افة الكسب وتوخى الحرام
قال الفقيه ابو الليس السمرقندى:حدثنا محمد بن داود؛ عن محمد بن جعفر؛
حدثنا ابراهيم بن يوسف حدثنا ابو حفص؛ عن سعيد؛ عن قتاده
رضى الله عنه قال:
ذكر لنا ان النبى صلى الله عليه وسلم قال:
( إن شئتم لأحلفن أن التاجر فاجر ) .
قال قتاده: وكان يقول صلى الله عليه وسلم
(( عجبت للتاجران يتخلص يحلف بالنهار ويحسب بالليل )) .
وقال:حدثنا حمزه بن محمد؛ وحدثنا ابو القاسم احمد بن حم
عن نصر بن يحى قال:بلغنا عن اهل العلم انه قال:
لا يقوم الدين والدنياالا باربعه:
العلماء ؛ والامراء ؛والغزاه؛ واهل الكسب.
قال الفقيه رحمه الله تعالى:سمعت بعض الزهاد يفسر هذا الكلام فقال:
اما الامراء فهم الرعاه يرعون الخلق
واما العلماء فهم ورثة الانبياء وهم يدلون الخلق الى الاخره
والناس يقتدون بهم؛ واما الغزاه فهم جند الله على الارض
لقمع الكفار ولامن المسلمين؛ واما اهل الكسب فهم امناء
الله تعالى لمصلحة الخلق؛ ثم قال:
الرعاه اذا صاروا ذئابا فمن يحفظ الغنم ؟
والعلماء اذا تركوا العلم واشتغلو بالدنيا فبمن يقتدى الخلق؟
والغزاه اذا ركبوا للفخر والخيلاء وخرجو للطمع فمتى يظفروا بالعدو؟
واما اهل الكسب اذا خانوا الناس فكيف يأمن بهم الناس الناس؟
قال بعض الحكماء
اذا لم يكن فى التاجر ثلاث خصال افتقر فى الدارين جميعا.
اولها
لسان تقى من ثلاث: الكذب؛ واللغو؛ والحلف.
والثانى
قلب صافى من ثلاث: من الغش؛ والخيانة؛ والحسد
والثالث
نفس محافظه لثلاث: الجمعه والجماعه؛وطلب العلم فى بعض
الساعات؛ وايثار ملرضاة الله تعالى على غيره.
وروى عن عمران بن الحصين رضى الله عنه انه قال
لا يقبل الله حج رجل ولا عمرته ولا جهاده ولا صدقته ولا
اعتاقه ولا نفقته من ربا او رشوه او خيانه او غلول او سرقه
وعن بن مسعود رضى الله عنه انه قال:
قال النبى صلى الله عليه وسلم:
( لا يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر عليه؛ ولا ينفق منه
فيبارك له فيه؛ ولا يتركه خلف ظهره؛الا كان زاده الا النار
وان الله تعالى لا يمحو السىء بالسىء ولكن يمحو السىء بالحسن ).
وعن قتاده رضى الله عنه انه قال:كان يقال:
التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامه