الاحتباس الحراري يهدد وجود الثدييات الصغيرةقد يكون التنوع البيولوجي
للثدييات الصغيرة في القارة الأمريكية الشمالية بلغ بالفعل نقطة
"اللاعودة"، مما قد ينجم عنه تأثيرات متفاوتة على سلسلة الغذاء، وفقاً
لدراسة جديدة قام بها علماء في الولايات المتحدة، ونشرت مؤخراً في المجلة
العلمية "الطبيعة."
فقد كشف علماء الأحياء من جامعة
"ستانفورد" في كاليفورنيا، الذين يدرسون مستحثات عثر عليها خلال حفريات في
كهف بشمال كاليفورنيا، عن أدلة تشير إلى مقتل أعداد كبيرة جداً من
الثدييات الصغيرة، خلال الحلقة الأخيرة من ظاهرة الاحتباس الحراري قبل نحو
12 ألف سنة.
وقال الباحثون إن كثيراً من
الأنواع والفصائل أشرفت على الانقراض جراء ذلك، ما يجعلها عرضة للموت خلال
الارتفاع في درجات الحرارة في المستقبل.
وكشفت الرواسب في كهف "سمولويل"،
على سفح جبل "كاسكيد" الجنوبي، أن أعداد حيوانات الغوفر وفئران الحقول
خلال فترة نهاية حقبة العصر "البليستوسيني"، كانت متناسبة مع الفئران
المعروفة باسم فئران الأيائل.
غير أنه في حين أن أعداد فئران
الأيائل تزدهر وتكثر في فترة ارتفاع درجات الحرارة، بحيث أصبحت واحدة من
الثدييات الصغيرة الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة حالياً، فإن الغوفر
وفئران الحقول والأنواع الصغيرة الأخرى من الثدييات الصغيرة، تراجعت بشكل
كبير.
وبحسب الدراسة فقد ساهم تراجع أنواع من الثدييات الصغيرة خلال تلك الفترة بانخفاض ما نسبته 30 في المائة من التنوع البيولوجي.
وتقول اليزابيث هادلي، المشاركة
في الدراسة وأستاذة علم الأحياء بجامعة ستانفورد، إن فئران الأيائل تعتبر
كـ"الأعشاب الضارة"، فعندما تحل محل الأنواع الأخرى من الثدييات الصغيرة،
فإن تأثرها ينعكس على النظام الإيكولوجي.
أما المؤلفة الرئيسية للدراسة،
جيسيكا بلويس، فتقول إنه من السهل اعتبار الثدييات الصغيرة أمراً مفروغاً
منه، إلا أنها تلعب دوراً مهماً في النظام الإيكولوجي، فهي تعمل على تهوية
التربة ونثر البذور، إضافة إلى كونها فريسة لحيوانات أكبر.
وبخلاف بعض أنواع الحيوانات
الكبيرة كالماموث والذئاب، فإن الثدييات الصغيرة لم تتعرض أبداً للإنقراض
خلال حقبة العصر الجليدي، لكن الحيوانات الصغيرة تواجه حالياً مستقبلاً
غامضاً، كما تقول بلويس.
وكان تقرير للأمم المتحدة، نشر
مؤخراً، قد كشف عن صورة متشائمة للتنوع البيولوجي على الأرض، مرجحاً
انقراض ثُلث فصائل النباتات والحيوانات من الكوكب.
وقال التقرير، الذي يستند إلى
بيانات تم الحصول عليها من دراسات أجريت في أكثر من 120 دولة في جميع
أنحاء العالم، إن التنوع البيولوجي يهدده النمو الاقتصادي لبلدان مثل
الصين والهند والبرازيل.
وحذر التقرير الأممي من أنه في
حين يتزايد وعي الدول الغربية حيال الحاجة لحماية الأنواع المهددة
بالإنقراض، تدمر شراهة العالم النامي للمواد الخام النظم الإيكولوجية
الهشة.