التنوع البيولوجي ركيزة البيئة المستدامة

التنوع البيولوجي هو نتاج البيئة المتوازنة او مجموعة من الانظمة
البيئية المسؤولة عن استمرارية الحياة على كوكب الارض بشكل مريح لجميع
مكوناته التي اذا اختلت العلاقة بينها لانعكس ذلك على حياة الناس بل على
كل انواع الحياة ولو اردنا تعريف مفهوم التنوع الحيوي فانه ببساطة نتاج
البيئة المتوازنة والتي لم يتدخل الانسان بنشاطاته بها ، او هو نتاج
التعامل الرفيق مع البيئة بمكوناتها الحيوية واللاحيوية والحفاظ على هذه
العلاقة بين مختلف طراف المكونات بيئيا وضمن الوسط البيئي الواحد سواء
اكان وسطا بريا مائيا عذبا او بحريا .
فالتنوع البيئي يشمل النظر الى التعددية في البيئة الواحدة وانواع هذه
التعددية من حيث الكائنات الحية سواء الكائنات الاولية البدائية او
الكائنات الراقية نباتية كانت او حيوانية. ومحاولة فهم العلاقات البيئية
والحفاظ عليها كونها الموطن للاحياء المختلفة وكيفية الحفاظ عليها ضمن
مفهوم تقديس وتقدير الانواع البرية التي تشكل الثروة الاساسية في التنوع
البيولوجي اذ ان الانواع البرية هي الاكثر ملائمة وانسجاما مع متغيرات
البيئة الطبيعية ، وتطوير اليات لمواجهة هذه التغيرات على مدى ملايين
السنين من عمر الكون . واننا بالحفاظ على هذه الانماط وتنوعها فاننا نحافظ
على مخزون هائل من التنوع الوراثي الجيني التي نعود لها باستمرار من خلال
بحوثنا المتعلقة بسبل الحفاظ على بيئة سليمة مستمرة العطاء ومستدامة ، حيث
ان هذا التراث الجيني ليس ملكا او حكرا على جهة معينة بل هو ملك للبشرية
جمعاء وهو امانة تنتقل بين الاجيال السالفة واللاحقة ولا بد ان يقوم كل
جيل من ناحيته بالحفاظ على هذه الامانة وتسليمها للجيال اللاحق الذي عليه
العمل على تطوير سبل المحافظة على هذا المخزون وكذلك وضع استراتيجيات
تساعد في عمليات التنمية المستدامة لموارد البيئة بمجموعها بما فيها
المخزون الجيني ، ولتعميقمفاهيم التنوع البيولوجي لابد لنا من توعية شرائح
المجتمع المختلفة بمفاهيم المنتزهات القومية المحمية مثلا وكذلك ترشيد
استعمالات الاراضي ضمن الرؤيا المتكاملة من حيث التنمية والاستثمار والرفق
بالبيئة .ويندرج في هذا الاطار تعميق مفهوم الحفاظ على البيئات الخاصة
برية او مائية والتعرف على المواطن الحساسة فيها لوضع الاستراتيجيات
المناسبة للحفاظ عليها مثلا على الانواع المهددة و ربما تكثيرها في الاسر
ومن ثم اعادة اطلاقها الى البيئة او على سبيل المثال محاولة تكثير بعض
النباتات المهددة او الطبية او ذات القيمة الاقتصادية من خلال استعمال
التقنيات الحيوية ، كما ان علينا ادخال حماية وادارة المناطق المهددة في
ذهن صانعي القرارومراعاة هذه القضايا عند تنفيذ مشاريع تموية .
وعموما فانه لابد من توجيه الاهتمام العام الى الحفاظ على التنوع
البيولوجي في كل مناحي حياتنا وعلى مستوى كل الشرائح الاجتماعية المكونة
لمجتمع معين سواء اكان مدنيا او ريفيا او حتى بدويا في بلادنا العربية ،
وكذلك الاستثمارالامثل الرشيد والمستدام لموارد البيئة ومصادرها الطبيعية
المتنوعة وهذا بدوره لايتم بصورة معقولة الا من خلال توجيهات رسمية على
مستوى الدولة ، وكذلك التلاقي على مستوى الاقاليم .
وفي هذا الاطار لابد لنا من الاشارة الى ان اي مبادرة في مجال الحفاظ
على البيئة والتنوع البيولوجي فيها لابد وان تؤثر مباشرة على حياة الناس
الذين هم اللبنة الاساسية فيانجاح مثل هذه التوجهات من خلال جعلهم يشعرون
بانهم شركاء اساسيين في هذه العملية وان التنمية المستدامة والتنوع الحيوي
صنوان لا يفترقان ، وعلينا ان ندرك ان التنمية البيئية المستدامة تشمل
ابعادا رئيسية ثلاثة
1-البعد الاقتصادي لاستراتيجيات الحفاظ على البيئة والتنوع فيها .
2-البعد البيئي بحد ذاته.
3-البعد الاجتماعي واستدامة الامن الاجتماعي .
ومن هذا المنطلق ولاشراك اكبر عدد ممكن من العامة في تعميق مفهوم التنوع البيولوجي اهمية الحفاظ عليه فعلينا تنفيذ ذلك من خلال
أ-ملاحظة سلوكيات الافراد في المجتمع وتنمية السليم منها .
ب- التوعية المسؤولة لقضايا بيئية محددة.
ج-اظهار مؤشرات الخطورة والتلويح باعلامها الحمراء لاصحاب القرار .
د-اشراك الافراد والمجتمعات اشراكا مباشرا لاعطائهم الاحساس بانهم شركاء حقيقيون في ملكية الثروات البيئية وتنوعها .
هـ -وضع خيارات بديلة لتجنب الكارثة وفي هذه الحالة فان الامثلة الحيةمن البيئة المحلية لها وقعها الخاص لدى عامة المجتمع .
وفي هذا التوجه فان اطار العمل التنفيدي للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي فيها يبرز اهمية ما يلي
أ- دور التوثيق العلمي لثروات البيئة وتنوعها وتغير ذلك مع مرور الزمن وتنفيذ المشاريع الاستثمارية والتنموية .
ب-دورالمعشبات ومتاحف التاريخ الطبيعي وتنمية هذا الدور وتوفير الامكانات لنجاحه .
ج-دور المختبرات ومراكز البذور .
د-دورالمحميات الطبيعية البرية والبحرية .
هـ -دور المجموعات الحيوية المختلفة للاحياء الدقيقة مثلا وكذلك بعض المنظمات الدولية .