اهلا وسهلا بكل أعضاء وأحبة منتدى
زاد المنتدى نوراً بتواجدكم الرائع والمميز احبتي الغاليين
الموارد البحرية
يهتم البشر بالطبيعة كمصدر للطعام والدواء والمأوى ومواد البناء والمعادن لكي يوفروا احتياجات مجتمعاتهم التي تطمح إلى تحسين
مستوى المعيشة فيها،
وحينما لا تستطيع اليابسة أن توفر تلك الاحتياجات فإنهم يتوجهون إلى البحار.
وتتعدد الموارد لتشمل الموارد الحية وغير الحية، والمعادن التي تستخرج من الرقائق الصخرية البحرية وما تحتها بالإضافة إلى
الموارد غير الملموسة،
فحيثما توجد منتجات في البحر فإنه يمكن أن تكون مفيدة.
وتشكل البحار والمحيطات ثلاثة أرباع مساحة الكرة الأرضية، بالإضافة إلى أنها في عمقها الذي يصل إلى 11 كلم وإمكانية الحفر
في قاعها إلى عمق
كيلومترين تشكل مصدرا للموارد والمنتجات الصالحة يفوق سطح القارات جميعا وما تحته أيضا.
ومن أهم الموارد بالطبع السمك والحيتان واستخدامها في الغذاء وفي بعض الصناعات وعلى نطاق واسع منذ قديم الزمان، وفي
الصين استخدمت الطحالب
والأعشاب البحرية للغذاء والدواء.
وكان الإسفنج يستخرج من قاع البحر منذ القدم، وازدهرت تجارته كثيرا كما يشير الأدب اليوناني قبل العصر المسيحي وبعده
بالطبع، وكان يستخدم
للتنظيف وتبطين خوذات الجنود، ولتنقية المياه.
واستخرج
اللؤلؤ لأغراض الزينة في الخليج العربي منذ أكثر من ألفي سنة، وكان معروفا
في سيريلانكا منذ العام 550 ق.م على الأقل لأن هذا التاريخ
يشير إلى قدرتنا على المعرفة، وقد تكون معرفتنا لا تحيط بالبداية، ففي كتاب الفيدا الهندي ما يشير إلى اللؤلؤ منذ العام 1500
ق.م.
يشكل البحر مصدرا هائلا للموارد غير الملموسة أو المتوقعة، فالأمواج والمد والجزر يمكن أن تكون مصدرا مهما للطاقة، كما
يمكن الاستفادة من التدرج الحراري لمياه البحار
لقد تطورت صناعة صيد السمك والحيتان مع اختراع الآلة البخارية، واستخدام الرصد الصوتي لتحديد مواقع الأسماك وأسرابها
وأنواعها، وتطوير نوعية
الشباك وأجهزة نقل الحركة، فالشبكة اليوم تنشر مع تقنيات الطفو والنقل والحركة على مسافة تصل إلى 100 كلم، وساهمت
الثلاجات في تطوير تخزين
السمك وبقائه في البحر بعد صيده لمدة طويلة، لكن هذه التقنيات أدت إلى كوارث بالثروة البحرية وبالحياة التقليدية لمجتمعات الصيد.
والبحر مصدر مهم لموارد أخرى غير حية مثل الملح والمعادن، فقد كانت مناجم الملح البحرية واحدة من أهم مصادر العالم
الضرورية للتزود بهذه المادة
التي لا يمكن الاستغناء عنها، ويستخدم البحر أيضا مصدرا للماء العذب بعد تحليته، وتحتوي الأرصفة القارية الممتدة تجاه البحر
على كثير من الرواسب المعدنية، ومعادن كثيرة كالقصدير والفضة والذهب، وهي تستخرج اليوم لأغراض تجارية بطرق عدة.
وتمد الحمم البركانية في قاع البحار والمحيطات العالمَ بالزنك والكوبالت والنحاس والحديد والفضة والذهب والمعادن الأخرى،
ويجري اليوم بالفعل في
بريطانيا والبرازيل والخليج العربي استخراج النفط والغاز من اليابسة تحت سطح البحر وفي أعماقه البعيدة.
ويشكل البحر مصدرا هائلا للموارد غير الملموسة أو المتوقعة، فالأمواج والمد والجزر يمكن أن تكون مصدرا مهما للطاقة،
ويمكن الاستفادة من التدرج
الحراري لمياه البحار، وأن تكون المياه المستخرجة من الأعماق مصدرا للمواد الغذائية والسماد لمزارع الطحالب.
السفينة: حاملة البضائع والناس والأفكار
ربما يصبح دور البحر في نقل الأفكار في العصور الغابرة ملموسا من خلال الآثار والطقوس أو المبتكرات التكنولوجية، والأدلة
المتوافرة تشير إلى
استخدام القوارب في الألف الثامن قبل الميلاد، وقد تطورت عبر الزمان صناعة القوارب والسفن والأشرعة وتقنيات الملاحة
للاستدلال على الأعماق
والجهات وقياس وتحديد الزوايا.
تعد الحروب الصليبية مثالا على المغامرة لدرجة الوسواس، وهو ما مثله التطور الاستكشافي والتكنولوجي الذي قادته أوروبا
الغربية في نهاية العصور الوسطى
وتعبر ملحمة الأوديسا المشهورة في التراث اليوناني والعالمي عن روح المغامرة والاكتشاف عبر البحر والسفن والنقل البحري
والشعور الإنساني بأنه تاج
الخليقة، وأن عليه أن يمتلك العالم وثرواته.
وتعد الحروب الصليبية مثالا على المغامرة لدرجة الوسواس بحثا عن جزيرة الأحلام، ثم كان التطور الاستكشافي والتكنولوجي
الذي قادته أوروبا الغربية
في نهاية العصور الوسطى والذي أنشأ أفقا جديدا من أجل مستقبل وعالم أفضل أو أسوأ، لا ندري.
ويمثل الإنجليز نموذجا للبحارة والدولة البحرية، وعلاقتهم بالبحر علاقة انفعالية واجتماعية؛ لكن الانفعالية والاجتماعية لم تدخلا
الحياة الإنجليزية إلا
مؤخرا، بعد أن ظلت الحقائق الجغرافية تعمل طويلا كي تجعل إنجلترا على ما هي عليه وتسمح بالتالي للانفعالية والاجتماعية بأن
تلعبا دورهما، ذلك أن
إنجلترا تتمتع بميزات جغرافية استتثنائية في علاقاتها بكل البلدان القريبة والبعيدة على سواء، حيث سعت إلى استثمار وضعها
البحري الملائم كي تمد
سلسلة قواعدها في المناطق القريبة والبعيدة.
وقد
ظهر الأسطول البريطاني في البحر المتوسط أثناء فترة كومنولث كرومويل، ولعل
أحد أهم العناصر المميزة لعلاقة الإنجليز بالبحر أن العمل في البحر
قد نشأ لديهم بطريقة عضوية طبيعية وليس مصطنعة، وقد بنى هنري الثاني سفنا حربية، وكذلك فعلت إليزابيث الأولى وشارل الأول...
على أنه يمكن القول إن تعظم آثار السلام العالمي البريطاني كان ذلك الذي حدث داخل الوطن وليس خارجه، حيث اتخذ شكلا
اجتماعيا وثقافيا بدلا من أن
يكون عسكريا أو تجاريا، فبريطانيا القرن التاسع عشر قد أصيبت بجنون البحر، فبالإضافة إلى ملابس البحارة يمضي التأثير
الثقافي إلى مدى أبعد في
الأدب المكتوب وفنون الرسم والموسيقى إضافة إلى أدب الأطفال والشعر.