دراسة: الدبابير تتعرف على عدوانية أقرانها
واشنطن: أكدت دراسة أمريكية أن الدبابير تستطيع التعرف على مدى عدوانية
أقرانها من خلال النظر إلى قسمات وجه نظرائها. بل إن باحثي جامعة ميشيجان
الأمريكية أكدوا في دراستهم أن باستطاعة الدبابير معرفة ما إذا كانت الروح
القتالية الحقيقية لنظرائها تتفق مع معالم وجهها وما تبديه من استعداد
للمنازلة.
وقامت الباحثتان الأمريكيتان اليزابيث تيبتس وأماندا إيزو خلال الدراسة
بتغيير ملامح دبابير الحقول بحيث جعلتا الدبابير الضعيفة تبدو وكأنها
"رامبو" بين الدبابير فوجدتا أن أقرانها كشفت حقيقتها وعاقبتها حسب
الدراسة التي نشرت في مجلة "كارانت بايولوجي" المتخصصة في أبحاث الأحياء.
وتلجأ الكثير من الحيوانات إلى إظهار قوتها واستعراضها قبل الدخول في
معارك دائمة حتى لا تضيع جهدها في معارك بشكل غير ضروري وكأنها تقول
لعدوها: ابحث عن غيري لمنازلته فمعركتك معي خاسرة" حسب تعبير الباحثتين
الأمريكيتين.
ولولا أن الحشرات تتعرف على قوة نظيرتها وروحها القتالية من خلال قسمات
الوجه لاستطاعت الدبابير الضعيفة أن تظهر قوة لا تملكها من خلال حركات
استعراضية تكفيها ضريبة الاشتباك الخاسر.
ولكن الباحثتين اكتشفتا أن الدبابير لا تنطلي عليها هذه الحيلة مما
يجعلها تبادر بالهجوم على هذه الأبطال المزعومة. ومن المعتاد أن تكون هناك
معارك بين إناث الدبابير عندما يتعلق الأمر بالسيادة على العش. وتعرف
الحشرات الأكثر قدرة على التسيد من خلال خطوط الوجه الأكثر وضوحاً "وكأن
هذه الخطوط بمثابة البديل الحيواني عن أحزمة الكاراتيه التي بحوزة الدبور"
حسبما قالت الباحثة تيبتس.
وقامت الباحثتان خلال تجاربهما برسم خطوط إضافية "أحزمة كاراتيه" على
وجه الحشرات الضعيفة مما جعلها تبدو أقوى من حقيقتها وبإعطاء حشرات أخرى
ضعيفة أيضا هورمونات تجعلها أكثر عدوانية عما تبوح به خطوط وجهها.
وعندما صادفت الحشرات المعدلة حشرات غير مزيفة كانت الأخيرة تنزل عليها
العقوبة. أما إذا اتفقت علامات الوجه مع القوة القتالية الحقيقية فإنها
كانت تترك في هدوء دون عقوبة.