||~ الجفاف فى الصين يهدد الأمن الحيوي لمجرى نهر اليانغتسي ~||
أعضاء و زوار منتدى - شؤون بيئية - مرحباً بكم
الجفاف فى الصين يهدد الأمن الحيوي لمجرى نهر اليانغتسي
شهدت
الصين جفافا نادرا فى منطقة المجرى الأوسط والأدنى لنهر اليانغتسى ، التى
كانت تتمتع بوفرة موارد المياه. وأسفر الجفاف عن الحاق اضرار كبيرة ببيئة
الأراضى الرطبة فى هذه المنطقة وأصبحت البحيرات العذبة حولها ناضبة في
بداية يونيو الحالي .
وقال تشانغ يوه مينغ, صاحب مزرعة لتربية
المنتجات المائية فى محافظة ليشوى بمقاطعة جيانغسو الواقعة فى منطقة
المجرى الأوسط والأدنى لنهر اليانغتسى " اننى لم أشاهد جفافا مثل هذا من
قبل وماتت النباتات المائية فى بحيرة شيجيو واختفت الأسماك أيضا."
وكانت
هذه البحيرة قد وصل عمق المياه بها الى عشرة أمتار وأصبحت ناضبة في اواخر
مايو الماضي وعلى قاعها شروخ كثيرة يبلغ عرضها ثمانية الى تسعة أمتار
وانتشرت فى القاع أسماك نافقة .
وتعد حالة بحيرة شيجيو متوسطة الحجم فى هذه المنطقة مثالا واحدا فقط لما آل اليه الجفاف الشديد الذى لم تشهده المنطقة فى تاريخها .
وقد
تراجع حجم هطول الأمطار فى منطقة المجرى الأوسط والأدنى لنهر اليانغتسى
منذ العام الماضى بمقدار 30 بالمائة الى 80 بالمائة, مسجلا أقل حجم لهطول
الأمطار منذ عشرات السنين . وبسبب ذلك, انخفض منسوب المياه في نهر
اليانغتسى وأيضا بحيرة بويانغ(أكبر بحيرة للمياه العذبة فى الصين) وبحيرة
دونغتينغ(ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة بالبلاد) , وأصبحت بعض البحيرات
ناضبة.
وأظهرت احصاءات صادرة عن ادارة الاغاثة من الكوارث لوزارة
الشؤون المدنية أن 34.833 مليون شخص فى المقاطعات الخمس بهذه المنطقة وهى
جيانغسو وآنهوى وجيانغشى وهوبى وهونان, عانوا من الجفاف و4.236 مليون شخص
واجهوا صعوبات فى الحصول على مياه الشرب وبلغت مساحة الأراضي الزراعية
المنكوبة 3.7051 مليون هكتار ووصلت الخسائر الاقتصادية المباشرة الى 14.94
مليار يوان صينى ( الدولار الأمريكى يساوى حوالى 6.5 يوان).
وقال
جيانغ جيا هو, الباحث فى معهد أبحاث الجغرافيا والبحيرات فى مدينة
نانجيانغ لأكاديمية العلوم الصينية, ان انخفاض حجم هطول الأمطار أدى الى
نضوب البحيرات وخزانات المياه وقد يأتى بتأثيرات خطيرة للبيئة البيولوجية
للمجرى الأوسط والأدنى لنهر اليانغتسى.
وتعتبر منطقة المجرى الأوسط
والأدنى لنهر اليانغتسى "بلد السمك والرز" فى الصين منذ القدم وأعالت نحو
نصف سكان البلاد بمنتجاتها الزراعية والمائية الوفيرة.
بيد أن
الانسان غير بيئتها الطبيعية تماشيا مع التنمية وأصبح نظامها البيئى هشا.
وخاصة فى السنوات الأخيرة, حيث تحولت كثير من الحقول الزراعية الى مدن
والبرك والجداول الى مصانع فى اطار عملية التصنيع والتحضر.
تقع
بحيرة هونغهو فى المجرى الأوسط لنهر اليانغتسى وتعد احدى أهم المناطق
البيولوجية فى العالم والتى حددها الصندوق العالمى للطبيعة. وتعد منطقة
الأراضى الرطبة للبحيرة خزانا طبيعيا لنهر اليانغتسى وكانت قد لعبت دورا
مهما فى تنظيم موارد المياه وتخزينها فى موسم الفيضان.
ويوجد فى
محمية بحيرة هونغهو حاليا 494 نوعا من النباتات و774 نوعا من الحيوانات
ولكن الجفاف ألحق أضرارا كبيرة ببيئة البحيرة البيولوجية, حسبما قال تسنغ
شياو دونغ مدير مصلحة ادارة الأراضى الرطبة للبحيرة.
وأضاف تسنغ أن
الوقت الراهن هو موسم البيض للأسماك وذلك يحتاج الى منطقة ضحلة المياه
ولكن البحيرة أصبحت ناضبة في اواخر مايو الفائت ونفق الكثير من الأسماك
الكبيرة والشتلات , مشيرا الى أن ذلك يعد ضربة قاسية لموسم البيض ، وتعرضت
موارد الأسماك لخسائر فادحة .
وقال ليو قوى هوا الباحث فى حديقة
النباتات فى مدينة ووهان لأكاديمية العلوم الصينية ان الجفاف أثر على
البيئة الحيوية للأراضى الرطبة بشكل خطير خاصة على الحيوانات المائية
وهناك امكانية انقراض موارد النباتات المائية فى بحيرة هونغهو.
ومن
جانبه, قال وانغ شين شى عمدة بلدة لوهشان المطلة على بحيرة هونغهو ان
البيئة الحيوية للبحيرة لن تنتعش بسرعة حتى ولو تدفقت المياه فى البحيرة
فى وقت قصير لأن الكائنات الحية فيها مثل الأسماك والنباتات المائية تعرضت
للتدمير وهى ضمان للنظام البيئى للبحيرة.
كما يهدد الجفاف أمن حياة
دلفين نهر اليانغتسى الذى يعتبر حيوانا وحيدا من الثدييات فى النهر وأيضا
حيوانا نادرا تم ادراجه فى قائمة الحماية على المستوى الوطنى من الدرجة
الثانية. وينتشر هذا النوع من الدلافين فقط فى المجرى الأوسط والأدنى لنهر
اليانغتسى وبحيرتى بويانغ ودونغتينغ ويبلغ عدده نحو 1000.
وانخفض
منسوب المياه فى محمية دلفين نهر اليانغتسى على المستوى الوطنى فى مدينة
شيشوه بمقاطعة هوبى الى 20 مترا بسبب الجفاف المتواصل لأكثر من 200 يوم.
وقال وانغ دينغ خبير بحوث الدلافين فى معهد الحيوانات المائية لأكاديمية
العلوم الصينية ان انخفاض منسوب مياه النهر أدى الى تقصير منطقة نشاطات
دلفين نهر اليانغتسى وتقليل الأسماك , وعليه يواجه الدلفين خطر الجنوح كما
يواجه نقص المأكولات.
أما فى أكبر بحيرة للمياه العذبة بالصين--
بحيرة بويانغ, فقد تحولت المنطقة المركزية للبحيرة الى مروج في اواخر مايو
الماضي . وقال داى نيان هوا, نائب مدير مركز بحوث بحيرة بويانغ لأكاديمية
العلوم بمقاطعة جيانغشى ان نقص المياه فى البحيرة لا يؤثر على الحياة
والانتاج فى المنطقة حولها فحسب , بل يأتى بالمخاطر لنظام البيئة المائية,
مضيفا أن الجفاف فى البحيرة سيؤثر على الطيور المهاجرة التى تقضى الشتاء
هنا بسبب انكماش مساحة النباتات المائية وأنواع الأسماك وعددها.
وذكر
تقرير عن التغيرات الجوية لمجرى نهر اليانغتسى أصدره الصندوق العالمى
للطبيعة فى عام 2008 أن الحالات الخطيرة للفيضان والثلوج والجفاف تزداد فى
المجرى فى اطار الاحترار العالمى فى عشرات السنوات الماضية خاصة منذ
تسعينات القرن الماضى.
ويتوقع التقرير أن ترتفع درجة الحرارة
الأرضية فى مجرى نهر اليانغتسى 1.5 درجة مئوية الى درجتين فى غضون الخمسين
سنة المقبلة وقد يحدث المزيد من حالات المناخ المتطرف بسبب الاحترار
العالمى.
وأكد جيانغ جيا هو, الباحث فى معهد أبحاث الجغرافيا
والبحيرات فى مدينة نانجيانغ لأكاديمية العلوم الصينية أن الحدوث المتواصل
لحالات المناخ المتطرف قد حول الجفاف على مستوى المناخ الى جفاف على مستوى
البيئة البيولوجية وأصبحت تأثيراته أشد مع مرور الأيام .
وأشار الى
أنه على الحكومات أن تهتم ببناء مشاريع الحفاظ على المياه من أجل استخدام
موارد المياه بشكل معقول وتقليل تأثيرات الجفاف السلبية على البيئة.
وبدوره,
قال داى نيان هوا انه لانقاذ بحيرة بويانغ, فمن الضرورى اتخاذ اجراءات
لتنظيم موارد المياه ورفع وظيفة الغابات لتخزين المياه ومكافحة استخراج
الرواسب الغرينية غير القانونية وتعزيز حماية البيئة البيولوجية حول ضفاف
النهر.
وشدد خبراء بأنه يتعين على الصين أن تهتم بحماية الغابات
والتربة حول مجرى نهر اليانغتسى وخفض الأضرار الناجمة عن الانتاج الزراعى
والصناعى, من أجل خلق بيئة متناغمة بين الانسان والطبيعة.
إلى هنا أكون قد أنهيت موضوعي
مع تحياتي الخالصة