشرك. ومن عبده وحده بغير ما شرع؛ فهو مبتدع. ومن عبده وحده بما شرع فهو المؤمن الموحِّد.
ثانيا : ـ أنواع العبادة وشمولها
العبادة لها أنواع كثيرة؛ فهي تشمل كل أنواع الطاعات الظاهرة على اللسان والجوارح، والصادرة عن القلب؛ كالذكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن، والصلاة والزكاة والصيام، والحج، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل، وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، فهي شاملة لكل تصرفات المؤمن؛ إذا نوى بها القربة أو ما يعين عليها.
حتى العادات، إذا قصد بها التقوِّي على الطاعات، كالنوم والأكل والشرب، والبيع والشراء وطلب الرزق والنكاح، فإن هذه العادات مع النية الصالحة تصيرُ عبادات؛ يثاب عليها، وليست العبادة قاصرة على الشعائر المعروفة . مفاهيمَ خاطئةٍ في تحديد العبادة
العبادات توقيفية
بمعنى: أنه لا يشرع شيء منها إلا بدليل من الكتاب والسنة،وما لم يشرع يعتبر بدعة مردودة،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) [متفق عليه]أي مردود عليه عمله، لا يقبل منه، بل يأثم عليه؛ لأنه معصية وليس طاعة، ثم إن المنهج السليم في أداء العبادات المشروعة هو: الاعتدال بين التساهل والتكاسل؛ وبين التشدد والغلو. قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ} [هود/112]. فهذه الآية الكريمة فيها رسم لخطة المنهج السليم في فعل العبادات، وذلك بالاستقامة في فعلها على الطريق المعتدل؛ الذي ليس فيه إفراط ولا تفريط؛ حسب الشرع (كما أمرت) ثم أكد ذلك بقوله: (ولا تطغوا) والطغيان: مجاوزة الحد بالتشدد والتنطع، وهو الغلو. ولما علم صلى الله عليه وسلم بأن ثلاثة من أصحابه تقالوا في أعمالهم، حيث قال أحدهم: أنا أصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أنا أصلي ولا أرقد، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء. قال صلى الله عليه وسلم: (أما أنا فأصوم وأفطر وأتزوج النساء، فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني) [الحديث متفق عليه]. وهناك الآن فئتان من الناس على طرفي نقيض في أمر العبادة. الفئة الأولى: قصَّرت في مفهوم العبادة وتساهلت في أدائها حتى عطلت كثيرًا من أنواعها، وقصرتها على أعمال محدودة، وشعائر قليلة تؤدى في المسجد فقط، ولا مجال للعبادة في البيت، ولا في المكتب، ولا في المتجر، ولا في الشارع، ولا في المعاملات، وفي السياسة، ولا الحكم في المنازعات، ولا غير ذلك من شئون الحياة. نعم للمسجد فضلٌ، ويجب أن تؤدى فيه الصلوات الخمس، ولكن العبادة تشمل كل حياة المسلم؛ داخل المسجد وخارجه.
والفئة الثانية:تشددت في تطبيق العبادات إلى حد التطرف، فرفعت المستحبات إلى مرتبة الواجبات، وحرَّمت بعض المباحات، وحكمت بالتضليل أو التخطئة على من خالف منهجها، وخطَّأ مفاهيمها. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها. ركائز العبودية الصحيحة
إن العبادة ترتكزعلى ثلاثة ركائز هي: الحبُّ والخوفُ والرجاء. فالحب مع الذّل، والخوف مع الرجاء،لابد في العبادة من اجتماع هذه الأمور،قال تعالى في وصف عباده المؤمنين: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة/54]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ} [البقرة/165]. وقال في وصف رُسُله وأنبيائه: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء/90]. وقال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن مُوحِّد. ذكر هذا شيخُ الإسلام في رسالة (العبودية) وقال أيضًا: (فدين الله: عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معناها: الذل. يقال: طريقٌ مُعبَّدٌ، إذا كان مُذللًا قد وطئته الأقدام. لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل، ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى، بغاية الحب له، ومن خضَعَ لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدًا له، ولو أحبّ شيئًا ولم يخضع له لم يكن عابدًا له، كما يُحبُّ الرجل ولده وصديقه، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء، بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله...) انتهى . هذه ركائز العبودية التي تدور عليها، قال العلامة ابن القيم في النونية: وعبادةُ الرحمن غايةُ حُبِّه** مع ذُلِّ عابده هُما قطبــان وعليهما فَلكُ العبادة دائرٌ** ما دار حتى قامتِ القُطبــان ومَدارهُ بالأمر أمرِ رَسوله **لا بالهوى والنفسِ والشيطانِ شبَّه - رحمَهُ الله -دورانَ العبادةعلىالمحبة والذل للمحبوب،وهو الله جل وعلا؛ بدوران الفلك على قطبيه،وذكر أن دوران فلك العبادة بأمرالرسول صلى الله عليه وسلم وما شرعه، لا بالهوى، وما تأمر به النفس والشيطان، فليس ذلك من العبادة.فما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يدير فلك العبادة، ولا تُديره البدع والخرافات والأهواء وتقليد الآباء.
|
| |
|