«كون آخر» في مرمى محطة الفضاء الدولية ؟
بعد 12 سنة من البناء في الفضاء، أنجز «المركز الأوروبي للبحوث النووية» اختصارا سيرن CERN في جنيف، قطعة غير عادية، يفترض ان تصعد الى «محطة الفضاء الدولية»، لتكتشف شيئاً غير عادي، بل إنه «عكس الشيء»، «لأنها ترصد المادة المُضادة» وتجمّعاتها، التي ربما تُشكّل كوناً - مُضاداً كاملاً!
فمن مركز «سيرن»، نقلت طائرة لسلاح الجو الأميركي «كاشف ألفا المغناطيسي Alpha Magnetic « Sensor، الذي بلغت كلفته 1.5 مليار دولار.
وإضافة الى نظرية الكون - المُضاد، سيختبر هذا الكاشف النظرية المتعلقة بـ» المادة القاتمة» Dark Matter ويفترض ان هذه المادة تشكّل 83 في المئة من الكون.
وفي مؤتمر صحافي رافق الحدث، قال الأميركي صامويل تينغ الحائز جائزة نوبل: «إذا وُجد كون مضاد في أقاصي كوننا، فمن المحتمل أن يتمكن هذا الكاشف من جلب علامات على وجوده».
ولا يسهل شرح مفهوم» المادة المُضادة». ويشبّه البعض العلاقة بين المادة و«المادة المضادة» بالعلاقة بين الإنسان وصورته في المرآة. والمفارقة أن تلاقي المادة مع» مضادتها» يؤدي إلى تلاشيهما معاً، فكأنهما يذوبان في بعضهما البعض، مع إطلاق كمية ضخمة من الأشعة.
وفي خمسينات القرن الماضي، استطاع مختبر أميركي توليد جسيمات «مضادة» لنواة الذرة، ما أعطى دفعاً للنظريات القائلة بوجود «كون - مُضاد»، كما أطلق خيالاً علمياً ضخماً حول هذا المفهوم، عكسته الروايات وأفلام الخيال العلمي. وولدت مقولة «المادة الداكنة Dark Matter «مع نظرية «النسبية العامة» لإينشتاين في الربع الأول من القرن العشرين.
وعلى رغم الاختلاف حول تركيبتها وشكلها وحجمها والطاقة التي تختزها، يسود شبه اتفاق علمي مفاده أنها تشكل 96 في المئة من الكون. وافترض إينشتاين خطأً وجود «مادة غامضة» تمنع الكون من التوسّع. وسرعان ما تبيّن خطأه، عندما برهن الأميركي إدوين هابل أن الكون يتوسّع باستمرار.
وعلى رغم هذه المعطيات القوية، إلا أن حكاية «المادة الداكنة» لا تزال موضع خلاف. ويفترض ان يساعد «كاشف ألفا المغناطيسي» على حسم مسألة «المادة الداكنة» وطاقتها أيضاً.
ويفترض بعض العلماء أن المادة المُضادة تُمثّل الوعد الأكبر بطاقة نظيفة وهائلة المقدار، ربما تنقذ الكرة الأرضية وشعوبها من أزمتها مع الوقود الإحفوري وعوادمه وتلوثه وما ينتج منها من احتباس حراري.
وبرأيهم، فإن طناً من المادة المُضادة يمكنه سد حاجة الكرة الأرضية من الطاقة طوال سنة. وبالتالي يستطيع العالم أخيراً تحقيق استقراره وكفايته من الطاقة ذاتياً