اسماك الاطلسي (4)
اعتبر
العديد من العلماء والباحثين في مجال البيئة، أن الكثير من أنواع الأسماك
التي تعيش في المياه العميقة للمحيط الأطلسي والبحر المتوسط هي مهددة
بالانقراض، ومن أجل ذلك بدأ وزراء الصيد البحري في أوروبا يوم 20 نوفمبر
مفاوضات
حول استغلال هذا النوع من الأسماك.فمخزون الأسماك في الأطلسي يعرف انخفاضا
سريعا، ما دفع باللجنة الأوروبية إلى المطالبة بتخفيض حصص الصيد لسنة 2007
بنسبة 33%، والإبقاء على هذا المستوى لسنة 2008.
ولكن البلدان
الأوروبية التي تمتلك أكبر الأساطيل للصيد في المياه العميقة مثل بولونيا،
اسبانيا، ليتوانيا وفرنسا، تريد الحصول على تخفيضات أقل مما تم الإعلان
عنه، لكنها تمتد على فترة زمنية طويلة، ويوفر هذا القطاع من الصيد البحري
حوالي ثلاثة آلاف منصب شغل.
كما أن الوزراء سيتفاوضون على
مخطط لتخفيض الصيد في منطقة البحر المتوسط، أين يعرف مخزون العديد من
الأنواع مثل سمك التونة الأحمر تراجعا كبيرا منذ عدة سنوات، فكميات الصيد
التي تتم في البحر الأدرياتيكي وحول جزيرة صقلية عرفت في العشرين سنة
الأخيرة تناقصا ملحوظا، وهو ما يضع بصفة عامة مستقبل 100 ألف صياد أوروبي
في منطقة المتوسط للمجهول.
فالمحادثات التي تتعلق بحصص
الصيد، وتحديد فتحات شباك الصيد وعدد الأيام التي يبقى الصيادون فيها في
البحر، تجري منذ ثلاث سنوات ولكنها لم تصل إلى نتيجة ملموسة، وهو ما يأمل
الإتحاد الأوروبي في التوصل إليه عند نهاية هذه الاجتماعات.وفيما يتعلق
بسمك التونة، فقد ذكر المسئولون الأوروبيون أن أهم اجتماع يخص هذا النوع
سيعقد بمدينة ديبروفنيك- Dubrovnik الكرواتية، أين سيجتمع 42 بلدا من
اللجنة الدولية لحماية سمك التونة بالأطلسي، لمناقشة أحسن السبل لحماية
هذا النوع.
ودعت منظمة السلام الأخضر المجتمع الدولي إلى
تحديد آجال لوضع حد لعمليات الصيد الجيبية (تستعمل شبكة صيد جيبية الشكل)
في الأعماق الكبيرة، والتي تأوي 98% من مختلف أنواع الحياة على كوكب
الأرض.فهذا النوع من الصيد، وحسب العديد من العلماء والباحثين في البيئة
والحكومات، من أكثر الأنواع تدميرا للبيئة العميقة المستعملة، حيث ذكرت
دراسة حديثة أن أنواع الأسماك التجارية يمكن اختفائها بحلول سنة 2048، إذا
ما استمرت وتيرة الصيد على ما هي عليه اليوم