الأستاذ لشهب يونس
المدير العام
الجنـسية : المزاج : الـبـلـد : نوع المتصفح : الهواية : المهنة : الجنس : الْمَشِارَكِات : 21381 العمر : 30 تاريخ التسجيل : 01/02/2009 السٌّمعَة : 751 نقاط : 1045673 توقيع المنتدى :
| موضوع: **الثورة الروسية (1917)** الجمعة يونيو 28, 2013 4:16 pm | |
|
**السلام عليكم ورحمة الله وبركاته****بسم الله****الثورة الروسية (1917)**اندلعت الثورة خلال الحرب العالمية الأولى، التي كانت السبب المباشر ورائها. لقد تسببت المجزرة التي حدثت في الخنادق، والتي تزامنت مع أزمة اقتصادية خانقة، في آلام غير محتملة للجنود، والعمال والفلاحين في الإمبراطورية القيصرية. في المدن كما في القرى، كان البؤس يتفاقم، في نفس الوقت الذي كان فيه الترف والفساد يسودان البلاط الإمبراطوري وبين صفوف الارستقراطية والطبقة الرأسمالية. ومع نهاية سنة 1916، لم يعد من الممكن إيجاد اللحم في أسواق بتروغراد وكاد الدقيق أن ينعدم، كما أن عشرات المعامل أغلقت أبوابها بسبب انعدام الوقود أو الكهرباءمنذ بداية سنة 1917، صارت بتروغراد على أعتاب الثورة. يوم 9 يناير، وبمناسبة الذكرى الثانية عشر لثورة 1905، ارتفع عدد المضربين، ببتروغراد، إلى 145.000، أي ما يعادل ثلث الطبقة العاملة في العاصمة. وخلال أواسط شهر فبراير، تظاهر عدد هائل من المضربين في شارع نيفسكي، رافعين لشعار: "لا للحرب!" و"فلتسقط الحكومة والقيصر!". يمكن التأريخ لبداية الثورة بيوم 23 فبراير 1917، والذي تزامن مع اليوم العالمي للمرأة العاملة. تحولت تجمعات النساء إلى مظاهرات، حيث تظاهرن احتجاجا ضد انعدام الخبز وضد الحرب. وقد انتقلت هؤلاء النسوة من معمل إلى معمل، محرضات لرفاقهن العمال من أجل خوض الإضراب. وقد استجاب لندائهن 130.000 عامل. يوم 24 فبراير، أطلقت الشرطة النار على المتظاهرين في مناطق مختلفة من المدينة، لكن الجموع التي تفرقت سرعان ما عاودت التجمع. ويوم 25 من ذلك الشهر، صار الإضراب ببتروغراد عاما. يوم 26 منه، أطلقت الشرطة النار من جديد على المتظاهرين، بأمر مباشر من القيصر (نيكولاس الدموي)، لكن جنود كتيبة بافلوفسك (Pavlovsk)، الذين تلقوا الأمر بإطلاق النار على العمال، وجهوا أسلحتهم ضد قوات الشرطة. انقلبت موازين القوى لصالح المضربين. وقد انضم الجنود بكثافة إلى معسكر الثورة. وكانت المدينة في أوج درجات العصيان. **هزيمة الثورة المضادة** إن ثورة فبراير، التي كبحها القادة "التوفيقيون" عندما كانت في أوجها، ثم خانوها، تلاها هجوم للثورة المضادة. وخلف واجهة "الائتلاف" كان الجنرالات القيصريون يستعدون للانتقام عبر إغراق الثورة في الدم. إلا أن الثورة لم تكن قد قالت بعد كلمتها الأخيرة، ولم تدم آثار هزيمة يوليوز طويلا. كانت الأخبار القادمة من الجبهة سيئة. فبعد بضعة انتصارات متواضعة بدأت الهزائم تتوالى. واستمرت المجازر العديمة الجدوى. أصدر الجنرال القيصري كورنيلوف أمره بقتل الفارين من الجبهة وتطبيق الحكم بالإعدام ضد أعمال العصيان. كما طالب أيضا بمنع الإضرابات في المعامل وخطوط السكك الحديدية. وقد اعتبر أن القمع المسلط على البلاشفة من طرف كيرينسكي تعبير عن "انشقاق في معسكر الثورة"، فقرر انتهاز الفرصة من أجل أخذ السلطة وفرض نظام دكتاتوري عسكري. في هذه الأثناء، حاول كيرينسكي إقامة علاقات "ودية" مع كورنيلوف بهدف القيام بتحرك مشترك. لكن كورنيلوف لم يكن يريد أبدا اقتسام السلطة، الشيء الذي دفع بكيرينسكي إلى شجب "المؤامرة المعادية للثورة" المحاكة من طرف كورنيلوف. ويوم 25 غشت، بدأت كتائب الثورة المضادة زحفها على العاصمة.
قدم زحف كورنيلوف دفعة جديدة وقوية للثورة، محولا بشكل جذري الأوضاع في العاصمة. كان الجميع يعلمون أنه إذا انتصر كورنيلوف، فإن عمال بتروغراد سيلقون نفس المصير الذي لاقاه عمال كومونة باريس سنة 1871 على يد حكومة فرساي[2]. أمام خطورة الوضع، لم يعد أمام اللجنة التنفيذية للسوفييت من خيار سوى توجيه النداء إلى الطبقة العاملة في بتروغراد. كما أنها استدعت الحزب البلشفي - الذي شنت ضده في السابق حملة من الهجمات والقمع - للمشاركة في "لجنة الكفاح ضد الثورة المضادة" التي ستقود النضال المسلح ضد كورنيلوف. خرج تروتسكي من السجن ليتكفل بالدفاع عن بتروغراد. بالنسبة إليه، مثلما هو الحال بالنسبة إلى لينين، وبالرغم من السياسة القمعية والمعادية للثورة التي انتهجتها الحكومة المؤقتة واللجنة التنفيذية للسوفييت، فإنه كان من الضروري جدا تشكيل جبهة موحدة معهم في وجه قوى الثورة المضادة القيصرية. هذا لا يعني مطلقا أن البلاشفة دعموا الحكومة المؤقتة. لكن كان يتوجب التخلص من التهديد المحدق والخطير الذي يمثله كورنيلوف، قبل الاهتمام بمصير كيرينسكي وبقية "التوفيقيين".
|
| |
|