النبي اليتيم***وثائقي***

المعلق:

توفيت آمنة أم
النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يبلغ السادسة من عمره، وكان معها في رحلة
إلى يثرب يزور أخواله وقبر أبيه، وفي الأبواء ما بين مكة والمدينة وهو
عائد إلى جده أدرك الموتُ أمَّه، واجتمعت له وحشة فراق الأم الحنون ووحشة الغربة.

وعادت به أم أيمن بركة الحبشية إلى مكة، وكانت أم أيمن جارية أبيه التي بقيت معه، وكانت مربيته، وزوجها من زيد بن حارثة،
فولد له أسامة، وهي التي دخل عليها أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- بعد موت
النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي تبكي فقالا: يا أم أيمن ما يبكيك فما عند
خير لرسوله؟ قالت: إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله، وإنما أبكي
لانقطاع خبر السماء، فهيجتهما على البكاء، فبكيا.

وبعد عامين من وفاة أمه، ولم يكن ليبلغ بعدُ الثامنةَ
من عمره، فجعه الموت بأحب الناس لقلبه فجعه بجده عبد المطلب، فذاق مرارة
اليتم مرة ثانية، وانتقل إلى كفالة عمه أبي طالب فكان أرفق به، وأكثر حدبًا عليه من أبنائه علي وجعفر وعقيل.

كان أبو طالب ذا عيال ولم تكن حاله ميسورة، فساعد محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- عمه لتحمل عبء شظف العيش، فرعى الغنم لأهل مكة مقابل قراريط، وألف العمل والكفاح منذ طفولته، وكان رعيه للغنم دُربةً له في هذه الحياة الشاقة.

وروى بعض أصحاب
السير أن أبا طالب خرج في ركب تاجراً إلى الشام وكان رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- إذ ذاك ابن تسع سنين، فتعلق بعمه، فرقَّ له
واستصحبه في هذه الرحلة، فلما نزل الركب بصرا من أرض الشام وبها راهب يقال
له "بحيرة" في صومعة له، اهتم بهم وصنع لهم طعاماً، ولم يكن هذا من شأنه.

ولما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- احتفى به وتأكد من آثار النبوة فيه، ونبه أبا طالب على علوِّ مكانته، وقال: "ارجع بابن أخيك إلى بلده، واحذر عليه اليهود فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم".

وقد اختلف النقاد والمحدثون في صحة هذه الرواية، فأثبتها بعضهم ونفاها آخرون.

شب رسول الله
-صلى الله عليه وسلم- بعيداً عن مفاسد الجاهلية وعاداتها، فكان أفضل قومه
مروءة وأحسنهم خلقاً، وأشدهم حياءً وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانة، حتى
أسموه الأمين.

كان واصلاً
للرحم حاملاً لما يثقل كواهل الناس، ولما بلغ خمس عشرة سنة هاجت الحرب بين
قريش وكنانة من ناحية، وقيس عيلان من ناحية أخرى، وهي حرب في إطار الأعراف
والأحلاف الجاهلية، وشهد منها أيامًا.

وكان ينبل على أعمامه، وبذلك عرف الحرب والفروسية والفتوة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي به حمر النعم وأني أنكثه).

وحلف المطيبين
كان بين بني هاشم وبني أمية وبني زهرة وبني مخزوم، وكان الحلف في دار عبد
الله بن جدعان، وهو تحالف على التناصر والأخذ للمظلوم من الظالم ورد
الفضول على أهلها وقد سمي الحلف حلف الفضول وورد في الحديث باسم حلف
المطيبين.

عرف القاصي والداني في مكة أمانة وصدق وحسن خلق محمد بن عبد الله بن عبد المطلب،
واشتد عوده وبلغ الخامسة والعشرين من العمر، وعمل واشتغل وكافح، وخرج في
تجارة مع عمه وتعلم من مجتمعه التجاري محاسن التجارة، وكانت المرأة في
قريش تستثمر أموالها في التجارة، وتعمل في ميادين شتى تبتغي الرزق وتنشد
الثروة.

وسمعت خديجة بأمانة وصدق محمد -صلى الله عليه وسلم- فأغراها أن يكون أمينًا على مالها في تجارة يكون تاجرها، فأرسلت إليه، وكانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب امرأةً شريفة لبيبة من أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً.

كانت ثرية تضارب بأموالها، وعُرفت بعفافها وطهرها، وتمنى كل رجل في قومها أن يقترن بها، وكانت خديجة قد تزوجت من قبل هندَ بن النباش ابن زرارة المعروف بأبي هالة، وقد ولدت هندًا الصحابي وهند هو راوي حديث صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد شهد بدراً وأحدًا، وروى عنه الحسن بن علي، فقال: "حدثني خالي" لأن هندًا أخو فاطمة لأمها، وكان فصيحاً وصافًا، وكان يقول: أنا أكرم الناس أبًا وأمًّا وأخًا وأختًا، أبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأخي القاسم وأختي فاطمة، وأمي خديجة -رضي الله عنهم- .

وقتل هندٌ فيما بعد حين خرج مع علي أمير المؤمنين -رضي الله عنه- في يوم الجمل.

أرسلت خديجة
إلى الصادق الأمين وعرضت عليه أن يتاجر بمالها وتعطيه أفضل ما كانت تعطي
غيره من التجار، وكانت بداية التعارف، فوافق وخرج مع غلام لها، يقال له
ميسرة، متجهاً إلى بلاد الشام.

لما قدم الأمين
بلاد الشام نزل تحت شجرة بالقرب من صومعة راهب يقال "نستورا" فخاطب الراهب
ميسرة وقال له: من هذا الرجل؟ فقال ميسرة: إنه رجل من قريش من أهل الحرم،
ثم قال لميسرة: أفي عينيه حمرة، قال: نعم، لا تفارقه، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة الساعةَ قد إلا نبي.

باع الصادق الأمين سلعته التي خرج بها، واشترى ما رآه مفيداً، ثم أقبل قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة.

وأخبر ميسرة
خديجة بما كان يرى من خلال الصحبة والتعامل عن أحواله وأخلاقه، فزاد
الإعجاب به بعد أن صحب تجارتها مرتين، إلى جرش قرب خميس مشيط قرب اليمن،
إلى حباشة بتهامة من نواحي مكة، ثم إلى بلاد الشام.

واستشارت خديجة
ابن عمها ورقة بن نوفل وذكرت له أحواله وأخلاقه، وما رآه ميسرة، فقال
ورقة: فإن كان هذا حقاً يا خديجة إن محمدًا لنبي هذه الأمة، وقد عرفت أنه
كائن لهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه.

ورغبت خديجة في الزواج منه، وأرسلت صديقتها نفيسة بن منية لتنقل ما هي عليه، ثم فاتحته بقولها: يا ابن عم إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك، وأمانتك وحسن خلق وصدق حديثك.

وعرضت عليه
نفسها والزواج وأن يذهب إلى أبيها ليخطبها، فقال: أبوك رجل كثير المال،
وهو لا يفعل، قالت: انطلق فألقه وكلمه، ثم أنا أكفيك، وذهب الصادق الأمين
إلى عمه حمزة بن عبد المطلب وكاشفه بما كان.

وخرج حمزة حتى دخل على خويلد بن أسد ومعه ابن أخيه، فخطب خديجة له، وتم الوفاق وكان الزواج.

وكانت خديجة - على ما قال بعض أهل السير - في الأربعين، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في الخامسة والعشرين، وسكن في بيت خديجة،
ففيه تزوج وولد فيه خديجة أولادها جميعاً، وفيه توفيت -رضي الله عنها- فلم
يزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه ساكناً حتى خرج زمن الهجرة، فأخذه
عقيل بن أبي طالب فيما أخذ.

لقد أحب النبي
-صلى الله عليه وسلم- زوجته خديجة، فهي أول من تزوج، وهي أم أولاده القاسم
و عبد الله الطيب الطاهر وزينب، خديجة هي التي حنت عليه فدثرته وزملته،
وطمأنته عند نزول الوحي عليه، وآمنت به، ووقفت بجانبه، وقدمت كل قلبها ومالها، فكان يذكرها بشغف حتى بعد وفاتها.

بنيان الكعبة ودرء الفتنة

مرت الشهور والسنون وبلغ الصادق الأمين خمس وثلاثين سنة، واجتمعت قريش لبنيان الكعبة،وكانت ردمًا فوق القامة، فأرادوا رفعها وتسقيفها، كانت الحجارة فوق بعضها من دون ملاط، فكان لابد من هدمها وبنائها من جديد.

وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جُدَّة
فتحطمت، فأخذوا خشبها وكان بمكة نجار رومي يقال له "باقوم" فأعد الخشب
للتسقيف فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها أخذ عائذ المخزومي حجراً فوثب
من يده، ورجع لموضعه فقال: يا معشر قريش لا تدخلوا في بنائها من كسبكم إلا
طيباً، لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس، وعائذ
المخزومي هو خال أبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ثم إن قريشاً جزأت
الكعبة فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة، وما بين الركن الأسود واليماني
لبني مخزوم وقبائل انضم إليهم، وظهر الكعبة لبني جمح وسهم، وشق الحجر لبني عبد الدار وبني أسد ولبني عدي وهو الحطيم.

وهاب الناس
هدمها، فأخذ الوليد بن المغيرة المعول، وبدأ بهدمها قائلاً: اللهم لا ترع،
اللهم لا نريد إلا الخير، وهدم ناحية الركنين، وانتظر الناس لليوم الثاني
متوجسين خيفة، أن يحصل شيء للوليد.

فلما لم يصبه
شيء، هدم وهدم الناس معه حتى أساس إبراهيم -عليه السلام-، ثم إن القبائل
من قريش جمعت الحجارة لبنائها، كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها، حتى بلغ
البنيان موضع الركن، أي موضع الحجر الأسود، فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد
أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى.

وثارت نذر الشر
وأعدوا للقتال، فقال ابن المغيرة المخزومي وكان وقتها أسن قريش: يا معشر
قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي
بينكم فيه.

ففعلوا، فكان أول داخل عليهم محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا،
هذا محمد، فلما انتهى إليهم قال: هلموا إلي ثوباً فأوتي به، فأخذ الركن
فوضعه فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً
ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده ثم بنى عليه.

إرهاصات قبل النبوة

وتتالت الأيام
وتوالت السنون واكتمل شباب الصادق الأمين، وخطى به الزمن نحو الأربعين من
العمر، ولم يعرف في شبابه اللهو ولم يدن بمعتقدات قومه، وتمسك بإرث
إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- في الحج والبيع وشئون الحياة، وأحبه
أقرانه وأصدقاؤه من التجار، وكان أقربهم إلى نفسه ثلاثة تجار،
اتسموا بالأخلاق العالية، والنظرة السليمة، والبعد عن الرذائل، والتثقف
بالثقافة الحسنة، ومعرفة الأنساب والشعر، وعرفوا بإكرام الضيف والإنفاق
على الخير.

وكانوا أصدقاءه قبل البعثة، وأتباعه بعدها، وهم: عبد الله بن أبي قحافة "أبو بكر الصديق"، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، -رضي الله عنهم أجمعين-.

ومالت نفس الصادق الأمين إلى التأمل، وكان يجد في نفسه قلقاً غامضاً، لا يعرف مصدره ولا مصيره، وحُبب إليه الاعتزال والاعتكاف والوحدة، ولم يخطر بباله لحظة ما الله مكرمه به من الوحي والرسالة، ولا يحلم بذلك في يوم من الأيام.

وكانت عادة الاعتكاف والخلوة معروفة عند قريش، ويقال: إن عبد المطلب جد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخلو في غار حراء، وقد نصح قومه بالصعود للجبال، أثناء حادثة الفيل.

والاعتكاف من شرع إبراهيم -عليه السلام- كما أن الغار مطل على الكعبة المشرفة، والصعود إليه يستغرق نصف ساعة.

قال تعالى: ?
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ
تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا
نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى
صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ? [الشورى: 52].

صعد الصادق
الأمين إلى الجبل، إلى غار حراء، فكان يمكث أياماً وهو يطل على الكعبة،
يتأمل في هذا الكون الساحر الخلاب العجيب الموحش المؤنس.

ثم يهبط ليتزود
ويعود بعد أن يطمئن على أسرته، وذات يوم من أيام الصيف القائظ في السابع
عشر من رمضان، في السنة الأربعين من ميلاده والتي توافق يوم الاثنين
السادس من آب سنة عشر وستمائة ميلادية، جاءه الملك وهو بحراء.

قالت أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (فجاءه
الملك فيه فقال: اقرأ، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما أنا بقارئ،
فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا
بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني
فقال: اقرأ باسم ربك الذي خلق، حتى بلغ ما لم يعلم، فرجع إلى بيته وهو
يرتجف من الموقف حتى دخل على خديجة فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: يا خديجة مالي، وأخبرها الخبر.

قال: قد خشيت على نفسي، فقالت له: كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكَلَّ، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق).

وانطلقت خديجة مع زوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي خائفة عليه إلى ابن عمها ورقة، وكان شيخاً كبيراً قد عمي.

فقالت له: اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أُنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا أكون حياً حتى يخرجك قومك.

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أو مخرجيَّ هم؟ فقال ورقة: نعم. لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزرًا.

إلا أن الأيام لم تأتِ بما كان يشتهي ورقة من نصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- فتوفي بعد فترة وانقطع خبر السماء وفتر الوحي.

وحزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حزنا شديداً، ثم ما لبث الوحيُ أن تتابع، وبدأ نزول القرآن العظيم.

كان أول من صدق رسالته وآمن به زوجه الوفية المحبة خديجة، فحنت عليه وآزرته وثبتته، وكانت السند والذراع والحنان، وهي أول من عرف خبر النبوة ونزول الوحي.

وكم هونت عليه أمر الناس، ثم أسلم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو يومئذٍ ابن ست سنين، وكان في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسلام معونةً من رسول الله لأبي طالب، ورداً لجميله، فقد كان كثير العيال، وكان عليٌّ أول الذكور إسلاماً وأسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تبناه.

وفي صحيح البخاري قال -عليه الصلاة والسلام-: (إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، إنه أول الناس إسلاماً)، وقد أسلم أهل بيت أبي بكر بإسلامه، قالت عائشة -رضي الله عنها-: (لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين)

أسلم أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة، وكانت له منزلة في قريش، لعقله ومروءته واعتداله، وكان رجلاً محببًا سهلاً، عالماً بالأنساب تاجراً ذا خلق.

وبدأت الدعوة الإسلامية بمكة سراً، وكان المجتمع المكي قبليًا عشائريًّا،
ومكة تخضع لقبيلة واحدة، هي قريش بفروعها الأربعة عشر، وكان المتوقع أن
ينتشر الإسلام في عشيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قريش، ولكن ذلك لم
يحدث.

لقد انتشر في
فروع قريش بصورة متوازنة، دون أن يكون لأحد عشائرها ثقل كبير في الدعوة
الجديدة، فأبو بكر الصديق من تيم، وعثمان بن عفان من بني أمية، والزبير بن
العوام من بني أسد، ومصعب بن عمير من بني عبد الدار، وعلي بن أبي طالب من
بني هاشم، وعمر بن الخطاب من بني عدي، و عبد الرحمن بن عوف من بني زهرة،
وعثمان بن مظعون من بني جُمَح.

كما وأسلم في هذه الفترة المبكرة رجال ليسوا من قريش، فعبد الله بن مسعود من هُزيل، وعتبة بن غزوان من مازن، و عبد الله بن قيس من الأشعريين، وعمار بن ياسر من عنس
من مزحج، وزيد بن حارثة من كلب، والطفيل بن عمر من دوس، وأبو ذر من غفار،
وعمرو بن عبسة من سليم، وعامر بن ربيعة من عنز بن وائل، وصهيب النمري من
بني النمر بن قاصد.

وهكذا جاء الإسلام عاماً منذ الوهلة الأولى، وليس خاصاً بمكة ولقريش.

التحميل






[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]