الترهيب لمن يترك الحج تهاونا
روي عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قوله: من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله، ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا
وذلك لأن الله تعالى قال في كتابه:
ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين
وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه
الأمصار فينظروا كل من كانت له جدة ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم
بمسلمين ما هم بمسلمين .
وورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
من لم تحبسه حاجة ظاهرة، أو مرض حابس، ومنع من سلطان جائر ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا
.
وجاء فيما يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل قوله:
إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه المعيشة يمضي خمسة أعوام لا يفد إلي إنه لمحروم
.
فهذه الأحاديث وتلك الآثار تدل على مدى ذنب
المتهاون بأداء هذه الفريضة، وأنه بتهاونه وتسويفه قد وقف على شفا هاوية
من الجحيم، لأنه لا يؤمن عليه أن ينقلب ذلك التهاون والتسويف إلى استباحة
ترك هذه الفريضة، أو احتقارها وعدم المبالاة بها- والله يحول بين المرء
وقلبه- فيصبح- والعياذ بالله تعالى- من الكافرين، ولا غرابة فإن هذا ظاهر
من قول الرسول صلى الله عليه وسلم وقول صاحبه المتقدم: فليمت إن شاء
يهوديا أو نصرانيا.
ولا عجب فإن جحوده وتنكره لهذه القاعدة الإسلامية العظمى قد ربطه بهم وضمه إلى جامعتهم جامعة الكفر والتكذيب.