منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° R2a20texcj3r
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم

إنتظروا منا الأعمال المميزة يوميا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
(https://rafik4educ.yoo7.com/) أين تجد العديد من الملفات الأخرى في منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم يمكن تحميلها من روابط مباشرة و بسهولة تامة مجانا ، من أجل إستمرار الموقع و إستفادتنا من العديد من المزايا الأخرى من طرف صاحب الاستضافة للموقع نرجوك أن تقوم بالضغط على الاعلانات الموجودة في الموقع عند زيارتك له.مع تحيات مدير الموقع :حسام الدين وتواصلوا معنا عبر البريد الالكتروني :houcem43@gmail.com
Cool Blue Outer
Glow Pointer

 

  .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•°

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأستاذ لشهب يونس
المدير العام

المدير العام
الأستاذ لشهب يونس


الأوسمة وسام الاداري المميز
 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° 41627710
الجنـسية : gzaery
المزاج المزاج :  .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° Pi-ca-20
الـبـلـد : الجزائر
نوع المتصفح : fmfire
الهواية : chess
المهنة : studen
الجنس : ذكر
الْمَشِارَكِات الْمَشِارَكِات : 21381
العمر العمر : 29
تاريخ التسجيل : 01/02/2009
السٌّمعَة السٌّمعَة : 751
نقاط نقاط : 1041873
توقيع المنتدى : توقيع المنتدى + دعاء

 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° Empty
مُساهمةموضوع: .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•°    .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° Icon_minitimeالأحد يونيو 05, 2011 7:06 am

 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° 851345

.•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•°

فصاحة اللفظ المؤلف:



مهما
قيل في فصاحة اللّ‍فْظ المفرد مما يبين خصائص الكلمة وجماليتها في حال
الإفراد فإن أثرها الذي يقع في النفس موقع القبول ويتسق مع دلالته الوضعية
يظل دون ما يكون في التأليف. فالوفاء بالمعنى والإمتاع الجمالي شرطان
أساسيان يعبران بصدق عن عواطف القائل وأفكاره... وحينما يراعي المتكلم
الحال والمقام والمخاطب والدقة في الاستعمال؛ فإن كل كلمة تبقى فصيحة في
موضعها على الشروط التي مرت وتكتمل بخمسة أشياء
ذكرها الحكماء كما قال ابن سنان: ((الموضوع والصانع والصورة والآلة والغرض)). (59).
وإذا
كان الأمر كذلك فتأمل شروط فَصَاحة اللفظ المفرد؛ وقُسْ عليها ما يَرِدُ
من الألفاظ عليك، وإنك تعلم الفصيح منه... على الرغم من أنهم خلطوا بين
مفهوم الفصاحة والبلاغة والبيان والجمال كما نراه في قول ابن الأثير:
"شيئان لا نهاية لهما، هما البيان والجمال."
وهذا
كله لا يكتمل إلا بمعرفة فصاحة اللفظ في التأليف... فالتأليف يؤدي إلى
سياق، والسياق يوحي بأشياء كثيرة في فصاحة الكلمة وتأثيرها... وهذا يشكل
وعياً جمالياً بالكلمة في نطقها وفي استعمالها... ويصبح الجمال الفني
قائماً على معايير الانسجام والتلاحم الدقيق في المعنى والتركيب والتناسب
بينهما، مع مراعاة الحالة النفسية.
وقد
تجتمع الفصاحة بشروطها الثمانية في اللفظ المفرد لكن التأليف المختار في
التركيب وفي موقعه الإيقاعي، واتساقه المعنوي، واتساع دلالته أو ضيقه يقلل
من فَصَاحته؛ إن لم يستهجن... وقد تكون الكلمة ثقيلة في اللفظ أو أن
مخارجها متقاربة ولكنها في التركيب تستدعيك فلا يؤخذ غيرها؛ فتمد لك
الآفاق في التصور، وتجري من الإيقاع مجرى التأثير المتصاعد، كما نراه في
كلمة (عسعس)، في قوله تعالى: ]والليل إذا عسعس؛ والصبح إذا تنفس[، ـ (التكوير 81/ 17-18).
فتقارب
مخارج (عسعس) في ذاتها لم يُحِلْ دون استعمالها في تركيب تأليفي يشعر
ببديعِ التصوير وعظمة التأثير، فالظلام يطول ويلقي بثقله على الإنسان
فيرسي فيها هموماً وخيالات شتى فجاءت كلمة "تنفس" لتخرجه من حالته
الكئيبة. وكذلك كلمة (ضِيْزى) في قوله تعالى: ]تلك إذاً قِسمة ضِيْزى[ ـ (النجم 53/22). فلو استخدم مكانها أي لفظ لما وقع موقعها.
ولهذا
فإننا حين نراعي شروط الفصاحة في اللفظ المفرد كما أثبتها البلاغيون فإن
هذه المراعاة تقتضي أن ينظر إليها متكاملة في بلاغة التأليف وفصاحته...
ولاشيء
أدل على هذا من أن ابن سنان الخفاجي أعاد الأقسام الثمانية في اللفظة
المفردة حين تحدث عن فصاحة التأليف في الكلام إلى التأليف ذاته.. فكلمة
(ضِيْزى) التي ذكرناها؛ غريبة في إفرادها، ولكنها تدل أعظم دلالة على
الفصاحة في تأليفها. ويرى ابن سنان أن القسم الأول منها "تأليف اللفظة من
حروف متباعدة المخارج وهذا بعينه في التأليف ثم يوضح مفهومه فيقول":
وبيانه أن يجتنب الناظم تكدر الحروف المتقاربة في تأليف الكلام، كما
أَمرناه بتجنب ذلك في اللفظة المفردة بل هذا في التأليف أقبح". (60).
وليس
يحتاج إلى معرفة قبحه أكثر من سماعه. فأبو العلاء المعري كان متعصباً
للمتنبي، ولكنه لما أنشد بين يديه إحدى قصائده، ووصل القارئ إلى البيت
الآتي، قال: هذا والله شعر مُدْبِر؛ والبيت هو:


ولا الضِّعْف حتى يبلغ الضِّعفُ ضعفَهُ




ولا ضعفَ ضعفِ الضِّعْفِ بل مثله أَلفُ





وطالما
استشهد البلاغيون على تقارب مخارج اللفظ ببيت حرب بن أمية وجعلوه مثالاً
للتنافر والثقل والضَّعف؛ فالمصراع الثاني يثقل التلفظ به وسماعه...:


وقبرُ حربٍ بمكان قَفْرُ



وليس قُرْبَ قبرِ حربٍ قَبْرُ


ولهذا
كله قال الرماني: التأليف على ثلاثة أضرب: متنافر، ومتلائم في الطبقة
الوسطى، ومتلائم في الطبقة العليا..... ثم أرجعها ابن سنان إلى اثنين:
متنافر ومتلائم. وحكي عن الخليل بن أحمد أن التنافر هو تباعد مخارج
الحروف بعداً شديداً حتى يكون بمنزلة الظَّفْر، فإذا قربت قرباً شديداً
كانت بمنزلة مشي المقيد، فكلاهما صعب على اللسان والسهولة في
الاعتدال.(61).
وقد
فصَّلَ ابن سنان القول في القسم الأول كل ما يتعلق بالتنافر اللفظي لقرب
الحروف وتكرار الكلمات التي تؤدي إلى ابتذال في المعنى كقول أبي الطيب:


ومن جاهلٍ بي وهو يجهلُ جهلَهُ



ويجهلُ علمي أنَّهَ بيَ جاهلُ


فقد
ذكر الجهل خمس مراتِ؛ وكرر ـ بي ـ فلم يبق من ألفاظ البيت مالم يعده إلا
اليسير....... ثم ذكر أن المتنبي جمع القبح بأسره في صيغة لفظ له في
بيتين، وكرر فيهما اللفظ فجاء بالغثاثة كلها، (62)، ثم فصّل القول في
مسألة قبح التكرار.
والثاني:
التأليف المختار الحسن مع تباعد الحروف تباعداً مناسباً... "فإن هذا
إنما يكون في التأليف إذا ترادفت الكلمات المختارة، فيوجد الحسن فيه
أكثر، وتزيد طلاوته على مالا يجمع من تلك الكلمات إلا القليل....
فالتأليف المتواتر والمترادف يثير جمالاً قوياً... ويظل القبح في الإفراد
أكثر مما هو في التأليف...
والثالث والرابع من فصاحة الألفاظ ما يتعلق بالتوعر والعامية...
وهذان
الضربان يقبحان في التأليف إذا كثرا فيه... فالإسهاب في إيراد الكلام
الوحشي، أو العامي المبتذل يذهب بهاء التأليف... وهناك من يرى أن التأليف
للألفاظ العامية قد تكون بليغة إذا كان غرضها خطاب العامة... وإنما يجب
الاحتراز من الصيغ في بعض الوجوه المذمومة.
والخامس
أن تكون الكلمة جارية على العُرْف العربي الصحيح، "فللتأليف بهذا القسم
عُلْقة وكيدة لأن إعراب اللفظة تبع لتأليفها في الكلام، وعلى الموضع الذي
وردت فيه... فإن قال لنا قائل: إني إذا أمعنت النظر وأحسنت النظر واعتبرت
قول حسان:


يُغْشَونَ حتى ما تَهِرُّ كلابهم



لا يَسْألون عن السَّواد المُقْبِل


وغيّرتِ
الإعراب عن وجهه"، لذهب تأثير الفصاحة ورونق الكلام... ثم يرى أن "تغير
الكنايات وعدول الضمائر عن النسق في إيرادها ما يزيل شطراً من الفصاحة
وطرفاً من الرونق"، كقول المتنبي:


قوم تفرَّسَتِ المنايا فيكُمُ



فرأت لكم في الحرب صَبْرَ كرامِ


لأن
وجه الكلام قوم تفرست المنايا فيهم فرأت لهم... فإعراب الكلام إنما يدل
على معانٍ، وبه يزول اللبس والغموض والجواز والشاذ... فالإعراب يتعلق
بالفصاحة العربية ومتى خرج الكلام عن الفصاحة العربية في نظام التأليف
انحدرت الفصاحة فيه...
السادس: كراهة وضع لفظ لمعنى آخر قبيح مكروه؛ "فللتأليف فيه تعلق بحسب إضافة الكلمة إلى غيرها"، كقول الشريف الرضي:


أَعْزِزْ عليَّ بأنْ أراكِ وقد خلَتْ



من جانبيكِ مَقَاعدُ العُوَّادِ


فإضافة
(مقاعد) إلى (العواد) إضافة صحيحة، ومعنى (مقاعد)، في البيت صحيح، لكنه
موافق لما يكره ذكره في مثل هذا الشأن... فالتأليف زاد قبح الكلام... ولو
أفرد لما وجد فيه قبح... فلفظ (العُوَّاد) يذكرنا بالمرض وعيادة المريض.
السابع: اجتناب الكلمة الكثيرة الحروف...
ويرى ابن سنان أن كثرة الحروف تعيب اللفظ المفرد؛ وإنما يظهر قبحه في التأليف إذا تكرر كقول المتنبي:


سَمُجَتْ ونبهنا على استسماجها



ما حولها من نَضْرةٍ وجمالِ


فكلمة "استسماجها" رديئة لكثرة حروفها، وزاد التأليف من قبحها حين استعمل معها الفعل "سمجت".... فصار اللفظ بهما سمجاً.
الثامن: تصغير الألفاظ...
وكذلك
تصغير الكلمات عنده لا عُلْقة للتأليف بقبحه وتدّني فصاحته إلا إذا تكررت
ألفاظه أو ترادفت، ثم يقول: "إن تكرار التصغير والنداء والترخيم والنعت
والعطف والتوكيد وغير ذلك من الأقسام، والإسهاب في إيرادها معدود في
جملة التكرار، ويجب التوسط فيه، فإن لكل شيء حداً أو مقداراً لا يحسن
تجاوزه، ولا يحمد تعديه."(63).
وإذا
كانت دراسة ابن سنان للفصاحة المثال المحتذى بعده للدراساتِ البلاغية في
فصاحة اللفظ المفرد والمؤلَّف فإن معاصره عبد القاهر الجرجاني (ت 471هـ)،
قد ركز اهتمامه في التأليف. فهناك ألفاظ حلوة الجرس في موضع ثقيلته في
موضع آخر على فَصاحتها في حال الإفراد... لأن المزية التي من أجلها نصف
اللفظ في شأننا هذا بأنه فصيح مزية تحدث بعد أن لا تكون وتظهر في العلم
من بعد أن يدخلها النظم"(64).
فالفضيلة للفظ تثبت في ملاءمة معناه لما يليه من الألفاظ، وما يسبقه فلفظ (الأخدع)، لا يخفى حسنه في بيت البحتري:


وإني وإنْ بلَّغتني شرف الغنى



وأعتقت من رِقِ المطامعِ أَخْدَعي


فالأخدعان: عرقان في جانبي العنق قد خفيا؛ ولا يخفى الثقل والتكدير في استعمال أبي تمام لهذا اللفظ في قوله:


يا دهرُ قوِّم من أَخْدعيك فقد



أَضْججت هذا الأنامَ من خُرُقِكْ


ويستطرد
الجرجاني في بيان حسن اللفظ المؤلف، واللفظ المستعار الذي يمثل جمالية
التصوير، ويعبر في الوقت نفسه عن فصاحته، فقد تستحق الكلمة الشرف منفردة؛
لكنها في حال مجاورتها لأخواتها في النظم قد تفقد هذه المزية. فالفصاحة
لديه تكمن في إطار عملية (النظم) وتوخي المعاني الأُوَل فالثواني، والأديب
لا يطلب اللفظ المفرد؛ وإنما يطلب المعنى في اللفظ المؤلف؛ وإن لم ينكر
فصَاحة اللفظ المفرد.
وكأني به قد تأثر بعبد الجبار في تفسيره للفصَاحة على أساس النظم الذي يتوخى معاني النحْو.(65).
ثم
يذهب الرازي (ت 606هـ)، مذهبه ويركز على مفهوم خلوص الكلام من التعقيد؛
وكذلك يرى ضياء الدين ابن الأثير (ت637هـ)؛ بينما يشرح السكاكي قبله
(ت626هـ)، مفهوم خلوص الكلام من التعقيد فيقول: هو أن يعثر صاحب الفكر في
متصرفه ويشيك الطريق إلى المعنى (66)، كقول الفرزدق:


وما مثلُهُ في الناسِ إلا مُمَلَّكاً



أبو أُمِّهِ حيٌّ أبوهُ يقاربُهُ.


أما
حازم القرطاجني(ت684هـ)، فقد استلهم ما أتى به عبد القاهر الجرجاني في
المعاني الأُوَل والثواني، ونمَّى نظرية ((النظم)) حين أردفها بنظرية
التناسب التي أتى بها... فقال: "ومن ذلك حسن التأليف وتلاؤمه، والتلاؤم
يقع في الكلام على أنحاء: منها أن تكون حروف الكلامِ بالنظر إلى ائتلافِ
بعض حروف الكلمة مع بعضها، وائتلاف جملة كلمة مع جملة كلمة تلاصقها منتظمة
في حروف مختارة متباعدة المخارج مترتبة الترتيب الذي يقع فيه خفة وتشاكل
ما، ومنها ألا تتفاوت الكلم المؤتلفة في مقدار الاستعمال، فتكون الواحدة
في نهاية الاعتدال والأخرى في نهاية الحوشية وقلة الاستعمال، ومنها أن
تتناسب بعض صفاتها مثل أن تكون إحداهما مشتقة من الأخرى مع تغاير المعنيين
من جهة أو جهات أو تتماثل أوزان الكلم أو تتوازن مقاطعها، ومنها أن تكون
كل كلمة قوية كالطلب لما يليها من الكلم أليق بها من كل مايمكن أن يوضع
موضعها.
وقد
تعدم هذه الصفات أو أكثرها من الكلم وتكون مع ذلك متلائمة التأليف، لا
يدرى من أين وقع فيها التلاؤم ولا كيف وقع، ليس ذلك إلا لنسبة وتشاكل
يعرض في التأليف لا يعبر عن حقيقته ولا يعلم ما كنهه؛ إنما ذلك مثل ما يقع
بين بعض الألحان وبعض؛ وبعض الأصباغ وبعض من النسبة والتشاكل ولا يدري من
أين وقع ذلك".(67).
ثم
يأتي حازم القرطاجني بشواهد تقوي رأيه في نظرية التناسب في الكلام
المؤلف... والمهم لدينا أن العناصر الجمالية في الكلام المؤلف تدخل في
فاعلية التوحّد بين الدلالة و الشكل وقدرته على الإمتاع والتأثير النفسي
والفكري دون تنافر أو تعقيد أو غموض يسقط من جمالية الكلام... ومن هنا
تبرز جمالية التناسب التي تعطي الجملة سحراً أخاذاً.:..
ثم
أعاد القزويني (ت739هـ)، آراء السابقين له، وضبط بدقة صفة الكلام الخالي
من التعقيد؛ فقال: "ماكان الانتقال من معناه الأول، إلى معناه الثاني
الذي هو المراد به ظاهراً حتى يخيل إلى السامع أنه فهمه من حاقِّ
اللفظ".(68).
ورأى
أن كثرة الإضافات وتداخلها، وكثرة التكرار في التأليف يؤدي إلى التعقيد؛
كقول المتنبي؛ وقد كرر في لفظ (غمرة) وهي بمعنى واحد؛ فأوهم وعقَّد
الكلام؛ وأفضى إلى ثقل اللفظ في اللسان:


وتُسْعِدُني في غَمْرةٍ بعد غمرةٍ



سَبُوحٌ لها منها عليها شواهدُ


فمتى حصل ذلك كله وجب الاحتراز منه في التأليف...
وهذا
كله مستمد من آراء عبد القاهر الجرجاني؛ أما حازم القرطاجني فقد أوضح
فكرته في التناسب الإيقاعي والتركيبي، ولعل التعقيد في بيت المتنبي جاء
من عدم إقامة التناسب بين العناصر اللغوية والفنية... مما أسقط جماليته،
ومن ثم وُصِفَت بعض ألفاظه بابتعادها عن الفصاحة.
تلك
هي ملامح جمالية الكلمة في المفهوم وما تتصف به في حال الإفراد والتركيب
من جهة الفصاحة والبلاغة... وقد عُنِيَ القدماء بإظهار خصائصها الأسلوبية
في ذلك كله؛ فكانوا رواداً عظماء في الحديث عن كثير مما تعرفه البلاغة
الجديدة.
ولما
ظهرت الدراسات الأسلوبية الحديثة لم تفترق في نظرتها لجمالية الكلمة فصاحة
وبلاغة عن رؤية القدماء؛ وبقي مفهوم الفصاحة ألصق باللفظ المفرد؛ بينما
ربطت البلاغة باللفظ المفرد والمركب.(69).
ومهما
قيل في هذا الاتجاه يظل مصطلح (البلاغة) شاملاً لعدد من المصطلحات القديمة
كالفصاحة والبيان، والظهور وعلم المعاني وعلم البديع.... وهي جامعة لدلالة
الاصطلاحات الحديثة كعلم الأسلوب، أو الأسلوبية، وفن التأليف، أو فن
الإنشاء؛ والكتابة؛ أو صناعة الكتابة؛ وفن التعبير....
ولما
كان ذلك كله أساسه الكلمة الجميلة الموحية؛ كان عنوان بحثنا (جمالية
الكلمة البلاغية)... ليبقى القديم مستمراً في الحديث على نحو من الأنحاء؛
لكن البلاء والداء يكمن في عقل بعض الباحثين الذين يرون أن كل قديم بالٍ.
وإننا
إذ نقدم رؤيتنا الجمالية فإننا نسعى إلى إيضاحها وإبراز ملامحها في مفهوم
الجملة، وفيما يليها من مكونات البحث. فقد لا نتفق مع جملة من
المواضَعات التي رغب فيها القدماء للفصاحة والبلاغة... فما قد يكون غير
فصيح من الألفاظ في موضع فإنه كان فصيحاً وجميلاً في موضع آخر؛ هذا من
جهة، ومن جهة أخرى فإن تقارب الحروف أو تنافرها، أو ما قيل عن غرابة
الكلمة ووحشيتها يكون على غاية من البلاغة والفصاحة في مواضع استعمالها،
على وجود شيء في النفس منها. فماذا يقول المرء في لفظ (عَسْعَس)،
المتقاربة المخارج من قوله تعالى: ]والليل إذا عَسْعَس[، (التكوير 81/17)، ولفظ (أثاقلتم) في قوله تعالى: ]فما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله أثّاقلتم إلى الأرض[ (التوبة 9/38)،
فلا
يشك أحد حين يردد لفظ (عسعس) و(أثاقلتم) فإنه سيجد ثقلاً على اللسان
وضغطاً على الحروف، إما لتقاربها، وإما لتكرارها... ويثور السؤال في
الذهن، أيُّ الألفاظ يمكن أن تقوم مقامها في سياقها؟ فيأتي الجواب بأن
المرء لا يمكن أن يجد أفصح منها في تأدية الوظيفة التي حملتها، في
سياقها... وبهذا تكمن فصاحتها، على تقارب مخارج حروفها...
فالمنهج
العلمي الموضوعي هو الذي يسعى إلى استخلاص أبعاد الجمال البلاغية في
اللفظ، وما يعبر عنه سياقه من معانٍ نفسية وفكرية... فالألفاظ تشاكل
دلالتها وإيحاءاتها سواء كانت غريبة أم مألوفة، واللفظ الغريب إذا استعمل
في سياقه الدقيق، يصبح فصيحاً كما في كلمة (ضيزى) المضروبة مثلاً
للغرابة... ولكنها في حالة استعمال القرآن لها وهي حالة وحيدة لم يقع في
موقعها أفصح منها، ]ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذاً قِسْمة ضِيْزى[ (النجم53/22)...ومثلها لفظ (أغطش) في قوله تعالى:]أأنتم أشد خَلْقَاً أم السماء بناها، رفع سِمْكَها فسوّاها، وأَغطش ليلها، وأَخْرَجَ ضُحاها[، (النازعات 79/
27-
29)....فكلمة (ضيزى) تدل على التعسف في القسمة، فهي غيْر عادلة، و(أغطش)
تدل على تقريع المعاندين المنكرين للبعث. فلو اختير غيْرهما للدلالة
المقصودة لما وقعنا على هذا الإيحاء الخاص الرائع في جمال الأسلوب وشدة
اقتضاء اللفظ لمعناه ودقته... فلفظ (أغطش)، على غرابته أعظم فصاحة في
الدلالة على شدة الظلمة في موقعه من كلمة (أظلم)، التي تعد مألوفة عند
البلاغيين وأكثر فصاحة....(70).
فالباحث
حين يتحدث عن فصاحة الكلمة، فإنه يتوقف عن الشروط التي وردت عند
البلاغيين؛ ولكنها شروط غير مطردة، ولا منزهة عن الغلط.. فكل كلمة فصيحة
في ذاتها بليغة إذا أحسن استعمالها في سياقها وقامت بدلالة أو وظيفة لا
تقدر كلمة أخرى عليها... ومن هنا نرى أن كلمة (غطش) بقيت غريبة في قول
الأعشى التالي بالقياس إلى الاستعمال القرآني:


ويَهْمَاءَ بالليل غَطْشَ الفلا



ةِ يُؤْنِسني صَوْتُ فَيّادِها


فجمالية
الكلمة وفصاحتها لا يكمن في ذاتها، ولا تستند إلى الذوق الرفيع؛ ولا دقة
أدائها لدلالتها في موقعها المناسب مع أخواتها، وعدم تعارضها مع المنطق
والفكر، .... وإنما يعود إلى ذلك كله... فهي لذلك كانت من القرآن الكريم،
أكثر سمواً وجمالاً، فكانت اللفظة تؤكد فصاحتها وجماليتها في سياقها الذي
لا يكون غيره؛ "ولكل شيء موضع، وليس يصلح في كل موضع، وقد قسم الله الخير
على المعدلة" كما قال الجاحظ(71).
وإذا
كان كل زيادة في المبنى يعني زيادة في المعنى فإن هذا يجعل عدد الحروف
غيرمتساوٍ في الكلمات لفظاً ودلالةً، ومن ثم ترتيباً في البنية والموقع
(72). مما يعني أهمية اختيار لفظ دون لفظ لهذا المعنى أو ذاك والدقة في
استعماله الوظيفي السياقي.
وهذا
لا يعني أننا ننكر جمالية الكلمة أو بلاغتها في اللفظ المفرد، ولكننا
نقوي من ذلك في طريقة التخير اللفظي لموضوعه ومقامه، وفق القاعدة
البلاغية (لكل مقام مقال) وعملاً بما كان يفعله الرسول الكريم من تغيير
كلمات مكان كلمات، أو توجيه السامع إلى ذلك... كفعله حين استمع إلى بعض
الشعراء(73)، وكذلك ما يفهم من التوجيه الإلهي: "]يا أيها الذين آمنوا؛ لا تقولوا: راعنا، وقولوا: انظرْنا[، (البقرة 2/104).
فالأصل
في جمالية الكلمة ماقام عليه الاستعمال ليدل بدقةٍ متناهية على الوظيفة
التي يؤديها .... فكلمة (راعنا) غَيْر مذمومة وهي فَصيحة في ذاتها؛ ولكن
لهذه الكلمة معنىً مذموماً عند اليهود، لذلك نُهي المؤمنون عن مخاطبة
الرسول الكريم بها.(74). فليست البلاغة إلا حق النظم وحسنه كما يفهم من
قول للمبرد: "فحق البلاغة إحاطة القول بالمعنى، واختيار الكلام؛ وحسن
النظم حتى تكون الكلمة مقاربة أختها ومعاضدة شكلها"(75). و"لا نظم في
الكلم ولا ترتيب حتى يُعلَّق بعضها ببعض، ويبنى بعضها على بعض، وتجعل هذه
بسبب من تلك".(76).
فالبليغ:
من يحوك الكلام على حسب الأماني، ويخيط الألفاظ على قدود المعاني". (77).
ورحم الله الجاحظ حين قال: "والأسماء في معنى الأبدان والمعاني في معنى
الروح. اللفظ للمعنى بدن والمعنى للفظ روح. ولو أعطاه الأسماء بلا معانٍ
لكان كمن وهب شيئاً جامداً لا حركة له، وشيئاً لا حِسَّ فيه، وشيئاً لا
منفعة عنده". (78).
وعن هذا الكلام صدر ابن طباطبا في (عيار الشعر) لمفهوم اللفظ والمعنى (79). وابن رشيق في (العمدة)(80).
بهذا
تلقينا مفهوم الفصاحة في اللفظ المفرد والمؤلف، وأدركنا وجه التفاعل لكل
كلمة مع أخواتها وفي سياقها، فتحقق لنا ماهية جمالية بديعة... فالظواهر
البلاغية بأشكالها كلها تبرز أن الكلمة الجمالية الأولى حين تتلقانا...
وحين نستقبلها، إنما يكون لها هذه الخاصية في إطار تمثل جمالياتها في
اللفظ المفرد أولاً ثم المؤلف ثانياً (81)، لأننا نرى أن أسباب تكيف
الكلمة في الجملة يعطيها إيحاءات جمالية لا تكمن في إفرادها... فنحن نكتشف
العناصر الفنية الجمالية الثرية في التبدل اللفظي التركيبي المناسب للمقام
والحال....
ومن هنا نتجه إلى إدراك طبيعة ذلك ووظيفته في الفصل الثاني الذي يتبنى مفهوم معرفة جماليات الجملة، وبعض أحوال الإسناد فيها....










_________________


 .•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•° 011




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/RafikEducation/
 
.•°°•.♥.•° ( فـــصـــــاحـــة اللــــفـــــظ المـــــؤلـــــف ) .•°°•.♥.•°
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــــتديات الرفـــيــق للتــعلـــيم :: ˆ~¤®§][©][ منتديات اللغات ][©][§®¤~ˆ :: منتدى اللغة العربية-
انتقل الى:  
حقوق المنتدى

الساعة الانبتوقيت الجزائــر
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات الرفيق للتعليم
Powered by phpBB2 ® Rafik4Educ.yoo7.com
Rafik4Educ.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2009 - 2019

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 )) و متصفح فايرفوكس ::.

جميع المواضيع و الردود تعبر عن راي صاحبها ولا تعبر عن رأي إدارة منتديات الرفيق للتعليم بــتــاتــاً
»»إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق


للتسجيل اضغط هـنـا