مصير الإنسان والبيئة
ومن جهة اخرى، تستهلك الصناعة والمدن الماء بشكل مطرد،
فليس مدهشاً إذن أن تمتص الصناعة المتطورة والمدن روافد الأنهار لإرواء عطشها، هذا فضلا عن شح الأمطار في بعض السنين.
وهكذا، كان العالم مضطرا لإقامة السدود الجبارة والسطحية لتغذية المصانع وإرواء الأرض والسكان.
خلال آلاف السنين، كان الأمر سهلا، إن احتاج المرء حطباً للتدفئة يكفي أن يقطع شجرة ففي الغابات ما لا يحصى منها، وإن احتاج حقلا،
فليس له سوى تسوية قطعة من الأرض المجاورة البور،
وإن لم يجد مساحة كافية أو كانت الأرض قليلة الخصوبة،
فيحرق زاوية من الغابة.
لقد اعتاد الانسان ان يرى ان كوكبه يزخر بثروة خرافية،
وأن فيه خزانا لا ينضب، زوّد وسيزوّد المجتمع بالكميات المطلوبة من المواد الاولية، من
الطاقة والمواد الغذائية.
إن
كمية الماء التي تصب في البحار هي 35000سم3 وحسب رأي ريابنشكوف، فمنذ وقت
لم يستعمل الانسان الاّ سُبعها فتأمل بأي سطل نتزود لاستنفاد المياه.
وفي
المقابل، فاذا رجعنا الى الأرض المحروثة )حقول مراعي( ترى أن ثلثها على
الاقل، قد فقد حوالي 50% من قشرتها الخصبة ويرى الاخصائيون أن الارض
المنقرضة في العالم تتراوح بين 600 - 700 مليون هكتار أي نصف الأراضي
الزراعية.
وهكذا بدأت مأساة تدمير البيئة وكلما ازدادت امكانات الانسان، تفاقمت هذه المأساة ودون توقف من قرن الى قرن او من ألفية إلى ألفية.
3/4