°l||l° التلوث الاشعاعى واسبابه ( 3 )°l||l°
عندما
تصطدم هذه الأشعة – أياً كان نوعها– بطاقة مناسبة بالمادة فإنها تتفاعل
معها محدثة تغيرات فيها. تبدأَُ هذه التغيرات من رفع درجة حرارة الجسم
وتنتهي بتغيير تركيب نوى بعض ذراته, يطلق على هذه العملية التأثير
المتبادل بين الإشعاعات والمادة [ 2 ].
يتراوح عمر النصف للنظائر بين (
) ( أي ثلاثة أجزاء من الميكرو ثانية ) للنظير (
) و (
سنة ) ( 14 مليار عام ) لليورانيوم 238 ويصل إلى (
سنة ) للنظير 204 للرصاص .
وهكذا نجد أنه يوجد في الطبيعة نظائر عمر النصف لها أطول من العمر الافتراضي للأرض الذي يقدر بحوالي (
عام ) (مائة مليون عام ) أهمها اليورانيوم (
) والثوريوم (
) والأكتينيوم ( الأكتينيويورانيوم ) (
) .
يتفكك
كل من هذه النظائر متحولاً إلى آخر نشط – ينتج عن كل تحول أشعة ألفا أو
أشعة بيتا السالبة - وهكذا إلى أن نصل في النهاية إلى نظير مستقر هو أحد
نظائر الرصاص. قد يصل عدد هذه النظائر الناتجة عن تفكك نظير محدد إلى خمس
عشر نظيراً فتشكل معاً ما يسمى " سلسلة إشعاعية " (أسرة إشعاعية) يكون
النظير الأول هو الجد الأكبر في السلسلة [ 1 ].
تعتبر
السلسلتين الأولى والثانية المصادر الأهم للإشعاع الأرضي في الطبيعة, أما
السلسلة الأخيرة فهي أقل أهمية لأن الجد الأكبر لها نادر الوجود في
الطبيعة. يضاف إلى هاتين السلسلتين بعض النظائر المشعة الهامة لأنها تتشكل
باستمرار في الطبيعة:
- البوتاسيوم (
) (
) .
- الكربون (
) (
) يتشكل من تفاعل الإشعاع الكوني مع الغلاف الجوي للأرض .
- التريتيوم (
) (
) زادت نسبته بعد عام 1952 بسبب التفجيرات التي صاحبت اختبار الأسلحة النووية .
يتواجد اليورانيوم في الطبيعة بتراكيب كيميائية مختلفة الجدول ( I
) وفي مواقع جيولوجية متنوعة, ويتواجد الثوريوم في رسوبيات المونازيت.
تذوب بعض هذه المركبات الكيميائية في الظروف الطبيعية بالماء فتنتقل من
فلذاتها وتسير مع الماء إلى الأنهار لتصب في البحار والمحيطات مما يؤدي
إلى ارتفاع نسبة الإشعاع على طول مجرى النهر وعند المصب ، وذلك بسبب تفاعل
الأشعة الناتجة عن التفكك مع نوى ذرات النظائر المستقرة التي تصادفها
وتتفاعل [ 4 ] معها محولة إياها إلى نظائر نشطة تساهم في زيادة نسبة
الإشعاع في الطبيعة في تلك المناطق.
II - الأشعة الكونية :
وهي الأشعة التي تفد إلينا من الفضاء الخارجي ومصدرها المجرات والشمس، وتقسم إلى ثلاثة أنواع:
– الأشعة الكونية الأولية: وتتألف
من 87 % بروتونات و 12 % جسيمات ألفا و1 % نوى عناصر ثقيلة مثل الكربون
والأكسجين والنتروجين والكالسيوم والحديد ، وتتواجد على ارتفاع 50 كم
فأكثر وتقل كثافتها كلما اقتربنا من سطح الأرض.
– الأشعة الكونية الثانوية:
وهي نتاج تفاعل الأشعة الكونية الأولية مع الغلاف الجوي للأرض ، وتتألف من
فوتونات (إشعاع كهرطيسي ) وإلكترونات و بروتونات ونيترونات, وتزداد
كثافتها كلما اقتربنا من سطح الأرض, فهي تتواجد على ارتفاع 20 كم فأقل .
وفيما بين هذين الارتفاعين نجد خليطاً من نوعي الأشعة .
- الأشعة الشمسية : وهي عبارة عن بروتونات تتدفق خارجة من الشمس عقب انبعاث توهجات نيرا نية تظهر على هيئة لسان كبير من سطحها, جزء من هذه الأشعة تكون طاقته كبيرة بحيث تكفي لإحداث تغيرات على سطح الأرض يمكن كشفها.
تشكل
الأشعة بشقيها الأرضية والكونية " الخلقية الإشعاعية" التي تعبر عن مستوى
( معدل)الإشعاع في الطبيعة ، وهو يختلف باختلاف المنطقة والموقع والزمن .
لمعرفة تأثير هذه الأشعة وضعت تعاريف وأدخلت وحدات تسهل تناول هذا
الموضوع أهمها :
-" الجرعة الممتصة " وهي تعبر عن الطاقة المنتقلة إلى وحدة الكتل من المادة المنقولة إليها وتقاس " بالغري " (GY).
-" مكافئ الجرعة " الذي يصف التأثير البيولوجي لنوع معين من الأشعة على نوع محدد من المادة أو العضو ويقاس " بالسيفرت " (SV).
ويشار إليهما "بالجرعة " اختصاراً وتبقى الوحدة هي المميز لنوع الجرعة