~~~~||| الضوضاء.. تسبب الكآبة والتوتر |||~~~~
الضوضاء.. تسبب الكآبة والتوتر
[center][center]
وجد
مختصون في العلوم البيئية أن للضوضاء تأثيرات سلبية من الناحية العضوية
والنفسية، تنعكس على تصرفات الإنسان وسلوكه، وتضعف أداءه وكفاءته، وتصيبه
بالتوتر والكآبة. وأوضح
الخبراء أن الضجيج هو المسؤول عن تزايد ظاهرة العنف والعدوانية والتقلبات
المزاجية بين الناس، وحذر الباحثون من أن الأصوات العالية تسبب مشكلات
صحية في الجهاز السمعي، وقدرته على الإنتاج والإبداع، وتصيب الإنسان
بالأرق واضطرابات النوم وضعف التركيز والتوتر والقلق وارتفاع ضغط الدم
وتغيرات فسيولوجية وهرمونية.
ومن جانب آخر، أظهرت نتائج دراسة للوكالة الاتحادية الألمانية للبيئة أن
خطر الإصابة بارتفاع الضغط يزيد لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي
يكون فيها حركة سيارات كثيفة وضجة عالية مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في
المناطق الهادئة. وبينت النتائج أن الأشخاص الذين يتعرضون للضجة الصوتية خلال الليل وأثناء النوم يتضاعف لديهم أيضا خطر الإصابة بارتفاع الضغط.
وقد
توصل الباحثون إلى هذه النتائج نتيجة قيامهم بقياس أثر الضجة ومصادرها على
صحة 1700 شخص يعيشون في مناطق مختلفة في العاصمة الألمانية ومستويات
الكولسترول وضغط الدم لديهم .ومن
جانب آخر فإن الصخب والضجيج والفوضى يضعف النمو الإدراكي والمهارات
اللغوية عند الأطفال.. هذا ما حذر منه الأخصائيون النفسيون في جامعة
بيوردو الأميركية. وأوضح
الدكتور ثيودور واشز، أستاذ العلوم النفسية في الجامعة، أن الأطفال الذين
يعيشون في بيئة إزعاج وفوضى أو ما يعرف بـ "التلوث الضجيجي" يعانون من
القلق ويصابون بمشكلات في التنظيم والتكيف مع متغيرات الحياة وضغوطاتها.
ولاحظ
الباحثون بعد دراسة ردود أفعال الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وجود مشكلة
في قدرة الأطفال الذين نشأوا في بيئات منزلية فوضوية وغير منظمة، على
التأقلم والعمل بجد، حيث يختلق سلوك الطفل حسب جنسه ومزاجه وطبيعته الحساسة. ووجد
هؤلاء أثناء دراستهم للآثار البيئية على النمو والتطور المبكر في فترة
الطفولة، أن أكثر الأطفال تعرضاً للمشكلات المصاحبة للحياة المشوشة هم
الأولاد السلبيون والانفعاليون وسريعو الغضب والتهيج.
وعرض
الخبراء في مجلة "العلوم اليوم" الأميركية، عدداً من الاقتراحات لتقليل
التشوش والضجيج في المنزل، وتشمل إطفاء جهاز التلفزيون إذ كان هو السبب
الأساسي للضجة والصخب، لأنه قد يكون سبباً مباشراً للخبل والاضطرابات
الذهنية عند الأطفال أو إصابتهم بالذهول والارتباك، وإنشاء مكان هادئ
لجلوس الأطفال وانفرادهم بأنفسهم والسماح لهم بالتعبير عن شعورهم
واحتياجاتهم. كما
ينصح الآباء بالقراءة لأطفالهم الصغار في أماكن هادئة حتى لا يتشتت ذهن
الطفل، وتعليمهم كيفية ترتيب الملابس والألعاب ورفع الزائد منها وعدم
وضعها جميعاً في مكان واحد بحيث يتم استبدالها كلما سئموا من اللعب بها. هذا
فيما يتعلق بالأطفال أما بخصوص الكبار فقد أظهرت التقارير الصحية الصادرة
عن الأكاديمية البريطانية أن عدد ضحايا الموسيقى الصاخبة وصل إلى 75 ألف
حالة وفاة للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14-24 عاما. وأضاف
التقرير أن الإحصاءات التي قامت بها الأكاديمية توصلت إلى أن حالات
الانهيار العصبي الناتجة عن الموسيقى والعنف وصلت إلى 875 ألف حالة، وأن
هذا العدد في تزايد مستمر. وكانت
الأكاديمية قد توصلت لهذه النتائج بعد دراسة عينة شملت مستويات مختلفة وقد
أجمع 85 بالمائة من أفراد هذه العينة أن الضجيج يعد من أول الأخطار التي
تهدد حياة الناس.
وقد
جاء في التقرير عدد من الأمثلة الدالة على حجم التأثير الناتج عن الضجيج
فذكر أن قياس درجة ضجيج أزيز محركات الطائرات يصل إلى 136 درجة أما
الانفجارات الناجمة عن استخدام المدافع الثقيلة والقنابل والصواريخ فإنها
تؤدي سنويا إلى وفاة مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين لأن ما تسببه من
أصوات مؤذية يتعدى بقوته 175 ديسيبل ومن دون استخدام تجهيزات خاصة لحماية
الرأس والأذن فإن ذلك يؤدي إلى نزيف دماغي قاتل وهذا ما يحدث في الأماكن
المشتعلة بالنزاعات والحروب.
إن
تأثير الضجيج على الإنسان أصبح مؤذيا لعدة أجهزة في الجسم فالضجيج يؤدي
إلى تسارع ضربات القلب ويعطل بعض مناطق الدماغ أو يتلف الأعصاب السمعية،
وإن هذه النتائج تظهر بوضوح لدى المدمنين على الاستماع للموسيقى الصاخبة.
حيث
أن الأصوات العالية جدا هي أصوات غير طبيعية وتعرف بالضجيج المزعج وكثيرا
ما تؤدي إلى حوادث خطيرة على سبيل المثال في المصانع ومراكز العمل كما
يتسبب بحوادث سير قاتلة لأنها تفقد القدرة على التركيز وسرعة المبادرة
فالأذنان مفتوحتان دائما ولا شيء يحميهما من تسرب الأصوات المؤذية إلى
الدماغ عبرهما وفى مثل هذه الحالة لا بد من حمايتها بمواد عازلة تمتص
الضجيج خاصة في أماكن العمل.
أما
البروفيسور روبير فيراك فيؤكد في تقريره الذي جاء ضمن دراسة الأكاديمية
الملكية البريطانية أنه بعد معاينته لعدد من المدمنين على الموسيقى
الصاخبة أن أعداد هؤلاء المراهقين الشباب يزداد باطراد. وعزا تلك الزيادة
إلى ارتفاع معدلات البطالة والأزمات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية
لتصبح هذه الموسيقى القاتلة المتنفس الوحيد بالنسبة لهؤلاء خاصة أن بعض
أصناف الموسيقى الصاخبة تصل إلى 94 ديسيبل، والأصوات الصاخبة لها تأثير
مدمر على الدماغ ويمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالصمم أو النزيف الدماغي إذا
ما كانت حدة الصوت متكررة مثل الأصوات الناجمة عن العمل على أماكن الحفر
أو المناجم