سلسلة من أنواع علوم الحديث: معرفة الحسن من الحديث
النوع الثاني: معرفة الحسن من الحديث
روينا
عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله أنه قال بعد حكايته أن الحديث عند أهله
ينقسم إلى الأقسام الثلاثة التي قدمنا ذكرها: الحسن ما عرف مخرجه واشتهر
رجاله. قال: وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله
عامة الفقهاء.
وروينا عن أبي عيسى الترمذي
رضي الله عنه أنه يريد بالحسن أن لا يكون في إسناده من يتهم بشكرا ولا
يكون حديثا شاذا ويروى من غير وجه نحو ذاك وقال بعض المتأخرين: الحديث
الذي فيه ضعف قريب محتمل هو الحديث الحسن ويصلح للعمل به.
قلت: كل هذا مستبهم لا يشفي الغليل وليس فيما ذكره الترمذي والخطابي ما يفصل الحسن من الصحيح وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث
ص -27- جامعا بين أطراف كلامهم ملاحظا مواقع استعمالهم فتنقح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان:
أحدهما:الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلا كثير الخطأ فيما يرويه ولا هو متهم بشكرا
عنوان الكتاب:
علوم الحديث
تأليف:
أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المعروف بابن الصلاح