النظم البيئية وظروف حياة الإنسان
تسونامي
المحيط الهندي في عام 2004 وإعصار كاترينا في عام 2005 جلبا تركيزا حادا
على العلاقة بين النظم البيئية وظروف حياة الإنسان. وفي كلتا الحالتين
تضخم الضرر بفقدان المساحات الخضراء الطبيعية. فالتدمير لأكثر من 70 سنة
خلت لنحو 1500 ميل مربع من أراضي مستنقعات لويزيانا وأسرة عشب الإيل
eelgrass beds، زاد من تأثير العاصفة الناجمة عن إعصار كاترينا (1). وفي
جنوب شرق آسيا أدى التحويل الواسع لغابات الأشجار الاستوائية لتصبح بركا
للقريدس إلى فقدان الحماية من موجات التسونامي. ووجدت الدراسات ما بعد
التسونامي التي قادها الباحث السيريلانكي< D.F.جيوباس> [من جامعة
فريجي في بلجيكا] أن الخط الساحلي المتصل بغابات الأشجار الاستوائية لم
يتعرض لأي أضرار. هذا ولا يقع أي من مستنقعات لويزيانا ولا الأشجار
الاستوائية في سيريلانكا تحت تصنيف البقع الساخنة للتنوع البيولوجي في
العالم؛ فهما لا يحويان أي أنواع نباتية متوطنة، ونقدر أن عدد الأنواع
النباتية والحيوانية الموجود فيهما لا يصل إلى عُشْر ذلك العدد الموجود في
الغابات الاستوائية.
|
عندما بدأت النسور الهندية بالنفوق، لم تكن عواقب ذلك على البشر واضحة مباشرة، إلى أن جعل خطر داء الكَلب ـ نتيجة زيادة أعداد الكلاب البرية التي تتغذى بجيف الحيوانات ـ الربط بين الأمرين (نفوق النسور وخطر داء الكلب) واضحا. فإنقاذ الحياة البرية غالبا ما ينقذ الناس أيضا. مثل هذه الارتباطات بين مصير الحياة البرية وصحة الإنسان عديدة. |
ويمكن
أيضا أن يكون الرابط بين فقدان البيئة والخسائر الاقتصادية، الذي لا يكون
واضحا دائما، معنويا. فالرياح التي تهب على الصحراء والساحل الإفريقي تحمل
بشكل متزايد الغبار الذي يتناثر غربا عبر المحيط الأطلسي. وكل سنة هناك
عدة مئات من ملايين الأطنان من الرمال تسقط على الأمريكتين والكاريبي.
وعند وجود الغبار، تؤدي الملوثات والمتعضيات الدقيقة والعناصر الغذائية
المرافقة للرمل دورا في إزالة الشعب المرجانية، وهذا يقلل من السياحة
والثروة السمكية. كما أن الرعي الجائر والممارسات الزراعية غير المستدامة
في شمال وجنوب الصحراء الإفريقية قد زادا من الفقر والمجاعة ونقص التغذية
إقليميا وخرّبا مرجان واقتصادات نصف مساحة العالم البعيد.
حماية المجتمعات الفقيرة والبيئات المأهولة
المشكلة
السبخات الملحية وأسرّة أعشاب البحر وأمكنة المحار في ساحل فلوريدا پانهنْدل تؤوي خروف البحر وسلاحف بحرية وطيور الزقزاق المغرد piping plovers وأنواعا أخرى عديدة مهددة، كما أنها تخدم حاضنات للقريدس والسرطان وسمك النهاش الأحمر red snapper المهمة اقتصاديا. وهذه المواطن تقدم أيضا حماية من العواصف الهوجاء التي تصاحب الأعاصير، مثل دينس في عام 2004 (الصورة في اليسار). ومع ذلك فقد جرى إلى حد بعيد تجاهل استراتيجيات حماية وإعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية ـ التي يمكنها في آن معا مساعدة الناس وتوسيع هذه المناطق لتؤوي أنواعا مهددة ومهمة اقتصاديا ـ لصالح مشاريع هندسية تؤدي إلى تسريع تعرية التربة ـ وفقدان الموائل.
الحل
جمع علماء من الحفاظ على الطبيعة وإدارة المحيطات الوطنية والأرصاد الجوية خرائط للمناطق الحرجة والأنواع المهددة في فلوريدا پانهنْدل مع خرائط العواصف الهوجاء المتوقعة والمجتمعات المرجح تأثرها من هذه العواصف (في الأسفل). وبتغطية مجموعات البيانات هذه، استطاعوا تحديد المناطق التي إذا ما أعيد تأهيلها، ستحمي أكثر المجتمعات البشرية تأثرا وأيضا العديد من الأنواع المهمة الموجودة فيها، مثل محار المناطق الضحلة الملحية وأعشاب الأراضي الرطبة الساحلية.
|
|
|
مناطق ذات تنوع بيولوجي مهم وأنواع واقعة في الخطر |
|
|
|
المجتمعات الفقيرة الأكثر عرضة لأخطار العواصف |
المناطق المعرضة لأخطار الدمار من العواصف الهوجاء ومن الفيضانات |
|
|
سلحفاة البحر الضخمة الرأس |
النتيجة النهائية
يستطيع علماء الحفاظ على البيئة الآن أن يستخدموا هذه الخريطة ليقرروا أين ستتركز الجهود لمساعدة الناس والعالم الطبيعي معا. |
|
|
|
اسم الطائر
الزقزاق المغرد |
المحصلة
بتوضيح كيف يتلازم الحفاظ على البيئة مع حاجات الإنسان، بدأ هذا الفريق بكسب دعم أكبر من الجمهور للحفاظ على البيئة وجهود إعادة التأهيل على طول فلوريدا پانهنْدل. |
والبلدان
النامية هي في أمس الحاجة إلى الفوائد الاقتصادية التي تقدمها خدمات
النظام البيئي. فهذه البلدان تحصل على دخل كبير من الأخشاب والألياف
والزراعة. وبشكل نموذجي تعد الغابات والثروة السمكية أكثر أهمية بـ 5 إلى
10 أضعاف كمكونات للاقتصادات الوطنية لهذه البلدان مقارنة بالولايات
المتحدة وأوروبا. وفي تقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2005 شرح مقنع
بأن الحفاظ على البيئة هي المفتاح لتخفيف الفقر ل70 مليون من فقراء العالم
القرويين.
وصحة
الإنسان عرضة للتهديد أيضا عندما تنكسر نظم البيئة والدورات الطبيعية.
وليست نسور الهند سوى مثال واحد من مئات الأمثلة. فنحو مليوني إنسان
يموتون كل سنة بسبب قلة أو عدم نظافة مصادر المياه. والحفاظ على الأراضي
الكثيرة المطر والغابات يمكن أن يقلل من عدد الوفيات: الأراضي الكثيرة
المطر تعد مصافي طبيعية تحسن نوعية المياه للشرب والزراعة؛ الغابات ذات
الصحة الجيدة تمنع الرسوبيات التي يمكنها أن تتسبب في الماء الموحل. إن
إنقاذ الغابات والسهوب يمكن أن يخفف من عجاج الغبار الناشئ في إفريقيا،
وحتى الأكبر منه الذي يعبر المحيط الأطلسي من غرب الصين والذي رُبِط حديثا
بحالات الربو في أمريكا.
يمكن
مشاهدة صلة أقوى بين تدهور النظام البيئي وصحة الإنسان من خلال المتعضيات
المسببة للأمراض التي تنتقل من الحياة البرية إلى الإنسان. ثلثا عدد أمراض
العالم المعروفة حديثا، مثل فيروس الإيبولا وإنفلونزا الطيور، تسببهما
عوامل ممرضة تصيب عوائل حيوانية وليس بشرية، وتتصل مع الناس فقط بسبب
التغيرات في استخدام الأراضي والعمليات الزراعية. ولكنها في الأساس ليست
أمراضا غريبة. وبالتخلص من الذئاب وأسود الجبال، تسبب الناس في شرق
الولايات المتحدة بانفجار في عدد الغزلان والوعول، وهذا نجم عنه أكثر من
000 20 حالة جديدة سنويا من مرض اللايم Lyme. إن محاولات القضاء على
المفترسات منذ أكثر من قرن مضى، وضعت صحة الإنسان اليوم في خطر.
منقووول