الحلبة عشبة ذات أوراق خضراء فاتحة، وزهور بيض صغيرة، تندرج في عائلة البقوليات.
ولبذورها طعم مرٌّ إلى حدٍّ ما، علمًا أنَّ البذور التي عادةً ما تكون مجفَّفة ومطحونة، هي الجزء الأكثر استخدامًا منها كما تُستخدم أوراقها في الطبخ، أيضًا.
تُستهلك الحلبة وفق أشكال شتَّى: فمويًّا، أو هي تُشكِّل معجونًا يُطبَّق على الجلد للمساعدة في علاج الالتهابات.
كما يُعثر على مستخلصات الحلبة في الصابون ومستحضرات التجميل.
ولطالما استُخدمت الحلبة في وصفات طب الأعشاب، وها هي دراسات علميَّة تُثبت فوائدها، وفق الآتي:
ورد في دراسة، منشورة في مجلَّة "سبورتس ساينس أند ميديسين"، دور خليط الكرياتين والحلبة المركَّب في قوَّة الأبدان.
فقد قسَّم الباحثون مجموعةً مؤلَّفةً من 47 رجلًا مدرَّبًا على تمرينات المقاومة، إلى مجموعتين، وفق أوزانهم: قُدِّم للمجموعة الأولى الـ"دكستروز" بمعدَّل سبعين غرامًا والكرياتين (5 غرامات)، والكرياتين (3.5 غرامًا) ومستخلص الحلبة (900 ميلليغرامًا) للمجموعة الثانية، وشارك رجال المجموعتين في برنامج تدريبي على المقاومة لأربعة أيَّام في الأسبوع، وذلك لثمانية أسابيع.
وعند اختبار أجسام المشاركين وقوَّة تحمُّل العضلات وقدراتهم اللاهوائية، أظهرت "مجموعة الكرياتين والحلبة" زيادةً في كتلة الجسم، وقوَّةً في تمرينات ضغط الأذرع والسيقان.
وخلصت الدراسة إلى أنَّ هناك تأثيرًا فعَّالًا لتناول الكرياتين، مع مكمِّل مستخلَص الحلبة، على القوَّة في القسم العلوي من الجسم، وتكوين الجسم، بصورة توازي مزيج الكرياتين مع الـ"دكستروز".
وبالتالي، قد يُمثِّل استخدام الحلبة، مع مكمِّلات الكرياتين، وسيلة فعَّالة لتعزيز امتصاص الكرياتين.
المساعدة في علاج اضطرابات الأكل :
بالإضافة إلى تحسين مذاق الطعام، ثبت أنَّ الحلبة تزيد الشهيَّة له، ففي دراسة منشورة في "فارماكولجي بايوكامستري أند بيهافيور"، وهادفة لبحث آثار مستخلص بذور الحلبة على التغذية، أظهرت النتائج أنَّ تناول مستخلص الحلبة فمويًّا، زاد بشكل كبير من كمِّ الطعام المستهلك والدافع للأكل.
ولكن، على الرغم ذلك، أشارت الدراسة إلى أنّ هذا العلاج لا يُخلِّص من حال فقدان الشهيَّة المرضي (أنوركسيا).
تحسين مشكلات جهاز الهضم :
هذه العشبة قد تساعد في حلِّ العديد من مشكلات جهاز الهضم، مثل: اضطرابات المعدة والإمساك والتهاب المعدة، إذ تُساعد الألياف القابلة للذوبان في الماء، والمتوافرة في الحلبة، في الحدِّ من الإمساك، كما أنَّها تُعالج الهضم.
وغالبًا ما تدخل الحلبة في خطَّة العلاج الغذائي لالتهاب القولون التقرُّحي، لآثارها المضادة للالتهابات.
ويبدو أيضًا أنَّ للحلبة فوائد للمصابين بالسكري.
وفي هذا الإطار، بيَّنت دراسة في الهند أنَّ تقديم 2.5 غرامًا من الحلبة لمرضى السكري المعتمِدين في علاجهم على الإنسولين، مرَّتين يوميًّا، وذلك لثلاثة أشهر ، خفض الـ"كوليسترول" والدهون الثلاثيَّة بنسبة كبيرة، من دون التأثير على الـ"كوليسترول" الجيِّد.
وفي إحدى الدراسات، التي أُجريت على مرضى النوع الأوَّل من السكَّري، أضاف الباحثون 50 غرامًا من مسحوق بذور الحلبة إلى وجبات غداء وعشاء المشاركين، وذلك لعشرة أيَّام.
وفي النتيجة، تحسَّن أفراد عيِّنة البحث بنسبة 54%، خلال 24 ساعة، مع انخفاض في الـ"كوليسترول" الكلِّي وذلك الضار.
وفي دراسة منفصلة، قُدِّمت الحلبة لأفراد لا يشكون الداء السكَّري، ليشهدوا على انخفاض في مستويات السكَّر في الدم بنسبة 13.4%، بعد أربع ساعات من تناولها. وترجع فوائد الحلبة، في هذا الإطار، إلى تحسين وظيفة الإنسولين.
لطالما استُخدمت الحلبة في علاج لائحة طويلة من الأمراض في الطب البديل، ولكنَّ العديد من هذه الاستخدامات لم يُدرس بما يكفي للوصول إلى استنتاجات قويَّة.
عمومًا، تشير بحوث أوَّلية إلى أنّ الحلبة يمكن أن تسيطر على الشهيَّة.
فقد أظهرت ثلاث دراسات تعلَّق بالحلبة، دورها في خفض تناول الدهون، وفي الحدِّ من الشهيَّة.
كما لاحظت دراسة دامت 14 يومًا، أنّ المشاركين قد خفّضوا بشكل تلقائي إجمالي استهلاك الدهون بنسبة 17%.
وفي دراسة تجريبيَّة امتدَّت لأسبوعين، وشملت أفرادًا يعانون حرقة متكرِّرة في المعدة، ثبت أنَّ الحلبة قلَّلت من عوارض هذه الحال.
ومن المُثير للاهتمام، أنَّ آثارها في هذا المجال، تتطابق مع الأدوية المُضادة للحموضة.
تحتوي ملعقة كبيرة من بذور الحلبة الكاملة على 35 سعرة حراريَّة، فضلًا عن 3 غرامات من الألياف و3 غرامات من البروتين و6 غرامات من الكربوهيدرات وغرام من الدهون.
ويؤمِّن الكمُّ المذكور من هذه البذور، 20% من الاحتياجات اليوميَّة من الحديد، و7% من الاحتياجات اليوميَّة من المنغنيز، و5% من الاحتياجات اليوميَّة من المغنيسيوم.