كاتب المقال أو المصدر: نوال زايد
الجزائر من بين 15 دولة في العالم فقط لا تتوفر على هذه التقنية - تقنية 3G تمكّن الجزائريين من الكشف الطبي عن بعد.. تفضح خيانة الأزواج وقد تكون عونا لعصابات الإجرام
«أنا نكره أي واحد يقرعج وين راني»، «الزوجات سيجدن ضالتهن من خلال ترصد أزواجهن»، «أستطيع أن أتكلم مع طبيبي من دون التنقل إليه»، «سأعرف الشخص الكاذب من الشخص الصادق».. هي بعض الآراء التي أدلت بها شريحة من المواطنين الجزائريين حول الجيل الثالث الذي سيتم إطلاقه رسميا في الفاتح من شهر ديسمبر القادم .تباينت آراء المواطنين الذين استجوبتهم «النهار» حول تقنية الجيل الثالث التي ستدخل رسميا الخدمة شهر ديسمبر المقبل، كما عبر بعض المواطنين عن «جهلهم» لهذه التقنية التي يسمعنها في مختلف وسائل الإعلام من دون أن يفهموا «المزايا «التي تميزها وكذا «السلبيات» التي يمكن أن تساهم في تفاقم المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الجزائري. هذا ويعد متعاملو الهاتف النقال في الجزائر العدة من أجل التحضير لإطلاق تقنية الجيل الثالث،، وهذا بعدما أعلن موسى بن حمادي وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن بداية الاستغلال التجاري لخدمة الجيل الثالث والجيل الثالث زائد للهاتف النقال ستكون رسميا ابتداء من الفاتح ديسمبر 2013، بعد النقد الذي طال الملف جراء التأخر الذي عرفه من قبل المتعاملين والمختصين.
الجزائر.. من الجيل الأول إلى الجيل الثالث
قال يونس قرار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال إن الجيل الثالث يعطي فرصة أكبر لتدفق الأنترنت مقارنة بالجيلين الأول والثاني، وأكد خلال الحديث الذي خص به «النهار» أمس، إن الكثير من المواطنين لا يعرفون ما معني الجيل الأول والجيل الثاني والجيل الثالث، ليؤكد أن الجيل الأول بدأ أول مرة حين حمل الجزائريون الهاتف النقال، حيث كانت الخدمة مقتصرة فقط على المكالمات الهاتفية بهواتف عادية، ومن خلال التطور التكنولوجي الذي ميز سنوات الألفينات، دخلت خدمة الرسائل القصيرة وإرسال الصور عبر الهواتف، لينتقل الجزائريون الى الجيل الثاني، حيث سمحت هذه التقنية بإرسال الصور عبر الهاتف « أم أم أس»، إضافة إلى إرسال الرسائل القصيرة بسرعة 10 كيلو بيت في الثانية، وبسبب الطلب الزائد للأنترنت، قررت الجزائر الدخول فيما يسمى الجيل الثاني، وهذا من خلال تزويد الهواتف النقالة بالأنترنت لكن بتدفق بطيء نوعا ما، إضافة إلى إرسال 25 ألف حرف في الثانية مقارنة بالجيل الثاني العادي. ويضيف محدثنا أنه مع التطور التكنولوجي والانتشار العالي للمواقع الإلكترونية وكذا مواقع التواصل الاجتماعي، تطلب هذا تدفقا عاليا للأنترنت وهو ما يضمنه الجيل الثالث، حيث يتمكن كل شخص يملك هاتفا نقالا ذكيا من الاستفادة من تدفق عال للأنترنت بمجرد ربطه لشريحة المتعامل الذي يتعامل معه، مما يسمح بالتواصل حتى في الجبال والأماكن النائية.
الجيل الثالث يعوّض ربط الأنترنت بالهاتف الثابت
وقال يونس قرار إن من مزايا هذه الخدمة، هي ربط الأنترنت مباشرة على الهواتف النقالة الذكية وتعوض هذه العملية ربط الأنترنت عبر الهاتف الثابت، كما تعطي هذه التقنية الفرصة لإرسال معطيات تصل إلى 1 مليون ميغاميت في الثانية وإرسال أكثر من مليون حرف في الثانية، بالإضافة إلى إمكانية الحديث في مختلف الأماكن حتى في البحر وفي أبعد نقطة نائية متواجدة في القطر الوطني. كما يستطيع الربط عبر أجهزة الكبيوتر بالمفاتيح والاستفادة من تدفق عال للأنترنت مقارنة بالتدفق المتوفر اليوم.ومن مميزات الجيل الثالث التي يمكن أن يصنفها البعض في الإيجابيات، كما يمكن للبعض الآخر أن يصنفها في السلبيات هي العمل بتقنية «جي.بي.أر.أس» التي تسمح للمتصل بمعرفة مكان الشخص الذي يتصل به وتحديد مكانه، كما يمكن للمتصل مشاهدة الشخص الذي اتصل به مرئيا عن طريق «كاميرا الهاتف».
الفحص عن بعد.. والقضاء على شكرا
يسمح الجيل الثالث بتلقي العلاج من قبل الأطباء عن بعد، حيث بمجرد اتصال المريض بالطبيب الذي يشرف على معالجته يمكن أن يعرف الطبيب نوعية المرض، وهذا من خلال مشاهدة مريضه مباشرة على الهاتف ووصف الدواء الذي يراه مناسبا، وقد يرى العديد من المواطنين أن هذا الأمر يعتبر تدخلا في الخصوصيات، ما سيطرح جدلا واسعا في المجتمع، كما ستساهم هذه التقنية حسب مختصين في علم الاجتماع من تفاقم المشاكل بين الزوجة وزجها، من خلال محاولاتها الدائمة لتتبع أماكن تواجده، وقد أكد العديد من المواطنين الذي سألتهم «النهار» أن هذا التقينة لا تساعدهم، وأكد غالبيتهم أنهم لا يحبذون معرفة مكان تواجدهم من قبل أي كان حتى ولو كانوا من أفراد عائلاتهم.
سلاح ذو حدين للعصابات الإجرامية
أكد يونس قرارة أن الجيل الثالث يعتبر سلاحا ذا حدين، باعتبار أن العديد من العصابات الإجرامية والإرهابية يمكن أن تستخدمه في مخططاتها الهدامة للمجتمع، وهذا من خلال ترصد الضحايا وأماكن تواجدهم، لكن في نفس الوقت يؤكد ذات المتحدث أن هذه التقنية يمكن أن تفيد كثيرا مصالح الأمن، من أجل استغلالها للقضاء على هذه الجماعات ورصد أماكنهم.
محمد الصالح دعاس المكلف بالعلاقات العامة على مستوى «موبيليس» لـالنهار: لم نطلق خدمة الجيل الثالث لأن سلطة الضبط لم تعطنا الضوء الأخضر
فنّد محمد الصالح دعاس المكلف بالعلاقات العامة على مستوى شركة موبيليس، أن تكون الشركة قد منحت الامتياز لبعض الأشخاص وأعطتهم فرصة الاستفادة من خدمة الجيل الثالث منذ أشهر، وقال المتحدث في الحديث الذي خص به «النهار» أمس: «إن هذه مجرد إدعاءات ولا يمكن إطلاق هذه الخدمة ما لم تقم سلطة الضبط بإعطائنا الضوء الأخضر». وقال دعاس إن الشركة قامت باستدعاء الزبائن الذين لهم شرائح قديمة، ويتعلق الأمر بشرائح سنة 1999، أين قامت الشركة بتغيير هذه الشرائح من دون تغيير الرقم، باعتبار أن الشرائح القديمة لا يمكنها استيعاب خدمة الجيل الثالث.وكانت مصادر قد أكدت لـ«النهار» أن موبيليس منحت الامتياز لبعض الأشخاص قصد الاستفادة من امتيازات الجيل الثالث، المتمثلة في التدفق العالي للأنترنت والاستفادة من المُكالمات المرئية، وقالت المصادر إن هؤلاء الأشخاص استفادو من هذه الخدمة خلال جانفي الماضي في سرية تامة. وفي هذا الصدد، قال يونس قرار الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، إنه لا يمكن لأي متعامل أن يطلق هذه الخدمة مالم يتم موافقة سلطة الضبط، وإن تم هذا فهو مخالف للقانون.
_________________