[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ㄨ彡 الفقر .. مأساة موجعة !彡ㄨ
" تشير الساعة إلى الرابعة صباحا ، و أنا لا أزال مستيقظا ، لم يغفل لي جفن و لم أستطع أن أواري رأسي تخت
ذلك الغطاء البارد لأحظى ببعض الراحة . لم يكن بوسعي حتى النهوض ، و أصلا لماذا أنهض ؟ !
أ لأرى ذلك الجسم الضعيف الهزيل ؟! أ لأزيد آلمي بصورة أطفالي الثمانية و هم يبكون و تشارف أرواحهم على الخروج
من شدة الجوع ؟! أو لأسمع صوت زوجتي المأنب فأزيد على ضميري حملا آخر ؟!
لا فائدة من النهوض ، لا وسيلة للهروب .. لا مناص للفرار من هذا الحجيم إلا بالموت !
.. حيثما ذهبت ، و أينما إرتحلت أجد بيوتا قصديرية تحكي مأساة أصحابها ، متى أطلقت العنان لأذني
لعلي أسمع زقزقة العصافير فأريح عن خاطري أصدم بأنين أشخاص إشتاقوا لمذاق الطعام ،
ما بقي لي إلا أن أتخذ بقعة من هذا العالم الواسع لأجلس فيها و أبدا في التفكير بما مر ، باكيا على سنوات
مضت دون أن يكون في جيبي فلس واحد ! ..
هي حياتي أيها الإخوة و قصتها ، هي ذي آلامي و توجعاتي .. الحال يتكرر يوميا ، لا أملك
ما أفعل ، قد أبدو ناقما على الحياة غير مبالي بما قدمت للوفاة ، غير مراعي لحقوق ربي و متناسي
عبادتي و أصولي و أخلاقي و سمعة لقب الإسلامي ! لكن هذه هي ضريبة خطئي و ذنبي .
لذلك سأصرخ حتى تتقطع حبالي الصوتية ، سآخذ الحديد و أذيبه فأصنع منه سلاحا أعتدي به على نفسي ..
سأسيل الدماء السوداء فاكتب بها ما يريد قلبي حقا تدوينه ..
ليذهب الكل للجحيم بمن فيهم من كان سببا في حالتي ، لا يهمني القادم و لا أكترث للمجهول ،
الكل يكرهني ، فليكن ما يكن ... لن يزيد ما اكتبه و لن ينقص في العالم شيئا ..
نعم ! سألخص كل ذرة من العذاب و الألم ، الحقد و الغضب و رغبة الإنتقام ,, حكم علي بالموت
داخل سجن العبودية و العذاب لمدى طويل أبدي ، و أصدر هذا القرار بحقي ، فقط لأن ذنبي
أنني فقير ! "
،،
أبى قلمي أن يكمل ما بدا ، و إستحال حبي للدنيا إلى ألم و حزن يزدادان مع مرور الأيام ، بأي لغة
بالله عليكم سأصف و أكتب ما دمعت له عيني ، انى لي أن ارتاح و أنى لقلبي أن يتمتع بلحظة سعادة بعد الآن ؟!
كل ذلك لن يحدث فما شهدته اليوم سيقى محفورا ها هنا .. في قلبي ! إنها المعاناة ، إنه الفقر .. تتعدد الأسباب من إفلاس
و تبذير و حتى نهاية محتومة للبعض ، لكن أبدا لن تختلف النتائح :
ذل و مهانة ، نقص كرامة عند المجتمع ، جوع يقطع البطن ليلا ، ضحكات تنغص العيش ، و نظرات تهز الثقة بالنفس !
التحليل هنا لن يفيد ، لأنه الفقر يصنع الجهل و يصنع هذا الأخير في صاحبه شخصية وحشية ،
إستعدادا للقتل ، الخطف ، أو حتى الإنتحار طلبا في شيء واحد وحيد :
رغيف خبز !
،،
في نظر البعض الفقر إبتلاء لإختبار صبرنا ، قد يظهر لكم أن هذا الأنر سهل !
صدقوني لأ أتمنى لا للآخرين و لا لي هذا العذاب ، لا يستحق أحد أن يعيش كل حياته محاطا بقذارة الحسابات و الخوف من إنتهاء المصروف !
إنه يجعل من الشعب طبقات مختلفة : هناك العليا التي يقتلها الجوع ، و هناك السفلى التي يعذبها الشوق لإمتاع نفوسها ..
في كل الحالات : إنه مصاص دماء يتغذى على طيبة و أخلاق و دم العبد ! كل هذه الكلمات دفعت قلة إلى بناء إمبراطورية من المال
حتى عبر الطرق الغير شرعية فقط لتتجنب المعاناة .هناك من يستعملون الأوضاع الإجتماعية للإنسان كويسلة للتعذيب النفسي ،
دكاترة و علماء ، ادباء و شعراء تفننوا في وصف هذه العلة لكن فليكتبوا و يدونوا ما يشاؤون ، طالما أن كلامهم لن
ينقذ بلايين البشر يتمنون أن يعيشوا كما يريدون ! يتذوقون ما يشتهون ! يرتحلون كما يحبون ! يستمتعون كما يتمنون !
رائحة الفقر تفوح ، أ تعلمون ؟
بالنسبة لي إنه أكثر خطورة من العنصرية ، الفقر يولد المتاعب ، المشاكل ، القتل و الإنتهاكات المحرمة .
ما المخدرات إلا وسيلة لتناسي الأمر ، شبابنا ضائعون و مخنوقون ، مقيدون بسلاسل الفقر كالعبيد .
و إن لم نتحرك لإنقاذهم .. يوما ما سنسلم عليهم أربعا لوفاتهم !
،،
بمناسبة هذا الموضوع ، تذكرت كلمات كتبتها سابقا ..
أتمنى أن تعجبكم ، و أن أستطيع بها أن أحرك قلوبكم :
إلتف حوله كالأفعى فنفثت سمها داخل دمه ، و أصبح يحتضر ..
يرى المعاناة امامه ، و هو ساكت فلا يستطيع فعل شيء و لا قول حرف !
فقط دموعه التي تنهمر كلما شاهدت تلك المواقف التي صنعها الفقر ..
مأساة إنسانية تصف نفسها ، و تتكلم عبراتها عنها ..
كيف ؟ لماذا ؟ متى ؟ و هل ؟ أسئلة كثيرة طرحت نفسها ..
و كالعادة لا إجابة تشفي غليل سائل يتمنى فقط أن يشاهد شعبه سعيدا !
فيقتلع قلبه من مكانه رغبة منه في عدم الشعور ،
يقفل على أحاسيسه لكي لا يبدا بالبكاء على حالة لا يستطيع عليها أمرا ..
إستحال عليه الأمر و دفعه إلى الإرتحال ممسكا بتلك الورقة التي محى عنها الدمع حروفها ..
و لم يترك سوى جملة تخترق سهامها القلب فتقطعه ،
غير آبهة بحال المسكين و لا ما جابه في سبيل سعادة أمته ،
يريد إصلاح الخلل غير أن مكامنه مجهولة ، و على ذلك رأى أن الدموع مسحت كل الكلمات ..
و أبقت على جملة في أسفل الورقة ليتخذها شعارا له ..
إستجمع قوته ، أدار وجهه و أبصر تلك القرية المدمرة التي شوارعها بلا أسماء /
و مع كل ذلك إنهمرت العبرات ، فتح فمه و صرخ بأقصى ما يملك :
لو كان الفقر رجلا لقتلته ..
مع هذه الصرخة صعدت روحه ، لكنه إستراح لأنه قاتل و جابه ما دمر أسرته ..
لأنه جعل نفسه شهيدا في معركة الفقر !
اخــو ~~> ../زيـ،ـ../ـن الـ ع ـ،ـ../ـآ بـ،ـديـ،ـ../ـن ..<~~ كـم
/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/\/
النقآش مفتوح في اطآر الفكرة اعزآئي ..
وخير ..ختآم .. سلآم