سلام عليكم
- هذا الموضوع منقول من موقع الاسلام سؤال و جواب -
ان شاء الله يستفيد الجميع
---
جدول مقترح للمسلم في شهر رمضان
أولاً أهنئكم بدخول شهر رمضان الكريم ، وأتمنى أن يتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام .
وأتمنى
أن أستغل هذه الفرصة بقدر ما أستطيع في العبادة وتحصيل الأجر ، فأرجو منكم
إعطائي برنامجاً مناسباً لي ولأُسرتي حتى نستغل الشهر بالخير والطاعة.
الحمد لله
تقبل الله من الجميع صالح القول والعمل ، ورزقنا الإخلاص في السر والعلن .
وهذا جدول مقترح للمسلم في هذا الشهر المبارك :
يوم المسلم في رمضان :
يبدأ المسلم يومه بالسحور قبل صلاة الفجر , والأفضل أن يؤخر السحور إلى أقصى وقت ممكن من الليل .
ثم بعد ذلك يستعد المسلم لصلاة الفجر قبل الآذان , فيتوضأ في بيته , ويخرج إلى المسجد قبل الآذان ,
فإذا دخل
المسجد صلى ركعتين (تحية المسجد) , ثم يجلس ويشتغل بالدعاء , أو بقراءة
القرآن , أو بالذكر , حتى يؤذن المؤذن , فيردد مع المؤذن ويقول ما ورد عن
النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ من الأذان , ثم بعد ذلك يصلي ركعتين
( راتبة الفجر) , ثم يشتغل بالذكر والدعاء وقراءة القرآن إلى أن تُقام
الصلاة , وهو في صلاة ما انتظر الصلاة .
بعد أن يؤدي
الصلاة مع الجماعة يأتي بالأذكار التي تشرع عقب السلام من الصلاة , ثم بعد
ذلك إن أحب أن يجلس إلى أن تطلع الشمس في المسجد مشتغلا بالذكر وقراءة
القرآن فذلك أفضل , وهو ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة
الفجر .
ثم إذا طلعت
الشمس وارتفعت ومضى على شروقها نحو ربع ساعة فإن أحب أن يصلي صلاة الضحى (
أقلها ركعتين ) فذلك حسن , وإن أحب أن يؤخرها إلى وقتها الفاضل وهو حين
ترمض الفصال ، أي : عند اشتداد الحر وارتفاع الشمس فهو أفضل .
ثم إن أحب أن
ينام ليستعد للذهاب إلى عمله , فلينوي بنومه ذلك التَّقوِّي على العبادة
وتحصيل الرزق , كي يؤجر عليه إن شاء الله تعالى ، وليحرص على تطبيق آداب
النوم الشرعية العملية والقولية .
ثم يذهب إلى
عمله , فإذا حضر وقت صلاة الظهر , ذهب إلى المسجد مبكرا , قبل الأذان أو
بعده مباشرة , وليكن مستعدا للصلاة مسبقا , فيصلي أربع ركعات بسلامين (
راتبة الظهر القبلية ) , ثم يشتغل بقراءة القرآن إلى أن تقام الصلاة ،
فيصلي مع الجماعة , ثم يصلي ركعتين ( راتبة الظهر البعدية ) .
ثم بعد
الصلاة يعود إلى إنجاز ما بقي من عمله , إلى أن يحضر وقت الانصراف من
العمل , فإذا انصرف من العمل فإن كان قد بقي وقت طويل على صلاة العصر
ويمكنه أن يستريح فيه , فليأخذ قسطا من الراحة , وإن كان الوقت غير كاف
ويخشى إذا نام أن تفوته صلاة العصر فليشغل نفسه بشيء مناسب حتى يحين وقت
الصلاة , كأن يذهب إلى السوق لشراء بعض الأشياء التي يحتاجها أهل البيت
ونحو ذلك , أو يذهب إلى المسجد مباشرة من حين ينتهي من عمله , ويبقى في
المسجد إلى أن يصلي العصر .
ثم بعد العصر
ينظر الإنسان إلى حاله , فإن كان بإمكانه أن يجلس في المسجد ويشتغل بقراءة
القرآن فهذه غنيمة عظيمة , وإن كان الإنسان يشعر بالإرهاق , فعليه أن
يستريح في هذا الوقت , كي يستعد لصلاة التراويح في الليل .
وقبل أذان
المغرب يستعد للإفطار , وليشغل نفسه في هذه اللحظات بشيء يعود عليه بالنفع
, إما بقراءة قرآن , أو دعاء , أو حديث مفيد مع الأهل والأولاد .
ومن أحسن ما
يشغل به هذا الوقت المساهمة في تفطير الصائمين , إما بإحضار الطعام لهم أو
المشاركة في توزيعه عليهم وتنظيم ذلك , ولذلك لذة عظيمة لا يذوقها إلا من
جرب .
ثم بعد
الإفطار يذهب للصلاة في المسجد مع الجماعة , وبعد الصلاة يصلي ركعتين (
راتبة المغرب ) , ثم يعود إلى البيت ويأكل ما تيسر له – مع عدم الإكثار -
, ثم يحرص على أن يبحث عن طريقة مفيدة يملأ بها هذا الوقت بالنسبة له
ولأهل بيته , كالقراءة من كتاب قصصي , أو كتاب أحكام عملية , أو مسابقة ,
أو حديث مباح , أو أي فكرة أخرى مفيدة تتشوق النفوس لها , وتصرفها عن
المحرمات التي تبث في وسائل الإعلام , والتي يعد هذا الوقت بالنسبة لها
وقت الذروة , فتجدها تبث أكثر البرامج جذبا وتشويقا , وإن حوت ما حوت من
المنكرات العقدية والأخلاقية ، فاجتهد يا أخي في صرف نفسك عن ذلك , واتق
الله في رعيتك التي سوف تسأل عنها يوم القيامة , فأعد للسؤال جوابا .
ثم استعد لصلاة العشاء , واتجه إلى المسجد , فاشتغل بقراءة القرآن , أو بالاستماع إلى الدرس الذي يكون في المسجد .
ثم بعد ذلك
أدِ صلاة العشاء , ثم صلِ ركعتين ( راتبة العشاء ) ثم صلِّ التراويح خلف
الإمام بخشوع وتدبر وتفكر , ولا تنصرف قبل أن ينصرف الإمام , وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام
ليلة " . رواه أبو داود (1370) وغيره ، وصححه الألباني في "صلاة التراويح
" (ص 15) .
ثم اجعل لك برنامجا بعد صلاة التراويح يتناسب مع ظروفك وارتباطاتك الشخصية ، وعليك مراعاة ما يلي :
البعد عن جميع المحرمات ومقدماتها .
مراعاة تجنيب
أهل بيتك الوقوع في شيء من المحرمات أو أسبابها بطريقة حكيمة ، كإعداد
برامج خاصة لهم , أو الخروج بهم للنزهة في الأماكن المباحة , أو تجنبيهم
رفقة السوء والبحث لهم عن رفقة صالحة.
أن تشتغل بالفاضل عن المفضول .
ثم احرص على
أن تنام مبكرا , مع الإتيان بالآداب الشرعية للنوم العملية والقولية , وإن
قرأت قبل النوم شيئا من القرآن أو من الكتب النافعة فهذا أمر حسن ، لا
سيما إن كنت لم تنه وردك اليومي من القرآن , فلا تنم حتى تنهه .
ثم استقيظ
قبل السحور بوقت كاف للاشتغال بالدعاء , فهذا الوقت _ وهو ثلث الليل
الأخير _ وقت النزول الإلهي , وقد أثنى الله عز وجل على المستغفرين فيه ,
كما وعد الداعين فيه بالإجابة والتائبين بالقبول , فلا تدع هذه الفرصة
العظيمة تفوتك .
يوم الجمعة :
يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع , فينبغي أن يكون له برنامجا خاصا في العبادة والطاعة , يراعى فيه ما يلي :
التبكير في الحضور إلى صلاة الجمعة .
البقاء في
المسجد بعد صلاة العصر , والاشتغال بالقراءة والدعاء حتى الساعة الأخيرة
من هذا اليوم , فإنها ساعة ترجى فيها إجابة الدعاء .
اجعل هذا
اليوم فرصة لاستكمال بعض أعمالك التي لم تتمها في وسط الأسبوع , كإتمام
الورد الأسبوعي من القرآن , أو إتمام قراءة كتاب , أو سماع شريط , ونحو
ذلك من الأعمال الصالحة .
العشر الأواخر :
العشر
الأواخر فيها ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر , لذا يشرع للإنسان أن
يعتكف في هذه العشر في المسجد , كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ,
طلبا لليلة القدر , فمن تيسر له الاعتكاف فيها , فهذه منة عظيمة من الله
عليه .
ومن لم يتيسر له اعتكافها كلها , فليعتكف ما تيسر له منها .
وإن لم يتيسر
له اعتكاف شيء منها فليحرص على إحياء ليلها بالعبادة والطاعة من قيام
وقراءة وذكر ودعاء , وليستعد لذلك من النهار بإراحة جسمه ليتمكن من السهر
في الليل .
تنبيهات :
هذا الجدول جدول مقترح , وهو جدول مرن يمكن لكل فرد أن يعدل فيه بحسب ظروفه الخاصة .
هذا الجدول
روعي فيه الالتزام بذكر السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم , فلا
يعني ذلك أن جميع ما فيه من الواجبات والفرائض , بل فيه كثير مع السنن
والمستحبات .
أحب الأعمال
إلى الله أدومها وإن قل , فالإنسان في أول الشهر قد يتحمس للطاعة والعبادة
, ثم يصاب بالفتور , فاحذر من ذلك , واحرص على المداومة على جميع الأعمال
التي تؤديها في هذا الشهر الكريم .
ينبغي على
المسلم أن يحرص على تنظيم وقته في هذا الشهر المبارك , حتى لا يضيع على
نفسه فرص كبيرة للازدياد من الخير والعمل الصالح , فمثلا : يحرص الإنسان
على شراء الأغراض التي يحتاجها أهل البيت قبل بداية الشهر , وكذلك الأغراض
اليومية يحرص على شرائها في الأوقات التي لا يكون فيها زحام في الأسواق ،
ومثال آخر : الزيارات الشخصية والعائلية ينبغي أن تنظم بحيث لا تشغل
الإنسان عن عبادته .
اجعل الإكثار من العبادة والتقرب إلى الله هو همك الأول في هذا الشهر المبارك .
اعقد العزم
من بداية الشهر على التبكير إلى المسجد في أوقات الصلاة , وعلى ختم كتاب
الله عز وجل تلاوة , وعلى المحافظة على قيام الليل في هذا الشهر العظيم ،
وعلى إنفاق ما تيسر من مالك .
اغتنم فرصة شهر رمضان لتقوية صلتك بكتاب الله عز وجل , وذلك من خلال الوسائل التالية :
ضبط القراءة الصحيحة للآيات , والسبيل إلى ذلك هو تصحيح القراءة على مقرئ جيد , فإن تعذر فمن خلال متابعة أشرطة القراء المتقنين .
مراجعة ما مَنَّ الله عز وجل به عليك من حفظ , والاستزادة من الحفظ .
القراءة في
تفسير الآيات , وذلك إما بمراجعة الآيات التي تشكل عليك في كتب التفاسير
المعتمدة كتفسير البغوي وتفسير ابن كثير وتفسير السعدي , وإما بأن تجعل لك
جدولا للقراءة المنتظمة في كتاب من كتب التفسير , فتبدأ أولا بجزء عم , ثم
تنتقل إلى جزء تبارك , وهكذا .
العناية بتطبيق الأوامر التي تمر بك في كتاب الله عز وجل .
نسأل الله عز وجل أن يتم علينا نعمة إدراك رمضان , بإتمام صيامه وقيامه , وأن يتقبل منا , وأن يتجاوز عن تقصيرنا.